غَادَة

تقسو الأيام كأنها الثأر ،
رغم أني غير مدينة لها مقدار نهار ..
وأقابلها بعاطفتي التي تقسم قلبي لنصفين..
نصفٌ لي ، ونصفٌ للصغير الذي يخرج بكاؤه من نافذة الجيران ،
فأصير له طيورًا وأمهات حتى تستقر روحه في العشّ .. وينام

وعنّي، فأنا أكتُب
تندلقُ مني الحروف بهشاشة لا تُشبهني، وأحيانًا تبني مني سورًا ،يتسلّقه اليأس ولا يصل
لي قدمان يتلحّفها ياسمين، تصل بي للسماء. وأحيانٌ أخرى، لفرط رقّتها تطئطيء مُتنحية.تُنهكها المسافة.
أما عن قلبي، فهو ساحات. فضفاض. يتّسع للحياة و الأصدقاء والشجرة التي يتكيء عليها الرفاق ولكنني لا أغفر للفأس ولا أعود ظليلةً كما كنت .
خوفٌ بعضه فوق بعض ولكني شجاعة في المغامرات التي تتطلب اللا قلب، وفي الدفاع عن أمي أنا ألف ألف رَجل ..
أنا في فرح الغير أفضل من ترقص ، أنا المنصّة وأنا الناس وأنا مجموعة الأعياد
أنا راحة المُتعبين وأنا الكتف ..
أنا شرشف الصلاة ، وسجادتي.

من هذا المنبر في هذا الموقف الإنهزامي أقول لكل الشعراء آسفة لأن تقديري لكم ليس كما يجب فأنتم صوت احساسنا وبهجة الليل لا نوينا السهر...

أجيد الكتابة وأملك مكتبة عامرة بالكتب ومجموعة من أنواع القهوة ومجموعة من اسطوانات الموسيقى وصوت طلال وأبو نورة و أبو وديع وعبدالحليم و أم كلثوم وكاظم و فريد وعبدالوهاب وشادية وليلى مراد ونجاة الصغيرة وسيد درويش وسعاد محمد ومحمد عبدالمطلب وشتلة ياسمين صغيرة ، هذا كافٍ لئلا أكون حزينة❤️.

عندما أستلقي على فراشي وأقرأ كتاباً مُلهما جداً, أنني أعيشُ عقد الثلاثينيات.
أتمنى أن أنتمي إلى حياةٍ أخرى ليست في هذه الحُقبة الزمنية المُستهلكة المُتكررة المُقرفة, ترفض روحي الإنتماء لهذه الفترة الزمنية العَطِبة. . أنا أنتمي روحياً إلى العصر الفكتوري. . العصر القديم الغني بالثروات والغني بالثقافات, والكم المهُول مِن الفن. . العَصر الذي يَتزينُ الناس فيما بينهم بمن يكتبُ أجمل كتاب أو بمن يرسم أفضل لوحة أو بمن يعزف أقدسُ مقطوعة موسيقية..أنا أنتمي إلى العصر الذي يكون الحُب فيه ملموساً لا مكتوباً فقط, الحب الذي يتشكل بأكثر من شكل و يتلون بأكثر من لون, أكاد أن أجزم أن حب تلك الفترة لا ينضب. . تنتمي روحي إلى المنازل ذات المداخن العالية التي تجهضُ دخانها في الصباح دليلا على أنه الآن يتم إعداد وجبة شهية أو يتسلل دُخانها مساءً دليلاً على أمسية موسيقية جميلة. . تنتمي روحي إلى المنازل القديمة التي تقطن بين أحضان الأشجار ويتواجد على بُعد كيلومترات من تلك المنازل بُحيرة صغيرة مُناسبة تماما للجلوس بأريحية والقراءة في كنفها. . أحلم وأتخيل وأستهلك كل القدرات الممكنة لعقلي فقط حتى أتجسد وهمياً في ذلك العصر. . دائماً أتخيلُني أستيقظ من نومي وأشعة الشمس تعّلوني وتُغازلني من تلك النوافذ الطويلة و الكبيرة, وأزحف من فراشي الأبيض تاركه على الأرض الخشبية قميص نومي الأبيض ألبس ثوبي الأزرق الباهت المشدود من تحت صدري بتطريزة مُذهلة و مِن ثُم يتسابق نحو الأسفل بنعومه ومن ثم أُظفّر شعري وأنهي ظفيرتي بشريطة بيضاء ملائمة. أتجه للأسفل على عجل أتناول الإفطار مع عائلتي, الآن يذهب كل فرد إلى عمله, وأدخل أنا إلى غرفة البيانو في منزِلنا في إنتظار مُدرسي الخصوصي السيد جون كي يأتي ويعلم أصابعي كيفية التراقص على مفاتيح البيانو ولابد أن أُتقن أصعب المعزوفات حتى أنال إعجاب ابي, لابد أن أصبح سيدة ذات مكانة عالية ولن يتحقق هذا مالم أعزف على البيانو بشكل ساحري.يأتي السيد جون يُعلمني بإحترافيه كيف يمكنني أن أستولي على أذهان المستمعين وأسرق لحظاتهم منهم،عندما أنتهي مِن درسي أذهب لغرفة الرسم أدخلها فتستقبلني رائحة الألوان التي تنافس رائحة أزهار الياسمين, أكشف عن لوحتي, وأتابع رسمي عليها, أهلكتني هذه اللوحة أستنزفت شهرين من عمري, تأتي أختي بعد ساعات من الإنغماس في الألوان تأخذني للخارج لنتصالح مع الأشجار والأعشاب المُبللة, نركض وكأننا ننقذ العالم وكأن مفاتيح السماء بيدنا ونشتم رائحة الطبيعة الجليلة, نجلس على الأرجوحه في مشهد هادئ نراقب هروب الشمس ثم يأتي المساء طاغياً على السماء, و تبدأ حشرات الليل بحفلاتها ومن ثم أعود الى البيت أصعد للأعلى أُبدل ملابسي, وألبس قميص النوم الأبيض أفتح شعري وأُشعل شمعة على مكتبي وأشرَع في الكتابة بالحبر السائل والريشة عن مشاعري في هذا اليوم الجميل, حتى يسرقني النوم.
هذا حقاً حقاً ما أتمناه لستُ راغبة في هذه الحقبة الزمنية.

