رواية أين أنت💙
بقلم/ شيماء عمر
*الفصل الثاني*
خرجت "ميسان" من المقهى برفقة اختها.. خطوات قليلة على الرصيف حيث توجد سيارة الأجرة الخاصة بأخيهن الأكبر "عثمان" جاء من خلفهن وفتح السيارة ثم ركبت كل منهن فيها.. وقاد "عثمان" السيارة.. ثم تحدث إلى "ميسان"..
- كيف كان اللقاء..
-جيد
-ألا يوجد شابا يناسبكِ.. هذا رجل كبير وانتِ في ريعان شبابك.. كيف تقبلين به..
-إنه لم يتزوج من قبل..
-لا يهمني تزوج أم لا.. إنه كبير عنكِ.. أنتِ تحتاجين من هو اصغر حتى تتفقان جيدا..
-لكن في الحقيقة انا ارتحت كثيرا ل" عامر"
-لا تغرك وسامته وقوامه الممشوق.. الرجال في هذا العمر تفكيرهم يختلف تماما عن عمرِ الشباب..
-كنت تعلم أنه أربعيني.. لماذا غيرت رأيك بعد رؤيته..
-أرى الشيب تخطى شعره.. كيف لا أعترض.. أنا لن أزوجك لأشيب..
-ولكن هذا طبيعي ووارد في هذا السن أن يشيب الرجل.. وكان لابد من تحسب لذلك..
-انتهينا ميسان
-يعنى انت ترفضه لشيب شعره وليس لفرق السن واختلاف التفكير..
-لكل شيء..
-سيدبر الله الأمر.. الاستخارة أفضل شيء..
-أنا من رأيي ألا تذهبي لمقابلته مرة أخرى.. وسوف أذهب بدلا منكِ أعتذر له وأخبره أن كل شيء نصيب..
-دعني أستخير أولاً
-انتهى الأمر "ميسان" أنا لن أزوجك من رجل كبير..
-ليس كبيرا أخي.. إنه أربعيني.. بيننا ثلاثة عشر عاما فقط.. يصغرك ب خمس سنوات يا "عثمان"
-لا يا "ميسان"
هنا تدخلت "أريج" موجهة كلامها ل "عثمان"
-اعطها فرصة يا "عثمان" بما أنها ارتاحت له.. قد يكون فيه الخير..
-قلت انتهى الأمر.. كفي!
اغرورقت عينان "ميسان" لقد أعجبت كثيرا بهذا الأربعيني.. رجل وسيم.. عيناه بندقيتان.. حاجباه كثيفان.. أنف مستقيمة.. بشرته فاتحة اللون قليلا.. لحيته مهذبة وشعره كثيف تخطاهما بعض الشيب يزينهما.. قوامه ممشوق.. مفتول العضلات.. مشيته مستقيمة.. أجش الصوت.. ليس هذا فقط ما أعجبه فيها.. وانما أعجبها أيضاً اعتماده على نفسه من صغره.. جهاده في عمله.. اسلوبه اللبق وهدوءه في الحديث.. شهامته وتحمله للشقاء من صغره
أوصل "عثمان" أخته "أريج الى منزلها وودعها هو و" ميسان" ثم اتجه إلى بيته وصفَّ سيارته في مكانها.. خرجت "ميسان" من السيارة متجهة لبيت أبيها.. ودلف "عثمان" إلى بيته..
______
في المقهى حيث يجلس "عامر" مكانه بعد ذهابهم.. بالطبع لم يكن يعلم بوجود "عثمان" معهم.. قبل أن يذهب جاء إليه صديقه "مؤمن" مدير المقهى.. قام بإلقاء التحية عليه.. وسأله عن أخبار اللقاء.. رد عليه عامر بسرور..
-كان رائعا.. رائعا جدا..
-الحمد لله.. هل أعجبتك الفتاة.. هل هي جميلة..
-أجل أعجبتني.. ليست بالجمال الخلاب.. ولكن يكفى أنها في ريعان شبابها.. وكل الخلائق في أحسن تقويم..
-تعجبني دوما قناعتك يا رجل.. حسنا إذا.. متى ستتقابلان ثانيةً..
-غدا في نفس الموعد..
-على خير ان شاء الله..
-إن شاء الله.. استودعك الآن.. إلى اللقاء
-إلى اللقاء..
خرج "عامر" من المقهى ودلف الى سيارته متجها إلى بيته المتواضع الذي يتكون من صالة وغرفة نوم ومرحاض ومطبخ.. ألقى بجسده على السرير وأخذ يفكر ماذا يرتدى غدا؟.. وكيف سيرحب بها؟.. أي الأسئلة التي سيسألها إياها؟.. ما الذي يمكنها أن تسأله عنه؟..
