شيماء عمر


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


تجدون هنا اقتباسات ومقالات لبعض الكتاب
تجدون أيضا قصص وروايات لم تقرؤوها من قبل للكاتبة شيماء عمر..🌸💜
القناة "تابعة لقنوات الاتحاد الملتزمة"
يُمنع نقل أي شئ من كتابات شيماء عمر خارج القناة..✋
تم انشاء القناة:
7 أكتوبر2019
للتواصل
@Shaimaa_Omar2344BOT

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Statistics
Posts filter


-استودعك الان حبيبتي

-الله معكِ

انتهت "ميسان" من الحديث مع اختها وسمعت أحد يطرق باب غرفتها.. وأذنت له بالدخول.. إنه "رأفت" ثاني اخوانها.. نظرت إليه بعينان حمراوان من كثرة البكاء.. قال لها:

-لا داعى لكل هذا حبيبتي.. هل جلسة واحدة معه تفعل بكِ كل هذا؟؟...

-يا أخي.. لا أحد يفهمني.. أنا لم أصادف في حياتي رجلاً مثله.. إنه شهم جدا.. ارتحت له كثيرا.. ثم إني لا أفهم لماذا "عثمان" يعاند معي.. لماذا يقهرني وهو يعلم مسبقا أن الرجل أربعيني..

-تعلمين من البداية أن "عثمان كان مترددا بشأن هذا الموضوع..

- مثلما ضغطتم عليه وجعلتموه يوافق على لقائي ب" عامر".. يمكنكم أن ترغموه أيضا تلك المرة أن يجعلني التقى به غدا حتى أتفق معه على قدومه هنا لطلب يدي منكم..

هنا دلف "معتز" إلى الغرفة وكان قد سمع حديثهما فأردف قائلا..
-لن يوافق يا "ميسان" أظن أنه لا فائدة من الحديث معه.. ولن نخسر أخاكِ لأجل رجل غريب أعجبكِ..

-كم من شاب يا "معتز" تقدم لي ورفضته لأنى لم أشعر براحة اتجاهه.. أما هذا فقط شعرت بالطمأنينة ناحيته بكثرة..

-اسمعينى جيدا "ميسان" أظن أنه لا فائدة من هذا الحديث.. سيذهب "عثمان" غدا يعتذر من الرجل.. وانا سأذهب مكتب الزواج غدا محاولا ايجاد غيره.. وان لم نجد سننتظر..

-لا تفعل ذلك يا أخي.. أنا سأنتظر حتى يأتي أحد ما يتقدم لي..

انتهى حديثهم بعد جملتها تلك.. ولم يجد أحد منهما كلمات تخفف عن حزنها
____
تعيش ميسان بمفردها في بيت أبيها بعد زواج اخيها "معتز" صاحب الثلاثين عاماً منذ سنة كاملة.. لم يبقى سواها ما زالت لم تجد شريكها في تلك الحياة.. كل من اخوانها له بيته الخاص به وبأسرته.. اخوانها الرجال بيوتهم بجانب بيت والدهم.. واختها متزوجة في المدينة وليست في نفس البلدة.. الكل يملك مفتاحا لبيت والدهم ويأتون إليه في أي وقت أينما شاؤو.. و "ميسان" لا تتعجب من هذا الأمر.. بل أحيانا تترك باب البيت موارباً لمن أراد أن يأتي إليها..
..........

كانت حياة ميسان مستقرة نوعا ما في وجود "معتز" معها.. حيث كان يملأ عليها البيت.. تُعِدُّ الطعام له.. تسمع فيلما معه.. تشاركه الكثير من الأشياء.. وتأخذ رأيه في كل شيء ولكن انقلبت حياتها رأساً على عقب بعد أن تزوج وانفرد بزوجته تاركا إياها.. كل من يأتي إليها يراها تبكى.. إما خوفا من وحدتها.. أو حزنا على حالها.. او ربما اشتياقا لوالديها.. او أيامها الجميلة مع اخوانها وخاصة "معتز".. هو الذي عاش معها عمرها كله عدا سنة واحدة من عمرها.. وأصبح هناك شيئا جديدا الان تبكي لأجله وهو رفض أخيها للسيد " عامر".. لم يتقدم لها أحد في هذا العام الذي تركها فيه "معتز" كما كان يتقدمون الشباب من قبل.. لذلك كانت فكرة "معتز" بأن تُقدم "ميسان" مواصفاتها لدى مكتب الزواج ربما تجد شخصاً يناسبها يُملي عليها حياتها.. رحبت "ميسان بالفكرة هي والجميع ماعدا " عثمان" أخاهم الأكبر ظنا منه ان مكاتب الزواج لا يأتي منها إلا شخص مكبل بالمصائب.. وف كل الأحوال قرر في نفسه أنه سيرفض من ستتقابل معه ميسان لكن حين يجد الفرصة المناسبة.. وها هو وجدها ورفض "عامر" دون أن يعلم عنه أي شيء حتى..

#شيماء_عمر

رابط قناة التليجرام👇👇
T.me/shaimaa_omar1

يمنع نشر الرواية خارج القناة حفاظا على حقوق النشر
💙💜🌸


رواية أين أنت💙
بقلم/ شيماء عمر

*الفصل الثاني*
خرجت "ميسان" من المقهى برفقة اختها.. خطوات قليلة على الرصيف حيث توجد سيارة الأجرة الخاصة بأخيهن الأكبر "عثمان" جاء من خلفهن وفتح السيارة ثم ركبت كل منهن فيها.. وقاد "عثمان" السيارة.. ثم تحدث إلى "ميسان"..

