هنعيشْهَا صحْ .

- لا تنسو قيام الليل، وقراءة سورة الملك قبل النوم منجية من عذاب القبر.

- ‏"اُدْعُوهُ بِإِلْحَاحٍ فكَمْ مِنْ أمرٍ بعدَ الرَّجَاءِ ... جَاء " 💙

- بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
- ونكمل الرحلة يا شباب " باقي درجات الحب ".

- ((الغرام))
- الحب الملازم للقلب فلا يفارقه أبدًا، فالمحب في كل أحواله لا يفكر إلا بمحبوبه، فلا اكل ولا شرب ولا نوم يخلو من ذكر حبيبه..
- يأكل ويشرب إذا اطمأن لوجود الحبيب ولا ينتهي عن التفكير فيه حال أكله وشربه، إذا سار بين الناس لم ير وجهًا من وجوههم الا وقد رأي حبيبه، يراه في نومه في أحلامه لا يفارقه لحظة، حب بلا فراق.

- ((المودة))
- محبة لا لشيء إلا لذات المحبوب، حبٌ صافٍ خالص لا مصلحة فيه، حبٌ لا لمادة ولا مال ولا جسد ولا شيء، حب مجرد من المادية.

- ((الشغف))
- وصول الحب لشغاف القلب، والشغاف هو الغشاء المحيط بالقلب، فكأن الحب قد أحاط بالقلب؛ فمنع كل ما عدا حب المحبوب من الوصول إليه.

-((العشق))
- الحب المفرط الذي يُخاف على صاحبه منه، فقد يُجن أن تركه محبوبه وقد يموت من فرط الشوق والرغبة في اللقاء.

-((التتيم))
- ومنها لفظة متيم، والمتيم هو المحب المتذلل لمحبوبه العابد له، فلا يرى نفسه أصلًا، وهو ملك لحبيبه فقط.

-((التعبد))
- وهو فرط التتيم، تمام الطاعة للمحبوب، والذل بين يديه، فأمره فرض ونهيه محرم، وهو حب العبد الصادق لله.

-((الخُلَّة))
- أعلى مراتب الحب على الإطلاق، وهي أن يتخلل الحب كل ذرة من القلب والروح وهي مرتبة لم يصل لها إلا الخليلان في حب الله، سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد عليهما صلوات الله وسلامه.

- ونكمل باقي للرحلة وقت آخر يا شباب.
- في امان الله يا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله

- بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
- ونكمل الرحلة يا شباب بـ عنوان «أن تحب الله».

- من أعجب الأشياء إن تعرف الله ثم لا تحبه، وان تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وان تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وان تتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته. «إبـن القيـم»

- يبدو أنك قد بدأت تحب لقاءنا كما احبه انا، فعودتك السريعة تشعرني بذلك.
- انا ايضا كنت احب ان نكمل باقي الرحلة سريعًا، يبدو أنك قد جهزت كل شيء،إذًا لا داعي لإضاعة الوقت، وهيا نبدأ..

- هل سبق لك تجربة الحب قبل ذلك.؟! ولكن قبل أن تنتهد وتنظر إلى سقف الغرفة في أسى وهيام، وتتذكر تجاربك العشرين الأخيرة؛ دعني أوضح لك اي حب اقصد.!

- انا هنا يا شباب لا اتكلم عن هذا الصبياني الموسمي الذي يصيب البعض كل حين وآخر، حب من أجل الحب، تجد أحدهم يبدأ في إطلاق لفظ حبيبي على الآخر وهو يعرفه منذ يومين ولا يعرف عنه الكثير، كل ما في الأمر أني أريد أن اُحِب وأُحَب، ولا يهم من ولا لماذا.؟!

- مجرد تدفق أحمق لهرمونات وشراء أعمى لبضاعة الحب الفاسدة التي تُسوّق لها الأفلام والمسلسلات والأغاني.

- حب يقوم على الشكل وقلة المعرفة والوعي؛ قلما نجح.
- هو يحب شعرها وعينيها وصوتها، وهي تحب شكل لحيته وعضلاته.. أهذا حب.؟!

