سيف البصري


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


قناة تجمع كل المحتوى من جميع المنصّات

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


"المنطق ليس مجرّد رأي. عندما يتعلق الأمر بتقييم الحجج، هنالك مبادئ ومعايير محددة يجب عليك الالتزام بها. إذا استخدمت هذه المبادئ والمعايير، فأنت تستخدم المنطق؛ أما إذا لم تقم بذلك، فأنت لا يمكن أن تكون منطقيًا. هذا أمر مهم لأنه في بعض الأحيان لا يدرك الناس أن ما يبدو معقولًا ليس منطقيًا بالضرورة.
تعد عملية التفكير النقدي هذه - استخدام مبادئ المنطق في تعقّل حججك وحقائقك - أمرًا بالغ الأهمية لممارسة الفلسفة والتفكير بشكل صحيح [لأنك تستطيع التفكير بشكل خاطئ أيضًا].
وهذا ما فهمه الرواقيون قبل ألفي سنة. إذن المنطق هو طريقة للتفكير بوضوح وإخضاع حقائقك ومعلوماتك لميزان التخطئة. لأن هذه الحقائق أو التصوّرات التي ستخرج بها، سوف تستخدمها في ممارسة الفلسفة وترتيب حياتك اليومية واتخاذ قرارات مصيرية. ولو كنت في مأزق وحالة نفسية مضطربة، فأنت بأمس الحاجة إلى تصوّرات صادقة وموضوعية، لا إلى المزيد من التفكير الخاطئ والوهم بأنه صحيح."

مقتطف من كتابي القادم الذي يتناول #الفلسفة_الرواقية في سياق معاصر


كتاب شپيگلهالتر يشبه كتاب نايت سلڤر the Signal and the Noise وهو مناسب لكل من يتعامل مع الأرقام في مهنته أو دراسته، وموجه للقارئ العام أيضًا. بدأت به البارحة وأظن أن بعض النيردز هنا سيستمتعون به أيضًا.


س: ماهي الكتب التي تنصح فيها الشباب بالعشرينات بقرائتها؟

ج: أنا أنصحهم بالتاريخ لأنه كبداية أسهل هضمًا من العلوم ويحتاج لوقت طويل حتى تبدأ بتكوين خط زمني timeline في مخيّلتك. بغض النظر عن المتعة واللذة في القفز بين مراحل التاريخ.
ابدأ من بأهم الأحداث أولًا، رتبها على شكل خط مستقيم لمجموعة أحداث متتالية زمنيًا.
كمثال ابدأ من نهاية العصر الباليوليتي [العصر الحجري القديم] ١٠,٠٠٠ قبل الميلاد مرورًا ببداية العصر النيوليتي واستمر حتى بداية التاريخ المدوّن [ميسوبوتاميا ٣٥٠٠ ق. م.]، ثم العصر القديم حتى القرن الخامس الميلادي ثم العصور الوسطى حتى القرن السادس عشر ثم عصور "التنوير" والحداثة حتى القرن الثامن عشر ومرورًا بالعصر الحديث.
خصص ٣ أو ٦ أشهر لكل حقبة زمنية واقرأ عنها أي كتب تجدها مثيرة لك، شاهد وثائقيات، أفلام. مع مرور الوقت تبدأ الخريطة تكتمل في ذهنك بشكل كافي لتقفز بين مراحل التاريخ.
الأهم من كل ذلك أن تتعامل مع هذه الأحداث والتصورات التاريخية كـ نموذج عن التاريخ وليس كواقع مطلق!