- كيف كان اللقاء..

-جيد

-ألا يوجد شابا يناسبكِ.. هذا رجل كبير وانتِ في ريعان شبابك.. كيف تقبلين به..

-إنه لم يتزوج من قبل..

-لا يهمني تزوج أم لا.. إنه كبير عنكِ.. أنتِ تحتاجين من هو اصغر حتى تتفقان جيدا..

-لكن في الحقيقة انا ارتحت كثيرا ل" عامر"

-لا تغرك وسامته وقوامه الممشوق.. الرجال في هذا العمر تفكيرهم يختلف تماما عن عمرِ الشباب..

-كنت تعلم أنه أربعيني.. لماذا غيرت رأيك بعد رؤيته..

-أرى الشيب تخطى شعره.. كيف لا أعترض.. أنا لن أزوجك لأشيب..

-ولكن هذا طبيعي ووارد في هذا السن أن يشيب الرجل.. وكان لابد من تحسب لذلك..

-انتهينا ميسان

-يعنى انت ترفضه لشيب شعره وليس لفرق السن واختلاف التفكير..

-لكل شيء..

-سيدبر الله الأمر.. الاستخارة أفضل شيء..

-أنا من رأيي ألا تذهبي لمقابلته مرة أخرى.. وسوف أذهب بدلا منكِ أعتذر له وأخبره أن كل شيء نصيب..

-دعني أستخير أولاً

-انتهى الأمر "ميسان" أنا لن أزوجك من رجل كبير..

-ليس كبيرا أخي.. إنه أربعيني.. بيننا ثلاثة عشر عاما فقط.. يصغرك ب خمس سنوات يا "عثمان"

-لا يا "ميسان"

هنا تدخلت "أريج" موجهة كلامها ل "عثمان"
-اعطها فرصة يا "عثمان" بما أنها ارتاحت له.. قد يكون فيه الخير..

-قلت انتهى الأمر.. كفي!

اغرورقت عينان "ميسان" لقد أعجبت كثيرا بهذا الأربعيني.. رجل وسيم.. عيناه بندقيتان.. حاجباه كثيفان.. أنف مستقيمة.. بشرته فاتحة اللون قليلا.. لحيته مهذبة وشعره كثيف تخطاهما بعض الشيب يزينهما.. قوامه ممشوق.. مفتول العضلات.. مشيته مستقيمة.. أجش الصوت.. ليس هذا فقط ما أعجبه فيها.. وانما أعجبها أيضاً اعتماده على نفسه من صغره.. جهاده في عمله.. اسلوبه اللبق وهدوءه في الحديث.. شهامته وتحمله للشقاء من صغره

أوصل "عثمان" أخته "أريج الى منزلها وودعها هو و" ميسان" ثم اتجه إلى بيته وصفَّ سيارته في مكانها.. خرجت "ميسان" من السيارة متجهة لبيت أبيها.. ودلف "عثمان" إلى بيته..
______
في المقهى حيث يجلس "عامر" مكانه بعد ذهابهم.. بالطبع لم يكن يعلم بوجود "عثمان" معهم.. قبل أن يذهب جاء إليه صديقه "مؤمن" مدير المقهى.. قام بإلقاء التحية عليه.. وسأله عن أخبار اللقاء.. رد عليه عامر بسرور..
-كان رائعا.. رائعا جدا..

-الحمد لله.. هل أعجبتك الفتاة.. هل هي جميلة..

-أجل أعجبتني.. ليست بالجمال الخلاب.. ولكن يكفى أنها في ريعان شبابها.. وكل الخلائق في أحسن تقويم..

-تعجبني دوما قناعتك يا رجل.. حسنا إذا.. متى ستتقابلان ثانيةً..

-غدا في نفس الموعد..

-على خير ان شاء الله..

-إن شاء الله.. استودعك الآن.. إلى اللقاء

-إلى اللقاء..

خرج "عامر" من المقهى ودلف الى سيارته متجها إلى بيته المتواضع الذي يتكون من صالة وغرفة نوم ومرحاض ومطبخ.. ألقى بجسده على السرير وأخذ يفكر ماذا يرتدى غدا؟.. وكيف سيرحب بها؟.. أي الأسئلة التي سيسألها إياها؟.. ما الذي يمكنها أن تسأله عنه؟..

اخذ يفكر ويفكر.. ثم سمع آذان العشاء.. توضأ وذهب للمسجد للصلاة.. وسأله شيخ المسجد عن مقابلته للفتاة اليوم.. "الشيخ رفاعي" الذي يعتبره بمثابة والده.. وأخذا يتناقشان.. ثم عاد لبيته.. وقام بإعداد طعامه.. وعاود التفكير مرة أخرى كيف سيمر غدا..
________
أبدلت "ميسان" ملابسها وهى تبكى بحرقة من عناد أخيها.. اتصلت بها شقيقتها.. كانت تعلم بحزنها.. حاولت تهدئتها ولكن دون جدوى..

