هناك أبطال يولدون من رحم التضحية، يرسمون بدمائهم الطاهرة ملامح العزة والفخر لأوطانهم، هم أولئك الذين يختارون طريق الدفاع عن الأرض والكرامة، مهما كان الثمن، الشهيد حسين عامر الابراهيمي كان واحداً من هؤلاء الأبطال الذين سطروا أروع قصص الشجاعة والتفاني.
وُلد في عام 1994 في قضاء المشخاب بمحافظة النجف الأشرف، ونشأ وسط عائلة عُرفت بحبها للوطن وقيمها النبيلة، منذ صغره، تميز بحسٍ عالٍ من المسؤولية وحب الوطن، مما دفعه لاختيار طريق الدفاع عن الوطن عندما اشتدت المحن.
رغم كونه زوجاً وأباً لطفلين، قرر حسين الانضمام إلى جهاز مكافحة الإرهاب، وجد في هذا الطريق فرصة لحماية العراق من الإرهاب، مؤمناً بأن التضحية هي أسمى مراتب الوفاء للوطن.
شارك في جميع معارك التحرير ضد تنظيم داعش الإرهابي، وكان دائماً في مقدمة الصفوف، عُرف بشجاعته التي لا تهتز، وعزيمته التي تلهم رفاقه، وروحه التي تفيض إيماناً بالنصر.
وفي معركة الموصل، التي كانت من أعنف المعارك، قاتل ببسالة نادرة، ولم يتراجع لحظة واحدة رغم شدة المواجهات، واجه الموت بثبات، مدافعاً عن أرض العراق حتى الرمق الأخير.
في 24 تموز 2017، ارتقى حسين شهيداً أثناء تأدية واجبه الوطني، رحل بجسده، لكنه بقي حياً في ذاكرة الوطن وقلوب من عرفوه. ستظل قصته رمزاً خالداً للشجاعة والتضحية، وعبرة لكل من يؤمن بأن حب الوطن لا يُقاس إلا بالعطاء.
#سنبقى_منتصرين