#اليمين_كفلسفة
الأكاديمي التقدّمي يريد تعريف الإنسان [وهنا أقصد الجموع] بأنه سيّد عقله ويستحق مراكزاً سيادية في تقرير مصير المستقبل، وهو هنا يرتكب خطئاً فادحاً دون تقديم البديل الجديد والمناسب. دعني أوضّح:

في بداية القرن العشرين، تمحور المنهج النقدي لمدرسة فرانكفورت حول المفاهيم الفرويدية والماركسية [هيگل] للفلسفة المثالية والجدلية في مواجهة الماضي والسياسات التي وصفوها بالـ "رجعية"؛ وحاول كل من أدورنو وهوركهايمر، وحتى الجيل الثاني من هذه المدرسة التقدّمية [كـ يورگن هابرماس]، تعريف التنوير بكونه وظيفة جوهرية مهمّتها سلب الخوف من الناس ووضعهم في مراكز سيادية بكونهم أسياد عقولهم متحررين من فكرة العبودية والتبعية. وهذه هي لربما إحدى نقاط اختلافهم مع ما يسمّى في كتب التاريخ بـ "عصر التنوير" في نهاية الألف الثانية الميلادية.

فالأرض المستنيرة كما يراها أدورنو وهوركهايمر تشع انتصار الكارثة، حيث أن برنامج التنوير بالنسبة لهما كان خيبة أمل العالم. وفق رؤيتهما، كان من المفترض من التنوير حل الأساطير وإسقاط الخيال و الميثيولوجيات من خلال المعرفة [وكأننا نمتلكها!].
وهذا الإشكال الذي يقع فيه الملحد الجديد أو يكرره التقدّمي اليساري الذي يريد التخلّص من كل تراث الماضي بإيجابياته [هوية ثقافية واجتماعية، وسيلة رصينة لنقل حكم متراكمة عبر الأجيال] وسلبياته [خرافات، طقوس جاهلة، ثيوقراطيات فاسدة]: تقديم العقل كبديل هو ما حاوله الفلاسفة قبل آلاف السنين، و إن نجح ففرصه في ذلك تكاد تقتصر على المستوى الفردي

عندما تعالج مشاكل مجتمع، لابد من فهم الإنسان بصورة بديهية كفرد وكجموع أيضاً، صحيح؟
ولكي تستخدم العقل للتحرّر على مستوى الجموع، عليهم أولاً فهم آليات المنطق، النقد، والفارق الفلسفي بين العقلانية واللاعقلانية. طبعاً لن أتطرّق إلى حقيقة أن السطر الأخير ملغّم بمصطلحات فلسفية ضبابية ماتزال حتى اليوم محل جدل وسط محاولات عديدة لتعريفها وتأطيرها على المستوى الأكاديمي والفلسفي، فكيف تطلب ذلك من العامة؟

من السهل جداً أن أحكم على الجموع بالجهل وأقدّم لهم العلاج [العقل، إن لم يكن مضاعفاً لللمشكلة أصلاً] بسرعة. لكن الشعور بالنشوة بعد ذلك سيقتصر على لحظات بعد كتابة السطور أو نطق الحروف. على أرض الواقع أنت أمام ٧ مليار إنسان جميعهم تطغى اللاعقلانية على سلوكهم أكثر من عقلانيتهم؛ حتى المتعلّم والمفكّر منهم.
المحافظ يقول لك على عكس ذلك بكل بساطة: لماذا لا نستخدم الشبكات الموجودة منذ آلاف السنين والمتجذّرة بالتراث والثقافة، ونحاول تأهيلها بدل من نسفها دون بديل عملي؟


”قبل أن تسير في درب الفضيلة والخير، لا بد من استكشاف درب الشر وقواه فينا. فالفضيلة عند الإنسان لا تسمو لهذه القيمة العليا في التاريخ والوعي الفلسفي والحضاري ـ رغم حجم المجهول في التعريف [كما أثبت سقراط لمينو] ـ دون أن تنحتها قوى الشر.

السيف يصهر ويطرق ويصقل قبل أن يكتمل صنعه ويُعرَض بجماله الأخّاذ. فلا قيمة للفضيلة بدون القسوة والشر. والإنسان يا عزيزي يجمع بين الخير والشر في أفعاله وأفكاره وهو محاط في عالمه بهذه القوى والنزعات والرغبات منذ حين.

