- بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
- ونكمل الرحلة يا شباب بـ عنوان «خــادم الـنار».
- هذا المسجد رغم صغر مساحته، زاوية كما نسميه في مصر، كان جميل التصميم عطر الرائحة نستشعر الراحة والسكينة بين جدرانه، عبد الله يجلس في مواجهة الناس بعد صلاة العشاء ليبدأ قصة اليوم، عيناه تنطقان بالحماسة وتُظهر أن حبه لشخصية اليوم.
- "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله" بدأ عبدالله..
- نار عظيمة جدا وكأنه حريق عظيم ولكنه حريق مقصود لا للأذى ولكن للعبادة.!
- وبطل قصتنا اليوم تنعكس على وجهه صورة السنة اللهب وهو ينظر إليها في إجلال، فقد كان هو خادم النار الذي يقوم على تغذيتها حتى لا تنطفئ أبدًا.
- الزمان : قبل البعثة بأعوام ليست كثيرة.
- المكان : أصبهان في إيران حاليا.
- ابن سيد القرية وخادم النار المعبودة في هذه القرية، اي مقام واي أهمية واي مكانة.
- المال والاحترام والتقدير يمثلون العملة التي يتعامل بها أهل القرية مع بطلنا.
- الأب القائد ذو النفوذ والسطوة وهب ولده لخدمة الإله (النار) وكم كان الولد باراً لأبيه مجتهداً في رسالته، رغم أنه قد خالط كثيرا سؤال محير.
"هل هذا الدين حق.؟! هل النار هي الإله فعلا.؟! "
- أفكار كانت تدور في نفسه بين الحين والآخر دون أن تؤثر في خدمته للنار وقيامه بعمله.
- وفي يوم من الايام انشغل الأب وطلب من ابنه، الذي دا يخرج من محراب النار، أن يذهب ويباشر بعض الأعمال في إحدى ضيعات الأب.
- وانطلق الابن البار لينفذ طلب ابيه وفي طريقه إلى الضيعة بدأت قصته.. "ما هذا البناء العجيب؟!".
- تساءل وهو يقترب من المبنى الذي يراه لأول مره في حياته، يدنو منه ويخترق الأبواب حتى يدخل ليرى اناسًا يعبدون إلهًا غير إلهه.. إله غير النار.!
- ما قصتكم؟! وما دينكم.؟!
- سأل وأجابوا، فوجد في اجاباتهم ما لمس قلبه واحب ان يتبع دينهم
- فسألهم: أين أصل الدين.؟!
= فـ اخبروه أنه بالشام.
- عاد إلى ابيه الذي كان قد بدأ في البحث عنه، فهو لم يذهب إلى الضيعة، ولم يعد لا الى البيت ولا إلى خدمة النار.
"أين كنت يا ولدي؟! "
- خرجت من فم ابيه ومعها خليط من القلق والغضب.
-" ذهبت إلى كنيسة النصارى يا أبي، أن دينهم لهو أفضل من ديننا"
- قالها وهو ما زال متأثرا مما رآه من عبادة النصارى في كنيستهم وحديثهم معه.
- نظر إليه ابوه وهو لا يفهم ما هذا التغير السريع؟! وكيف حدث؟!
- وردّ بشيء من الحدة "ليس في دينهم ما هو أفضل من ديننا يا هذا.!"
- فردّ الابن مسرعاً "لا يا أبتي بل أفضل واني سأعتنق دينهم".
- ظهر الخوف على وجه الأب وتدفق الدم في عروقه حتى انك ترى وجهه يكاد ينفجر، واقسم أن يحبس ابنه ويربطه بالحديد حتى يرجع عمّا في عقله.
- بطلنا محبوس ومقيد بالسلاسل من الحديد، ولكن ماذا يفعل قيد الجسد، لو كان الإيمان في القلب.؟! اخذ إيمانه يكبر في صدره يوما بعد يوم، حتى ملأ كيانه وقرر الهرب ولكن كيف.؟! وإلى أين.؟!
- «أعجبتني..»
- هل سمعت عن ظلام نجح في هزيمة النور.؟! شمعة صغيرة تغلب ظلام ليل الدنيا فتضيء لصاحبها النصر للنور دائماً.
- تواصل بطلنا مع أهل الكنيسة بحيلة احتالها واخبرهم انه قد علم بزيارة وفد من النصارى من تجار الشام إلى الكنيسة، وطلب منهم أن يبعثوا إليه عندما يقرر التجار العودة إلى الشام.
