فأنا أجد حرجًا شديد الشراسة قابضًا على أكظامي، يأخذني أخذًا عنيفًا إذا ما قُدِّر عليّ أن أقف في جمع من الناس مرتجلًا للكلام، فهذه ليست صناعتي، لم آلفها ولم أمارسها قط.
صناعتي هي حمل القلم بين أناملي في خلوة بعيدًا عن الناس، في كنف السكينة والاطمئنان، حيث لا يشغلني عما أريده خوف ولا تردد، ولا عين تحملق في وجهي، ولا أذنٌ تُصغي تنازعني لساني، وحيث لا يبلبلني صوت نفسي وأنا أسمع كلامًا قد فصم عني، ثم لا أملك رده أو تغييره إن أخطأت أو جُرت أو تهاويت في زلل، فإن هذه البلبلة بين البسط والقبض، خليقة أن تتركني كالمخنوق لا يجد مساغًا للتنفس.
نعم، فأنا لا أجد حريتي إلا مع القلم، فهو وحده الذي يستطيع أن يتحدث عن نفسي مبينًا عنها، غير متردد ولا خائف ولا متهيب ولا متلجلج، ألفت هذه الحرية وأحببتها حتى بطل عمل لساني وشفتيّ أو كاد، وصار القلم وحده هو لساني الذي أتحدث به إلى جموع الناس.
#محمود_شاكر
#قضية_الشعر_الجاهلي
t.me/al_shaker
صناعتي هي حمل القلم بين أناملي في خلوة بعيدًا عن الناس، في كنف السكينة والاطمئنان، حيث لا يشغلني عما أريده خوف ولا تردد، ولا عين تحملق في وجهي، ولا أذنٌ تُصغي تنازعني لساني، وحيث لا يبلبلني صوت نفسي وأنا أسمع كلامًا قد فصم عني، ثم لا أملك رده أو تغييره إن أخطأت أو جُرت أو تهاويت في زلل، فإن هذه البلبلة بين البسط والقبض، خليقة أن تتركني كالمخنوق لا يجد مساغًا للتنفس.
نعم، فأنا لا أجد حريتي إلا مع القلم، فهو وحده الذي يستطيع أن يتحدث عن نفسي مبينًا عنها، غير متردد ولا خائف ولا متهيب ولا متلجلج، ألفت هذه الحرية وأحببتها حتى بطل عمل لساني وشفتيّ أو كاد، وصار القلم وحده هو لساني الذي أتحدث به إلى جموع الناس.
#محمود_شاكر
#قضية_الشعر_الجاهلي
t.me/al_shaker