◉ هل تفكَّرتَ في هذا ؟ 💡💡
المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، بيد أنه في هذه الدنيا لا يسلم من الظلم والجهل، فقد جُبل عليهما، إلا من سلّمه الله وزكّاه.
ومن أعظم أبواب العافية أن يعافيَك الله من حقوق الآخرين، ومن الوقوع في أعراضهم أو الإساءة إليهم، أو أذيتهم بأي نوع من أنواع الأذى، أو التعدّي عليهم وظلمهم، وقد لا يسلم كثير من الناس من ذلك، وقد يتسائل كثير منهم عن سبب قلة التوفيق والبركة في حياتهم، وعن تعسِّرِ كثير من أمورهم، والسبب قد يكون حق مشغولة به ذمته، أو أذىً صدر منه إلى غيره، ولم يسامحْ فيه، أو دعوة مظلوم غفل عنها، فقد يكون الخير محجوبًا عن العبد بسبب شيء من ذلك لا يعلمه، والله يعلمه وأحصاه عليه..
ولذا يجدر بالمسلم أن يتحلل ممن أساء إليهم أو ظلمهم، وأن يعيد الحقوق لأصحابها حتى يسلم له دينه وتبرأ ذمته.
وقد يكون الإنسان لا يعلم هؤلاء، أو يظن أنه لم يظلم أحدًا، أو أساء ونسي إساءته ومن أساء إليهم، ففي مثل هذه الحال عليه أن يكثر من الدعاء لهم، فهذا منهج نبوي، فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يقول "اللهم! إنما محمد بشر. يغضب كما يغضب البشر. وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه. فأيما مؤمن آذيته، أو سببته، أو جلدته. فاجعلها له كفارة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة".
فاللهم إننا عبيدك نخطئ كما يخطئون، ونجهل كما يجهلون، ونغضب كما يغضبون، وإنا نتخذ عندك عهدًا لن تخلفنا إياه، فأيّما عبد ظلمناه أو اغتبناه أو بدرت منا إليه بادرة سوء، أو آذيناه بأي نوع من أنواع الأذى، أو دعونا عليه بغير حق، أو كانت ذممنا مشغولة بحق له، اللهم اغفر لنا وله، واعفو عنا وعنه، واجعل ذلك كفارة لسيئاته ورفعة في درجاته في الدنيا والآخرة، وأجرًا له وصلاة وزكاة ورحمة، وقربة له إليك يوم القيامة، يا رب العالمين..
ففي هذا الدعاء مقاربة وإصلاح لما صدر منا تجاه أحد من المسلمين، ونسأل الله أن يرزقنا العفة عن أعراض المسلمين وأموالهم، وأن يبرئ ذمما ويفكّ رهاننا ، ويسلك بنا سبيل الرشاد والسلامة والهداية والسداد..