- ميسان من فضلك لا تبكى هكذا.. في البداية والنهاية هذا نصيب..

-ارتحت له كثيرا يا أريج.. ورأيت فيه مالم أراه في أي أحد من الذين تقدموا لي من قبل.. حتى نظراته كنت أشعر براحة منها.. لم ينظر لي نظرة تجعلني اشعر بالحرج أو أنفر منه كالسابقين.. كلامه هادئ ورزين.. رجل مجتهد في عمله.. ليس متكبرا رغم أنه رجل أعمال كبير.. ليس متباهٍ بنفسه وماله.. ترك لي الوضع ان أحكى عن حالي قبل أن يخبرني بحاله.. رجل اعمال مثله يتعالى على الفتيات ولا يشعر بالحرج منهن.. اما هو فكان لا يعرف من أين يبدأ بالحديث معي.. رجلا في مقامه يستطيع الزواج من فتاة في نفس مستواه.. أما هو فأشعر أنه يبحث عن الطمأنينة والراحة ومن تصونه وليست امرأة يتباهى بها.. هناك شيء بداخلي يقول لي انه هو من تبحثين عنه.. لا تضيعيه من يديكِ..

انفجرت "ميسان" بتلك الكلمات مع اختها على الهاتف.. قالت "أريج"

-ادعى يا ميسان.. ادعى كثيرا بأن يقدم الله ما فيه الخير.. وان كان فيه خيرا ستكونى له بالفعل.. حتى ان وقفت أمامك الدنيا كلها وليس أخاكِ فقط.. ادعى وانا سأدعى.. والله مدبر الأمر..

-حسناً يا أريج


انتبهوا..
من يرسل رسالة على البوت الخاص بالقناة لا يقوم بحذف البوت اوايقافة حتى ارد عليه.. لان بتلك الطريقة لن يصل ردي عليكم.. فانتظروا حتى اقوم بالرد ثم احذفوا البوت على راحتكم..

من يريد المراسلة من هنا👇👇

@Shaimaa_Omar2344BOT


.. حتى فقدت قواها ضاحكة.. ضحكاتها مكتومة.. تخبئ فمها بيدها.. شيئا ف شيئا بدأت تصدر منها أصوات نتاجا لضحكها.. ينظر إليها "عامر" بذهول..
ثم قال بمزاح: هل أنا مضحك لهذه الدرجة..

-قليلا.. قالتها بنبرة مهزوزة من الضحك

-ضحكك هذا فتح لنا المجال للتحدث اذاً.. قالها بأريحية

زادت خجلا ونظرت للأسفل ثم تبادلت النظر مع اختها على الطاولة المجاورة وابتسمت كل منهن للأخرى

نادى عامر على النادل "آدم" وطلب منه ثلاثة أكواب من عصير البرتقال ثم بدأ يتحدث إليها..
-أخبرني عنكِ آنسة ميسان..

- من عائلة متوسطة.. ما زلت آنسة.. مضى من عمرى سبع وعشرون عاما منذ أيام قليلة.. معلمة تاريخ في المدرسة المتوسطة.. املك اربع من الأخوة.. "أريج" وثلاثة رجال.. أبى وأمي متوفيان منذ سنوات.
ماذا عنك؟؟..

انا أيضا لم أتزوج بعد.. والداي توفا مذ أن كنت طفلا ورباني عمى.. وهو أيضا توفى وانا أبلغ السادس والعشرين من العمر.. كنت أعيش بمنزل عمى.. وانتقلت لمنزل والدى بجوار منزل عمى حين بلغت.. وبعد وفاة عمى.. انتقلت إلى هنا في المدينة وسكنت بجوار العمل.. كانت رتبتي صغيرة والآن أصبحت مدير في الشركة.. تقدمت لفتاتان منذ سنوات طوال ربما في بداية الثلاثينات ولكن لم يتم قبولي لأنه لا يوجد من يكن معي ليخطبني لأى منهن.. لذلك شعرت باليأس وقمت بالتركيز في العمل حتى اصبحت على ما أنا عليه الآن.. مضى من عمرى أربعون عاماً.. هل من شيء آخر تريدين معرفته؟..

لم تجد ميسان جواباً على سؤاله فهي تريد أن تسأله الكثير من الأسئلة.. قالت له..
-رحم الله والداك وعمك.. ووفقك في حياتك..

-آمين.. سكت قليلا ثم سألها.. لماذا أنتِ لم تتزوجي إلى الان.. هل لم يتقدم لكِ أحد.. أم أنكِ لم تجدى من يناسبك..

-اجل.. لم أجد الشخص المناسب..

-وكيف يكون الشخص المناسب لديكِ

-هذا لن أجيب أحد عليه.. حين أجده بالطبع سأشاركه حياتي..

-حسنا.. لا بأس بذلك

تبسمت ميسان قائلة: تأخرت أختي على أطفالها.. لا بد ان ينتهى اللقاء الان.. أشكرك على عصير البرتقال إنني احبه جدا.. سنلتقى غدا في نفس الموعد.. هل مناسب لديك..

-أجل مناسب.. الى اللقاء آنسة ميسان..
-إلى اللقاء سيد عامر..