- البعض يسميه حبًا ولكنه كما قلت بضاعة فاسدة تظهر على حقيقتها بمجرد امتحانها بضغوط الحياة وابتلاءاتها وحقيقة الدنيا.

- الحب الذي اقصده ذلك الذي تراه في عَيْنَيّ زوج يشتاق إلى العودة لحين زوجته بعد يوم طويل، وهم على تلك الحال منذ عشرين سنة.
- الحب الذي أحدثك عنه حبٌ يعيشه صديق وهو يكلم صديقه بعد غياب طويل، ولكنها صداقة اختبرتها الظروف والأعوام.

- «حب قائم على المعرفة والفضل، حب قائم على التضحية والإيثار، حب قائم على العشرة والاختبار».

- الحب.. ذلك الاحساس المخملي الذي ما إن يُخالط القلب؛ حتى يحمل صاحبه إلى السماء السابعة ينظر فلا يرى إلا حبيبه، يسمع فإذا بصوت حبيبه يأتيه من كل جانب، ما يريده حبيبه احب إليه من نفسه..

- يحب ما يفعله حبيبه وان كان يؤذيه، يتعلق بكل شيء له علاقة به، لا راحة الا بقربه، ولا أنس له إلا بمجالسته، لا يهمه رأي الدنيا بأسرها في حبيبه لو كان عكس رأيه حبيبه، «حبيبه هو الدنيا ولا قيمة للدنيا الا به».

- الحب.. هذا الشعور الذي يحوي بداخله كل المشاعر الأخرى، فكل المشاعر الإيجابية التي تحتاجها لتحيا في سعادة تجدها في الحب.
- اللذة والمتعة والاهتمام والفخر والسكينة والأمل أين تجدها أن لم تجدها في الحب.؟!

- والآن دعني اعيد عليك السؤال : "هل سبق لك تجربة الحب قبل ذلك.؟!"
- لا تتسرع في الإجابة، عليك اولا ان تسألني اي درجة من درجات الحب اقصد.؟!
- ( نعم للحب درجات وسأعرفكم بها).

- «درجـــات الـــحـب».

- ((العلاقة))
- وسميت بهذا الاسم من تعلق قلب المحب بمحبوبه، ولكنها اول درجات الحب وأكثرها سطحية، فإذا ما رأيت اثنين في بداية حبهما قلت عنها "فــي علاقة".

- ولكن كم مرة رأيت على صفحة أحدهم على موقع الفيسبوك احد مواقع التواصل الاجتماعي كلمة "فــي علاقة"، ثم سرعان ما تحولت إلى" بدون علاقة".

- كثير، إليس كذلك.؟! وهذا لأن فسخ العلاقة وانتهاء الحب في هذه المرحلة ليس بصعب على أي من الطرفين، مجرد جرح بسيط سرعان ما يندمل.

- ((الإرادة))
- هنا يتعلق الحب قليلاً في قلب المحب ويبدأ في الميل إلى المحبوب وطلب رضاه.
- فيكون شعار المحب : انا اريد ان أرضى حبيبي، وما يريده حبيبي هو أمر لي.

- «بطّل سجاير، وصلّ الفجر»
- منذ فترة قريبة انتشر هذا الأمر بين الفتيات، كل فتاة تطلب من حبيبها أن يصلي الفجر ويترك التدخين.
- أمران غريبان، الأمر الأول انها تطلب منه ما يرضي الله من الطاعة وهما في علاقة لا ترضي الله، فالعلاقة الشرعية في الإسلام بين شاب وفتاة الزواج لا غيره.

- اما الأمر الآخر أن كثيرا من الشباب قد استجاب لحبيبته، وهذه هي الإرادة، هو يريد أن يرضيها وإرادتها هي أمر له.


- ((الصبابة))
- حب أعمق من سابقه، فالصبابة انصباب القلب على المحبوب فلا يملكه صاحبه ولا يتحكم فيه، هل تستطيع أن توقف انصباب الماء في الشلال مثلا.؟!
- كذلك في الصبابة، لا صاحب القلب ولا غيره يستطيع أن يوقف تدفق الحب.

