Репост из: فقه النفس / مكاني
بين الإسلام الكنسي ودواعش التعايش
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
طبيب، استشاري علم النفس التربوي، استشاري العلاج النفسي
لافتات تأسيسية:
• الله أولا، ويتفرع عن هذا الأصل كل ما دون ذلك من تصورات للخلق والوجود ويوميات الحياة
• أجيال القرون الأخيرة نشأت على أن يكون الإيمان والدين والمعتقد هامشيا في الحياة، لا مركزيا موجها لها
• الإسلام، عند المسلمين، هو ميزان ما يجوز وما لا يجوز من القول والكلام واللفظ
• الإسلام يعلمنا أن نعني ما نقول، وأن نقول ما نعني، ولا يجيز لنا أن سلوك المداهنة بحجة عدم تعقيد الأمور
• الإسلام يكفل للإنسانية الأمن والبر والعدل؛ ويصعب على أجيال اليوم تصور هذا في عالم يحكمه الكفر
• الإيمان والمذهب والمعتقد لها صور مختلفة، فربما ظهرت في صورة إنسانية أو دين أو وطن؛ ولكل صورة دواعشها
• حرية المعتقد ينبغي أن تكفل للجميع الشعور بالأمن، أقول: الجميع، لا لأفراد القطيع العولمي فقط
لافتة مصطلحية: مفردة داعش مفردة مشكلة، لكنني استخدمتها هنا جريا على مفهومها العام عند الناس، مع التحفظ
بسم الله أبدأ
عندما تفقد النفس أصلها ومعرفتها بذاتها وهويتها
وعندما تنظر إلى ذاتها بعين الدونية والرفض والنقص
وعندما لا ترى لِذاتها ما يمكن أن تشعر بالانتماء له لتقوى به
عندها، تبحث النفس عما تنتمي له، فلا تجد أسهل من الانتماء إلى القطيع
فكيف إذا كان القطيع يمثل ثقافة الغالب اليوم؟!
وإذا كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإن من الضرورة أن ننظر إلى ظروف نشأة الأجيال المتأخرة، فنرى أنها:
• جيل ما بعد سقوط الخلافة، يلي ذلك الشعور بالانتماء إلى أمة خانعة ضعيفة متخلفة
• جيل ما بعد الاستعمار، أو الاستدمار، يلي ذلك إعلاء لقيم الأرض والحدود والوطن، على حساب الدين
• جيل ما بعد الاستشراق، يلي ذلك مخلفاته التي صاغت مناهج مدرسية وجامعية شكّلت نفوس الأجيال المتأخرة
• جيل ما بعد الحداثة، يلي ذلك اعتناق مركزية الإنسان ونسبية الأخلاق المؤدية إلى سيولة كل شيء
• جيل ما بعد النكبة، يلي ذلك الشعور بمرارة الهزائم، وعقدة فقد الوطن، ومحاولة الانتصار له بأي شكل
• جيل ما بعد الفضائيات، يلي ذلك الانفتاح على عوالم لم تكن النفس مهيئة للتعامل مع كل ما يرد منها
• جيل الإنترنت والتواصل الرقمي، يلي ذلك تصدر أفراد، غير سوية، من هذا الجيل، على أنها مؤثرة في الشارع
فإذا أردت النظر إلى بعض مُخرجات ما سبق، رأيت ما يلي:
• جيلا يجهل دينه إلا من بقايا أعراف متخلفة أو تشويه إعلام السلطات الغالبة أو تربية جماعية حزبية
• جيلا يشعر بالخجل والدونية والنقص، فيحاول إلصاق نفسه بثقافة الغالب
• جيلا يعرف عن هوليوود ومنتجاتها، وينتمي لها، أكثر مما يعرف عن دينه وينتمي له
• جيلا يقرر معتقداته بعد تمريرها على جسر أمريكا وثقافتها، والأمم المتحدة وقراراتها، والإنسانية السائلة وأهوائها
