يفرّق الحنابلة في تقريرهم حكم دفع الإنسان الصائلَ عن نفسه بين زمن الفتنة وغيره، فيلزمه وجوبا في الأخير: دفعه، ولا يجب عليه في الأول. مستدلين بأدلة، منها قول ﷺ:( فإن أدركت ذاك -أي الفتنة-: كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل) وبعيدا عن مرادهم بزمن الفتنة ومضايق الاشتراطات.. ألا يلفتك بُعد نظر الفقيه في بحثه الشرعي واستحضارُه الأخروي؟ إن المقبل على كتاب ربه تعالى وسنة نبيه ﷺ العابّ منهما عبًّا= ليستحيل نظره غير النظر، وبحثه غير البحث..فمركزيَّة الآخرة في الشريعة وأحكامها وغاية خلق الله خلقه ابتداء= حاضرة لا تغيب ..
ويصعب على الإنسان الغافل عن هذه المعاني فهم الشريعة وتبصر جمالها، لغيابها عن قلبه بل ولحضور غيرها من التصورات وملئها نفسه..ولإن كانت صحبة الأشرار تورث سوء الظنِّ بالأخيار؛ فما أحرى أن يورث رضاع المسلمِ مفاهيمَ أجنبية عن الإسلام = نفورًا عن الدين وسوء فهمٍ له وظنٍّ. والفطام ممكن، ولكن ما أشدّه.
ولن يستقيم للمرء دين ولا إيمان ما لم يبن إيمانه على أنقاض الأصنام التي أُقيمت في قلبه..!
ويصعب على الإنسان الغافل عن هذه المعاني فهم الشريعة وتبصر جمالها، لغيابها عن قلبه بل ولحضور غيرها من التصورات وملئها نفسه..ولإن كانت صحبة الأشرار تورث سوء الظنِّ بالأخيار؛ فما أحرى أن يورث رضاع المسلمِ مفاهيمَ أجنبية عن الإسلام = نفورًا عن الدين وسوء فهمٍ له وظنٍّ. والفطام ممكن، ولكن ما أشدّه.
ولن يستقيم للمرء دين ولا إيمان ما لم يبن إيمانه على أنقاض الأصنام التي أُقيمت في قلبه..!