يقول نيتشه في العِلم المرح:
”تفحّصوا حياة الناس والشعوب الراقية والأكثر غنى، وانظروا إذا ما أمكن لشجرة تريد أن تنمو بشموخ إلى الأعلى، أن تتخلّى عن العواصف والأجواء السيّئة. يكاد من الممكن من دون هذه القيم، كالسوء والضغوط من الخارج أو الضغائن، الغيرة، العناد، سوء الظن، القسوة والطمع والشراسة، أن ينمو شيئًا كبيرًا حتى في الفضيلة؟
إن السمّ الذي يموت به نوع ضعيف جدًا ليعتبر منشّطًا للقوي بطبيعته ـ هكذا لا يأبه القوي بأن يعتبره سمًّا.“

ما أريد أن أقوله هنا، هو أنني عندما أتكلّم عن الخير والفضيلة، فأنا لا أقصد الفلسفة البكائية والتعاطف المزيّف الذي تسوّق له الإنسانوية المعاصرة. الإنسان ”الخيّر“ والمتسامح عندهم هو اللاأخلاقي عند نيتشه.
وهذا الفخ تقع فيه الاجتهادات الرواقية المعاصرة في تبنّيها لنظرة ”إنسانوية“ تجهل العقلية التي تبلورت فيها هذه الفلسفة؛ بينما لو عدنا ٢٠٠٠ سنة إلى الماضي، سنفهم أن البشر تعاملوا مع قوى الخير والشر على أنها ضرورية في رسم طريق الصراع وانتصار الإنسان على نفسه.
والميثيولوجيات القديمة تؤكّد لنا أن هذه القوى بالتوازن وباختلاله تصقل روح الإنسان وتسوقه نحو ما هو متناسق مع طبيعته ومفيد، وليست ”الإنسانية“ والرحمة والتسامح المفرط وحدها كما يفهم أغلب دعاة ”السلام“.
دون الشر، دون فهمه ودون استيعاب ضرورته وأحيانًا توظيفه، لن تصل للفضيلة. والفضيلة قد تعني عند الضرورة القسوة والضرب بيد من حديد لو اقتضى الأمر أن تناضل من أجل وجودك، شرفك، عائلتك“.


من كتابي القادم، والذي أنهيته وسأبدأ بإعادة ترتيبه وتنقيحه الأيام المقبلة. أما عن وقت النشر، فلا أعلم، حاليًا مشغول جدًا وآمل أن تصبروا علي.


شرعية النظام الملكي، على عكس ما يفسّرها عشّاق الثورة، لا تنبع من مزاج الملك و لا تنتقل تلك فقط من قضيبه إلى ذرّيته. هنالك حلقة ذات قدسية و رمزية مغروسة في صلب الحضارات القديمة الأولى تبرّر الهيكلية الهرمية التي سادت لآلاف السنين و نجحت في الوصول بالبشرية إلى الألفية المعاصرة.

الملك يحكم، لأنه يجسّد شرعية السماء و هو مسؤول أمامها و مسؤول عن البشر. و أنا أتكلّم هنا بشكل ميثلوجي، لا بشكل علمي، لأن ما يهمني هنا هو فهم الوعي البشري القديم الذي زاوج بين الداروينية الهرمية و بين البعد الاجتماعي الجديد.

لاحظ مثلاً مسلّة الملك حمورابي الشهيرة:

يشهد الجزء اللاهوتي منها على إظهار الشرعية الإلهية لحمورابي كملك على شعبه. شرعية تجعله مسؤولاً أمام السماء كي لا يبطش في سلطته و رمزية ترتقي به أمام رعيّته لكي يقودهم و يحكم بينهم. فالمساواة في الكلمة و السلطة لا تؤهّل للفصل بين الناس.

