خطوات معالجة الخطأ الذي يقع فيه السلفي وغيره: للشيخ محمد بازمول حفظه الله
https://www.sahab.net/forums/index.php?app=forums&module=forums&controller=topic&id=165698&do=findComment&comment=749694بسم الله الرحمن الرحيم
خطوات معالجة الخطأ الذي يقع فيه السلفي وغيره: للشيخ محمد بازمول حفظه الله
(1 - 5) الخطوة الأولى:
الاعتراف بهذه الحقيقة، وهي أن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وهذا أول خطوة في التعامل مع الخطأ إذا وقع فيه السلفي، وغيره من الناس.
(2 - 5) الخطوة الثانية:
أن ننظر في المسألــــــــة التـــــي وقع فيها الشخص، هل هي من المسائل الاجتهادية؟ أو هي من المسائل التي ظهر فيها الدليل الـــذي يلزم المصير إليه؟
وهذا يحتاج إلى طالب علم أو عالم نرفع إليه قضية الأخ هذه فنقول له: فــــلان أخطأ يــــــا شيخ، كيـف نعامله، وكيف الموقف فيه؟
لأنه قد يكون ما وقع فيه هذا الأخ من باب المسائـل الاجتهادية، وليس من المسائل التي يلزم المصير فيها إلى ما دل عليــــه الـــدليل.
وتعاملنا معه إذا خالف في مسألة اجتهادية، ليس مثل تعاملنا مع مخالفته إذا كان خالفنا في مسألة ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه.
فقد يكون مثلاً يخالفنـــا في وضع اليدين على الصدر بعد الركوع، هو يضعها ونحن لا نضعهـا، أو نحن نضعها وهو لا يضعها. فهذه مسألة اجتهادية.
وقد يكون الخلاف في مسألة إزرة الــمـؤمن إلى أنصاف الساقين، فجعل ثوبه إلى نصف الساقين، ونحن نرى أن إزرة المؤمن كما قــــال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيـــْنَ الْكَعْبَيْنِ، وَمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فِي النَّارِ». فهو يخالفنا، فنحن نلبس إلى الكعبين، وهو يلبس إلى أنصاف الساقين.
وقد تكون المسألة في لبس العمامة، ونحن لا نرى لبس العمامة، نرى لبس الخمـــار الـــذي نحن نسميه الغترة والشماغ، ونحو ذلك من المسائل التي تتحمل تعدد وجهات النظر، وليس فيهـــا مـــن الأدلة ما يلزم المصير إليه، أو ما يعين القول فيها بقول واحد.
وقد يكون يرى أن تارك الصلاة كافر مطلقًا، ونحن نرى أن تـــارك الصـــــلاة إذا كان كسلاً وتهاونًا لا يكفر، وإذا تركها إنكارًا وجحودًا فإنه كافــــر؛ فنفصـــــل كطريقة الجمهور.
فلا ينبغي أن يكون هناك نزاع، في هذه مسائل الخلاف فيها معتبر، وبعضها يسوغ من نفس الدليل.
وهذه الخطوة تحتاج إلى أفق واسع ومعرفة بالخلاف.
وقد قيل: كلما زاد علم الرجل بالخلاف اتسع صـدره، وكلما نقص علم الرجل بالخلاف ضاق صدره.
(3 - 5) الخطوة الثالثة:
هذا الخطأ الــــــذي وقــــع فيه الأخ، إذا عرفنا أنه خطأ مما لا يسوغ فيه الخلاف، وأنه يلزمه أن يوافقنا؛ فإننا ننكــــــر عليه، ونشدد، و نأمره بالمعروف، وننهاه عن المنكر، ونأمره بالرجوع إلى العلماء، وإلى طلاب العلم؛ ليبينوا له هذه المسألة.
أمـا إذا كـــــانت المسألـــة مما يسوغ فيه الخلاف، فنحن نترفق معه، ونناصحه، ونكلمه بهدوء، وبالتي هي أحسن، ولا نشدد عليـــه في قضية الخلاف.
(4 - 5 ) الخطوة الرابعة:
علينا أن نتجنب في كل ذلك الفجور في الخصومـــــة؛ فــإن بعض الناس لا يطيق أن يجد إنسانًا يخالفه في مسألة، والفجور في الخصومة أنه إذا وجد من يخالفـــه فـي المسألة فجر.
وهذا من علامات النفاق قال -صلى الله عليه وسلم-: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ خَــــالِصٌ، وَمــــــَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
فالفجــور في الخصومة لمجرد الخلاف من صفات المنافقين، فعلى المسلم أن يحذر منه.
(5 - 5) الخطوة الخـــــامسة:
حاورناه، وناقشناه، رفعنــــا أمره لأهل العلم، وطلبنا منه الرجوع إلى أهل العلم.
تكلم معه طلاب العلم، وناصحوه، وبينوا له. وأقيمت عليه الحجة، وأزيلت عنه الشبهة.
ثم تبين بعد ذلك إصراره على اتباع الهوى!
فنقول: هنا ننتقل من باب الوصف لقوله، أو فعله بأنه خطأ، ومخالفة، إلى وصفه هو بأنه صاحب بدعة، أو بأنه مبتدع، وبأنه ضال، وبأنه من أهل الهوى.
فننتقل من باب وصف القول والفعل، إلى وصف العين.
وننتقـل بعد هذا إلى أمر آخر، وهو أن نستشعر خطورة هذا الرجل؛ لأنه أصبح يحمل فكــرًا ضالاً لا مسوغ له، أصبح يخالف أهل السنة والجماعة، فينبغي حصر شره، وكفه عن الناس، وذلك:
- بهجره،
- والتحذير منه،
ومن مجالسته،
والاستماع له،
والقراءة لكتبه!
فهذا الرجل السكوت عنه يعني؛
تمكينه من نشر فكره.
قد يؤثر في طلبة العلم المبتدئين؛ فيخرجهم عن السنة.
تركه يضع الشبهات؛ لإضلال الناس عن طريق أهل السنة والجماعة.
هنـا يأت الأصل العظيم الذي يقرره السلف، ونقل فيه إجما