الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
فإن الرد على المبطلين وبيان باطلهم من أعظم الجهاد في سبيل الله ومن صميم الدعوة إلى الله وقد صحح جمع من أهل العلم ومنهم الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ حديث
(يحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الجاهلينَ)
هذا وإن من أعظم الردود على السفهاء والمتجنين الإعراض عنهم وإهمالهم فيموتون ويذوبون بمجرد ذلك ومن غرر الحكم المشهورة ما ينسب إلى الإمام الشافعي رحمه الله من شعره:
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيباً
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً
والرد يحسن أن يكون لقطع لجاج لاح لجاجه ولكشف شبهات راجت بنوع احتيال قال السبكي الأب ضمن أبيات في الرد على شيخ الإسلام جانب فيها الصواب إلا هذه:
والـرد يحسـن فـي حـالين واحدة
لقطــع خصــم قــوي فـي تغلبـه
وحالـة لانتفـاع النـاس حيث به
هــدى وربـح لـديهم فـي تطلبـه
✍قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ
وأكثر السفهاء لا هو خصم قوي ولا بالرد عليه انتفاع للناس ولا هو ممن يخاف منه التأثير على الناس وإنما غاية كثير منهم أن يذكر ولا بذم وأن يرد عليه ولو بإهانة،
ومن لطيف ما نقل عن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء، المقرئ المحدث الحنبلي أنه قال: "هل ذكرني الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" في الثقات أو مع الكذابين؟ قيل: ما ذكرك أصلاً، فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذابين" .( سير أعلام النبلاء ٣٨١/١٨)
هذا وإني ناصح لإخواني الدعاة وطلبة العلم بالإعراض عن السفهاء والفجرة وتركهم وعدم مجاراتهم والمبالاة بهم وتركهم يموتون كمدا
دعهم يعضوا على صم الحصى كمدا
من مات من غيظه منهم له كفنُ!
ومن لطيف ما يذكر في الرد على السفهاء أن العزيز بن المعز الفاطمي أرسل رسالة لمحمد بن أبي مروان الأموي الأندلسي يشتمه فيها ويسبه، فلما قرأها كتب على ظهرها "أما بعد، قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك. والسلام" وأعيدت إليه فلما وصلت الرسالة للمعز ندم وتحسر وقال: يا ليتني لم أشتمه، فقد شتمت نفسي،
والحمد لله رب العالمين
كتبه:
أبو عيسى علي بن رشيد العفري
ـ حفظه الله ـ
أما بعد:
فإن الرد على المبطلين وبيان باطلهم من أعظم الجهاد في سبيل الله ومن صميم الدعوة إلى الله وقد صحح جمع من أهل العلم ومنهم الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ حديث
(يحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الجاهلينَ)
هذا وإن من أعظم الردود على السفهاء والمتجنين الإعراض عنهم وإهمالهم فيموتون ويذوبون بمجرد ذلك ومن غرر الحكم المشهورة ما ينسب إلى الإمام الشافعي رحمه الله من شعره:
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيباً
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً
والرد يحسن أن يكون لقطع لجاج لاح لجاجه ولكشف شبهات راجت بنوع احتيال قال السبكي الأب ضمن أبيات في الرد على شيخ الإسلام جانب فيها الصواب إلا هذه:
والـرد يحسـن فـي حـالين واحدة
لقطــع خصــم قــوي فـي تغلبـه
وحالـة لانتفـاع النـاس حيث به
هــدى وربـح لـديهم فـي تطلبـه
✍قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ
وأكثر السفهاء لا هو خصم قوي ولا بالرد عليه انتفاع للناس ولا هو ممن يخاف منه التأثير على الناس وإنما غاية كثير منهم أن يذكر ولا بذم وأن يرد عليه ولو بإهانة،
ومن لطيف ما نقل عن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء، المقرئ المحدث الحنبلي أنه قال: "هل ذكرني الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" في الثقات أو مع الكذابين؟ قيل: ما ذكرك أصلاً، فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذابين" .( سير أعلام النبلاء ٣٨١/١٨)
هذا وإني ناصح لإخواني الدعاة وطلبة العلم بالإعراض عن السفهاء والفجرة وتركهم وعدم مجاراتهم والمبالاة بهم وتركهم يموتون كمدا
دعهم يعضوا على صم الحصى كمدا
من مات من غيظه منهم له كفنُ!
ومن لطيف ما يذكر في الرد على السفهاء أن العزيز بن المعز الفاطمي أرسل رسالة لمحمد بن أبي مروان الأموي الأندلسي يشتمه فيها ويسبه، فلما قرأها كتب على ظهرها "أما بعد، قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك. والسلام" وأعيدت إليه فلما وصلت الرسالة للمعز ندم وتحسر وقال: يا ليتني لم أشتمه، فقد شتمت نفسي،
والحمد لله رب العالمين
كتبه:
أبو عيسى علي بن رشيد العفري
ـ حفظه الله ـ