- وفي اليوم الموعود تخلّص صاحبنا من قيوده، وهرب من ظلام النار إلى طريق نور العبودية والتحق بالركب العائد إلى الشام.
- نظر عبدالله إلى عمر في هذه اللحظة وأضاف، "تخيلو ماذا ترك خلفه.؟!"
"المال والسلطة والمركز والقوة وإمارة القرية وولاية العهد ولم يخش الخسارة، ضحّى في سبيل الله بكل شيء واثقا فيما عنده طالبا رضاه.
- ما إن وصل الشام حتى سأل عن أعلم الناس واعبدهم؛ كي يلزمه فـدلوه على الأسقف "رجل الدين المسيحي".
- عاش بطلنا في خدمته خادما بعد أن كان سيدا، كل شيء يهون إذا كان الهدف رضا الله، لزم الأسقف، ولكنه وجد منه حالا غير التي كان ينتظرها.
- كان الأسقف يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويفعله،يسرق أموال الصداقات، يجمعها من الناس ويجعلها لنفسه ولا يعطيها للفقراء، ولم يلبث طويلا حتى مات.
- ولم يجد فيه بطلنا المثل والقدوة والمعلم، ولكن هذا لم يثنه عن حب دينه الجديد فقد كان يفرق جيدا بين حقيقة الدين وسوء التطبيق، ولو كان من رجل دين.
- وابدله الله خيرًا، فقد كان الأسقف الجديد رجلا ورعاً تقيًا علّمه الدين وعلّقه به وعاش معه يعبد الله ويطيعه، حتى طرق الموت باب الأسقف.
- وقف بطلنا عند رأس معلمه يبكي ويسأله "من لي بعدك يا سيدي.؟!"
- رد عليه الأسقف بما بقى من أنفاسه :يا ولدي لا أعلم احد على ما نحن عليه إلا رجلا بالموصل (مدينة في العراق) فاذهب إليه والحق به.
- ونكمل باقي الرحلة وقت آخر يا شباب.
- في امان الله يـا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله
- ونكمل الرحلة يا شباب بـ عنوان «خــادم الـنار».
- هذا المسجد رغم صغر مساحته، زاوية كما نسميه في مصر، كان جميل التصميم عطر الرائحة نستشعر الراحة والسكينة بين جدرانه، عبد الله يجلس في مواجهة الناس بعد صلاة العشاء ليبدأ قصة اليوم، عيناه تنطقان بالحماسة وتُظهر أن حبه لشخصية اليوم.
- "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله" بدأ عبدالله..
- نار عظيمة جدا وكأنه حريق عظيم ولكنه حريق مقصود لا للأذى ولكن للعبادة.!
- وبطل قصتنا اليوم تنعكس على وجهه صورة السنة اللهب وهو ينظر إليها في إجلال، فقد كان هو خادم النار الذي يقوم على تغذيتها حتى لا تنطفئ أبدًا.
- الزمان : قبل البعثة بأعوام ليست كثيرة.
- المكان : أصبهان في إيران حاليا.
- ابن سيد القرية وخادم النار المعبودة في هذه القرية، اي مقام واي أهمية واي مكانة.
- المال والاحترام والتقدير يمثلون العملة التي يتعامل بها أهل القرية مع بطلنا.
- الأب القائد ذو النفوذ والسطوة وهب ولده لخدمة الإله (النار) وكم كان الولد باراً لأبيه مجتهداً في رسالته، رغم أنه قد خالط كثيرا سؤال محير.
"هل هذا الدين حق.؟! هل النار هي الإله فعلا.؟! "
- أفكار كانت تدور في نفسه بين الحين والآخر دون أن تؤثر في خدمته للنار وقيامه بعمله.
- وفي يوم من الايام انشغل الأب وطلب من ابنه، الذي دا يخرج من محراب النار، أن يذهب ويباشر بعض الأعمال في إحدى ضيعات الأب.
- وانطلق الابن البار لينفذ طلب ابيه وفي طريقه إلى الضيعة بدأت قصته.. "ما هذا البناء العجيب؟!".
- تساءل وهو يقترب من المبنى الذي يراه لأول مره في حياته، يدنو منه ويخترق الأبواب حتى يدخل ليرى اناسًا يعبدون إلهًا غير إلهه.. إله غير النار.!