فما تذكره النصوص هو أن إله المدينة [بابل] مردوخ قد دُعي من قبل كبيري الآلهة السومرية ـ الأكادية، آنو و إنليل ليحكم في مصير البشر؛ و هو ما جعلهم يختارون بابل كمركز للعالم آنذاك. و لكي يسود النظام و يوضع حدّ لإثم الظالمين و قمعهم و ليعمّ الخير [لاحظ هنا أن مصطلح "الخير و الشر" قديم جداً و لا ينحصر في الإبراهيميات كما يتخيّل للبعض]، تم اختيار حمورابي كملك ليحكم المملكة بالعدل.

لاحظ كذلك النحت أعلى المسلّة: وفق بعض التفسيرات، يسلّم إله الشمس، الحقيقة و العدالة، شمش، رمز الحكم إلى حمورابي. [هنالك تفسيرات أخرى ترجّح أن الإله هنا هو مردوخ، خصوصاً و أن هذا اللوح لم يكن فريداً، بل وجدت عدة نسخ منه في مناطق أخرى في حوض النهرين].
هذه العلاقة بين السماء، الملك و الشعب هي علاقة قديمة و متجذّرة في ثقافات البشر و أديانهم التي تبعت. و كل تلك تعكس جانباً من وعي الإنسان، و تأقلمه مع الطبيعة و التعقيد الاجتماعي في علاقات البشر على مستوى الفرد و على مستوى المجتمع. و بغضّ النظر عن إيمانك بالأساطير أو عدمه، هذه العلاقة التي ذكرتها [على عكس الديمقراطيات] شرعية تاريخياً، ثقافياً و اجتماعياً.




ثقافة الإلغاء هي ليست symptom بل complication متوقع من الانحدار المستمر والهيستيريا الصوابية؛ وهي تستمر ونحن ندخل العقد الثالث المضطرب والذي يخبئ لنا انهيارهم التام.

فكرة أنه يمكن "إلغاء" أي شخص وتجريده من أي رأس مال ثقافي واجتماعي ورأسمالي [Bourdieu] ومن امتلاك منصة أو مهنة عامة بارزة مجرّد لأنه يرفض الامتثال للصوابية التي يفرضها دعاة دين الإنسانوية، هي دليل يوثّق دقة تشخيصنا لهذه الهيستيريا ومراحلها. عندما كنا ننتقد هذه الصوابية في العقد الثاني من هذا القرن، كُنت أجابه بتعليقات تقول لماذا تهتم لأمور سخيفة كهذه؟ أمور لا تتدخّل بواقعنا نحن؟

لم يفهموا وقتها أن العولمة والشركات التي تتبنّى هذه الثقافة الإقصائية هي نفسها التي تبيع لهذا السائل بضاعتها في أقرب دكّان في حارته. أنها نفسها هي التي تهيمن على استهلاكه، على الفن الذي يمتصه مرئيًا وصوتيًا، على الأخبار العالمية التي تحرّك برياحها سفن السياسة المحلية في حارته. فكل شيء مسيّس في عصرنا هذا!

صديقنا السائل من الحارة، يتناسى وربما أغبى من أن يدرك أنه يعيش في مجتمعات طفيلية تستورد كل شيء .. كل شيء حتى الهبل.


العلم المرح - نيتشه


كلها أشهر وأيام وستجدهم ينقلبون حتى على ليبراليتهم وديمقراطيتهم وبقية الأصنام والأوهام التقدّمية التي ظنوّا أنها أبدية وانتصرت تاريخيًا.

حتى اللاهوت الإسلامچي المهزوم الذي يبحث عن هوية ]بطرگ اللباس[ بعد أن خسر الحرب الفكرية، بدأ يرضخ ويستخدم أسلوبنا، ويسرق نصوصنا ويقتبس حتى من مفكّري اليمين؛ وهذا ليس بغريب على عقول طفيلية تتبع نهج شريعتها الطفيلي هو الآخر.