#رواية_اين_انت
#شيماء_عمر

رابط قناة التليجرام..
T.me/shaimaa_omar1

يمنع نشر الرواية خارج القناة لدواعي حقوق النشر
💜💜


اهداء

إلي الذين تسير غالبية أمورهم خلاف ما يرغبون..

شيماء عمر


*الفصل الأول*

جالسا في المقهى کعادته.. وحيدا اليوم مثل كل يوم.. يشفق على حاله دوما.. ينفطر قلبه على عمره الذى يتقدم ولم يذق طعم السعادة في حياته إلا مرة واحدة حين أصبح مديرا في الشركة التي كان يعمل بها بعد عناء وتعب وجهد مبذول في العمل.. يتعجب لعدم قبوله للزواج سابقا..

أمسك "عامر" هاتفه واصبح يقلب فيه وهو يحتسى مشروب القهوة.. وجد اعلاناً أمامه عن مكتب للزواج.. بدأت الهواجس تدور في عقله..
-هل افعلها؟!.. لما لا؟!. لن أخسر شيء.. ربما هذه فرصة العمر..
_

دلف الى المقهى في الموعد المحدد لمقابلتها الساعة "الرابعة والنصف" مساء يوم السبت.. جلس على اقرب طاولة له وأخذ يجول بنظره للبحث عنها.. قد تركت له رسالة اخبرته بأنها سترتدي فستانا أبيض اللون يزينه ورد بنفسجي وحجابها بلون الورد.. لكنه لم يجد أي فتاة ترتدى هكذا ملابس..
-هل ستأتي؟!.. أظن ذلك.. بالتأكيد ستأتي.. لماذا اذا كانت تبحث عن الزواج ان لم تأتى؟!..
-ماذا لو وجدت رجل مواصفاته افضل منى ولن تأتى؟!..
-لا.. لا أظن أن المكتب سيتلاعب معي بهذه الطريقة.. لن يخيروها بين رجلين ويتركونني هكذا.. هل اتصل بهم؟!.. لا لا فكرة ليست جيدة ابدا.. لماذا اتعجل هكذا؟؟.. ربما حدث شيء سيجعلها تتأخر..
ظل مكانه على ما يقرب النصف ساعة وبعدها همَّ للذهاب.. ولكن استوقفه رؤيتها من الحائط الزجاجي للمقهى وهى تخرج من سيارة اجرة برفقة امرأة متجهتين للمقهى على عجل..

جلست "ميسان" واختها على طاولة في نهاية المقهى تبحثان عنه قد أخبرها أنه سيرتدى سترة سوداء وسروال ابيض.. وجدت اكثر من رجل يرتدى سترة سوداء ولم تتحقق من لون السروال وهم جالسين..

نظر إليها بارتباك.. قلبه يدق بقوة.. واضطرب تفكيره.. هل يذهب اليها الان ام ينتظر قليلا.. قرر الانتظار حتى يهدأ ويجمع قواه ويرتب كلماته..

آنسة رقيقة جدا بنهاية العشرينات.. متوسطة الطول.. وجهها براق نوعا ما.. عيناها بنيتان.. حاجباها طبيعيان لا نمص فيهما.. انفها ليس بدقيق ولا كبير وكذلك فمها أيضا.. بشرتها قمحية اللون.. اسنانها بيضاء جميلة مرتبة بطريقة رائعة بصنع الخالق سبحانه.. تملك قليلا من جمال الشكل. مرتبة جيدا في نفسها.. أنيقة بدرجة فائقة. مهذبة جدا.. يبدوا أنها من الطبقة الوسطى او أقل بقليل.. سحره الهدوء الذي تملكه في كلامها.. ابتسامتها.. ملامحها.. ملابسها.. اتزانها.. ولكن ما زال قلبه يدق سريعا.. هل سيكون بينهما قبول.. هل ستبدأ حياته تتغير؟.. هل سيتفقان؟ هل هذه هي من ستكون الشريكة في بقية عمره؟..
___

الحيرة تملأ وجه "ميسان" كل الذين رأتهم يرتدون سترة سوداء مختلفين في الاعمار.. اخذت تتناقش مع اختها.. عن ذاك الذي يجلس في نهاية المقهى ولكنه يرتدى خاتم الزواج.. ربما ليس هو.. ثم أشارت اختها "أريج" الى احدهم اشارة خفيفة قائلة:
-ماذا لو كان هذا الذي يجلس قريبا منا..

-لا لا أظنه هو.. آلا تريين كيف مظهره صغير عن مواصفات "عامر" يبدوا ان هذا الرجل من عمرى او أكبر بقليل..

-إذا يبدوا انه ذاك الرجل هناك.. الذي يجلس قرب مدخل المقهى..

-اظن ذلك حقاً.. ولكن لماذا لم يتحرك إلينا.. ربما لم يأت بعد.. لننتظر قليلا..

-وربما تأخرن عليه فذهب..

-أخاف أن يكون هذا حقا يا "أريج"..

-دعينا نذهب لهذا الذي يجلس في مقدمة المقهى نسأله ان كان هو السيد " عامر" ام لا..

-أليس من الصواب أن يتقدم هو نحونا.. قد تركت له رسالة واصفة فيها ملابسي جيدا.. انا لن أذهب إلى أحد.. ثم ربما ليس هو..

تنهدت أريج في ضيق.. ثم أردفت قائلة:
-ألا تريين أنه ينظر إلينا بين الحين والآخر.. انا متأكدة من أنه هو..

