"طغيان"
.
.
كنتُ أُشاهِد مراسِم التخّرُج من أعلى البناية وأقولُ في سِرّي : متى هذا اليوم؟ لا أُنكِر بأنّني أخافُ جدّاً من أن أعيش هذه اللحظة، أخاف من العيش في الوهم، سئمتُ الإنخراط في أحلامي الوردية لِأَتَفاجأ بعد فترة بِزيف اللحظات،أخشى أن تمضي السنوات من دونَك فينتهي بي المطاف وأنا أكرَهُك بِكُلّ ما أوتيت من مشاعِرَ كُره، أجزِمُ بأنّني لستُ بِحاجةٍ إليكَ إلّا أنّني أخافُ كثيراً من عودَتِكَ ولاسيما أنّني أستغرِقُ الكثيرَ من الوقت في لَملَمة ذاتي التي تَتَبعثَر بعدَ كُلّ مرّة تَراكَ فيها ، أرجوكَ حَرّرني من قيود الذاكِرة، لا أقوى على العيش داخِل هذا المُستَنقَع القَذِر من الذكريات ، لَم أَكُن بِحاجةٍ إلى الكثير من الوقت ... تِسعَةَ عَشَر عاماً ونِصف فقط،بعدها أدركتُ الحقيقة، تلاشَت جميعُ الأوهام التي كنتُ أعيشُ فيها،وأخيراً أنا أُصبِحُ اليوم ما أردتُ مِنّي دائِماً أن أكون، أُنثى قوية لا تُبالي بِوجود أحَد ولا تسمح لِحَياتِها أن تَتَوقف على ذاكَ الأحَد نفسَه، قَرَّرتُ التَّمَرُد وكَسرَ القيود، رَسَمتُ عِدّة خُطَّط جاءَ فيها بِأنّي سَأَتّمَرَد من النقطة التي أعيشُ فيها،بعدَ ذلِك...على المُجتمع أجمَع، وبعدَه..على العالم كُلّه، لن أقومَ بِحِرمانِ نَفسي بعدِ اليوم حتى من أسخَف الأشياء التي تُسعِدُني ، لِأَنَّنِي في الحقيقةِ أَستَحِق، لن أنتَظِرَ أحَداً لِيُسعِدَني بَل سَأُسعِدُ نَفسِي ...سَأَكونُ لها كُلَّ شَيئ، سَأُصبِحُ لها أُمّاً وأَبَاً ورِفاقَ وعائِلة...وَوَطَن، سَأَتَّمَرَد لِأَنّنِي أُنثى ولا يَليقُ بِالأُنثى الضُعفَ أبَداً ومتى ما لاقَ بها فهي ليست أُنثى بَل هيَ مُجَرَّد عَبدة "جُثّة" هامِدة تَرضَخ لِما يُحيطُ بها، لَم يبقَ الكثير من الوقت على تَصريحي الذي سيُحدِث ضَجّة...ثلاثَة سَنَوات فقط، السؤال الذي يتناوب في أذهان الذين لايَعرِفونَ ظُروفي: من هوَ الألم الذي أدّى بِكِ للوصول إلى هذه النقطة من القوة؟؟ لا تقلقوا لِأَنَّنِي سُرعانَ ما سَأَعتَرِفُ لكُم سُرعانَ ما سَأَتَخَلَّص من جميع الذكريات ومن دون أي تفاصيل عالِقة، حينها فقط سَأُصبِحُ حُرّةً حَقّاً وسَأَطيرُ إلى إرتفاعٍ شاهِق، حينها لن تستطيعوا قَصَّ أجنِحَتي لأنني صَنَعتُها غَيرَ مَرئية وذلك لكي لا تستطيعوا لمسها ...ليسَ اليوم ولا غداً بل إلى الأبد
_نور السعدي
.
.
كنتُ أُشاهِد مراسِم التخّرُج من أعلى البناية وأقولُ في سِرّي : متى هذا اليوم؟ لا أُنكِر بأنّني أخافُ جدّاً من أن أعيش هذه اللحظة، أخاف من العيش في الوهم، سئمتُ الإنخراط في أحلامي الوردية لِأَتَفاجأ بعد فترة بِزيف اللحظات،أخشى أن تمضي السنوات من دونَك فينتهي بي المطاف وأنا أكرَهُك بِكُلّ ما أوتيت من مشاعِرَ كُره، أجزِمُ بأنّني لستُ بِحاجةٍ إليكَ إلّا أنّني أخافُ كثيراً من عودَتِكَ ولاسيما أنّني أستغرِقُ الكثيرَ من الوقت في لَملَمة ذاتي التي تَتَبعثَر بعدَ كُلّ مرّة تَراكَ فيها ، أرجوكَ حَرّرني من قيود الذاكِرة، لا أقوى على العيش داخِل هذا المُستَنقَع القَذِر من الذكريات ، لَم أَكُن بِحاجةٍ إلى الكثير من الوقت ... تِسعَةَ عَشَر عاماً ونِصف فقط،بعدها أدركتُ الحقيقة، تلاشَت جميعُ الأوهام التي كنتُ أعيشُ فيها،وأخيراً أنا أُصبِحُ اليوم ما أردتُ مِنّي دائِماً أن أكون، أُنثى قوية لا تُبالي بِوجود أحَد ولا تسمح لِحَياتِها أن تَتَوقف على ذاكَ الأحَد نفسَه، قَرَّرتُ التَّمَرُد وكَسرَ القيود، رَسَمتُ عِدّة خُطَّط جاءَ فيها بِأنّي سَأَتّمَرَد من النقطة التي أعيشُ فيها،بعدَ ذلِك...على المُجتمع أجمَع، وبعدَه..على العالم كُلّه، لن أقومَ بِحِرمانِ نَفسي بعدِ اليوم حتى من أسخَف الأشياء التي تُسعِدُني ، لِأَنَّنِي في الحقيقةِ أَستَحِق، لن أنتَظِرَ أحَداً لِيُسعِدَني بَل سَأُسعِدُ نَفسِي ...سَأَكونُ لها كُلَّ شَيئ، سَأُصبِحُ لها أُمّاً وأَبَاً ورِفاقَ وعائِلة...وَوَطَن، سَأَتَّمَرَد لِأَنّنِي أُنثى ولا يَليقُ بِالأُنثى الضُعفَ أبَداً ومتى ما لاقَ بها فهي ليست أُنثى بَل هيَ مُجَرَّد عَبدة "جُثّة" هامِدة تَرضَخ لِما يُحيطُ بها، لَم يبقَ الكثير من الوقت على تَصريحي الذي سيُحدِث ضَجّة...ثلاثَة سَنَوات فقط، السؤال الذي يتناوب في أذهان الذين لايَعرِفونَ ظُروفي: من هوَ الألم الذي أدّى بِكِ للوصول إلى هذه النقطة من القوة؟؟ لا تقلقوا لِأَنَّنِي سُرعانَ ما سَأَعتَرِفُ لكُم سُرعانَ ما سَأَتَخَلَّص من جميع الذكريات ومن دون أي تفاصيل عالِقة، حينها فقط سَأُصبِحُ حُرّةً حَقّاً وسَأَطيرُ إلى إرتفاعٍ شاهِق، حينها لن تستطيعوا قَصَّ أجنِحَتي لأنني صَنَعتُها غَيرَ مَرئية وذلك لكي لا تستطيعوا لمسها ...ليسَ اليوم ولا غداً بل إلى الأبد
_نور السعدي