Репост из: Heydar A. Rashed
إذن ما الذي يتبقى من التقدم الليبرالي والاشتراكي المزعوم، يتساءل باريتو؟ لا شيء تقريبا، نظرا لأن التاريخ سيظل دورة أبدية كونية دائمة، بغالبيها ومغلوبيها، وأبطالها وجلاديها الذين يتبادلون الأدوار، إذ يئنون ويشتكون حين يكونون في موقع ضعف، ويظلمون الأضعف منهم حين يكونون في موقع قوة. فعند باريتو، لا يفهم الناس غير لغة الخوف. ويضيف بتهكمه المعتاد: «هناك بعض الناس الذين يتخيلون أن بوسعهم تجريد العدو من سلاحه عبر الإطراء المتلطف، لكنهم مخطئون. فالعالم كان وما يزال ملكا للأقوى، وسيظل كذلك لأعوام لا تحصى. فالرجال لا يحترمون إلا من يفرض احترامه عليهم. وكل من يصبح حملا سيجد الذئب الذي يأكله».

في نظر باريتو، فإن الأمم والإمبراطوريات والدول لا تموت جراء الفتوحات الخارجية بل بالانتحار حصرا. فحين تصبح أي أمة، حزب، طبقة أو عرق شديدة التفكك أو الفساد – وهو ما يبدو أنه بلاء يحل بكل جماعة – فإن أمة، حزبا، طبقة أو عرقا آخر أقوى سيظهر إلى السطح ويكسب الجموع، بغض النظر عن منفعة أو صلاحية اللاهوت أو الإيديولوجيا السياسية الجديدة:

[ إن السمة التي تصاحب معظم الوقت تداعي أرستقراطية ما هي انتشار المشاعر الإنسانية و ‹البكائيات› المرهفة التي تجعلها عاجزة عن الدفاع عن مواقفها. ينبغي علينا ألا نخلط بين العنف والقوة. فالعنف عادة ما يرافق الضعف. يمكننا أن نشاهد أفرادا وطبقات، ما أن تفقد القوة اللازمة لبقائها في السلطة، فإنها تصبح أشد وأشد بشاعة عبر اللجوء إلى العنف الأعمى. أما الرجل القوي فلا يضرب إلا حين يكون الأمر ضروريا – وعندئذ لن يوقفه شيء. كان تراجان قويا وليس بعنيف؛ أما كاليغولا فكان عنيفا وليس بالقوي. ]

سيلتجئ الضعفاء والمسحوقون دوما إلى حس العدالة لدى من يحكمونهم، ولكن ما أن يمسكوا هم بزمام السلطة حتى يبلغوا ما بلغه حكامهم السابقون من الاضطهاد. كما أنه لو أبدت أمة ما بعض الأمارات على إفراط في الإنسانية، الإحسان، أو المساواة، فإنه عرض يقيني لإصابتها بداء قاتل. وسرعان ما سيظهر فاعل سياسي آخر يملك ما يكفي من الرجولة والقوة لإقناع الجموع بأن الحياة ممكنة بنفس القدر في ظل صنف آخر من ‹العدالة›:

[ أعرف أن أحدهم سيردّ عليّ بأن المسيحيين أيضا نادوا بالحرية حين كانوا مضطهدين، لكنهم ما أن وصلوا إلى السلطة فقد أذاقوا الوثنيين طعم الاضطهاد. واليوم ينادي الاشتراكيون المخلصون بالحرية لأنهم يتعرضون للاضطهاد، ولكنهم لو وصلوا إلى السلطة غدا، فهل سيذيقوننا إياه…؟ يكمن الأمل في صندوق باندورا وحده. ولا نملك غير التسرية عن أنفسنا بالفرضيات، لأن الواقع كالح جدا. ]

-- توميسلاف سونيتش، «ضد الديمقراطية والمساواة»


س:" كيف تعتقد أن أفكارك اليمينية سوف تنتشر في العالم العربي بالرغم من عدائها للإسلام؟ أنا موقن بأنك أكثر حكمة من الحمقي الذين يعتقدون بأن الإسلام يمكن تجاوزة، لكن لماذا لا تحاول التنظير من داخل الواقع الإسلامي العربي حتي لا تكون الأفكار غريبة عن شعوبنا وخليفتها التاريخية"

