مُدَوَّنةْ


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


هنا أنقل شيئًا يسيراً من قبس ما تعلمت علّه يضئ لغيري كما أضاء لي..و أدون بعض ما يجول بخاطري، وأنقل بعض ما استوقفني📖✒

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾
ولا يطمئن بذكر الله إلا قلبٌ قد عرفه وأحبه واشتاق إليه، فصار ذكره له أمانًا، ولقلبه طمأنينةً وحناناً،
فالقلب الذي عرف الله بأسمائه وصفاته،
القلب الذي عرف رحمته، وبره، ورأفته، وإحسانه، ولطفه، وتدبيره، وحكمته، وفضله، وجبره، وشكره، ومغفرته، وعوضه،
القلب الذي شاهد حكمته، وقدرته، وهيمنته، وعزته، وقوته، وقهره،
القلب الذي أدهشه علمه، وسمعه، وبصره، وإحاطته، ومعرفته بخائنة الأعين وما تخفي الصدور،
القلب الذي علم أنه الأول الذي لم يكن قبله شيء، وأنه الآخر الذي ليس بعده شيء، وأنه الظاهر الذي ليس فوقه شيء، وأنه الباطن الذي ليس دونه شيء،
القلب الذي عرف أنه الحي القيوم، الذي وسع سمعه الأصوات، وأحاط علمه جميع الجهات،
القلب الذي علم أنه الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد..
هذا القلب الذي شاهد ذلك وعاينه وعايشه وأيقن به، قلب قد عرف عظمة خالقه، وأحب تفرده، فاستلذ بطاعته، واطمأن بذكره، وأنِس بالخلوة به.
فلا يذكره خائفًا إلا أمن،
ولا محزونًا إلا سَكَنْ،
ولا قلقًا إلا هدأ،
ولا مبتلىً إلا رضي،
ولا تائبًا إلا رجى،
ولا مكلومًا إلا شُفي،
ولا يذكره على أي حال إلا اطمأن..
فلله قلب هذا صاحبه، ولله قلب هذا مراده..

#تدبر
#فقه_الأسماء_والصفات


سُئِل أحد المشايخ المربين الأفاضل عن الرجل يريد أن يصحح نيته بأثرٍ رجعي، هل هذا ممكن؟
بمعنى: أن الرجل يعمل عملًا مما يُبتغى به وجه الله تعالى بنيةٍ فاسدة، ثم يندم بعد ذلك ويدرك مدى ما ضيّعَ على نفسه من الأجر، فهل يستطيع بعد انقضاء العمل أن يصحح تلك النية بحيث يتحصل على أجر العمل الذي عمله بنيةٍ فاسدة أم أنه قد فاته ذلك ولا سبيل لتحصيله؟

فكان جواب الشيخ كالتالي:
أولاً: أشار إلى الخلل في سؤال السائل، بحيث أن السائل لم يكن مُدرِكًا لعظم الجُرم الذي ارتكبه في حق نفسه وفي حق الله تبارك وتعالى، حيث أنه بهذه النية الفاسدة قد عمل عملًا يعد من أكبر الكبائر؛ وهو أنه أشرك بالله معه غيره، والله تعالى يقول: "من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"، ويقول: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
فينغي أولاً على السائل أن يُدرك مدى فظاعة ما ارتكب، وأن يُسرع في التوبة والاستغفار والانكسار إلى الله تبارك وتعالى سائلًا إياه أن يعفو عنه، وأن يقبل توبته، وألا يؤاخذه بجريرته.
فهذا الذي ينبغي أن يكون شاغلًا لنفس من وقع في مثل هذا الأمر ابتداءً، لا أن يكون همه هل أستطيع أن أحصل الأجر بأثرٍ رجعي أم لا!

أما الشق الثاني من الجواب فقال:
فإن فعل ذلك _ يعني استشعر خطورة ما وقع فيه من الشرك وسارع بالتوبة والإنابة_ فإنا نرجو إن تقبل الله توبته أن يكون ممن قال الله فيهم: "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات".

والجميل في هذا الجواب؛ أن الشيخ لم يكتفِ بالإجابة على السائل بنعم أو لا، بل نبهه لأصل الخلل، وأعاد ترتيب الأولويات وكشفَ شيئًا من الخلل الحاصل في مراتب الأعمال لدى السائل، فبيَّن له أن التوحيد والإخلاص يأتي على هرم الأولويات، وأنه أعظم المركزيات، وأن أخشى ما يُخشى على العبد أن يشوه هذا الأصل لديه فيصير ندمه على فوات الأجر أعظم في نفسه مما قدح في التوحيد لديه، بعدما كان السائل قد جعل تحصيل الأجر هو غاية الهرم وأعلاه..

