كلمتين عن تغير خطاب هيئة تحرير الشام 👇
بعض الإخوة الأعزاء -وأخصّ المصريين خصوصًا- لا يعلمون عن الواقع السوري إلا قشور، وبعضهم ربما تايع الوضع سوري بكثافة لكن توقفت متابعته في 2019م فمازال يؤمن بتصورات قديمة انتهت صلاحيتها منذ خمس سنوات .. ثم تجدهم يتكلمون بكل ثقة عن الأحداث السورية تحليلًا وتأصيلًا وتشريحًا.
والحقيقة أن الواقع السوري أولًا أكثر تعقيدًا من نقاشات المثقفين وإصدارات مراكز الأبحاث ودراسات العلوم السياسية، وثانيًا تحولات المشهد السوري عصية جدًا على المتابعة للسوريين فضلًا عن غير السوريين.
ولا أبالغ إن قلت أني في العام الأخير خضت أكثر من مائة نقاش مع سوريين من تيارات ومدن متنوعة ولا أكاد أجد اثنين متفقين في سردية واحدة لحدث تاريخي واحد .. ولازلت حتى اليوم أتعلم أشياء جديدة وأستكشف أمور هي بالنسبة للسوريين بدهيات.
وأضرب مثال واحد فقط على ذلك: إن تغير خطاب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وزعيمها الجولاني والتخلي عن الخطاب الراديكاب أو الطائفي الذي نراه في المعركة الحالية ليس تغيرًا مفاجئًا وليد اليوم ..
بل هو نتاج تراكم ثقيل منذ 2020م على الأقل، من اضطرابات في قرى ومدن إدلب، واقتتالات داخلية بين الفصائل، واغتيالات متبادلة بين أطراف الصراع في سوريا، وتغيير ديمغرافي في إدلب التي نزح إليها الملايين، واستبدال لقيادات تاريخية وتنحية لشركاء النضال، وصراع قوى وشد وجذب مع الأتراك، ومظاهرات غاضبة ضد الهيئة، وتغير موازين قوى إقليمية وتضارب مصالح بين قيادات الهيئة وبقية الفصائل وتخوين واعتقالات وتمردات وانشقاقات و و و و...
فما أريد أن أقوله هو أنه حتى يفهم الإنسان مسألة واحدة فقط في سوريا: وهي لماذا وكيف تغير خطاب هيئة تحرير الشام؟ قإنن سيجد نفسه يغرق في دوامة لا نهائية من الأحداث والقصص التي لا تنتهي ينبغي عليه فهمها أولًا قبل متابعة الحرب الحالية .. فما بالك ببقية المشهد السوري؟
فأرجو من هؤلاء الإخوة الأعزاء أن يتواضعوا أمام تعقيد المشهد السوري لأن الكلام ببلاش دلوقت لكنه يوم القيامة له حساب.
بعض الإخوة الأعزاء -وأخصّ المصريين خصوصًا- لا يعلمون عن الواقع السوري إلا قشور، وبعضهم ربما تايع الوضع سوري بكثافة لكن توقفت متابعته في 2019م فمازال يؤمن بتصورات قديمة انتهت صلاحيتها منذ خمس سنوات .. ثم تجدهم يتكلمون بكل ثقة عن الأحداث السورية تحليلًا وتأصيلًا وتشريحًا.
والحقيقة أن الواقع السوري أولًا أكثر تعقيدًا من نقاشات المثقفين وإصدارات مراكز الأبحاث ودراسات العلوم السياسية، وثانيًا تحولات المشهد السوري عصية جدًا على المتابعة للسوريين فضلًا عن غير السوريين.
ولا أبالغ إن قلت أني في العام الأخير خضت أكثر من مائة نقاش مع سوريين من تيارات ومدن متنوعة ولا أكاد أجد اثنين متفقين في سردية واحدة لحدث تاريخي واحد .. ولازلت حتى اليوم أتعلم أشياء جديدة وأستكشف أمور هي بالنسبة للسوريين بدهيات.
وأضرب مثال واحد فقط على ذلك: إن تغير خطاب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وزعيمها الجولاني والتخلي عن الخطاب الراديكاب أو الطائفي الذي نراه في المعركة الحالية ليس تغيرًا مفاجئًا وليد اليوم ..
بل هو نتاج تراكم ثقيل منذ 2020م على الأقل، من اضطرابات في قرى ومدن إدلب، واقتتالات داخلية بين الفصائل، واغتيالات متبادلة بين أطراف الصراع في سوريا، وتغيير ديمغرافي في إدلب التي نزح إليها الملايين، واستبدال لقيادات تاريخية وتنحية لشركاء النضال، وصراع قوى وشد وجذب مع الأتراك، ومظاهرات غاضبة ضد الهيئة، وتغير موازين قوى إقليمية وتضارب مصالح بين قيادات الهيئة وبقية الفصائل وتخوين واعتقالات وتمردات وانشقاقات و و و و...
فما أريد أن أقوله هو أنه حتى يفهم الإنسان مسألة واحدة فقط في سوريا: وهي لماذا وكيف تغير خطاب هيئة تحرير الشام؟ قإنن سيجد نفسه يغرق في دوامة لا نهائية من الأحداث والقصص التي لا تنتهي ينبغي عليه فهمها أولًا قبل متابعة الحرب الحالية .. فما بالك ببقية المشهد السوري؟
فأرجو من هؤلاء الإخوة الأعزاء أن يتواضعوا أمام تعقيد المشهد السوري لأن الكلام ببلاش دلوقت لكنه يوم القيامة له حساب.