شوف، على عكس محاولات بعض الحالمين باسترجاع أمجاد الخلافة خلف ستار اليمين الجديد وبسرقة محتوياتنا، هم أنفسهم لا يدركون أن الإسلاميين سيركبون موجتهم شاءوا أم أبوا، ببساطة لأن الفيصل بينهم يستند على محورين:
١) جدّية وقدسية النص وصراحته في الحديث وفي القرآن.
٢) أن التاريخ الإسلامي العربي لا يقدّم سوى فتوحات عسكرية ونهب للغنائم [حتى البشر] واقتتال طائفي وعائلي وتناحر مستمر على السلطة.
لا توجد قيم فاضلة قدّمها العرب المسلمون من جيبهم، فكل ما يملكوه هو اعتمادهم المطلق على الحديث والكتاب.
ولماذا أعوّل على تاريخ الإسلام [١٤٠٠ سنة] وأترك حضارة وادي الرافدين ووادي النيل التي تفوق الإسلام بـأكثر من ٥٠٠٠ سنة؟ ولماذا أترك تجارب مجتمعات أخرى تفوّقت قبلنا؟
اليمين الذي نقدّمه لا يرتبط بجغرافية أو ثقافة أو حقبة معيّنة. بل فلسفة راسخة عابرة للجغرافية وحدود الثقافة. أفكار تحاكي فطرة الإنسان السليمة وفق المفهوم الدارويني، لا الإبراهيمي. من سرجون إلى تحتمس الثالث ومرورًا بالقيصر يوليوس ثم ماركوس ثم قوبلاي خان و ثم فريدريش الثاني حتى الملكة إليزابيث وغيرهم الكثير: كل هؤلاء يرمزون لنظام، لهرمية، لرمزية لا تقتصر على دين معين وثقافة معيّنة، ولا على الغرب فقط.
نحن لا نستورد أفكار الغرب، بل نعيد إحياء النمط الطبيعي، النمط القوي، النمط الفضيل. نحن أحفاد نذكّر بأمجاد أجداد سبقونا، أجداد دليلهم الحضارة التي تركوها خلفهم، لا رأي هذا وذاك، ولا الأيديولوجية العالمية المعاصرة.. والفطرة السليمة هي ما نستهدف، لا ثقافة المجتمع. فالأولى راسخة في جيناتنا، والأخيرة متغيّرة. وأنا لا أقول أن العرب لا يملكون مقوّمات حضارية، لكن إن وجدت فهي لن تنهض مجددًا في شكل الخلافة وإن استغلت فهي ليست بحاجة للإسلام.
ـ دور وأهمية العائلة
ـ الشهامة والكرم
ـ الاعتزاز بالإرث الحضاري
ـ الهرمية الأبوية في التنظيم
كل هذه قيم موجودة في الثقافة الشرق ـ أوسطية ونستطيع محاكاتها دون استخدام الإسلام كوسيلة وحيدة. ومن يظن أنها فقط حصرًا على الإسلام فهو لا يغالط فقط وإنما يكفر منطقيّا ـ خصوصًا في منطقة متعددة الأديان والثقافات. لا أقول أننا سنتجاوز الإسلام في الشرق الأوسط، لكننا لسنا بحاجة له للتنظير، لدينا أفكار أعظم، أعمق وأقدم.