#فوائد_تربوية
#منهجيات
#ترتيب_الأولويات


كلما كان الإنسان أكثر ملاحظة لمعاني ألطاف الله سبحانه وتعالى به، ورحمته، وجبره، وحكمته، وغفرانه، وتوبته، وبره وغير ذلك من المعاني، كان هذا أدعى لأن يكون متصفًا بهذه الأوصاف في معاملته مع الخلق،
ومن هنا نفهم سماحة نفس يوسف عليه السلام، وإحسانه المستمر رغم البلاء العظيم الذي مره به، حيث أنه كان ملاحظًا لإحسان الله له ولطفه به في كل مراحل عمره فقال: " وقد أحسن بي"، وقال: "إن ربي لطيف لما يشاء"، فلما كان ملاحظًا لهذا المعنى أنعكس ذلك على نفسه وأخلاقه رحمةً وبراً وإحسانًا.
وتأمل قول الله سبحانه وتعالى: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، وكان أبو بكرٍ رضي الله عنه قد أقسم ألا ينفق على مسطح بعدما قال على ابنته عائشة ما قال، فلما أنزل الله هذه الآية قال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح نفقته التي كان يُنْفِق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبدا.
ومن هنا نفهم لماذا كلما كان الإنسان أكثر معرفةً بالله سبحانه وتعالى وصفاته وأسمائه كان أكثر رحمة بالخلق من غيره.

#تأملات
#خواطر
#فقه_الأسماء_والصفات


من المعالم المنهجية في التربية وغرس المفاهيم الأساسية التي استفدتها شخصيًا من منهج الشيخ المربي أحمد السيد:
أهمية تكرار المعاني المركزية وتأكيدها، ولفت النظر إلى أهميتها، وطلب العناية بها، وعدم الاكتفاء بالإشارة إليها إشارات عارضة مخافة سآمة المتلقي والمستمع، وهذه طريقة القرآن في عرض المركزيات الكبرى؛ من الحديث عن الله تبارك وتعالى، وعن تقرير اليوم الآخر، وعن المفاهيم الكبرى من التسليم والعبودية وغيرها من القضايا الكلية الكبرى في الشريعة.
فليس كل المتلقين على نفس المستوى من الإدراك والفهم والعلم، فمنهم من لا يحتاج إلى أكثر من مرةٍ لإدراك خطورة الأمر ومركزيته، ومنهم من لا يدرك ذلك إلا في المرة العاشرة، وهكذا.
والفائدة الأخرى من هذا التكرار؛ هو ترسيخ هذه المفاهيم في نفس المتلقي وتثبيتها، وإعادة تذكيره بها حتى بعد استيعابه لها، فيبقى في حاجة لزادٍ دائمٍ يبقي جذوة هذه المعاني متقدة في نفسه لتؤزه أزاً للعمل بمقتضاها، واستحضار مركزيتها حتى لا يحيد عن الطريق.
#منهجيات
#فوائد_تربوية


'أن تفيض روحك وأنت واقف على ثغرك تؤدي رسالتك'
بقدر ما في هذه الصورة وهذا الخبر من ألم، بقدر ما فيها من إلهام وحافزٍ وتثبيت لكل عاملٍ على ثغر، لكل مصلحٍ يسعى ويرجو نهضة أمته، وعز دينه، وإعلاء كلمة الحق والدين، أن يتوفاه الله وهو ثابت على قضيته، ثائر في وجه الباطل، صادع بكلمة الحق .. "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر"
…هنيئًا هنيئًا…
#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


"ما عندكم ينفد وما عند الله باق"
حزنك يا محزون سينتهي،
همك يا مهموم سينفد،
بلاؤك يا مبتلى سيزول،
كل ذلك سيزول وينفد،
والذي سيبقى فقط هو أجر ذلك وثوابه إن أنت صبرت وآمنت واتقيت، فالله وحده هو الباقي، وكل ما دونه فانٍ زائل.

#تأملات
#خواطر.