-أنتِ تعتقدين ذلك لأنكِ لا تنظري إلا إليه.. لكن إن أطلقتي نظرك هنا وهناك.. ستجدى الكثير ينظر إلينا..

-أوف منكِ يا "ميسان" أوووف أووف.. ربما هو ولكن محرج من وجودي معك..

-انتهينا "أريج" قد مللت هيا لنذهب من هنا.. ثم انني لا اظن أن هذا الرجل هو "عامر" يبدوا على هذا الرجل أنه غني.. وكيف لغنى أن يطلب عروس من مكتب الزواج؟؟؟

قالت "أريج" بتلهف: أنظري إنه يتحرك اتجاهنا.. وينظر إلينا أيضا..

ابتسمت "ميسان" ونظرت لأختها ومالت كل منهن رأسها في ضحك لا يستطعن كتمانه..

وقف أمامها تعلوا وجهه ابتسامة هادئة قائلا: أنتِ الأنسة "ميسان".

ردت بارتباك: أجل.. واشارت لأختها قائلة وهذه "أريج" أختي الكبيرة.

رحبت به أريج ثم استأذنت للجلوس على الطاولة المجاورة..

سحب "عامر" المقعد وجلس عليه أحس بالكلمات تتطاير من لسانه.. ونظره يهرب بعيداً.. ربما خرقت قواه للمرة الثانية.. أحاديث تجول في خاطره يتشاجر فيها مع نفسه كي يتحدث ولا يستطيع أيضا.. يتنحنح قليلا ثم يبتسم ويعود يتنحنح.. ثم يفتح فمه للحديث ويغلقه فورا من سرعان جريان الكلمات من فمه كسرعان الماء الذي يجرى حول الصخور في النهر.. تراقبه "ميسان" بدقة


رواية جديدة❤❤
بعنوان: أين انت؟..🌸
للكاتبة/شيماء عمر❤🌸
أتمنى ان تنال اعجابكم❤🌸
يُمنع نشر الرواية خارج القناة لدواعي حقوق النشر❤🌸


قام أحد علماء الأنثروبولوجيا بعرض لعبة على أطفال أحد القبائل الأفريقية البدائية...
وضع سلة من الفواكه اللذيذة قرب جذع شجرة
وقال لهم : بأن أول طفل يصل الشجرة سيحصل على السلة بما فيها..
عندما أعطاهم اشارة البدء، تفاجأ بهم يسيرون سوية ممسكين بأيدي بعضهم حتى وصلوا الشجرة وتقاسموا الفاكهة ..!
عندما سألهم لماذا فعلتوا ذلك فيما كل واحد بينكم كان بامكانه الحصول على السلة له فقط.
أجابوه بتعجب : أوبونتو Ubuntu...
( أي كيف يستطيع احدنا ان يكون سعيدا فيما الباقين تعساء )
أوبونتو Ubuntu في حضارتهم تعني :(أنا أكون لأننا نكون) .

تلك القبيلة البدائية تعرف سر السعادة الذي ضاع في جميع المجتمعات المتعالية عليها والتي تعتبر نفسها مجتمعات متحضرة.
منقول..




خلفيات زهور رائعة بها فراغ لكتابة خواطركم عليها👇👇


يقولُ أحدهم :

زوجتي تَدرسُ علوم الطِّب والجراحة، مضى على زواجنا أربعةُ أشهُر، في باديء الأمر كانت رافضة لفكرة الزواج الآن، بحجةِ أنّ هذا يتعارضُ مع دراستِها، قلتُ لها جُملةً جعلتها تبكي وتُغير تفكيرها:
"عندما طلبتُ يدكِ ليس لأجعلهَا ضعيفة إنَّما أردّتُ أن أُنبت عليها ريشاً يُحلقُ بكِ إلى الثُرّيَا"

لم يكن الأمر سهلًا البتَّة، كان عليَّ أن ألتزم بكُلِّ شيءٍ يخُصها، لأنَّها تكون مُتعبة مِن الدراسة..

الفترةُ الأشدُّ سواداً، كُنت أُبغضها أكثرَ منها: فترة الإمتحانات، دائمًا ما تجعلها تبكي، وأُلقي بالشتائم على وزارة التعليم العالي، وأقول لها لو رأوا دُموعكِ لتمَّ إلغاءُ ما يُسمى إمتحانات..

جاءتني بكتابٍ للطب الباطن، تبذلُ جهدًا في حملهِ، بصوتٍ أقرب للبكاءِ قالت لي: سأمتحن في كُلِّ هذا بعد شهرٍ فقط.
قُلت لها ما زال لدينا الوقت، هيّا سندرسهُ معًا، سأجعلكِ تشرحينَ لي وأرددُّ معكِ ما تريدين حفظهُ، هذا سيُسهل عليكِ كثيرًا، ابتسمت وقالت لي: فكرة رائعة، هيّا لننفذهَا.

البدايةُ كانت رائعة جدًّاً لكنني لم أستطع أن أَصمد كثيراً، فأبحرتُ بعيدًا في جمالِ عينيهَا، فجأة إذا بالكتابِ الضخم على رأسي، اذهب إلى الغرفة، لا أريدك أنْ تقرأ معي، فأنت تُشتتُ تركيزي بنظراتِك تلك..