- ونكمل باقي الرحلة وقت آخر يا شباب.
- في امان الله يا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله

- لم يخش شيئًا ولم يفكر إلا فى هدفه؛ إلى أن اسلم وافتدى نفسه فصار حرًا واصبح من سادة الصحابة واقربهم إلى النبي.!

- «صااااااحب فكرة الخندق في غزوة الأحزاب، سيدنا سليمان الفارسي رضي الله عنه».

- وبهذا انتهى عبدالله من درسه بعد كل صلاة عشاء، لم ينتظره عمر، بل قام وكأنه في عالم آخر يمشي زجاجية صامتة.. وكأنه لا يرى ما حوله.!
- كانت قصة سليمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه تكلمه وتخبره بما عليه فعله.

- «لاااا تخش شيئًا يا عمر، فقط اختر طريق الله وتحمل الابتلاء، ودع الله يدبر لك أمرك، لا تخف.»

- لا تخف، وابدا الطريق..
حسناً، كنت أود الجلوس معك أكثر من هذا، ولكن لعلك ترغب في بعض الراحة لتفكر في جلستنا، على كل حال، انت تعرف مكاني؛ فمتى شئت سنبدأ معاً..
- ستجدني في انتظارك.. لا تتأخر.

- ونكمل باقي الرحلة وقت آخر يا شباب.
- في رعاية الله يا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله

- بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
- ونكمل باقي الرحلة يا شباب..

- من الشام إلى العراق أو إلى آخر الدنيا لا فرق عند المحب أين أرض حبيبه، المهم أن يصل إليه.!
- انطلق بطلنا إلى الموصل، ليلحق بصاحبه الجديد.
- كان على الدين بحق، خير معلم وخير قدوة كسابقه، ولكنه كان كبيرًا في السن فما لبث الا ان وافته المنية وتكرر الموقف..

- صاحبنا يقف عند رأسه يبكي فراقه ويسأله : " يا سيدي اني أحببتك كما لم أحب أحد من قبلك، فمن لي بعدك".
- قال يا بني لا أعلم احد على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين وهو فلان، اذهب فالحق به.
- نصيبين في تركيا.. لا يهم، أن كان هذا ما سيرضيك عني يارب!

- انطلق بطلنا إلى نصيبين بحثًا عن صاحب جديد، وجده وأقام في خدمته، يتعلم منه ويعبد الله معه، ولكنه كان كصاحبيه طاعن في السن، فتكرر الأمر، يموت العابد وينصح بطلنا قبل موته بصاحب آخر، وهذه المرة في عمورية.

- ومن نصيبين إلى عمورية واضح ان لا شيء يستطيع أن يوقف صاحبنا وتضحياته طلبا لرضا الله، ويزيد الاختبار على البطل، ويأتي الموت ضيفاً على صاحبه الجديد أيضا ولكنه لن يتوقف عن البحث.

- فسأله قائلا : إلى من توصي بي.؟!
- وكان الرد الذي غيّر حياة صاحبنا تماما "يا بني والله لا أعرف أحدا على ما كنا عليه، ولكنه قد اظلك زمانُ نبي، مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين (الحرة: الأرض ذات الحجارة السوداء).

- بينهما نخل وبه علامات : يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة (علامة ذُكرت في كتب أهل الكتاب وكانوا يبحثون عنها كدليل للنبوة).

- «فــي ســبــيل اللّـه».

- "إذا فصاحبي الجديد في جزيرة العرب، قالها في نفسه التي غلبها، فلم يبق فيها من الأمر بالسوء شيء، بل هي مطمئنة تسير معه إلى حيث أراد.

- كان يملك من حطام الدنيا بعض الغنم والبقر، فما أن وجد بعض التجار العرب عرض عليهم ما يملك حتى يحملوه إلى أرضهم؛ فقبلوا.

- انطلق في الطريق يحمله الشوق إلى رؤية النبي الجديد، يالها من نفس لا تطمئن لا برضا الله، فجأة وجد التجار يبيعونه في الطريق إلى أحد اليهود، خانوه وباعوه وكانو فيه من الزاهدين.
- ولكنه لم يكن يعلم أنه كما كان البئر ليوسف بداية التمكين، كان الرِّق لبطلنا طريقه للإيمان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

- باعه اليهودي لقريب له من بني قريظة.
"يارب انك تعلم اني لا أريد من الدنيا الا رضاك، واني قد خرجت باحثًا عن نبيك؛ لأتبع الدين الذي اردت، اللهم دبر لي امري".