من المعاني التي تزرعها سورة "تبت" = سورة "المسد" في نفس الإنسان المؤمن؛ معاني العزة والقوة الإيمانية، فهي من أوائل السور التي نزلت على النبيﷺ، وحاله ومن معه حال استضعاف، وحال المشركين وأهل الباطل حال تجبر وتسلط وبغي على المؤمنين، فنزلت هذه السورة في هذه الحال التي يُظنُ معها أن من طبيعتها أن يشعر أهل الحق بالانكسار والذُل لما يلاقونه من عداء أهل الباطل لهم وتسلطهم عليهم، نزلت تنقل المؤمن ببصيرته إلى العاقبة والمآل، نزلت بنظارةٍ مختلفة تجعله يبصر الأشياء على حقيقتها؛ فيرى أهل الباطل وهم في عز تجبرهم أنهم أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير، يراهم وهم يُعذبون ويصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمل، يراهم وقد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون، نزلت تملؤه بكل معاني العزة والإباء، فلا يمنعه ضعف حاله أن يقول للكافر ولكل من أعانه عليه بكل عزةٍ وشموخ: "تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارًا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد".
إنها نظارة القرآن، من لبسها أبصر معاني عزة المؤمنين، وذل الكافرين، أبصر الأشياء على حقيقتها!

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


من المعاني التي استجدت في نفسي بعد أحداث غزة هذه المرة؛ أن ما نقدمه لهم من واجب النصرة بأي صورة من صوره؛ سواءً بالمقاطعة، أو نزول المظاهرات، أو بذل المال، أو نشر الوعي، أو غير ذلك، إنما هو من اسمه = (واجب علينا)، وليس تفضلًا منا عليهم، ولا هو من باب التعاطف الإنساني المحض، وإنما أنا وأنت وكل واحد منا مسؤول عن موقفه في نصرة إخوانه مسؤولية ذاتية دينية شرعية؛ ماذا قدم؟ وما الدور الذي يقوم به لنصرتهم ولرفع الظلم والبغي عنهم؟
ولاستحضار هذا المعنى الذي ذكرتُ أثرًا مختلفًا على النفس والمشاعر التي تؤدى بها وتبذل هذه الأعمال؛ فتشعر وأنت تدعو لهم أن هذا جزء من مسؤوليتك، وتشعر بوخز الضمير و يغزوك الشعور بالذنب إن قصرت فيه، وتشعر وأنت تبذل مالك لرفع الظلم عنهم؛ أن هذا مما أنتَ مأمورٌ به من الجهاد بالمال وليس "تبرعًا منك لهم وتفضلاً منك عليهم!"، ولا تعود بعد وقفةٍ تضامنية وأنت تشعر بالفخر والمنة أن تنازلت عن بعض وقتك وخرجت تهتف لنجدتهم…
وعليه؛ فضبط التصورات والمعايير مهم للغاية في ضبط البوصلة التي يسير بها الإنسان المؤمن في طريقه، ومهم أيضًا في ضبط التصور الصحيح ليسير المؤمن على بصيرةٍ ولا يضيع بذله وعمله تحت الشعارات الخاطئة التي لا تنفعه يوم الدين، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، فراجع نفسك وتفقد نيتك وعملك واعرف دورك ومسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه أمتك.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


إن مما ينبغي ألا نغفل عنه فيما يحدث في غزة اليوم؛ أن هذه الحرب إنما هي حرب عقيدة ودين، وأن المقاومة في غزة اليوم تقوم مكان الأمة في مدافعة الباطل ومحاولة إعلاء كلمة الله وجعلها هي الحاكمة والمهيمنة.

وإن مما ينبغي ألا ننساه في وسط ما نراه من الآلام والجراح التي تصيب إخواننا؛ أن مصابنا فيما أدى بنا إلى هذه الحالة من الضعف والعجز والهوان أكبر، وأن يكون هذا دافعًا لمحاولة تدارك أسباب هذا الضعف والوقوف عليها وبذل الأسباب في استصلاحها.
وإن من أعظم هذه الأسباب؛ الابتعاد عن مرجعية الوحي، وغياب مركزية الآخرة، واختلال مفهوم العبودية، والانشغال بالتفاهات والدون، والانسلاخ من هويتنا الإسلامية، والانقياد والتقليد الأعمى للغرب، والانهزام النفسي أمامهم، فينبغي لمن أدرك ذلك أن يراجع نفسه، وألا يكتفي بالحزن المجرد عن العمل، بل لابد له من عزمٍ جاد و إرادةٍ صادقة للرجوع إلى الله، والتوبة النصوح، وتلمس سبل الهداية، والتقاط مصابيح العلم لتضيء له الطريق حتى يسير فيه على بصيرة، عزيز النفس، قويًا بإيمانه، باذلًا كل غالٍ لإقامة دين الله في الأرض وإعلاء كلمته، ومحاربة كل ما يضاد ذلك أو يسعى لغيره.