اخذ يفكر ويفكر.. ثم سمع آذان العشاء.. توضأ وذهب للمسجد للصلاة.. وسأله شيخ المسجد عن مقابلته للفتاة اليوم.. "الشيخ رفاعي" الذي يعتبره بمثابة والده.. وأخذا يتناقشان.. ثم عاد لبيته.. وقام بإعداد طعامه.. وعاود التفكير مرة أخرى كيف سيمر غدا..
________
أبدلت "ميسان" ملابسها وهى تبكى بحرقة من عناد أخيها.. اتصلت بها شقيقتها.. كانت تعلم بحزنها.. حاولت تهدئتها ولكن دون جدوى..
- ميسان من فضلك لا تبكى هكذا.. في البداية والنهاية هذا نصيب..
-ارتحت له كثيرا يا أريج.. ورأيت فيه مالم أراه في أي أحد من الذين تقدموا لي من قبل.. حتى نظراته كنت أشعر براحة منها.. لم ينظر لي نظرة تجعلني اشعر بالحرج أو أنفر منه كالسابقين.. كلامه هادئ ورزين.. رجل مجتهد في عمله.. ليس متكبرا رغم أنه رجل أعمال كبير.. ليس متباهٍ بنفسه وماله.. ترك لي الوضع ان أحكى عن حالي قبل أن يخبرني بحاله.. رجل اعمال مثله يتعالى على الفتيات ولا يشعر بالحرج منهن.. اما هو فكان لا يعرف من أين يبدأ بالحديث معي.. رجلا في مقامه يستطيع الزواج من فتاة في نفس مستواه.. أما هو فأشعر أنه يبحث عن الطمأنينة والراحة ومن تصونه وليست امرأة يتباهى بها.. هناك شيء بداخلي يقول لي انه هو من تبحثين عنه.. لا تضيعيه من يديكِ..
انفجرت "ميسان" بتلك الكلمات مع اختها على الهاتف.. قالت "أريج"
-ادعى يا ميسان.. ادعى كثيرا بأن يقدم الله ما فيه الخير.. وان كان فيه خيرا ستكونى له بالفعل.. حتى ان وقفت أمامك الدنيا كلها وليس أخاكِ فقط.. ادعى وانا سأدعى.. والله مدبر الأمر..
-حسناً يا أريج
بقلم/ شيماء عمر
*الفصل الثاني*
خرجت "ميسان" من المقهى برفقة اختها.. خطوات قليلة على الرصيف حيث توجد سيارة الأجرة الخاصة بأخيهن الأكبر "عثمان" جاء من خلفهن وفتح السيارة ثم ركبت كل منهن فيها.. وقاد "عثمان" السيارة.. ثم تحدث إلى "ميسان"..
- كيف كان اللقاء..
-جيد
-ألا يوجد شابا يناسبكِ.. هذا رجل كبير وانتِ في ريعان شبابك.. كيف تقبلين به..
-إنه لم يتزوج من قبل..
-لا يهمني تزوج أم لا.. إنه كبير عنكِ.. أنتِ تحتاجين من هو اصغر حتى تتفقان جيدا..
-لكن في الحقيقة انا ارتحت كثيرا ل" عامر"
-لا تغرك وسامته وقوامه الممشوق.. الرجال في هذا العمر تفكيرهم يختلف تماما عن عمرِ الشباب..
-كنت تعلم أنه أربعيني.. لماذا غيرت رأيك بعد رؤيته..
-أرى الشيب تخطى شعره.. كيف لا أعترض.. أنا لن أزوجك لأشيب..
-ولكن هذا طبيعي ووارد في هذا السن أن يشيب الرجل.. وكان لابد من تحسب لذلك..
-انتهينا ميسان
-يعنى انت ترفضه لشيب شعره وليس لفرق السن واختلاف التفكير..
-لكل شيء..
-سيدبر الله الأمر.. الاستخارة أفضل شيء..
-أنا من رأيي ألا تذهبي لمقابلته مرة أخرى.. وسوف أذهب بدلا منكِ أعتذر له وأخبره أن كل شيء نصيب..
-دعني أستخير أولاً
-انتهى الأمر "ميسان" أنا لن أزوجك من رجل كبير..
-ليس كبيرا أخي.. إنه أربعيني.. بيننا ثلاثة عشر عاما فقط.. يصغرك ب خمس سنوات يا "عثمان"
-لا يا "ميسان"
هنا تدخلت "أريج" موجهة كلامها ل "عثمان"
-اعطها فرصة يا "عثمان" بما أنها ارتاحت له.. قد يكون فيه الخير..
-قلت انتهى الأمر.. كفي!
