قصيدة ❄️ الكُبرى ❄️
للسيد العلامة عبدالقادر بن سالم خرد باعلوي نفع الله به
هذه الأبياتُ قُلتها في سيدتي أُمِّ المؤمنين خديجة الكبرى رضي الله عنها ..
عَلوتِ فلَمْ تُدرَكْ مَقَامَاتُكِ الكُبرى = فغيرُكِ لا تُدعَى - وإن عَظُمَتْ كُبرى
وكم في نساءِ العالمينَ عظيمةٍ = ولكنَّها إِنْ قُورِنَتْ بكِ فالصُّغرى
تفرَّسْتِ في وَجْهِ النَّبيِّ فراسةً = عَرَفتِ بها ما كانَ مِنْ أَمرِهِ سِرَّاً
رأَيتِ بِهِ نُورَ النُّبوَّةِ ساطِعاً = فأَسْرَعْتِ نحوَ النُّورِ فُزْتِ بِهِ مَهْرا
بِمَيْسَرةٍ قد يسَّرَ اللهُ كلَّ ما = تُرِيْدِينَهُ فاليُسرُ قادَكِ لليُسرى
رَبِحْتِ رسولَ اللهِ حينَ خَطَبْتِهِ = فكُنتِ لَهُ مأوى، شَدَدْتِ لَهُ أَزرا
وأَصْبَحْتِ مَهْداً للرِّسالَةِ حاضِناً = تلقَيتِها مِنْ حِينِ ما نزلَتْ {إِقرا}
وأَنتِ التي طَمْأنْتِ طه بأنَّهُ = تلقَّى مِنَ اللهِ الرِّسَالةَ والذِّكرى
وزمَّلْتِهِ دَثَّرتِهِ، ولِوَرْقَةٍ = ذَهَبْتِ بِهِ يَتْلُو عليهِ الذي يَقرا
ولمَّا أتى جبريلُ قُمْتِ بِخَلعِكِ الــ = ــنِّقابَ فلم يَمكُثْ فأعلَنتِها بُشرى
كَتَبْتِ حُرُوفاً مِنْ حياةِ محمَّد = فأصْبَحَتِ في أعلى صحائِفِها سطرا
وقد شَكَرَ المولى صَنيعَكِ إِنَّهُ الــ = ـــشَّكُورُ، وهذا الفِعلُ يستوجِبُ الشُّكرا
فَأهْدَاكِ مولاكِ السَّلامُ سَلامَهُ = وأَعْطاكِ في الفِردوسِ مِنْ قَصَبٍ قَصرا
مَرَاتِبُ لا يُعْلى عليها ورِفْعَةٌ = لكُم خُصِّصَتْ، فاللهُ أعلاكُمُ قَدْرا
تَرَعْرَ هذا الدِّينُ في بيتكُمْ كَأَ = نَّهُ التَّوْأمُ الرُّوحيْ لفاطمةِ الزَّهرا
فأوْلَيْتِهِ حُبّاً وصِدقاً وطاعةً = وأحببْتِهِ نهياً وأحببتِهِ أمرا
وأوَّلُ مَنْ صَلَّينَ خَلْفَ محمَّدٍ = وغيرُكِ لَمْ يعرِفْنَ ظُهراً ولا عصرا
وعَاشَرتِ خيرَ الرُّسلِ عِشرينَ حِجَّةً = وبضعَ سنينٍ لَمْ يُلاقِ بها عُسرا
وكم لَقِيَ المختارُ بَعْدَكِ مِنْ عَنَا = همومٌٍ بعامِ الحُزنِ قد أقبلَتْ تَتْرى
ولكنَّ صَدْرَ المصطفى لَمْ يضِقْ بها = فَقَابَلَها بالحِلْمِ وادَّرَعَ الصَّبرا
وظلَّ وفيّاً سيِّدُ الرُّسل ذاكِراً = وِدَادَكِ في الأصحابِ حتى قضى العُمْرا
إذا ذُكِرَتْ يوماً خديجةُ عندَهُ = تَنَهَّدَ مُشتاقاً وأعجبَهُ الإطرا
وعائشةٌ لمَّا ادَّعَتْ أفضليَّةً = تغيَّرَ وجهُ المصطفى الطُّهْرِ واحمرَّا
وشاهدَ في بدرٍ قِلادةَ زينبٍ = وقد أرسَلتْها تفتدي الزَّوجَ في الأسرى
فَرَقَّ لها، سالَتْ مِنَ الدَّمْعِ عَيْنُهُ الــ = ـــشَّريفةُ لمَّا حرَّكتْ قلبَهُ الذِّكرى
فحبُّكِ في قلبِ النَّبيِّ مُمَكَّنٌ = هنيئاً فقد حُزْتِ السَّعادةَ والفخرا
أَرِقَّتُهُ هذي انتهتْ بعدَ مَوتِهِ؟ = أَلَمْ يَكُ في الدُّنيا رحيماً وفي الأُخرى؟
فهيَّا اذكُرينا عندَهُ فلعلَّنا = نرى وجهَهُ مِنْ قبلِ أَنْ ندخُلَ القبرا
حنانَيْكِ يا أُمَّاهُ هيَّا ادخُلي بِنَا = على المصطفى قُولِي لعلَّ لهُم عُذرا
فمَنْ جاءَهُ مِنْ بابِكُم لا يردُّهُ = ويوفِ لَهُ كَيْلاً ويُعظِمْ لَهُ أَجْرا
فَيَا أُمَّ أَهلِ البيتِ جُودي بِنَظْرةٍ = إلينا فإنَّا نشتكِي البُؤسَ والضُّرَّا
بَناتُكِ في ثَوبِ الجَهَالةِ رُتَّعٌ = وفي حالَةٍ ربِّي بِهَا وَحْدَهُ أَدْرَى
وليسَ لهذا الخَطْبِ غيرُ خديجةٍ = إذا الخَطْبُ التَجَأْنا إلى الكُبرى
حنانَيْكِ يا أُمَّاهُ إنَّ دموعَنا = تَسيلُ مِنَ التَّفريطِ بلَّلَتِ النَّحرا
ومِنْ يمسحِ الدَّمْعَ الغَزيرَ إذا جرى = مِنَ الابنِ غيرُ الأُمِّ فَهْيَ بذا أَحْرَى
حنانَيْكِ يا أُمَّاهُ فاستَغْفِري لنا الــ = إلهَ، لعلَّ اللهَ أَنْ يُسبِلَ الّترا
ومُدِّي إلى المولى يَدَيْكِ بدعوةٍ = فحَاشَا إلهي أَنْ يردَّهُما صِفْرا
وصلّى عليكِ اللهُ بعدَ محمَّدٍ = وسلَّمَ ما حادٍ حدَا أو تَلا ذكرا
http://archive.org/download/AlOmmhat/002.mp3🔊📗🔊