#كلنا_مع_غزة


يقول الله سبحانه وتعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"
كثيرًا ما ننظر إلى قوة الأسباب المادية وضعفها، ونظن أن الأثر يكون بحسب ذلك قوةً وضعفًا، فيصيبنا الإحباط، ويتسلل إلينا اليأس مع أول مقارنةٍ لموازين القوى للطرفين، وننسى أن الرمي رميان؛ رمي علينا وهو الأخذ بالأسباب، ورمي تكفل به الله سبحانه وتعالى وهو رمي الإصابة وإحداث الأثر. فمن تأمل هذا المعنى كانت مقاييسه التي يقيس بها الأمور مختلفة، وتغيرت نظرته للأسباب، وهذا يفسر لنا ما نراه من مدافعة أهل الحق للباطل بأدواتٍ بدائية مقابل ما عند العدو من إمكانيات ومعدات هائلة دون أن يجد اليأس والإحباط لقلبهم سبيلًا، حيث أنهم قد رأوا الأمور على حقيقتها، وعلموا أنهم مأمورين باستفراغ الوسع وبذل السبب، أما النتيجة والأثر فعلى الله ومنه.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


"إن ينصركم الله فلا غالب لكم،وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده.."
قاعدة محكمة واضحة بينة؛ لو أن كل من في الأرض خذلوك وتخلوا عنك وكان الله معك ونصرك فقد نُصِرت، ولو أن كل من في الأرض نصروك وآزروك وخذلك الله، فهيهات هيهات لا ناصر لك!
اللهم نصركَ وإياكَ نرجو، وبك نعتصم، وإليك نشكو ضعف قوتنا و قلة حيلتنا وهواننا على الناس إنك أنت العزيز الحكيم، وأنت العزيز الرحيم، أنت ربنا وسيدنا ومولانا نرجو رحمتك ونخشى عذابك..

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


إن الشريعة قد جاءت على مراتب في الأخبار وفي الأمر والنهي، فليست كل الأمور في الشريعة في المرتبة سواء _وإن كانت كلها معظمة_. ومما جاءت الشريعة ببيان مركزيته وعظمت من شأنه وأكدت؛ مركزية التآلف والأخوة والولاء بين المؤمنين، وقد تدبرت هذا المعنى كثيرًا وسبب مركزيته واهتمام الشريعة به إلى هذا الحد خاصةً أننا في عالم تسوده الفردانية وحب الذات وتمجدها وتقدمها على أي علاقات وروابط، فلا نكاد نرى أثرًا لهذه المركزية في حياة المسلمين، بل صرنا نحس أنها عبئًا و ثقلًا يكبلنا، فما سرُ اهتمام الشريعة بالروابط الأخوية بين المسلمين وتعزيز مكانتها؟
لم يكن الأمر بهذا الوضوح لدي كما هو اليوم بعد أحداث غزة، فقد جاءت هذه الأحداث بعد مرور طويل على نصوص من الكتاب والسنة في أهمية التآلف والموالاة بين المسلمين، وبيان أن من أعظم صور هذه المولاة؛ هي نصرتهم ومؤازرتهم والوقوف معهم في المصيبة، وبيان أن المسلم فرد متصل بأمة، ينتمي لهم برابط الإيمان والعقيدة، يؤلمه ما يؤلمها، ويسعده ما يسعدها، ويفزع لما يصيبها، وهي في المقابل مصدر أمان له، ومصدر يستمد منه القوة في أوقات ضعفه، لأنه يعلم أنه ليس وحيدًا، فهناك من يشاركه همومه ويشعر به ويهب لنجدته إن احتاج لذلك، فتأملت هذه الحال وقارنتها بما نجحت الثقافة الغالبة اليوم في غرسه فينا من الفردانية المقيتة، ونزع الفرد من الجماعة، وإيهامه أن أي روابط بينه وبين مجتمعه/أمته إنما هي قيود تكبله وتعيق حركته، فنجحت بذلك في تفكيك أكبر عوامل قوتنا وهو؛ النصرة والموالاة.
فتبين لي بعد هذه المقارنة شيءٌ من أهمية هذه المركزية، حيث أن هذه الرابطة هي من أعظم عوامل القوة للفرد و للمجتمع المسلم، فإن وجدت وجد أحد أكبر عوامل القوة للمسلمين، وإن عُدمت عدم أحد أكبر عوامل هذه القوة.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


