خلينا نتكلم شويه عن مصطلح الإرهاب وكيف يتم استغلاله:
في عام 1793 وفي منطقة Vendée الفرنسية التي كان يغلب عليها السمة الزراعية والكاثوليكية المحافظة، كان على الثورة الفرنسية أن تقضي على الإكليروس المسيحي الكاثوليكي بقرار فوقي لنشر دين العلمانية او دين عبادة العقل كما كانوا يسموه، فارتكبوا في حق المسيحيين إبادة جماعية قُتل فيها حسب أكثر المصادر تحفظا ربع مليون مسيحي.
طبعا لا يخفى على أحد مجازر الفرنسيين في كل مكان في العالم، وأقربهم للأذهان قتل ما يقرب من 2 مليون جزائري مسلم اثناء الثورة الجزائرية بين عام (1954 - 1962) حتى وصل بهم الحال انهم كانوا يستخدمون المدنيين الجزائريين في تجارب التفجيرات النووية.
وارهاب فرنسا حقيقة لا ينتهي ولكني أثرت أن اطرح مثالا بين الفرنسي والفرنسي، لنشر قيم حرية الفرد والمساواة ههه
دعونا الآن ننتقل لعام 1961 حيث تم القبض على نيسلون مانديلا بجريمة التخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، ثم حكم عليه بعدها بالسجن مدى الحياة.
منديلا أحد أعظم الشخصيات الأفريقية على مدى التاريخ كله، والذي كان له عظيم الاثر في إلغاء سياسة الفصل العنصري وتحرير السود في جنوب أفريقيا وعدة دول افريقية اخرى، حتى خروجه من السجن بعد 27 عاما لينتخب اول رئيس من أصول أفريقية لدولة جنوب أفريقيا بين عام 1994 - 1999
الجدير بالذكر هنا أن كلا من أمريكا وبريطانيا وضعت مانديلا على قوائم الإرهاب من البداية، منديلا الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993 ورأس حكومة واحدة من افضل الدول ديموقراطية عام 1994 ، بقي على قوائم الإرهاب الأمريكية حتى عام 2008 !!!!
فماذا عن امريكا؟ هل الدولة التي تملك صك الارهاب لديها حصانة من ان تقع فيه؟
في عام 1955 بدأت امريكا في احتلال فيتنام وكعادتها قسمت البلد نصفين، حكومتها الجديدة الديموقراطية وبقية الشعب الذي يرفض الاحتلال.
قتلت امريكا في هذه الحرب التي ليس لها اي معنى ولا غاية ولا مبرر، ما يتجاوز 2 مليون مدني فيتنامي، ومئات الاف المدنيين في الدول المجاروة مثل كمبوديا ولاوس عن طريق القصف.
هذا غير 1.1 مليون مقاتل في الجيش الفيتنامي وقوات الفيتوكونج.
وخرجت كالعادة بعد ان دمرت البلد بالكامل، ولم يدري أحد لماذا دخلت ولماذا خرجت!!!
كذلك في افغانستان بعد ان قتلت مئات الالاف بالقصف وشردت ما يقرب من 7 مليون أفغاني داخل البلاد وخارجها، ودمرت البلد بالكامل ثم خرجت بكل بساطة.
لم يقاطع احد امريكا ولم تفرض عليها الامم المتحدة ولا الاتحاد الأوربي عقوبات، ولم توصف الحكومة الامريكية بالارهاب ولا بالدموية، بل هي راعية حرية الفرد والمساواة طبعا.
وكم قتلت امريكا من المدنيين العراقيين المسلمين بالحصار الاقتصادي ثم بالقصف العشوائي؟!
من اعجب التقارير التي قرأتها عن الحكومة الامريكية الارهابية كان الخطة المسماة NSSM 200
في أبريل من عام 1974 أرسل وزير الخارجية الأمريكي "هنري كسينجر" مذكرة سرية لمجموعة مختارة من المسؤولين الحكوميين من بينهم وزيرا الدفاع والزراعة ونائب وزير الخارجية، بالإضافة إلى مدير وكالة المخابرات المركزية بعنوان "تداعيات النمو السكاني العالمي على الأمن القومي للولايات المتحدة وعلى مصالحها الخارجية"
قال فيها كسينجر الهالك: "إن العالم يعتمد بشكل متزايد على إمدادات المعادن من البلدان النامية وإذا أدى النمو السكاني المتسارع بتلك البلدان إلى إحباط آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فإن عدم الاستقرار الناتج عن ذلك قد يقوض أنشطة التوسع في إنتاج المعادن وهو ما سيؤثر على التدفقات المستدامة من تلك المعادن إلينا".
على الفور تم تطبيق خطة "كسينجر" السرية. وكانت هناك 13 بلداً لها الأولوية في تنفيذ البرامج الأمريكية المتعلقة بمكافحة الخصوبة على اعتبار أن ذلك سيسمح للولايات المتحدة باستغلال موادها الخام، وهذه البلدان هي: مصر والهند وبنجلاديش وباكستان ونيجيريا والمكسيك وإندونيسيا والبرازيل والفلبين وتايلاند وتركيا وإثيوبيا وكولومبيا.
في عام 1991 بدأت وزارة الصحة البرازيلية في التحقيق في مزاعم حدوث تعقيم شامل للنساء البرازيليات وذلك بعد انفضاح أمر "إن إس إس إم 200"، وصدمت الحكومة البرازيلية حين اكتشفت أن 44% من جميع النساء البرازيليات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و 55 عاماً تم تعقيمهن بشكل دائم. وأن معظم النساء الأكبر سناً تم تعقيمهن عندما بدأ تنفيذ الخطة الأمريكية في منتصف السبعينيات.
من بين التفاصيل الصادمة التي اكتشفتها وزارة الصحة هو أنه في إطار هذه البرامج تم تعقيم ما يصل إلى 90% من جميع النساء البرازيليات المنحدرات من أصل إفريقي.
أدى التطبيق الخفي للسياسة الإمبريالية الأمريكية إلى التعقيم غير القانوني لأكثر من (20 مليون امرأة برازيلية) في سن الإنجاب وذلك وفقاً لما صرح به وزير الصحة البرازيلي "ألسيني جويرا" في ذلك الوقت، والذي أشار أيضاً إلى أن هذا الانخفاض المفاجئ في معدل الخصوبة سلب البلاد 30 مليون نسمة.