- ما قصتكم؟! وما دينكم.؟!
- سأل وأجابوا، فوجد في اجاباتهم ما لمس قلبه واحب ان يتبع دينهم
- فسألهم: أين أصل الدين.؟!
= فـ اخبروه أنه بالشام.
- عاد إلى ابيه الذي كان قد بدأ في البحث عنه، فهو لم يذهب إلى الضيعة، ولم يعد لا الى البيت ولا إلى خدمة النار.
"أين كنت يا ولدي؟! "
- خرجت من فم ابيه ومعها خليط من القلق والغضب.
-" ذهبت إلى كنيسة النصارى يا أبي، أن دينهم لهو أفضل من ديننا"
- قالها وهو ما زال متأثرا مما رآه من عبادة النصارى في كنيستهم وحديثهم معه.
- نظر إليه ابوه وهو لا يفهم ما هذا التغير السريع؟! وكيف حدث؟!
- وردّ بشيء من الحدة "ليس في دينهم ما هو أفضل من ديننا يا هذا.!"
- فردّ الابن مسرعاً "لا يا أبتي بل أفضل واني سأعتنق دينهم".
- ظهر الخوف على وجه الأب وتدفق الدم في عروقه حتى انك ترى وجهه يكاد ينفجر، واقسم أن يحبس ابنه ويربطه بالحديد حتى يرجع عمّا في عقله.
- بطلنا محبوس ومقيد بالسلاسل من الحديد، ولكن ماذا يفعل قيد الجسد، لو كان الإيمان في القلب.؟! اخذ إيمانه يكبر في صدره يوما بعد يوم، حتى ملأ كيانه وقرر الهرب ولكن كيف.؟! وإلى أين.؟!
- «أعجبتني..»
- هل سمعت عن ظلام نجح في هزيمة النور.؟! شمعة صغيرة تغلب ظلام ليل الدنيا فتضيء لصاحبها النصر للنور دائماً.
- تواصل بطلنا مع أهل الكنيسة بحيلة احتالها واخبرهم انه قد علم بزيارة وفد من النصارى من تجار الشام إلى الكنيسة، وطلب منهم أن يبعثوا إليه عندما يقرر التجار العودة إلى الشام.
- وفي اليوم الموعود تخلّص صاحبنا من قيوده، وهرب من ظلام النار إلى طريق نور العبودية والتحق بالركب العائد إلى الشام.
- نظر عبدالله إلى عمر في هذه اللحظة وأضاف، "تخيلو ماذا ترك خلفه.؟!"
"المال والسلطة والمركز والقوة وإمارة القرية وولاية العهد ولم يخش الخسارة، ضحّى في سبيل الله بكل شيء واثقا فيما عنده طالبا رضاه.
- ما إن وصل الشام حتى سأل عن أعلم الناس واعبدهم؛ كي يلزمه فـدلوه على الأسقف "رجل الدين المسيحي".
- عاش بطلنا في خدمته خادما بعد أن كان سيدا، كل شيء يهون إذا كان الهدف رضا الله، لزم الأسقف، ولكنه وجد منه حالا غير التي كان ينتظرها.
- كان الأسقف يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويفعله،يسرق أموال الصداقات، يجمعها من الناس ويجعلها لنفسه ولا يعطيها للفقراء، ولم يلبث طويلا حتى مات.
- ولم يجد فيه بطلنا المثل والقدوة والمعلم، ولكن هذا لم يثنه عن حب دينه الجديد فقد كان يفرق جيدا بين حقيقة الدين وسوء التطبيق، ولو كان من رجل دين.
- وابدله الله خيرًا، فقد كان الأسقف الجديد رجلا ورعاً تقيًا علّمه الدين وعلّقه به وعاش معه يعبد الله ويطيعه، حتى طرق الموت باب الأسقف.
- وقف بطلنا عند رأس معلمه يبكي ويسأله "من لي بعدك يا سيدي.؟!"
- رد عليه الأسقف بما بقى من أنفاسه :يا ولدي لا أعلم احد على ما نحن عليه إلا رجلا بالموصل (مدينة في العراق) فاذهب إليه والحق به.
- ونكمل باقي الرحلة وقت آخر يا شباب.
- في امان الله يـا شباب. 💚
#رحلة_إلى_الله