كان النبيﷺ في دعائه يقول: "ولَكَ الحمدُ… ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ…"
وقد تكرر لفظ "الحق" في القرآن كثيرًا، وهو من أعظم صمامات الأمان والثبات والصبر والسلوى لمن تدبره، فمعنى أن الله حق أن كل ما اتُخذ من دونه باطل، وكل باطل مصيره وإن طال إلى زوال.
ومن مقتضيات الإيمان بأن الله هو الحق سبحانه وتعالى؛ الإيمان بأن ما أخبر به في كتابه وفيما ثبت وصح من سنة نبيه حق، وأن ما وعد به أولياءه من حسن العاقبة والتمكين بعد البلاء إن هم صبروا واتقوا حق وواقع لا محالة وإن طال الابتلاء وعظمت المصيبة واشتد الكرب.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


إن من أعظم عوامل الثبات والصبر عند نزول المصائب والابتلاءات التأمل في أسماء الله وصفاته، خاصةً تلك التي ذكرت مقترنةً في القرآن الكريم، ومن ذلك:
العزيز الحكيم: فالذي يشاهد الأحداث ويعايشها دون أن يفقه هذين الاسمين قد يقع فريسة اليأس وتتخطفه حبال الشك، فتراه يبدأ بالتساؤل؛ أين الله مما يحدث؟ ولماذا لا ينصر الله المؤمنين؟ و يظن البعض أن الكافرين لا غالب لهم، فالقوة عندهم والعدة والعتاد. أما من يعيش الأحداث ويشاهدها من خلال هذين الاسمين فيستحيل أن يطرق الشك قلبه ولن يجد اليأس إلى نفسه سبيلاً، فهو موقنٌ أن الله هو العزيز الذي لا يغالب ولا يعجزه شيء سبحانه، الحكيم في أفعاله وتقديره، فلا شيء يحدث عبثًا، ولا شيء في ملكوته إلا مقدر بحكمة بالغة، فمهما كانت قوة العدو، فقوة الله وعزته وقهره فوقها، ومهما طالت شدة الابتلاء ومدته وتوالت المصائب والأحداث الجسام فلحكمة قد تتبين لنا وقد تخفى. فمن كانت هذه نظارته فكيف بالله ييأس!
العزيز الرحيم: وهذين الاسمين قد وردا في سورة الشعراء قريبًا من تسع مرات، والسورة تدور معانيها حول تأييد الله لعباده المؤمنين وإهلاك الظالمين، لذا كان مما يتمسك به المؤمن حال اشتداد الابتلاء وطغيان الأعداء تذكر أن ربه هو العزيز الرحيم، فكل شيء في ملكوته تحت قهره وسلطانه ولا شيء يخرج عن مشيئته سبحانه وتعالى، وهو الرحيم بعباده المؤمنين؛ يرحم ضعفهم، ويرى بذلهم وتضحياتهم وصبرهم، فيربط على قلوبهم، وينزل عليهم السكينة والأمن في وسط الابتلاءات العظيمة، فترى المؤمن صابرًا محتسبًا عزيزًا قويًا ثابتًا رغم ما يحيط به الهم والأذى.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


إن مما يثبِّتُ الإنسان المؤمن في مثل هذه المواقف الصعبة النظر في آيات التوحيد، وإجالة الفكر فيها، والعيش في معيتها، ومن ذلك سورة الإخلاص وما ورد فيها من معاني وحدانيته سبحانه وتعالى وفردانيته، وأنه الصمد الذي تلجأ وتصمد إليه كل الخلائق في مختلف احتياجاتها، فالكل قائم به، والكل مفتقر إليه سبحانه شاء أم أبى، فالكافر والمؤمن مفتقرون إليه في دقائق أمورهم الأساسية من تنفس، وحركة أعضاء، وعمل أجهزةٍ، وتحصيل رزقٍ، إلى غير ذلك من الأمور، والمؤمن فوق ذلك يصمد إليه في هذه المواقف يستمد منه المدد، ويشكو إليه فقره وحاجته وفاقته وقلة حيلته، ويرى ويعلم مقابل ذلك تمام غنى خالقه سبحانه وتعالى، وكمال عزته، وقهره، وملكوته، وقدرته، وجبروته، وحكمته، فلا مثيل ولا شبيه ولا كفؤ له سبحانه، فيعود ذلك على قلبه باليقين والثقة التامة والطمأنينة بأن يكون من هذا وصفه هو مولاه والقائم على أمره فيورثه ذلك حسن التوكل عليه والثقة بموعوده، وعدم الخوف من عدوه، واسترخاص كل غالٍ في سبيله سبحانه وتعالى، و شتان بين من كان الله وليه وبين من كان الشيطان وليه؛
"ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ"
و"الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ"
و أولياء الله تبشرهم الملائكة عند موتهم ب: "أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
أما أولياء الشيطان فتستقبلهم الملائكة عند موتهم شر استقبال: "وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِى غَمَرَٰتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓا۟ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوٓا۟ أَنفُسَكُمُ ۖ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَـٰتِهِۦ تَسْتَكْبِرُونَ"
والشيطان يعد أولياءه الفقر ويأمرهم بالفحشاء، والله يعد أولياءه مغفرةً منه وفضلاً.
وأولياء الله أسعد أيامهم يوم يلقون ربهم: " وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَـٰمٌ "
أما أولياء الشيطان فما أخزى يومهم، وما أتعسهم إذ يتبرؤ منهم وليهم يوم يكونون في أشد الحاجة إليه: "وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا۟ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
فيا حظ وسعد من كان الله وليه، ويا بؤس وشقاء من كان الشيطان له وليًا!

