📣 إلى من يهمه الأمر من إخواني المسلمين في المناطق المحررة:
الحمد لله، وبعد..
فالمرحلةُ اليوم ليست مرحلة تلاوم، والوقتُ ليسَ وقتَ يأسٍ وبثٍّ للإرجاف في الصف..
كلُّ من في الميدان يعلمُ حجم التضحيات والشهداء والجرحى، ويعلم أنه قد تم امتصاص صدمة الهجوم العنيفة المركزة في نطاقٍ ضيق لعدة أيام، بينما كان أقوامٌ يكتفون بالمشاهدة من بعيد..
الشهداءُ الذين ارتقوا في الصخر وكفرنبودة وتلة عثمان تشهد دماؤهم بما قدموا وضحوا، وقد بقيَتْ أجسادُهم يومًا كاملًا تحت الشمسِ لا يحسن إخوانهم إخلاء أجسادهم من شدة القصف الملتهب، ولم يتراجع إخوانهم عن الميدان ساعةً من نهار..
في معارك الدفاع والصد أمرٌ طبيعيٌّ أن تسقط نقطة أو ثنتين حتى إعادة التوازن وامتصاص الصدمة ومن ثّمَّ إعادة الكرة بحول الله وقوته؛؛ فليست هذه المرة الأولى التي يكون فيها مثل هذا الموقف، ففي عام 2015 ما امتصت الصدمة وقت تشكيل جيش الفتح إلا بعد مناطق شاسعة لا تزالُ حتى اليوم مع النصيرية وما امتص المجاهدون الصدمة إلا بعد أسبوع،، وفي معارك شرق السكة لم تُمتص الصدمة إلا بعد عدة أيام.. فهذا أمر طبيعي عسكريًّا.
لكنْ من غير الطبيعي أن يعلوَ صوت التخوين والإرجاف، وتبث الشبهات بدعوى التبيان؛؛ رفقا يا قوم، فلا زالت المعركة في بدايتها، أراد المجاهدون شيئا في تكتيكهم وأراد الله شيئًا آخر، والله يفعل ما يريد،، فلنصبر ولنحتسب وليكن كل غيورٍ على ثغره ودينه وأمته في الميدان اليوم؛ ممسكًا بسلاحه قبل قلمه، وبمدفعه قبل بَنانه..
🍂 أيها الإخوة الكرام..
من يعرف خريطة المنطقة وجغرافيتها يعلم أن ما سقط اليوم والأمس - قلعة المضيق وكفرنبودة خصوصًا -؛ إنما كان سقوطه تحصيل حاصل بعد سقوط تلة عثمان الاستراتيجية، وقد كرَّ عليها المجاهدون أكثر من مرة فأرجعوها ولكنَّ قدر الله عليهم الانحياز منها بعد ذلك لأسباب خارجة عن الطاقة - وهكذا الحربُ كرٌّ وفرٌّ -، وارتقى الشهداء والجرحى في محاولة استرجاع هذه التلة التي يعلم العسكريون أنَّ سقوطها لا محالةَ سيكونُ بعده سقوط مناطق ناريًّا ومن ثَمَّ عسكريًّا، وقد سقطت كفرنبودة ومن ثَمَّ القلعة بصورةٍ عسكرية طبيعية قدرها الله، والحمد لله على كل حال..
الواجبُ اليوم هو التكاتف والتصافّ في عمل عسكري واحد، وغرفة عمليات مشتركة، كالبنيان المرصوص، وأن تُترك الخلافات وراءنا ظهريا.
فكم سرَّني أمس ذاك "المدني" الذي جاء إلى غرفة العمليات وقد هيأ 40 مقاتلًا تركوا قاداتهم الخونة الذين أقعدوهم، وجاء ينظمهم في الميدان، فانتظموا مع إخوانهم، واستلموا نقاطهم..
وجاء "مدنيٌّ" آخر معه سلاحه وقال: واللهِ لن أترك المعركة، فاشغل بالإخلاء وكان له أثر كأقوى الجنود..
هكذا يجب أن يكون كل المسلمين اليوم فلا يقولنَّ أحدٌ إني مدني أو عسكري، والمعركة لا تعنيني،، بل المعركة تعني الجميع، فلنستعن بالله ولنصبر ولنحتسب، والله خير ناصر ومعين، فلا زلنا في أول الطريق..
#رمضان_شهر_الفتوحات
🍃
https://t.me/gzbir2