.
يقول الشيخ #عبد_العزيز_الطريفي -ثبته الله- في اليقظة من الإفتنان بأصحاب الباطل:
"يؤصَّل اليوم لمبدأ الصداقة مع جميع الأطياف الفكريَّة مهما زاغت، والاطِّلاع على آرائهم، وأنَّ ذلك يدلُّ على سَعة النَّظر والتسامح ولا يعني تنازلًا!، إنَّ #أبعد مساحةَ التقاءٍ عقديٍّ هي بين اليهوديِّ والمسلم، ومع ذلك لمّا جاءوا إلى النبي ﷺ قال الله تعالى: (وَاحذَرهُم أَن يَفتِنوكَ عَن بَعضِ ما أَنزَلَ الله إِلَيكَ)، هذا التحذير من الافتتان باليهود توجَّه للنبي، ولم يمنعه الله من المخالطة التي طلبوها ليحكم بينهم؛ بل ألزمه " #اليقظة " عند الالتقاء ولو عرضًا بهم، هذا في مقام النبوة!
وكم اغتر بعض الصالحين والعلماء بما أُوتي ففتح باب المخالطة على مصراعيه فتدرّج في الافتتان بالآراء الخاطئة من حيثُ لا يشعر!
إنَّ تغيُّرَ الأفكار يتدرّج فيه الإنسان بهدوءٍ كما تتدرَّج الجهات انحرافًا بالمسافر في طريق سفره الطَّويل، ثم إذا أدركتْه الصلاة نزل وصلَّى إلى غير القبلة."
- وتحت هذا الأمر تدخل مجالسة الكتب التي تحمل عقول أصحاب الأفكار المنحرفة، وكما تقدم الأمر لا يعني عدم المخالطة، إنما يطلب (اليقظة والحذر!).
واليقظة والحذر مطلوبان مع الجميع عدا -كتاب الله وماصح عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم-؛ وللتوضيح أكثر: أنت حين تقرأ مقالا أو كتابا، عليك أن تحذر ثم تحذر تشرُبَ كل ماتقرأ دون إعمال عقلك فيه، "واجبٌ" عليك أن تتأمل وتتدبر وتُعمل عقلك، ليحصل لك المطلوب -ضمان المعلومة الصحيحة-، والمطلوب من القراءة نفسها -معرفة المعلومة الصحيحة- كما يجب.
وأحسبُ أن هذا هو السبب في الفرق بين أصحاب البصيرة وغيرهم اليوم؛ فالمسلم القاريء مثلا مع كثرة القراءة سيصير من أشباه الوعاة، لكنه لربما يُستغل ويُسيس؛ فيُغزى لا غزوًا بالسلاح والبندقية، إنما بغزو من فروع الغزو الثقافي -أعظم غزو اليوم!- وذلك بالأفكار التي تجعل من الشخص مثلا: ضحية للفكر الليبرالي، أو لفكر يزعم نفسه إسلاميًا لكنه لايخدم الإسلام، إنما يضربه في العمق وذلك يكون بقدر تعنت صاحبه فيه -عمق الضلال-، وفي الجانب المعاكس لما سبق يكون أصحاب الدعوات الثابتين الواعين بحق -وعلى بصيرة-، الذين إن اطلعوا على فكر غيرهم أعملوا عقولهم؛ فأخذوا الحكمة من الغير دون أن يتأثروا بما في باقي السياق من ترويج للباطل، وهذا الأمر لا يحصل إلا بكثرة تمرس اليقظة -التدبر دوما- حتى تصير -اليقظة- عادة لاتنفك عن صاحبها؛ فتجعل منه ومع الوقت إنسانًا واعيًا لينًا -غير منغلق-، مع رسوخ وثبات على فكره الصحيح كرسوخ الجبال!
ونهج المسلم في كل ذلك هو قول الفاروق أرضاه الله: (لست بالخب ولا الخبُ يخدعني).