في ليلة الإمتحان قلتُ لها: أرجوكِ كفى، السهر ليس جيداً، نامي وأنا سأُيقظكِ، الآن عليّ أن أبقى مُستيقظًا، أخافُ أن أنامَ دون أن أُيقظها، مِن أجلِهَا سأبقى مُستيقظًا ولو دهرًا ..

خرجَت من قاعة الإمتحان تكادُ الأرضُ لا تسعُ سعادتها، قالت لي: إنَّك رجلٌ حقًّاً، إنِّي أرى الثُريَّا مِن هُنَا..

افعلوا أشيائكُم بحُب، بالحُبِّ نتغلَّبُ على أي شيء..❤

#منقول_بتصرف
#راقت_لي


عن الخذلان (كُلنا هذا الرجل) :🙆‍♂️
زوجتي الغالية تكره الحشرات والحيوانات بأكملها
ولكم أرتفعت صرختها المدوية في أرجاء الحي كله
لرؤيتها صرصاراً !
أو لأن قطة جارنا اقتحمت منزلنا !!

كنت كلما تشاجرنا وخاصمتني
أجد من الصراصير أو قطة الجيران التي أكتريها
من ابنهم المشاغب حجة لتركض إلى أحضاني ..
وكان الأمر ينجح في كل مرة ههههه ..

ترجتني كثيراً أن أقوم بتأجيل سفري
لأن الحمل يتعبها ،، ولأنها تحس بانقباضة في صدرها
... رغم إلحاحها الشديد سافرت ..

️في الحقيقة لم تكن الرحلة بتلك القيمة المهمة ..
لكنني أردت اللهو خصوصاً أن تلك السكرتيرة الحسناء
الفاتنة ستذهب معنا ..

عدت بعد أسبوع ،، لم تكلمني فيه ،، سوى مرة واحدة
لتطمئن على وصولي سالماً ..

أعلم أنها غاضبة مني ..
لكن لا بأس بعض الحشرات ستحل الأمر ..
إلا أنني صدمت بمعرفة اجهاضها ،، وأننا خسرنا أول
مولود ،، كنا سنرزق به ..

حزنت جداً وأحسست بتأنيب الضمير ..
ظننتها ستخاصمني للأبد ،، لكنها لم تلمني ..!
حتى لم تقل شيئاً ،، ولا حتى كلمة واحدة ..
ظلت تتصرف بعفوية ..

حين أنزلت سكرتيرة الشركة صوراً لنا في نزهة سوية
ظننت أن الحرب ستقام ..!
لكنها أخبرتني أنني أبدو وسيماً في الصور ..

أما اليوم فقد كان مختلفاً جداً ،، ونحن نتناول الطعام
.. مر صرصور بجوارنا ،، ركضت إلى النافذة لأغلقها
قبل أن تبدأ بالصراخ وجمع الجيران حولنا ..
لكنني وقفت مصدوماً في مكاني ..!!

زوجتي تطارد الصرصور بفردة حذاء وتقتله ..
لم تكتفي بذلك بل حملته وقامت برميه ..
ثم اغتسلت وعادت لتكمل طعامها ..!

في الغد حين عدت من العمل كانت قطة الجيران
تصول وتجول في البيت على مرأى من زوجتي
دون أي رد فعل ..

الآن فهمت أن زوجتي انطفأت ..
وأن المرأة التي تمسكت بيدي مترجية ألا أسافر ..
قد اختفت منذ الليلة التي وقعت بها ولم تجدني
بجانبها لأسعفها .. فكان ابننا هو القربان ..

الآن عرفت أنني لو أحضرت أسداً إلى البيت
لن تركض لحضني لتحتمي بي ..
بل ستتجاهله أو تركض خلفه بحذاء ..
لا أستغرب حتى إن قامت برميه بالرصاص ..

فقدت حقي باسنادها منذ اللحظة التي أحتاجتني حقاً
فلم تجدني .. لأني كنت أتودد لأخرى ..

️ هي انطفأت ..
وأنا اشتعلت ندماً وحسرة ..

.. وكلانا خسرنا ..

-د/ابراهيم الفقي


💜💙💜💙


لك الجوع إلى بطل يحمل عنا العبء النفسي ويدفع ثمن أرواحنا

الغضبة العارمة في قضية الرسوم الكاريكاتورية الدانمركية عظيمة ومفهومة، ولكن أين غضباتكم على نهب مصر وتزوير الانتخابات وتعرية الصحفيات وعلى احتلال العراق الذي يهين المصاحف في دورات المياه ؟. يحتاج الأمر إلى عالم اجتماع يفسر لنا هذا التناقض السلوكي عندما يهان الدين بيد الولايات المتحدة وعندما يهان بيد الدانمرك

اتصلت بصديقي لأخبره بهذه الخواطر فوجدت الخط مشغولاً.. طلبته عدة مرات على مدى ساعة، وفي النهاية عرفت أن زوجته كانت تجري مكالمة طويلة مع أم (ندى) زميلة ابنته الطالبة في الصف الأول الابتدائي .. السبب هو أنهم - أولئك الأوغاد في المدرسة - قد أنقصوا درجتين من نتيجة الفتاة لأنها قالت إن لون القطة أسود بينما كتاب الوزارة يؤكد أنها بيضاء !.. الأم مصرة على تقديم شكوى وإعادة تصحيح الأوراق، بينما زوجة صديقي تقنعها أن كتاب الوزارة هو الحجة الأخيرة .. ما دام قال بيضاء يبقى بيضاء ... ثم أن هؤلاء لن ينصفوك أبدًا لأن التعليمات تقضي بأن يقللوا عدد من يدخلون الجامعات

