دور حفلات النوادي العربية في تعليم اللغة العربية
الشيخ عبد القادر العارفي ( المشرف العام على أعمال رابطة النوادي العربية بين المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان | إيران)
إن اللغة العربية لغة حية، قرآنية، ولغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة. وكل هذا مما جعلها تتمتع بمكانة مرموقة بين اللغات في العالم، وإن أهمية هذه اللغة ترجع إلى الذخائر الموجودة عند المسلمين في العالم بدءا من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. فهي كلها باللغة العربية. مما يضمن رقي المسلمين وتقدمهم، ويرى المسلم في مرآته حياته الفردية والاجتماعية والأسرية، ويرى فيه أخلاقه ومعاشرته، كما يتعلم منه المحادثة والمناقشة والمكاتبة. ومن ميزات هذه اللغة أنها عامرة بالعواطف والأحاسيس، والماهر بهذه اللغة يقدر على إبداء ما في ضميره بأحسن ما يمكن. وهذا الغنى لا يوجد له نظير في سائر لغات العالم، إذ اللغات الأخرى السائدة في العالم هي لغات محدودة ولها كلمات ومصطلحات قليلة، ولها مبادئ وأصول متشتتة متنوعة، ويمكننا القول بأنها لغات غير مرتبة ترتيبا أصوليا مطلوبا، مثل ما نجده في العربية، فالأخيرة لغة يجد المتكلم بها حلاوة كلامه وطلاوته، إننا نجد المعاجم العربية والكتب المؤلفة في المصطلحات ثرية بمصطلحات ممتعة جامعة تساعد العارف بها في كتاباته وحواراته وخطاباته، فهي إذن لغة زاخرة كاملة شاملة. وهي من جانب آخر تتمتع بمكانة معنوية عند الله وعند المسلمين، حيث يتعلمونها لفهم القرآن والسنة والدين مما يجعل تعلمها عبادة.
ومن هذا المنطلق علينا نحن الطلاب في المدارس الدينية وكذلك العلماء، أن نعرف أهمية هذه اللغة ومكانتها أكثر من الآخرين. ونجتهد لفهمها وإتقانها قراءة وحوارا وكتابة.
إن تعلم العربية لها طرق عديدة وإن هذه الطرق قد لا تخص الأعاجم بل العرب أيضا يحتاجون إليها ليتعلموها تعلما كاملا ويتبحروا في أدبها وحسن الإلقاء بها. فالكل يحتاج عربا وعجما إلى طرق يزدادون فيها خبرة ومهارة وتقدما.
ومن أهم هذه الطرق وخاصة في بلادنا، عقد الحفلات العربية وما يسمى بالنوادي العربية وإلقاء الخطب والمحاضرات فيها بهذه اللغة. ولكي يفهم الطالب هذه اللغة ويتعلمها ويقوم بنشرها عليه الاهتمام بمثل هذه الحفلات التدريبية. وإن هذه الطريقة هي متبعة في شبه القارة الهندية والبلاد العجمية المجاورة، ونجد الكثير ممن تعلم العربية بهذه الطريقة يتمتع بقلم قوي سيال، يجري قلمه جري الأنهار، وفي ذات الوقت يتمتع بلسان قوي بليغ. فيقدم ويحلل، ويعلق ويعقب، ويؤرخ ويترجم، ويعطي ويفيد. ونحمد الله على توفيقه مشايخنا في مدارسنا الشرعية لتهيئة الوسائل لتعلم اللغة العربية، فالمنهج الدراسي له طابع عربي، ثم لدينا معهد اللغة العربية، ويدرس في هذا القسم عدد كبير من الطلاب أكثرهم أذكياء ودراستهم بالعربية، كما وفروا البيئة لعقد حفلات النوادي العربية والكثير من الطلاب تعلموا العربية عن هذا الطريق ولا يزالون. وبفضل جهود الأساتذة والمشرفين والمسؤولين نرى المتخرجين في هذه الجامعة يقدمون بالعربية الفصحى مقالات قيمة في موضوعات شتى من العلمية والأدبية والصحافية مما يتطلب العصر والزمان. فينشرون الثقافة الإسلامية ويدافعون عن الإسلام والقرآن والسنة، ويحاربون الأفكار الزائغة والمنحرفة، ويردّون على شبهات الأعداء. يكتب الأساتذة الشباب والطلاب في المجلات والجرائد كمجلة الصحوة الإسلامية الصادرة عن الجامعة. وإن هذه المجلة في الحقيقة هي من ثمرات النشاطات العربية في الجامعة مثل النادي العربي.