من الأسك : مرحبا دكتور الخط الفاصل بين الثقة بالنفس وتقبل النقد مع التواضع شون اكون واثق بنفسي وانطي هذا السلوك واكون متواضع بنفس الوقت رأيك بهل موضوع او اي نصيحة ممكن تساهم بفهمي للموضوع

نصيحتي لك أن لا تقع في خطأ شائع جدًا؛ وهو أن تملي على نفسك شروطًا تصنّعية لا تناسب المحيط [الرقمي أو الواقعي] . عندما تخاطب وتناقش، خاطب الفرد [وعيه، لغته، منطقه وفرضيته] لا تخاطب جمهورًا تنتظر منهم التصفيق؛ هذه استراتيجية غير واعية ومترددة؛ أجدها عند الكثير.
لا يوجد وعي عام متساوي أو أخلاق مطلقة. أغلب المثقفين تجده يصارع نفسه ليلًا ونهارًا كي يبدو بشكلٍ لائق ومتقبّلًا للنقد أمام الآخرين حتى يقولوا عنه انظر كم هو "مثقّف" ومتواضع. وهذا التقييد ينزع عنهم الحديّة المطلوبة أحيانًا لسحق الآراء الغبية وما أكثرها. في نفس الوقت، استخدم هذه القسوة لتنتزع تصوّراتك الخاطئة والفاشلة في تفسير الواقع مهما كانت جميلة ومتناسقة؛ فنحن نجد صعوبة في التخلّي عن شيء هو "ملكنا"؛ افهم هذه النقطة، تعامل معها بجدية وحدّية، وستعود بالفائدة على نفسك.
أنا أكتب هنا بثقة لأنني أستطيع تشخيص منطق الآخرين بسهولة وأركّز على المحتوى لا على الشخص. من يتذكر، قلت قبل سنوات طويلة أن العقل هو الثابت وأن الأفكار والآراء هي المتغيّر في المعادلة. ولا أجد أي مشكلة في الاعتراف بأنني على خطأ لأنني كنت في الماضي وأفترض أنه احتمال وارد جدًا. تخيّل نفسك تستثمر بشركة وبرأسمال كبير [عقلك/مستقبلك] ثم يأتي فلان ويقول أن أسهم شركتك ستخسر حتمًا أو شرعيتها في السوق باطلة؛ مالذي ستخسره من مراجعة أسهمك؟ وهذا عزيزي هو ميزان التخطئة. لا تخشى منه، احمله معك أينما ذهبت وكلّما دخلت في نقاش.
نقطة أخيرة ومهمة: تقبّل النقد والتواضع والتعامل بمرونة هي آداب حوار تناسب العقليات الفاهمة، الناضجة؛ فقط! الإنترنت والفيسبوك مثلًا فيه حسابات بالمليارات، وامتلاكهم لحساب لا يعني أنهم أهل للنقاش وأن عليك أن تلتزم أمامهم بنفس الأسلوب. هنالك هرمية خفية تميّز فلانًا عن آخر؛ المساواة هذه لعب زعاطيط [أطفال]، ومن يحب الهرمية، عليه أن يلتزم بها ويحترمها ولا يستثني نفسه.
عدا ذلك، من يدخل لك مباشرةً بأسلوب جدلي أو تهكّمي أو بمغالطات سخيفة، لا ترحمه وفنّد جمله بشكل يجعله لا ينام الليل وهو يفكّر..


عزيزتي المتابعة،
أنا هنا أحيانًا أخاطب الذكور بالدرجة الأولى ولأسباب واضحة وبسيطة: فأنا منهم وأفهمهم واستفهم منهم. إن بدأت أفتي في شؤون النساء، فاعلموا أنني اتعاطى. ولم يسبق لي أن قمت بهذا الشيء. أنا لا أفهم كثيرًا في شؤونكن النفسية مقارنة بالذكور، ولا أظن أنني أستطيع؛ ولا يهمني استحسان أحد، ذكرًا كان أم أنثى. فقط أفكّر وأعرض ما أملك من أفكار.
أنا لا أستطيع الحديث عن الطرفين بشكل موضوعي ومتناسق، وهذا شيء بديهي وليس انحيازًا ضدكن.