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل


"عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى جَعْفَرًا وَزَيْدًا قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ." صحيح البخاري

وقد ورد بكاء النبي صلى الله عليه وسلم وتأثره في مواقف عديدة في كتب الحديث والآثار، وبين صلوات الله وسلامه عليه أن ذلك من الرحمة، والشفقة، أو للفقد أحيانًا كما في هذا الحديث..
و في الحديث بيان أن البكاء لضرٍ نزل بالعبد أو لفقد عزيز لا ينافي الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى، بل هو من كمال رحمة الله سبحانه وتعالى بالعبد الضعيف أن جعل له ما ينفس به عن ألم ما يشعر به ويعتمل في صدره بدمعات يذرفها وآهات يخرجها من أعماق نفسه فيذهب معها حرارة ما كان يعانيه ويجد مكان ذلك بردًا وسكينةً ولطفًا، وكأن أحدهم مسح على رأسه بحنو، وضمه ضمةً أسكنت فؤاده المكلوم..
#فقه_السنة


ملاحظة معنى تربية الله سبحانه وتعالى للإنسان في الابتلاءات و المصائب، بل حتى في مواقف يومه العادية يهون على الإنسان كثيرًا مما يلاقيه ويمر به، بل يفتح له ملاحظة ذلك باباً من أبواب معرفة ربه تبارك وتعالى، ويكشف له معانٍ لم يكن يبصرها من أسمائه وصفاته جل وعلا، فيزداد له محبةً، ويزداد له إخباتًا ويزداد له تسليمًا و عليه توكلاً.. والموفق حقًا من وفق لملاحظة هذا المعنى في أموره كلها..
#خواطر


"إن الله لا يعجل بعجلة أحد"
فهو الحكيم سبحانه في تقديره للأمور، يرى ما لا نرى، ويعلم ما لا نعلم، ويقدِّرُ الأمور ويجريها وفق رحمته وحكمته، يرى الأمور من عَل، ونراها من زواية ضيقةٍ صغيرةٍ فنعجل، ونكتوي بنار الانتظار، ونُحِسُّ بأن الزمان يطول ولا ينتهي، ولو أنا أبصرنا هذه الحقيقة، وعشناها بقلوبنا _إن الله لا يعجل بعجلة أحد_، لكانت من أكبر المعينات لنا على الصبر، ولاختلفت نظرتنا للأمور، و لرأيناها من عَل، و لأبصرنا فيها حكمة والله، وتقديره، وقهره، وتصريفه للأمور وفق مراده سبحانه، فيثمر هذا طمأنينة القلب، وسكينة الروح، و تفويض الأمر له سبحانه وتعالى، والاستسلام لحكمته، وعدم استعجال أمره، والرضا بقضائه، وملاحظة آلائه.
"ولكنكم تستعجلون"

#خواطر.
#دروس_مستفادة.
#د_أحمد_عبد_المنعم.
#سورة_يوسف.


Forward from: المطبوع.
كم جئتُ بابك سائلًا فأجبتني
من قبل حتى أن يقول لساني.

- الإمام الشافعي.


وَحَسِبْتُ أَنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ".

و يا حظهم أن قرن النبيﷺ بينهم وبينه.

20 last posts shown.

935

subscribers
Channel statistics