تابع 👆🏼
...
هذا ما حصل، ولم يزل يحصل، في الإعلام الموجّه اليوم
فإذا لم تؤمن أو تؤمني بما يؤمن به هؤلاء، فأنت إرهابي داعشي، وأنت إرهابية داعشية
إذا لم تنشر أو تنشري أغنية الكريسماس الإسلامية، فأنت كذلك
إذا لم تعلن أو تعلني انتماءك إلى جاهلية القطيع، فأنت كذلك
إذا لم تهنئ أو تهنئي مخالفي دينك بأعيادهم الدينية، فأنت كذلك
وهكذا، تطلع علينا مخلفات الأمراض النفسية في صور مختلفة:
• فتوى من داعية تنويري أو شيخ Cool من مشايخ السلطان
• مادة مرئية على موقع YouTube من أحد غلمان التنوير ومراهقي النهضة
• مادة مرئية، بتقنية محترفة، من فضائية حكومية أو خاصة عالمانية، تحاول إرغام الجميع على اعتقاد معين
باختصار: هؤلاء دواعش من نوع جديد خاص مبتكر:
دواعش أمريكان، دواعش إنسانيين، دواعش تعايش، دواعش كريسماس، دواعش Cool ...
ولا يتوقف الأمر هنا أيضا
فإن داعشية هؤلاء لا تقتصر على إرهاب المخالفين بوصمهم بالداعشية
لكنهم متطرفون على كل حال
فهم عاجزون عن الوسطية في التعامل مع المخالفين
لا يسهل عليهم تصور البر والقسط مع مخالفي الإيمان والمعتقد من جهة، والوضوح مع النفس ومعهم من جهة أخرى
لا يسهل عليهم تصور سهولة بناء علاقة طيبة بغير المسلمين، مع اعتزاز النفس بإيمانها ودينها وعقيدتها
بعبارة موجزة: هؤلاء الدواعش لا يتقنون إلا التطرف، إما إفراط في الرفض، أو تفريط في العقيدة
فهم دواعش على أي حال
وانتظروا قريبا، حين يخرج علينا بعض هؤلاء الدواعش ليرهبونا إذا خالفناهم في تهنئة الشواذ جنسيا بزواجهم
نعم، لا عجب، ولا تعجبوا.
إن الشذوذ الجنسي أقل شأنا في ميزان المعصية من الشرك بالله أو الاحتفال بميلاد ابن الله
ومع هذا، إذا قرر أفراد القطيع أن يعترفوا بزواج الشواذ جنسيا، فإنهم سيعتبرون عدم تهنئتهم بالزواج داعشية
وعندها، سيُرهبون مخالفيهم، الذين هم نحن، إذا لم نهنئ الشواذ جنسيا بهذا الزواج الآثم
لافتة: ممارسة الشذوذ الجنسي كبيرة من الكبائر، أما القول بحلّه فهو قول كفري
وشتان بين هذا، وبين القول بأن لله ابنا، أو أن الله ثالث ثلاثة، أو أن مريم العذراء عليها السلام هي أمّ الرّب
والخلاصة: إياكم أيها الدواعش أن ترهبونا بتصنيفاتكم الداعشية
ولا تلعبوا معنا هذه اللعبة الداعشية المكشوفة
ولا تمارسوا ممارسة داعشية لمجرد كونكم من أفراد القطيع الداعشي الأمريكي العولمي اللطيف
أما أنتم أيها المؤمنون المتدينون بما تعتقدون أنه الحق، وأنا منكم بإذن الله
ولمن يشغلون أنفسهم بمحاولة إقناع المخالفين، من هؤلاء الدواعش أو المهزومين دينيا أو نفسيا
أقول:
صدقوني: أريحوا أنفسكم من عناء إقناع أمثال هؤلاء بما تعتقدون
أعفوا أنفسكم من محاولات إقناع المخالفين بما يلي:
• أن الإيمان بالله وتوحيده هو الأصل، ومنه ننطلق في كل تعاملاتنا مع النفس والآخرين
• أن ما نقوله هو انعكاس لأفكارنا ومشاعرنا التي نعنيها، لأننا جادون، ولسنا عبثيين ولا هزليين بشأن ديننا
• أن خلط الآخرين أعيادهم الدينية بأعراف اجتماعية لا يحيل الأمر إلى ممارسة غير دينية، فهذا شأنهم
• أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم غير إسلامية وغير شرعية
• أنه لم يصح، أبدا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هنّأ غير المسلمين بأعيادهم
• أن يوم ميلاد المسيح عيسى عليه السلام لم يكن في يوم الاحتفالات المعروفة اليوم
• أن أصل شجرة الميلاد وثني
• أن موسم عيد الميلاد ما هو إلا موسم تجاري لإشغال النفوس بشهوة التسوق التي لا نهاية لها
أو غير ذلك من أسباب عقلية كافية لمن يتدبرون أو يتفكرون أو يعقلون
أكرر: أعفوا أنفسكم من محاولات علاج هؤلاء مما يعانونه
هؤلاء ضحايا عقود من الهزيمة النفسية التي أنتجت صورا متنوعة من الأمراض الشخصية
هؤلاء يعانون مما هو أعمق من مجرد خلل يعالجه حوار هادئ أو خطاب عقلي عابر
هؤلاء يغرقون في بئر سحيقة، أعلاها أضواء هوليوود، وأدناها إدمان الاستهلاك العولمي، وبين هذا وذاك عيشة معقدة
وحتى يهدينا الله، ويهدي هؤلاء، إلى كلمة سواء:
اقبلوا أنفسكم أولا، ثم اقبلوا أن تختلفوا عن هؤلاء وغيرهم، واقبلوا أن يختلفوا هم عنكم
وقد قالوا قديما:
أصلح نفسك، وادع غيرك، ودع القافلة تسير
وعلموا أنفسكم، قبل أن تعلموا غيركم من أبنائكم وبناتكم وتلاميذكم ومريديكم، أن:
• الإيمان بالله وتوحيده هو أصل الأصول التي نحيا بها ولها
• السوية النفسية هي في اتزان النفس بين الفكرة والشعور السلوك، وعزة النفس عرَض لهذه السوية
• البر والقسط مع المخالفين، مطلب شرعي في الإسلام
• النفس السوية هي التي تقوى على الوسطية
• الإبانة عما في النفس، والتعبير بوضوح للآخرين، هو تقدير للنفس، وللآخرين
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارقنا اجتنابه
اللهم أعزنا بالإسلام وأحينا به حياة طيبة سوية مطمئنة
اللهم أشغلنا بك عمن سواك
انتهى 😊