هكذا أنهت أم (ندى) المكالمة، ولن أندهش لو عرفت أنها ابتلعت أقراص الأسبيرين لتقتل نفسها بعد ما فقدت كل أمل في الغد

مصر تتحول يومًا بعد يوم إلى مستشفى مجانين كبير .. هل يدرك أحد هذه الحقيقة قبل فوات الأوان ؟

مقال #لماذا_لم_يشم_عادل_الورد
دكتور #أحمد_خالد_توفيق


أشق طريقي وسط الزحام نحو اللجنة ممسكًا بكف (مريم) ابنتي الصغيرة إلى أن أصل للبوابة، فأدفع هذا وذاك من أولياء الأمور الذين يصرون على الوقوف أمام البوابة ليسدوها كأن هذا يجعل أطفالهم أذكى .. وفي النهاية أترك (مريم) لصف من العاملات مخيفات الشكل يناولنها لبعضهن يدًا بيد حتى تغيب في قدس الأقداس بالداخل، الأمر الذي يذكرني بمشهد الأب الذي ترك ابنته رهنًا لدى عصابة المخدرات في فيلم (الباطنية) إلى أن يجلب ثمن الحشيش الذي أخذه

عدت في موعد الانصراف لآخذها بذات الصعوبة، خاصة مع أحجام الأمهات المرعبة كأنها حروب الديناصورات في العصر الطباشيري .. هنا لاحظت ظواهر عجيبة .. معظم الأمهات لم يعدن لبيوتهن قط وإنما ظللن طيلة فترة الامتحان على الباب يقرأن القرآن .. بعض الأمهات دامعات العيون، وثمة أم ترتجف وتتنفس بسرعة لتزيد قلوية دمها موشكة على الإصابة بحالة هستيرية.. بينما يخرج الأطفال مظفرين وقد بدا عليهم الغرور لأهميتهم المستجدة.. اكتشفت أن الأمهات يحملن جميعًا أسئلة الامتحان ليراجعنها مع الأطفال: جاوبت السؤال ده بإيه ؟.. قلت إيه هو لون القطة ؟.. الحتة دي مش في الكتاب
ثم يتقلص وجه الأم من صعوبة الأسئلة وتردد بلا انقطاع: ولاد الكلب .. ربنا ينتقم منهم !.. ربنا ينتقم منهم

سألتهن عن كيفية الحصول على هذه الأسئلة، فدللنني على صاحب مكتبة (شاطر) حصل على ورقة الامتحان وقام بتصويرها، وهو يبيع الورقة بعشرين قرشًا .. برغم إيماني بعبثية الموقف فقد وقفت في الطابور لأبتاع نسخة.. لن أكون الأب الوحيد الذي لم يشتر نسخة من الأسئلة ويكون علي أن أخبر أم العيال بهذا .. فقط رحت أتساءل عن الكيفية التي حصل بها هذا الأخ على أسئلة الامتحان، فلابد أنه يقتسم الأرباح مع أحد الإداريين بالداخل .. عشرون قرشًا في ألف ورقة خلال ساعة.. ليس مبلغًا سيئًا .. دعك من أنه حصل عليها بالتأكيد قبل مرور نصف الوقت كي يتمكن من تصوير كل هذه النسخ

عندما عدنا للبيت راجعت مريم الإجابات مع أمها، ثم تفرغت للاتصالات الهاتفية مع صاحباتها .. لماذا لم يشم عادل الورد ؟.. أنا قلت لأن عنده زكام .. مس هناء عدت علينا وقالت هي دي الإجابة الصح .. هكذا ظل الهاتف مشغولاً لمدة ساعتين

عندما تأملت في الموقف بعد ما هدأت الأمور وجدت شيئًا غير طبيعي وغير مبرر .. نحن نتكلم عن امتحان نصف العام للصف الثاني الابتدائي !... الصف الثاني الابتدائي !.. هل يستحق الأمر كل هذا الانفعال الزائد والتوتر ؟.. كل هؤلاء الصغار سينجحون بلا شك والمجموع لن يؤثر في مسار حياتهم، وإن لم أكن مخطئًا لن يحرمهم دخول كلية يحبونها..فماذا يصنعون في الثانوية العامة إذن ؟.. عندما لا يتناسب الانفعال مع المناسبة فإن ما تشعر به هو إحساس عارم بالسخف .. رجل يلطم خديه في الشارع لأنه لا يجد علبة الثقاب في جيبه

دموع وبكاء ومراجعات في الهاتف .. كل هذا من أجل (لماذا لم يشم عادل الورد ؟) و(ما لون القطة ؟).. هل هذا سلوك فسيولوجي ؟.. هل هذا سلوك عقلاني ؟.. هل هذا طبيعي ؟