اغرورقت عينان "ميسان" لقد أعجبت كثيرا بهذا الأربعيني.. رجل وسيم.. عيناه بندقيتان.. حاجباه كثيفان.. أنف مستقيمة.. بشرته فاتحة اللون قليلا.. لحيته مهذبة وشعره كثيف تخطاهما بعض الشيب يزينهما.. قوامه ممشوق.. مفتول العضلات.. مشيته مستقيمة.. أجش الصوت.. ليس هذا فقط ما أعجبه فيها.. وانما أعجبها أيضاً اعتماده على نفسه من صغره.. جهاده في عمله.. اسلوبه اللبق وهدوءه في الحديث.. شهامته وتحمله للشقاء من صغره
أوصل "عثمان" أخته "أريج الى منزلها وودعها هو و" ميسان" ثم اتجه إلى بيته وصفَّ سيارته في مكانها.. خرجت "ميسان" من السيارة متجهة لبيت أبيها.. ودلف "عثمان" إلى بيته..
______
في المقهى حيث يجلس "عامر" مكانه بعد ذهابهم.. بالطبع لم يكن يعلم بوجود "عثمان" معهم.. قبل أن يذهب جاء إليه صديقه "مؤمن" مدير المقهى.. قام بإلقاء التحية عليه.. وسأله عن أخبار اللقاء.. رد عليه عامر بسرور..
-كان رائعا.. رائعا جدا..
-الحمد لله.. هل أعجبتك الفتاة.. هل هي جميلة..
-أجل أعجبتني.. ليست بالجمال الخلاب.. ولكن يكفى أنها في ريعان شبابها.. وكل الخلائق في أحسن تقويم..
-تعجبني دوما قناعتك يا رجل.. حسنا إذا.. متى ستتقابلان ثانيةً..
-غدا في نفس الموعد..
-على خير ان شاء الله..
-إن شاء الله.. استودعك الآن.. إلى اللقاء
-إلى اللقاء..
خرج "عامر" من المقهى ودلف الى سيارته متجها إلى بيته المتواضع الذي يتكون من صالة وغرفة نوم ومرحاض ومطبخ.. ألقى بجسده على السرير وأخذ يفكر ماذا يرتدى غدا؟.. وكيف سيرحب بها؟.. أي الأسئلة التي سيسألها إياها؟.. ما الذي يمكنها أن تسأله عنه؟..
اخذ يفكر ويفكر.. ثم سمع آذان العشاء.. توضأ وذهب للمسجد للصلاة.. وسأله شيخ المسجد عن مقابلته للفتاة اليوم.. "الشيخ رفاعي" الذي يعتبره بمثابة والده.. وأخذا يتناقشان.. ثم عاد لبيته.. وقام بإعداد طعامه.. وعاود التفكير مرة أخرى كيف سيمر غدا..
________
أبدلت "ميسان" ملابسها وهى تبكى بحرقة من عناد أخيها.. اتصلت بها شقيقتها.. كانت تعلم بحزنها.. حاولت تهدئتها ولكن دون جدوى..
- ميسان من فضلك لا تبكى هكذا.. في البداية والنهاية هذا نصيب..
-ارتحت له كثيرا يا أريج.. ورأيت فيه مالم أراه في أي أحد من الذين تقدموا لي من قبل.. حتى نظراته كنت أشعر براحة منها.. لم ينظر لي نظرة تجعلني اشعر بالحرج أو أنفر منه كالسابقين.. كلامه هادئ ورزين.. رجل مجتهد في عمله.. ليس متكبرا رغم أنه رجل أعمال كبير.. ليس متباهٍ بنفسه وماله.. ترك لي الوضع ان أحكى عن حالي قبل أن يخبرني بحاله.. رجل اعمال مثله يتعالى على الفتيات ولا يشعر بالحرج منهن.. اما هو فكان لا يعرف من أين يبدأ بالحديث معي.. رجلا في مقامه يستطيع الزواج من فتاة في نفس مستواه.. أما هو فأشعر أنه يبحث عن الطمأنينة والراحة ومن تصونه وليست امرأة يتباهى بها.. هناك شيء بداخلي يقول لي انه هو من تبحثين عنه.. لا تضيعيه من يديكِ..
انفجرت "ميسان" بتلك الكلمات مع اختها على الهاتف.. قالت "أريج"
-ادعى يا ميسان.. ادعى كثيرا بأن يقدم الله ما فيه الخير.. وان كان فيه خيرا ستكونى له بالفعل.. حتى ان وقفت أمامك الدنيا كلها وليس أخاكِ فقط.. ادعى وانا سأدعى.. والله مدبر الأمر..
-حسناً يا أريج