- ظني أن هذا ما دار في ذهن بطلنا وهو ينتقل مع سيده الجديد إلى يثرب.. يثرب.!!
- يثرب (المدينة المنورة حاليا) هي أرض بين حرتين وبها نخل كثير

- هل تذكرون هذا الوصف.؟!
- ما إن رآها بطلنا حتى قال "والله انها هي، الأرض التي سيهاجر إليها النبي المنتظر".

- مكث في الأرض الجديدة زمانًا لا يسمع عن النبي المنتظر شيئًا، وفي يوم كان يعمل على نخلة لسيده حين أتى ابن عم له وقال " قاتل الله بني قيلة (قبيلة من قبائل المدينة)، انهم الان مجتمعون بقباء (موضع بالمدينة) على رجل قدم عليهم من مكة يزعمون انه نبي"

- يحكي لنا بطلنا ما حدث فيقول : كدت أن أسقط من فوق النخلة لما سمعت ذلك، فنزلت مسرعا ملهوفا وقلت لإبن عمه "ماذا تقول.؟! ماذا تقول.؟!"

- فغضب سيدي، فلكمني لكمة شديدة وقال : مالك وهذا الحديث.؟! "أقبل على عملك"
- فقلت "لا شيء، اردت فقط إن اتثبت مما قال".

- "كان عندي شيء من الطعام فجمعته، وذهبت إلى قباء، وإذا برسول الله وحوله أصحابه، فـ اقتربت منه وقلت له : انه قد بلغني انك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء وذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة،وانتم أحق به من غيركم.

- فقربته إلى رسول الله، فقال لأصحابه : كلوا، وامسك يده ولم يأكل، فقلت في نفسي هذه واحدة :"لا يأكل الصدقة".

- جمعت طعاما آخر ثم بحثت عن رسول الله حتى وجدته، فقلت له اني رأيتك لا تأكل الصدقة، أما هذه فهدية أكرمتك بها، فأكل صلى الله عليه وسلم منها ودعا وأصحابه فأكلوا معه، فقلت هذه الثانية "يأكل الهدية".

- ثم جئت إلى رسول الله وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه، ثم استدرت انظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصفه لي صاحبي.؟!

- فلما رآني رسول الله علم إني ابحث عن شيء وُصف لي؛ فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته؛ "فانكببت عليه اقبله وابكي".

- "الله أكبر" كل هذا العناء، كل هذا الوقت لأصل إليك، وها انت أمامي يا رسول الله.
- لا أستطيع أن أصف شعوره في هذه اللحظة، ولكن ما دار في نفسه كان أكثر من ذلك وأعظم.

- احتضنه النبي عليه الصلاة والسلام، واستمع إلى قصته، قصة أعجب من الخيال، قصة ولي العهد وخادم النار الذي ضحى بكل شيء القوة والمال والمركز وكل ما يملك، وجاب الدنيا وتحوّل عبدًا مملوكا..

كل هذا لغاية واحدة «رضــــا الـلـه».

- بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
- ونكمل الرحلة يا شباب بـ عنوان «خــادم الـنار».

- هذا المسجد رغم صغر مساحته، زاوية كما نسميه في مصر، كان جميل التصميم عطر الرائحة نستشعر الراحة والسكينة بين جدرانه، عبد الله يجلس في مواجهة الناس بعد صلاة العشاء ليبدأ قصة اليوم، عيناه تنطقان بالحماسة وتُظهر أن حبه لشخصية اليوم.

- "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله" بدأ عبدالله..
- نار عظيمة جدا وكأنه حريق عظيم ولكنه حريق مقصود لا للأذى ولكن للعبادة.!
- وبطل قصتنا اليوم تنعكس على وجهه صورة السنة اللهب وهو ينظر إليها في إجلال، فقد كان هو خادم النار الذي يقوم على تغذيتها حتى لا تنطفئ أبدًا.

