راعوا شعورهم !
- وأنت تَمُرُّ عن صاحب احتياجات خاصة أو كبيرِ سِنٍّ...راعِ شعوره وقلل من سرعتك وخِفَّتك التي منحك الله إياها. فقد يقارن خفتك بثقله، وإن ذلك يحزنه.
- قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه) (رواه مسلم)..
- قمة الرقي في إرهاف الحس ومراعاة المشاعر يُعَلِّمنا إياها نبي الأخلاق صلى الله عليه وسلم، تحت قاعدة عريضة: (فإن ذلك يحزنه)، فلا تفعل ما يحزن أخاك.
- وأنت تتكلم مع شخص لا يجد عملاً، يطرق الأبواب ويعود لبيته منتكساً...راعِ شعوره وقلل من عبارات: (أنا الآن في الطريق لمكتبي...عندما أعود من جامعتي/محلي، أكلمك بعد أن أرد على زميلي في العمل...)...حتى وإن أحب الخير لك، سيقارن انشغالك بعملك بانشغاله بهمه وضيق حاله، وإن ذلك يحزنه !
- عندما يُنعم الله عليكِ بالارتباط بابن الحلال، راعِ شعور صديقاتِك اللواتي لم يُخطَبْنَ، وقللي من تعبيرك أمامهن عن فرحك بطلعاتك وروحاتك وجياتك واللحظات السعيدة معه وهداياه الجميلة...فمهما تمنين لك من خير فلا بد من مقارنة، وإن ذلك يحزنهن.
- أهِمُّ أحياناً بأن أنشر تفاصيل عن علاقتي بأولادي –مثلاً- وفرحتي بهم، لكن أتذكر أن لي إخوة وأخوات أفسد عيشَهم وفرق شملهم الحروب أو الأسر أو التهجير...فأمتنع، لأن ذلك يحزنهم..
- نعم، (وأما بنعمة ربك فحدث)، حديثاً عن النعم الدينية (الهداية) قبل كل شيء، وعن الدنيوية، حديثاً عاماً تعترف فيه لله بالفضل، وفي الوقت ذاته لا تُحزن إخوانك، ولا تحزنين أخواتك.
- لذلك كله: راعوا شعورهم.
* إياد قنيبي *