ونوصي الإخوة جميعا أن يهتموا بالنوادي، ويلتزموا النوادي ويتدربوا على اللغة العربية بالقلم واللسان.
ومما أرشد الله المسؤولين إليه وألهمهم إياه مؤخرا تأسيس "رابطة النوادي العربية بين المدارس الدينية". التي تعمل على تشجيع الأساتذة الشباب في كافة المدارس على مستوى مدينة زاهدان خاصة وعلى مستوى المحافظة عامة لتنشيط النوادي في المدارس، وقد أصبحنا نشعر بتقدم باهر مبارك في هذا المجال واستقبال حار من قبل الأساتذة الشباب والطلاب لهذه الخطوة. وهم يشجعون الطلاب ويسعون بتوجيه تلاميذهم في مجال الاتصال بالمدارس على صعيد اللغة العربية، وإن "رابطة النوادي العربية" هي من أحسن الطرق والآليات التي توصلوا إليها. فالرابطة أنشئت قبل سبع سنوات وعمرها قصير ولكن فوائدها جمة كثيرة في هذه المدة، وهي التي تخطو نحو تجميع أصحاب النوادي ومسؤوليها وتعقد جلسات استشارية مستمرة معهم، وتبذل جهودا طيبة للبلوغ إلى الوضع المنشود.
ومن نشاطات الرابطة أنها تعقد مسابقة سنوية على مستوى المحافظة بين طلاب المدارس التي تضمن النوادي العربية، ونحن حاليا في رحاب هذه المسابقة السنوية، وهناك شعور بالتقدم والازدهار من سنة إلى أخرى، والحمد لله.
وللرابطة مجلة سنوية تصدر عن مكتبها المركزي التابع لجامعة دار العلوم زاهدان، وأقدم هذه الكلمات للنشر فيها.
فعلينا أن نحمد الله تعالى على هذ
الشيخ عبد القادر العارفي ( المشرف العام على أعمال رابطة النوادي العربية بين المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان | إيران)
إن اللغة العربية لغة حية، قرآنية، ولغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة. وكل هذا مما جعلها تتمتع بمكانة مرموقة بين اللغات في العالم، وإن أهمية هذه اللغة ترجع إلى الذخائر الموجودة عند المسلمين في العالم بدءا من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا. فهي كلها باللغة العربية. مما يضمن رقي المسلمين وتقدمهم، ويرى المسلم في مرآته حياته الفردية والاجتماعية والأسرية، ويرى فيه أخلاقه ومعاشرته، كما يتعلم منه المحادثة والمناقشة والمكاتبة. ومن ميزات هذه اللغة أنها عامرة بالعواطف والأحاسيس، والماهر بهذه اللغة يقدر على إبداء ما في ضميره بأحسن ما يمكن. وهذا الغنى لا يوجد له نظير في سائر لغات العالم، إذ اللغات الأخرى السائدة في العالم هي لغات محدودة ولها كلمات ومصطلحات قليلة، ولها مبادئ وأصول متشتتة متنوعة، ويمكننا القول بأنها لغات غير مرتبة ترتيبا أصوليا مطلوبا، مثل ما نجده في العربية، فالأخيرة لغة يجد المتكلم بها حلاوة كلامه وطلاوته، إننا نجد المعاجم العربية والكتب المؤلفة في المصطلحات ثرية بمصطلحات ممتعة جامعة تساعد العارف بها في كتاباته وحواراته وخطاباته، فهي إذن لغة زاخرة كاملة شاملة. وهي من جانب آخر تتمتع بمكانة معنوية عند الله وعند المسلمين، حيث يتعلمونها لفهم القرآن والسنة والدين مما يجعل تعلمها عبادة.
ومن هذا المنطلق علينا نحن الطلاب في المدارس الدينية وكذلك العلماء، أن نعرف أهمية هذه اللغة ومكانتها أكثر من الآخرين. ونجتهد لفهمها وإتقانها قراءة وحوارا وكتابة.
