"ولادة روح "
كنت في كل مرة أحزن فيها بعمق يؤذيني أقوم بقتل جزئي العاطفي وألد نفسي بعد مخاض من الألم، أُقيم مراسم العزاء وأقوم بتعزية نفسي ثم أُطبطب على ظهر قلبي محاولة التخفيف عنه بكذبة قدرتي على النسيان وبعد ذلك أُعلّق لوحة ثم أكتب عليها "حداد" على ذاتي التي أُعدِمَت بسبب الحب، قد تحزن أمي التي تراقب نشاط حساباتي بصمت كَوني أبوح بهذا للمرة الأولى، لاتقلقي يا أمي فليس هناك ما يدعو حقاً أن تحزني لِأجله، مايؤلمني أكثر هو أني لم أكن مخيرة بل كنت أجد نفسي مرغمة على أن أكون قوية لأنني أُدرك أن خطة خلقي كانت مدروسة منذ البداية ولم أُخلَق عبثاً، خُلِقت أنا لكي أكون مرهماً للأحزان، لابأس أن يستخدمني الناس لتفريغ همومهم فيَّ ولكن حقاً هذا شيء يدعو للسخرية... تساعدين العالم و أنتِ عاجزة حتى عن مساعدة نَفسَكِ وإخراجها من سرداب الألم هذا، تحاولين إيجاد ما يسد جوعَ قلبكِ فتملئينه بحب القهوة والكتب، تعتنين بمظهركِ، تضعين بعض مساحيق التجميل ثم تُشعلين الشموع المعطرة في غرفتكِ وتجلسين على أريكتكِ المريحة، تُغرقين جسدكِ بين أتلالٍ من الكتب ثم ترمينَ نفسكِ داخل عوالمها هرباً من واقعكِ الذي يدعوا الناس للشفقةِ عليكِ، ولكنكِ بعد أن تعودي كنتِ قد فقدتِ شيئاً من ذاكرتكِ، تعودين و أنتِ أكثر إصراراً من سابقته على الإستمرار بالحياة، لأنّكِ تستحقين، لا تبحثي عن سعادتكِ في الأماكن الغير مخصصة لها... وها هو الرد يأتيكِ على هيئة كتب، ذلك المرهم الذي يشفي روحَكِ من الندوب التي تركها الخذلان ثم ينتشلكِ إلى عالمٍ لكِ وحدكِ... عالمٌ وردي لطالما دَعَوتِ الله أن تحظَي به، الكتب هي نجمتكِ التي تُضيء طريقَ حياتُكِ... ذلك الطريق الوعر بحُفَر من الخيبات، أحبّي الكتب لأنها ليست قادرة على خيانة أصحابها... ولأنها روح، ليست مجرد جمادات كما يقذفها البعض، لا تؤلموها بهذا الإتهمام الباطل أرجوكم.
_نورالسعدي
9/6/2019
كنت في كل مرة أحزن فيها بعمق يؤذيني أقوم بقتل جزئي العاطفي وألد نفسي بعد مخاض من الألم، أُقيم مراسم العزاء وأقوم بتعزية نفسي ثم أُطبطب على ظهر قلبي محاولة التخفيف عنه بكذبة قدرتي على النسيان وبعد ذلك أُعلّق لوحة ثم أكتب عليها "حداد" على ذاتي التي أُعدِمَت بسبب الحب، قد تحزن أمي التي تراقب نشاط حساباتي بصمت كَوني أبوح بهذا للمرة الأولى، لاتقلقي يا أمي فليس هناك ما يدعو حقاً أن تحزني لِأجله، مايؤلمني أكثر هو أني لم أكن مخيرة بل كنت أجد نفسي مرغمة على أن أكون قوية لأنني أُدرك أن خطة خلقي كانت مدروسة منذ البداية ولم أُخلَق عبثاً، خُلِقت أنا لكي أكون مرهماً للأحزان، لابأس أن يستخدمني الناس لتفريغ همومهم فيَّ ولكن حقاً هذا شيء يدعو للسخرية... تساعدين العالم و أنتِ عاجزة حتى عن مساعدة نَفسَكِ وإخراجها من سرداب الألم هذا، تحاولين إيجاد ما يسد جوعَ قلبكِ فتملئينه بحب القهوة والكتب، تعتنين بمظهركِ، تضعين بعض مساحيق التجميل ثم تُشعلين الشموع المعطرة في غرفتكِ وتجلسين على أريكتكِ المريحة، تُغرقين جسدكِ بين أتلالٍ من الكتب ثم ترمينَ نفسكِ داخل عوالمها هرباً من واقعكِ الذي يدعوا الناس للشفقةِ عليكِ، ولكنكِ بعد أن تعودي كنتِ قد فقدتِ شيئاً من ذاكرتكِ، تعودين و أنتِ أكثر إصراراً من سابقته على الإستمرار بالحياة، لأنّكِ تستحقين، لا تبحثي عن سعادتكِ في الأماكن الغير مخصصة لها... وها هو الرد يأتيكِ على هيئة كتب، ذلك المرهم الذي يشفي روحَكِ من الندوب التي تركها الخذلان ثم ينتشلكِ إلى عالمٍ لكِ وحدكِ... عالمٌ وردي لطالما دَعَوتِ الله أن تحظَي به، الكتب هي نجمتكِ التي تُضيء طريقَ حياتُكِ... ذلك الطريق الوعر بحُفَر من الخيبات، أحبّي الكتب لأنها ليست قادرة على خيانة أصحابها... ولأنها روح، ليست مجرد جمادات كما يقذفها البعض، لا تؤلموها بهذا الإتهمام الباطل أرجوكم.
_نورالسعدي
9/6/2019