إذا سَنَحَت لك فرصة للطاعة فلا تُهْمِلها لئلا تحرم منها قَدْرًا؛ يقول ابن القيم:
الرجل إذا حضرت له فرصة القُربَة والطاعة فالحَزْم كل الحَزْم في انتهازها والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها والتسويف بها، ولا سيَّمَا إذا لم يَثِق بقدرته وتَمَكُّنِه من أسباب تحصيلها، فإنَّ العزائم والهِمَم سريعة الانتقاض قلَّمَا ثَبُتَتْ، والله سبحانه يعاقب مَنْ فتح له بابًا مِن الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يُمَكِّنُه بَعْد من إرادته عقوبَةً له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه حَاَلَ بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك، قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
[من كتاب زاد المعاد لابن القيّم]
.
في نفس المعنى جاء في صحيح الترغيب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ»
شِرَّة: أي نشاطًا وقوة وحماسًا في أوله.
وفَترة: أي من الفتور؛ الكسل والخمول والضغف.
والمقصود بسُنَّتي هي تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم على أن فترات الكسل والخمول التي تتخلَّل كل عمل يجب أن تظل في حدود السنة وألا تتجاوزها لفعل المنكرات والإسراف على نفسه بفعل المعاصي وترك الفرائض بِرُمَّتها وإلا فإنه قد يهلك مع الهالكين المسرفين.
وكذلك يؤخذ من الحديث ضرورة البعد عن الإفراط والتفريط في العمل والعبادة، ولزوم القَصد والتوسط، فلا يبالغ في فعل العبادة والطاعة؛ لئلا يملَّ فيترك، ولا يتركها كسلًا وتهاونًا لئلا يستمرئ الترك فلا يرجع، وكلا الأمرين ذميم، ومن توسط في الأمر سلك، ومن سلك وصل إلى ما يحبه الله ويرضاه.
.
ونُقِل عن الإمام الشافعي أبيات في هذا السياق:
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها
فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَةٍ سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها
فلا تدري السكونُ متى يكونُ!
الرجل إذا حضرت له فرصة القُربَة والطاعة فالحَزْم كل الحَزْم في انتهازها والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها والتسويف بها، ولا سيَّمَا إذا لم يَثِق بقدرته وتَمَكُّنِه من أسباب تحصيلها، فإنَّ العزائم والهِمَم سريعة الانتقاض قلَّمَا ثَبُتَتْ، والله سبحانه يعاقب مَنْ فتح له بابًا مِن الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يُمَكِّنُه بَعْد من إرادته عقوبَةً له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه حَاَلَ بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك، قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
[من كتاب زاد المعاد لابن القيّم]
.
في نفس المعنى جاء في صحيح الترغيب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ»
شِرَّة: أي نشاطًا وقوة وحماسًا في أوله.
وفَترة: أي من الفتور؛ الكسل والخمول والضغف.
والمقصود بسُنَّتي هي تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم على أن فترات الكسل والخمول التي تتخلَّل كل عمل يجب أن تظل في حدود السنة وألا تتجاوزها لفعل المنكرات والإسراف على نفسه بفعل المعاصي وترك الفرائض بِرُمَّتها وإلا فإنه قد يهلك مع الهالكين المسرفين.
وكذلك يؤخذ من الحديث ضرورة البعد عن الإفراط والتفريط في العمل والعبادة، ولزوم القَصد والتوسط، فلا يبالغ في فعل العبادة والطاعة؛ لئلا يملَّ فيترك، ولا يتركها كسلًا وتهاونًا لئلا يستمرئ الترك فلا يرجع، وكلا الأمرين ذميم، ومن توسط في الأمر سلك، ومن سلك وصل إلى ما يحبه الله ويرضاه.
.
ونُقِل عن الإمام الشافعي أبيات في هذا السياق:
إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها
فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَةٍ سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها
فلا تدري السكونُ متى يكونُ!