إن تعلم العربية لها طرق عديدة وإن هذه الطرق قد لا تخص الأعاجم بل العرب أيضا يحتاجون إليها ليتعلموها تعلما كاملا ويتبحروا في أدبها وحسن الإلقاء بها. فالكل يحتاج عربا وعجما إلى طرق يزدادون فيها خبرة ومهارة وتقدما.
ومن أهم هذه الطرق وخاصة في بلادنا، عقد الحفلات العربية وما يسمى بالنوادي العربية وإلقاء الخطب والمحاضرات فيها بهذه اللغة. ولكي يفهم الطالب هذه اللغة ويتعلمها ويقوم بنشرها عليه الاهتمام بمثل هذه الحفلات التدريبية. وإن هذه الطريقة هي متبعة في شبه القارة الهندية والبلاد العجمية المجاورة، ونجد الكثير ممن تعلم العربية بهذه الطريقة يتمتع بقلم قوي سيال، يجري قلمه جري الأنهار، وفي ذات الوقت يتمتع بلسان قوي بليغ. فيقدم ويحلل، ويعلق ويعقب، ويؤرخ ويترجم، ويعطي ويفيد. ونحمد الله على توفيقه مشايخنا في مدارسنا الشرعية لتهيئة الوسائل لتعلم اللغة العربية، فالمنهج الدراسي له طابع عربي، ثم لدينا معهد اللغة العربية، ويدرس في هذا القسم عدد كبير من الطلاب أكثرهم أذكياء ودراستهم بالعربية، كما وفروا البيئة لعقد حفلات النوادي العربية والكثير من الطلاب تعلموا العربية عن هذا الطريق ولا يزالون. وبفضل جهود الأساتذة والمشرفين والمسؤولين نرى المتخرجين في هذه الجامعة يقدمون بالعربية الفصحى مقالات قيمة في موضوعات شتى من العلمية والأدبية والصحافية مما يتطلب العصر والزمان. فينشرون الثقافة الإسلامية ويدافعون عن الإسلام والقرآن والسنة، ويحاربون الأفكار الزائغة والمنحرفة، ويردّون على شبهات الأعداء. يكتب الأساتذة الشباب والطلاب في المجلات والجرائد كمجلة الصحوة الإسلامية الصادرة عن الجامعة. وإن هذه المجلة في الحقيقة هي من ثمرات النشاطات العربية في الجامعة مثل النادي العربي.
ونوصي الإخوة جميعا أن يهتموا بالنوادي، ويلتزموا النوادي ويتدربوا على اللغة العربية بالقلم واللسان.
ومما أرشد الله المسؤولين إليه وألهمهم إياه مؤخرا تأسيس "رابطة النوادي العربية بين المدارس الدينية". التي تعمل على تشجيع الأساتذة الشباب في كافة المدارس على مستوى مدينة زاهدان خاصة وعلى مستوى المحافظة عامة لتنشيط النوادي في المدارس، وقد أصبحنا نشعر بتقدم باهر مبارك في هذا المجال واستقبال حار من قبل الأساتذة الشباب والطلاب لهذه الخطوة. وهم يشجعون الطلاب ويسعون بتوجيه تلاميذهم في مجال الاتصال بالمدارس على صعيد اللغة العربية، وإن "رابطة النوادي العربية" هي من أحسن الطرق والآليات التي توصلوا إليها. فالرابطة أنشئت قبل سبع سنوات وعمرها قصير ولكن فوائدها جمة كثيرة في هذه المدة، وهي التي تخطو نحو تجميع أصحاب النوادي ومسؤوليها وتعقد جلسات استشارية مستمرة معهم، وتبذل جهودا طيبة للبلوغ إلى الوضع المنشود.
ومن نشاطات الرابطة أنها تعقد مسابقة سنوية على مستوى المحافظة بين طلاب المدارس التي تضمن النوادي العربية، ونحن حاليا في رحاب هذه المسابقة السنوية، وهناك شعور بالتقدم والازدهار من سنة إلى أخرى، والحمد لله.
وللرابطة مجلة سنوية تصدر عن مكتبها المركزي التابع لجامعة دار العلوم زاهدان، وأقدم هذه الكلمات للنشر فيها.
فعلينا أن نحمد الله تعالى على هذ