• جيلا ينتمي إلى ثقافة الجمهور، أيا كانت، أكثر من انتمائه إلى الثقافة الحقيقية، أيا كانت تلك الثقافة
في جيل كهذا، من الطبيعي أن:
• تتفشى نفسية الدونية والمغلوبية والمقهورية
• تظهر عُقَدٌ يصعب حصرها، لكنها تظهر في شكل لطيف أو Cute
• يظهر من يشككون في الوحي الواضح القوي، في مقابل أضواء شجرة الميلاد المعبرة عن السلبية والمرونة
حتى هنا، نتصور أن يكون أفراد هذا الجيل ممثّلين لنفسية الإنسانية والتعايش وقبول الاختلاف
لكن الأمر ليس بهذه البساطة والسذاجة والسهولة
فإن جيل القطيع يمكنه أن يتحول بطرفة عين إلى قطيع من المتشددين المتطرفين، أو بعباراتهم: دواعش
فيخرج من هذا القطيع:
• أفراد يفتقرون لأقل القليل من فقه الاختلاف، إذا ما خالفناهم في حلّ الموسيقى وحرمتها
• أفراد يُرهبون مخالفيهم إذا هم لم يكونوا نسخا ممسوخة منهم، ولكن إرهابهم إرهاب مقنع بقناع عولميّ
• أفراد يُرهبون مخالفيهم ليتهموهم بأنهم دواعش إذا هم لا يهنئون المسيحيين أو لا يُكفّرون الدواعش!
أفراد هذا القطيع هم إنسانيون تعايشيون تنويريون، ولكن بشرط واحد:
أن يعتقد مخالفوهم عقيدتهم الإنسانية التعايشية التنويرية، ولا يخالفوهم فيها قيد شعرة
أما أن نختلف معهم في تعريف الإنسانية والتعايش والتنوير، فهذا يعني أن يُشهر هؤلاء أسلحتهم، ليُرهبونا إرهابهم الخاص
إرهاب بأسلحة متطورة متنوعة مدمرة، ومن صورها:
• إعلام هوليوودي
• بدلة إفرنجية ورباط عنق، أو فستان أنيق
• سلطة غالبة متدينة بدين العالم العولمي
• صورة مصممة بطريقة محترفة
• موسيقى تصويرية موجّهة
...
يتبع 👇🏼
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
طبيب، استشاري علم النفس التربوي، استشاري العلاج النفسي
لافتات تأسيسية:
• الله أولا، ويتفرع عن هذا الأصل كل ما دون ذلك من تصورات للخلق والوجود ويوميات الحياة
• أجيال القرون الأخيرة نشأت على أن يكون الإيمان والدين والمعتقد هامشيا في الحياة، لا مركزيا موجها لها
• الإسلام، عند المسلمين، هو ميزان ما يجوز وما لا يجوز من القول والكلام واللفظ
• الإسلام يعلمنا أن نعني ما نقول، وأن نقول ما نعني، ولا يجيز لنا أن سلوك المداهنة بحجة عدم تعقيد الأمور
• الإسلام يكفل للإنسانية الأمن والبر والعدل؛ ويصعب على أجيال اليوم تصور هذا في عالم يحكمه الكفر
• الإيمان والمذهب والمعتقد لها صور مختلفة، فربما ظهرت في صورة إنسانية أو دين أو وطن؛ ولكل صورة دواعشها
• حرية المعتقد ينبغي أن تكفل للجميع الشعور بالأمن، أقول: الجميع، لا لأفراد القطيع العولمي فقط
لافتة مصطلحية: مفردة داعش مفردة مشكلة، لكنني استخدمتها هنا جريا على مفهومها العام عند الناس، مع التحفظ
بسم الله أبدأ
عندما تفقد النفس أصلها ومعرفتها بذاتها وهويتها
وعندما تنظر إلى ذاتها بعين الدونية والرفض والنقص
وعندما لا ترى لِذاتها ما يمكن أن تشعر بالانتماء له لتقوى به
عندها، تبحث النفس عما تنتمي له، فلا تجد أسهل من الانتماء إلى القطيع
فكيف إذا كان القطيع يمثل ثقافة الغالب اليوم؟!