في طفولتي – وأزعم أنني نشأت في أسرة مترابطة تهتم بأطفالها – لم يكن أحد يعلق أية أهمية على امتحانات من هذا النوع وبهذا الحجم .. في هذا الوقت كنت في مدرسة مجانية، ولم تكن (الأبله) قد أصيبت بذلك المرض المريع الذي حولها إلى (مس)، ولم تكن أعراض التحول إلى (مستر) قد أصابت الأستاذ .. كان المعلمون قومًا بارعين في مهنتهم ذوي ضمائر حية وثياب رثة - بالمناسبة - لأنهم لم يكونوا يحصدون الآلاف من الدروس الخصوصية... فقط كنت أخبر أهلي أن لدي امتحانًا غدًا فكانوا يعطونني الورق والأقلام اللازمة وينسون الأمر، ولم تبدأ هذه الهستيريا إلا مع دخولي الشهادة الابتدائية .. بدأت مع كثير من التحفظ

ما سبب هذا الذعر العام ؟
جاءني الجواب على الفور .. إنه الفراغ الروحي .. المصريون يفتقرون إلى مشروع قومي يضمهم ويوحد مشاعرهم لهذا يختلقون أي مشروع حتى لو كان (لماذا لم يشم عادل الورد ؟).. إنها الضغوط النفسية والاقتصادية والعاطفية والدينية تحاصر المصري الذي لا يجد طريقة لإخراجها إلا على باب اللجان .. فلابد من شماعة .. لابد من قناة لخروج كل هذا الضغط .. هكذا لا يجد المصري هدفًا إلا ذلك الطفل البائس ذا سبع السنوات الذي تقع على كتفيه الصغيرتين مسئولية كل شيء يحدث للأبوين .. وبما أن العصاب معد، فإن هذا التوتر ينتقل للطفل مع الوقت .. سوف يذهب إلى الامتحان شاعرًا بأنه مسئول عن آمال أمة وأحلام وطن .. وسوف يرتجف ويتوتر ويقضي الساعات على الهاتف يناقش لون القطة مع أصحابه .. اثنتا عشرة سنة من التوتر، ثم ينتهي وقوده في الثانوية العامة فلا يظفر إلا بخمسة وثمانين في المائة بعد كل هذه الصراخ

الشخصية المصرية تعاني درجة عالية من التوتر العاطفي الذي يبحث عن مخرج .. مثلاً قد يأخذ هذا المخرج شكل توتر لا مبرر له كالذي رأيته على باب اللجنة .. هناك هواية صنع أبطال حتى لو كانوا من عينة شعبان عبد الرحيم لمجرد أنه قال (أنا باكره إسرائيل)... إنه ذ


🌼🌸🌼🌸


وقمت بعد ذلك أصلي، فلما قلت : « الله أكبر » , مُحي الكون كله من وجودي، ولم يبقَ إلّا أنا العبد المؤمن الضعيف، والله الإله العظيم الجبار .

ليس في الدنيا شيء أجلّ ولا أجملَ من الصلاة !

- من حديث النفس | علي الطنطاوى .


❤️❤️❤️❤️


الآباء الغارقون بالعرق ذوو الكرش، الذين يعودون من العمل ظهرًا ومعهم بطيخة وجريدة.. يتوارى الصِّبْية ذعرًا في غرفهم لأن هذا هو وقت تنفيذ الأم لتهديدها المخيف (هاقول لأبوك أما ييجي).. لا بد أن يُشرف على ذبح البطيخة كأنه يؤدي طقوسًا كهنوتية ما، ويتأكد بنفسه من أن البائع لم يخدعه، يجلس ليلتهم الغداء في نهم وينهيه بكمية هائلة من البطيخ، ثم يدخل لينام وقت العصر.
.
لو لم تكن عندهم ثلاجة يتأكد من أنه دفن السكين في نصف البطيخة وغطاها بمنشفة حتى لا تشمها الشمامة.. لا أحد يعرف كنه الشمامة بالضبط؛ لكنها كائن سام يحب البطيخ جدًا.
.
عندما يصحو عند المغرب لن يذهب لأي عمل لأن الراتب يكفيه، بل سيجلس -بالفانلة الداخلية وسروال البيجامة الكستور- في الشرفة نصف المظلمة على الأرض يشرب الشاي بالنعناع.. لديه مذياع صغير يفتحه ليسمع آخر أخبار الجبهة، ثم يعلن نظريته العميقة:-
"إسرائيل تنوي شيئًا ما.. أنا متأكد من ذلك.."
.
فتدعو زوجته على إسرائيل.. وهكذا ينتهي الجزء السياسي من السهرة.
.
من مكانه هذا يدير شئون الأسرة ويصدر تعليماته.. جبل من المسئولية والثقة والهيبة. بعد هذا قد يدخل لينام ثانية أو ينزل ليقابل أصدقاءه في المقهى، أو يذهب للعزاء.. هناك دائمًا شخص مات في مكان ما، ولا بد من العزاء فيه.
.
هذا الأب يجيد كل شيء؛ إصلاح الصنابير التالفة، وتغيير فتيل المنصهر، وإصلاح لعبة الولد الزنبركية، وتغيير سلك المكواة.
أليس من الخسارة أن ينقرض هذا النوع أيضًا؟

د.أحمد خالد توفيق
مقالة :
كائنات مهددة بالانقراض.





20 last posts shown.

203

subscribers
Channel statistics