- الزمان : قبل البعثة بأعوام ليست كثيرة.
- المكان : أصبهان في إيران حاليا.

- ابن سيد القرية وخادم النار المعبودة في هذه القرية، اي مقام واي أهمية واي مكانة.
- المال والاحترام والتقدير يمثلون العملة التي يتعامل بها أهل القرية مع بطلنا.

- الأب القائد ذو النفوذ والسطوة وهب ولده لخدمة الإله (النار) وكم كان الولد باراً لأبيه مجتهداً في رسالته، رغم أنه قد خالط كثيرا سؤال محير.
"هل هذا الدين حق.؟! هل النار هي الإله فعلا.؟! "

- أفكار كانت تدور في نفسه بين الحين والآخر دون أن تؤثر في خدمته للنار وقيامه بعمله.
- وفي يوم من الايام انشغل الأب وطلب من ابنه، الذي دا يخرج من محراب النار، أن يذهب ويباشر بعض الأعمال في إحدى ضيعات الأب.

- وانطلق الابن البار لينفذ طلب ابيه وفي طريقه إلى الضيعة بدأت قصته.. "ما هذا البناء العجيب؟!".
- تساءل وهو يقترب من المبنى الذي يراه لأول مره في حياته، يدنو منه ويخترق الأبواب حتى يدخل ليرى اناسًا يعبدون إلهًا غير إلهه.. إله غير النار.!

- ما قصتكم؟! وما دينكم.؟!
- سأل وأجابوا، فوجد في اجاباتهم ما لمس قلبه واحب ان يتبع دينهم
- فسألهم: أين أصل الدين.؟!
= فـ اخبروه أنه بالشام.

- عاد إلى ابيه الذي كان قد بدأ في البحث عنه، فهو لم يذهب إلى الضيعة، ولم يعد لا الى البيت ولا إلى خدمة النار.

"أين كنت يا ولدي؟! "
- خرجت من فم ابيه ومعها خليط من القلق والغضب.

-" ذهبت إلى كنيسة النصارى يا أبي، أن دينهم لهو أفضل من ديننا"
- قالها وهو ما زال متأثرا مما رآه من عبادة النصارى في كنيستهم وحديثهم معه.
- نظر إليه ابوه وهو لا يفهم ما هذا التغير السريع؟! وكيف حدث؟!

- وردّ بشيء من الحدة "ليس في دينهم ما هو أفضل من ديننا يا هذا.!"
- فردّ الابن مسرعاً "لا يا أبتي بل أفضل واني سأعتنق دينهم".
- ظهر الخوف على وجه الأب وتدفق الدم في عروقه حتى انك ترى وجهه يكاد ينفجر، واقسم أن يحبس ابنه ويربطه بالحديد حتى يرجع عمّا في عقله.

- بطلنا محبوس ومقيد بالسلاسل من الحديد، ولكن ماذا يفعل قيد الجسد، لو كان الإيمان في القلب.؟! اخذ إيمانه يكبر في صدره يوما بعد يوم، حتى ملأ كيانه وقرر الهرب ولكن كيف.؟! وإلى أين.؟!

- «أعجبتني..»
- هل سمعت عن ظلام نجح في هزيمة النور.؟! شمعة صغيرة تغلب ظلام ليل الدنيا فتضيء لصاحبها النصر للنور دائماً.

- تواصل بطلنا مع أهل الكنيسة بحيلة احتالها واخبرهم انه قد علم بزيارة وفد من النصارى من تجار الشام إلى الكنيسة، وطلب منهم أن يبعثوا إليه عندما يقرر التجار العودة إلى الشام.

- وفي اليوم الموعود تخلّص صاحبنا من قيوده، وهرب من ظلام النار إلى طريق نور العبودية والتحق بالركب العائد إلى الشام.

- نظر عبدالله إلى عمر في هذه اللحظة وأضاف، "تخيلو ماذا ترك خلفه.؟!"
"المال والسلطة والمركز والقوة وإمارة القرية وولاية العهد ولم يخش الخسارة، ضحّى في سبيل الله بكل شيء واثقا فيما عنده طالبا رضاه.