وإذا كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإن من الضرورة أن ننظر إلى ظروف نشأة الأجيال المتأخرة، فنرى أنها:
• جيل ما بعد سقوط الخلافة، يلي ذلك الشعور بالانتماء إلى أمة خانعة ضعيفة متخلفة
• جيل ما بعد الاستعمار، أو الاستدمار، يلي ذلك إعلاء لقيم الأرض والحدود والوطن، على حساب الدين
• جيل ما بعد الاستشراق، يلي ذلك مخلفاته التي صاغت مناهج مدرسية وجامعية شكّلت نفوس الأجيال المتأخرة
• جيل ما بعد الحداثة، يلي ذلك اعتناق مركزية الإنسان ونسبية الأخلاق المؤدية إلى سيولة كل شيء
• جيل ما بعد النكبة، يلي ذلك الشعور بمرارة الهزائم، وعقدة فقد الوطن، ومحاولة الانتصار له بأي شكل
• جيل ما بعد الفضائيات، يلي ذلك الانفتاح على عوالم لم تكن النفس مهيئة للتعامل مع كل ما يرد منها
• جيل الإنترنت والتواصل الرقمي، يلي ذلك تصدر أفراد، غير سوية، من هذا الجيل، على أنها مؤثرة في الشارع
فإذا أردت النظر إلى بعض مُخرجات ما سبق، رأيت ما يلي:
• جيلا يجهل دينه إلا من بقايا أعراف متخلفة أو تشويه إعلام السلطات الغالبة أو تربية جماعية حزبية
• جيلا يشعر بالخجل والدونية والنقص، فيحاول إلصاق نفسه بثقافة الغالب
• جيلا يعرف عن هوليوود ومنتجاتها، وينتمي لها، أكثر مما يعرف عن دينه وينتمي له
• جيلا يقرر معتقداته بعد تمريرها على جسر أمريكا وثقافتها، والأمم المتحدة وقراراتها، والإنسانية السائلة وأهوائها
• جيلا ينتمي إلى ثقافة الجمهور، أيا كانت، أكثر من انتمائه إلى الثقافة الحقيقية، أيا كانت تلك الثقافة
في جيل كهذا، من الطبيعي أن:
• تتفشى نفسية الدونية والمغلوبية والمقهورية
• تظهر عُقَدٌ يصعب حصرها، لكنها تظهر في شكل لطيف أو Cute
• يظهر من يشككون في الوحي الواضح القوي، في مقابل أضواء شجرة الميلاد المعبرة عن السلبية والمرونة
حتى هنا، نتصور أن يكون أفراد هذا الجيل ممثّلين لنفسية الإنسانية والتعايش وقبول الاختلاف
لكن الأمر ليس بهذه البساطة والسذاجة والسهولة
فإن جيل القطيع يمكنه أن يتحول بطرفة عين إلى قطيع من المتشددين المتطرفين، أو بعباراتهم: دواعش
فيخرج من هذا القطيع:
• أفراد يفتقرون لأقل القليل من فقه الاختلاف، إذا ما خالفناهم في حلّ الموسيقى وحرمتها
• أفراد يُرهبون مخالفيهم إذا هم لم يكونوا نسخا ممسوخة منهم، ولكن إرهابهم إرهاب مقنع بقناع عولميّ
• أفراد يُرهبون مخالفيهم ليتهموهم بأنهم دواعش إذا هم لا يهنئون المسيحيين أو لا يُكفّرون الدواعش!
أفراد هذا القطيع هم إنسانيون تعايشيون تنويريون، ولكن بشرط واحد:
أن يعتقد مخالفوهم عقيدتهم الإنسانية التعايشية التنويرية، ولا يخالفوهم فيها قيد شعرة
أما أن نختلف معهم في تعريف الإنسانية والتعايش والتنوير، فهذا يعني أن يُشهر هؤلاء أسلحتهم، ليُرهبونا إرهابهم الخاص
إرهاب بأسلحة متطورة متنوعة مدمرة، ومن صورها:
• إعلام هوليوودي
• بدلة إفرنجية ورباط عنق، أو فستان أنيق
• سلطة غالبة متدينة بدين العالم العولمي
• صورة مصممة بطريقة محترفة
• موسيقى تصويرية موجّهة
...
يتبع 👇🏼