موقفي من الجنس الآخر صريح وواضح ولأن الخطاب يقتضي هنا بعض النعومة، وأنا أعني ما أقول: فالوجود والحياة بدون النساء كتعريف الماء: لا طعم ولا لون ولا رائحة، واستطيع افتراض أن العكس صحيح. سواء جدّة، أم، خالة، أخت، عمّة، حبيبة أو زوجة. الاحترام المتبادل والتقدير والحب هو ما يجمعنا على المستوى القريب. وما يحاول تهميش هذه العلاقة التكاملية، التي تفترض اختلافاتنا مسبقًا [وما أكثرها!]، بين الذكر والأنثى فهو عرضة للنقد في كلامي: ولذلك أنتقد النسوية منذ سنين طويلة.

أنا لست ملزمًا في تبرير نقدي للنسوية بأن أتبنى مشاكل الجنس الآخر. ولا أعني أنني لا أهتم، بل أفرّق بين هذه وتلك.

أستطيع مثلًا قلب السؤال ومطالبة كل من يطالبني بالحديث عن حقوق النساء بأن يذكر لي بالمقابل ماذا عن حقوق الرجال؟ وندور في دوامة وجدل عقيم.

كلمة "حقوق" نفسها هي consensus اجتماعي غير مطلق ويتعلّق بالبلد، الثقافة والفترة الزمنية. لذلك عندما يذكر أحدهم "حقوق" نساء، أو "حقوق" رجال، لا أفهم ماذا يقصدون تحديدًا. هل يقصدون تصوّرات الغرب؟ إن كان كذلك، فهذا رأي وهذه التصوّرات ليست مطلقة، بل حديثة. ولأنني لا أتبنى تعريفات مطلقة شاملة، لا أستطيع الحديث عن "حقوق" رجال أو "حقوق" إناث؛ بل أتكلّم عن مجتمعات وشعوب، يهمني تقدّمها الاقتصادي والاستقرار دون الحاجة إلى الخوض في العمق والتمييز بين الأفراد. وعندما أتكلّم عن النسوية كأيديولوجية أرفضها جملة وتفصيًلا، فأنا هنا دقيق.

مودتي.


فكرة دارت في ذهني في الماضي ونضجت هذه الأيام بشكل كافي يسمح بترتيبها في شكل سطور مفهومة. [في عالم يتصدّره إعلاميون مملوثي الفطرة أمثال جعفر DW وغيره من العصافير، يصبح الحديث عن البديهيات ضروريًا].

الرجولة تصوّر، وكونك ذكرًا لا يعني أنك تملكها فطريًا. فهنالك تصورات اجتماعية متشبّعة بثقافة وتقاليد مسبقة: ”رجولة“ كما يفترضها المحيط وينتظرها مني. وهي لم تتبلور عن عبث، بل لأنها كانت ومازالت ضرورية. لكن، هناك تصوّرات فردية عن ”الرجولة“، تصوّر كما تفترضه أنت وتأمله من نفسك. الأخير هو بمثابة المقياس الحقيقي لبريق شخصيتك ولقيمة كلمتك، وعودك، مصداقيتك وبالتالي رأس مالك الاجتماعي عندما تفاوض الحقائق وتتبادل العلاقات والأواصر مع الآخرين.

كلّما كان تصوّرك الشخصي ـ الذي لا يقوّمه المجتمع بل ضميرك وصورتك عن نفسك وبشكل مخفي عن العالم ـ متناسقًا مع أفعالك وما تقول، ارتفعت قيمة كلمتك عند محيطك [بالأخص بين الذكور الآخرين] وازدادت ثقتك بنفسك.

من لا يملك القدرة على تقويم نفسه، تقوّمه النزعات ووجهات النظر الصوابية [تلفاز، إنترنت، أفلام] وتجرفه الآراء الواهنة. كمثال، عندما نجد "رجلًا" يسمّي نفسه فمنست ولا يخجل.






أي محتوى تفضّلوه هنا من جميع المنصات التي استخدمها؟ (أحاول التركيز على الأهم)
Опрос
  •   مقتطفات من قراءاتي المختلفة مع تعليق
  •   أجوبة مهمة على الآسك
  •   كتابات وترجمات
259 голосов





Показано 20 последних публикаций.

1 020

подписчиков
Статистика канала