- ما إن وصل الشام حتى سأل عن أعلم الناس واعبدهم؛ كي يلزمه فـدلوه على الأسقف "رجل الدين المسيحي".
- عاش بطلنا في خدمته خادما بعد أن كان سيدا، كل شيء يهون إذا كان الهدف رضا الله، لزم الأسقف، ولكنه وجد منه حالا غير التي كان ينتظرها.

- كان الأسقف يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويفعله،يسرق أموال الصداقات، يجمعها من الناس ويجعلها لنفسه ولا يعطيها للفقراء، ولم يلبث طويلا حتى مات.

- ولم يجد فيه بطلنا المثل والقدوة والمعلم، ولكن هذا لم يثنه عن حب دينه الجديد فقد كان يفرق جيدا بين حقيقة الدين وسوء التطبيق، ولو كان من رجل دين.

- وابدله الله خيرًا، فقد كان الأسقف الجديد رجلا ورعاً تقيًا علّمه الدين وعلّقه به وعاش معه يعبد الله ويطيعه، حتى طرق الموت باب الأسقف.

- وقف بطلنا عند رأس معلمه يبكي ويسأله "من لي بعدك يا سيدي.؟!"
- رد عليه الأسقف بما بقى من أنفاسه :يا ولدي لا أعلم احد على ما نحن عليه إلا رجلا بالموصل (مدينة في العراق) فاذهب إليه والحق به.

- ونكمل باقي الرحلة وقت آخر يا شباب.
- في امان الله يـا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله

- بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
- ونكمل الرحلة يـا شباب..

- جلسا في سيارة عبد الله، وبدأ عمر يحكي عن كل شيء مر به من اول رمضان وحضوره الدرس انتهاءً بموقف صديقه يوسف.

- ثم أنهى كلامه : "اعمل ايه يا عبدالله.؟! انا مش عايز ارجع زي ما كنت.!
- أنا مش عايز اعيش كده وفي نفس الوقت خايف.. خايف ازهق.. خايف ماتبسطش.. ازاي هبطل كل ده.؟! ازاي هغير حياتي كلها.؟!"

- "والله انا عايز اتغير بس خايف.!"
- لو عايز بجد ما تخافش، ربنا هيوفقك، بس المهم تختار الطريق وتجاهد نفسك.

- استمر حديثهما ينساب على قلب عمر كماء عذب يغسل الخوف والتردد العالقين به حتى انتبها إلى الساعة التي وصلت عقاربها إلى الثامنة صباحًا.

- "انا كنت حاسس فعلا انك هتساعدني، بجد يا عبدالله كلامك فرق معايا جدًا".
= قالها عمر بابتسامة ارتياح تبشر باقتناعه بحديث الشاب عبدالله.

- "الحمد لله يا عمر، طب ايه رايك نصلي العشاء سوا في المسجد بكرة وبعدها تحضر الدرس.؟!
- انا بدي درس في المسجد بعد العشاء كل يوم ثلاثاء، وحكاية بكرة هتفرق معاك جدا بإذن الله.

- نظر عبد الله إليه منتظرا جوابه..
- قال عمر " حاضر، طبعا جي بإذن الله، انا طولت عليك معلش سامحني، اشوفك بقى بعد العشاء".

- تصافحا وانصرف كل منهما عائداً إلى بيته على أمل لقاء بعد ساعات.
- «امل في قلب عبدالله أن يهدي به الله عمر، وأمل في قلب عمر أن يجد راحته عند عبدالله».

- ونكمل باقي الرحلة وقت آخر يـا شباب.
- في امان الله يـا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله

أَنَسيت ؟!

اللهُ الَّذي انتشلك مِن أوجاعِكَ في المرَّةِ الأولى، وخلَّصك من مصائِبِكَ الماضية؛ هو القادرُ سُبحانه أنْ يخلِّصكَ مِنها في كُلِّ مرَّة!

"..قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ.."

س / هل سيستجيب ؟!

‏ج/ سيستجيّب.. فَواللّه ما من عبد يتعلق باللّه فيخيّبُ أبدًا، وما من إنسان يُلهمه الله أن يدعوه إلا كان مُوفقًا مُجابًا.
قيام الليل يـا شباب. 💚