@owaisyousif
يقول الشيخ #عبد_العزيز_الطريفي -ثبته الله- في اليقظة من الإفتنان بأصحاب الباطل:
"يؤصَّل اليوم لمبدأ الصداقة مع جميع الأطياف الفكريَّة مهما زاغت، والاطِّلاع على آرائهم، وأنَّ ذلك يدلُّ على سَعة النَّظر والتسامح ولا يعني تنازلًا!، إنَّ #أبعد مساحةَ التقاءٍ عقديٍّ هي بين اليهوديِّ والمسلم، ومع ذلك لمّا جاءوا إلى النبي ﷺ قال الله تعالى: (وَاحذَرهُم أَن يَفتِنوكَ عَن بَعضِ ما أَنزَلَ الله إِلَيكَ)، هذا التحذير من الافتتان باليهود توجَّه للنبي، ولم يمنعه الله من المخالطة التي طلبوها ليحكم بينهم؛ بل ألزمه " #اليقظة " عند الالتقاء ولو عرضًا بهم، هذا في مقام النبوة!
وكم اغتر بعض الصالحين والعلماء بما أُوتي ففتح باب المخالطة على مصراعيه فتدرّج في الافتتان بالآراء الخاطئة من حيثُ لا يشعر!
إنَّ تغيُّرَ الأفكار يتدرّج فيه الإنسان بهدوءٍ كما تتدرَّج الجهات انحرافًا بالمسافر في طريق سفره الطَّويل، ثم إذا أدركتْه الصلاة نزل وصلَّى إلى غير القبلة."
- وتحت هذا الأمر تدخل مجالسة الكتب التي تحمل عقول أصحاب الأفكار المنحرفة، وكما تقدم الأمر لا يعني عدم المخالطة، إنما يطلب (اليقظة والحذر!).
واليقظة والحذر مطلوبان مع الجميع عدا -كتاب الله وماصح عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم-؛ وللتوضيح أكثر: أنت حين تقرأ مقالا أو كتابا، عليك أن تحذر ثم تحذر تشرُبَ كل ماتقرأ دون إعمال عقلك فيه، "واجبٌ" عليك أن تتأمل وتتدبر وتُعمل عقلك، ليحصل لك المطلوب -ضمان المعلومة الصحيحة-، والمطلوب من القراءة نفسها -معرفة المعلومة الصحيحة- كما يجب.
وأحسبُ أن هذا هو السبب في الفرق بين أصحاب البصيرة وغيرهم اليوم؛ فالمسلم القاريء مثلا مع كثرة القراءة سيصير من أشباه الوعاة، لكنه لربما يُستغل ويُسيس؛ فيُغزى لا غزوًا بالسلاح والبندقية، إنما بغزو من فروع الغزو الثقافي -أعظم غزو اليوم!- وذلك بالأفكار التي تجعل من الشخص مثلا: ضحية للفكر الليبرالي، أو لفكر يزعم نفسه إسلاميًا لكنه لايخدم الإسلام، إنما يضربه في العمق وذلك يكون بقدر تعنت صاحبه فيه -عمق الضلال-، وفي الجانب المعاكس لما سبق يكون أصحاب الدعوات الثابتين الواعين بحق -وعلى بصيرة-، الذين إن اطلعوا على فكر غيرهم أعملوا عقولهم؛ فأخذوا الحكمة من الغير دون أن يتأثروا بما في باقي السياق من ترويج للباطل، وهذا الأمر لا يحصل إلا بكثرة تمرس اليقظة -التدبر دوما- حتى تصير -اليقظة- عادة لاتنفك عن صاحبها؛ فتجعل منه ومع الوقت إنسانًا واعيًا لينًا -غير منغلق-، مع رسوخ وثبات على فكره الصحيح كرسوخ الجبال!
ونهج المسلم في كل ذلك هو قول الفاروق أرضاه الله: (لست بالخب ولا الخبُ يخدعني).
@owaisyousif