كيف حالك هذه المرّة ، هذه المرّة من القلب ومن الصباح الذي أنت تحبّ
ومن عدد المرّات التي قفزت فيها على أسوار الإبتعاد لا القرب
كيف حالك بشكل غير عادي ..
بصوتٍ لو سمعته أذن الأشواق لما نبتت إلا اللقاء على أحر من الحبّ.

https://m.soundcloud.com/3zalklam/fairuz

لهذه الأغنية تأثير مُخيف و غير مُريح بالنسبة لي رغم ذلك أعود للأستماع إليها في أوقات معينة وأشعر أنها توقظ شيء ما بداخلي ، يخيفني اللحن هنا يخيفني رحيل كل الأشياء بأختلاف حجمها وقيمتها المادية أو المعنوية .. الرواية ..السهر .. الملاهي ..الشجر.. الناس اللي حبوا.. الشوارع.. الليل .. الرضا.. الحكي … ، يخيفني النور المنطفئ فيها ، يخيفني الشعور بالراحة و المصاحب للأستماع إلى : بيبقى قصص صغيرة .. والذي يختفي تماماً بشكل مفاجئ عندما تكمل .. عم بتشردها الريح..

السلام عليك يا عزيزي ورحمة الله وبركاته،
وبعد..
فإن الله حين أنزل الحب أنزله إنزال الحديد، فلا تستطيع صخرة أن تتجاوز احتواءها على الحديد أو تصده، ولا يستطيع قلب دفع الحب عنه مهما تسلح بالدروع والتروس، "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك." بثها حبيبي الأول لله بثًّا آسيًا عن حب لم يملك قلبه عنه.
والحب يا عزيزي كما قلت لك لا يُفسَّر ولا يُؤول، فمعظم الأشياء ما إن فسرتها ماتت. ولكنني سأعطيك أرواحًا تحيي حبنا كيلا يؤول إلى الزوال.
أنا يا حبيبي أحبك لا حب القدح للكأس، ولا حب الروح للآلهة، ولا حب المتصوف لصومعته، ولا حب عقص شفتيه بشفتيها ولا حب لمساتها وسخافة الواصفين، أنا أحبك حبًا راقيًا عن قذارة الأوصاف والكلمات والحروف، حبًا مترفعًا عن زيف قصيدة أو شطحة كاتب.
لم أدرِ كيف أختصر حبي، ولكني أقول مجددًا أنني أحبك مندمجًا في عالمك حسنه وسوئه باتزان مواكبًا عصرك تنسج الحرف لتنسج نهضة العالم وكماله ونفعه وزهره، لا حداثيًا تلوك الكلمات لتصل إلى إلحاد أو كفر أو شرك أو ما قارب، أحبك واعيًا.

أشعرُ بارتطام قوي، جسمٌ قاس ارتطم بروحي دون أن يهتز جسدي لحظةً
تكسّر شيء ما وتناثر بينما وجهي كان مبتسمًا، هل يُعرف هذا الشعور؟

أنا لا أريد زيادة في عدد المتابعين بقدر ما أريد قارئ حقيقي لأحرفي يشعر بقيمة ما أكتب!
أنا لا أدعي أنني كاتبة محترفة أو ذات وعي ونضج كافي، ولكن أشعر بأني أقدم شيء يستحق التوقف عنده،
أيضًا أشعر بما يشعر به كل كاتب يريد أن يرى كيف هو تأثير حروفه على الآخرين...

لذلك نصيحتي لكل من يتابعني أو يرغب بمتابعتي وبالعامية : إذا ما كان عندك نية تتابعني بجدية وتقدّر اللي أكتبه ولأنك فعلاً تبي تقرأ مني فلا تتعب نفسك من البداية أنا مو بحاجة لشخصك وشكرًا

بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ.