عبدالوهاب | تباريح

المتأمل في قصة أصحاب الأخدود يلحظ معنى من أهم المعاني الذي سيقت لأجله القصة خاصة وأنه لم يرد في إهلاك ظالميهم شيء؛ وهو أن معيار التمكين والنصر غير منحصر في النصر الدنيوي والاستعلاء على الكفر وإنما هو معنى أعم من ذلك بكثير، وكثيرة الشواهد التي تدل دلالة واضحة على أن الشأن كله هو في الفوز الأخروي، وهذا المعنى كان مستحضرا عند الصحابة ومشاهد ومن ذلك حين أصيب أحد الصحابة بسهم في سبيل الله كان على يقين تام بهذه القضية فما كان منه إلا أن قال: (فزت ورب الكعبة).
واستحضار هذا المعنى يزيد المصلح دفعا نحو العمل والتفاني في سبيل الإصلاح حتى لو لم ير ثمرة عمله، ولا يدفعه عدم رؤية الثمرة نحو اليأس والإحباط..

النظر إلى السماء وتطلب الغايات العظام ودوام استصحابها من أكبر المعينات على تجاوز عقبات النفس والواقع.
فإذا رُبطت النفس وعُلّقت بتطلب القرب من الله والفوز برضاه ومحبته هانت أمامها المعيقات الفواني، وتصاغر في ناظريها الانشغال بما عند الناس وحسدهم والتوقف مع كل محدثاتهم والتأثر بها.

بسم الله الرحمن الرحيم

يا حاملين بذي القلوبِ عزيمةً
تسعى لنصرِ الأمّة الغرّاء

هلّت أزاهيرُ البشائرِ جيلَنا
وأتاكمُ غيثٌ بفيضِ رَواءِ

عدنا بفضل الكريم المنّان، نزفّ لكم البشائر..
لنستقي من واحات العلم والإحسان..
بما يرقى به العقل..
وتزكّى به النفس..
ويطمئن له القلب 🌹🌿

🎊 تعلن أكاديمية الجيل الصاعد عن بدء التسجيل في دفعاتها الجديدة من مساراتها الأساسية الأربعة: 🎊

- مسار غراس 🌿

- مسار جذور 🌳

- مسار إشراق ☀️

- ومفاجأتنا لهذه الدفعة افتتاح برنامج جديد لفئة عمرية مخصصة وهو مسار بذور ✨🤩

دونكم تعريف شامل للمسارات الأربعة: 🍃

🌿مسار غِراس🌿

🟢 الفئة العمرية المستهدفة: 17-22 سنة

🟢 مدة الدراسة: سنتان.

🟢 أهم الأهداف:

🔹إخراج الطلاب من دائرة التفاهة واللامبالاة وهدر الوقت.

🔹تعزيز الهويّة الإسلامية.

🔹بناء معرفة شرعية بأساسيات العلم من العقيدة والفقه واللغة والسلوك.

🔹 بناء النفسية السوية واكتساب مهارة التفكير الناقد.

🔹اكتساب صحبة صالحة، وإرشاد ومتابعة عامة من قبل مشرفين ومشرفات.

🟢 رابط التسجيل لبرنامج غراس من هنا: 👇
https://forms.gle/1aGVWWDcQ71SmKXW8


➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

🌳 مسار جذور 🌳

🟡 الفئة العمرية المستهدفة: 12-16 سنة

🟡 مدة الدراسة: سنتان.

🟡 يتضمن اختبار قبول ومفاضلة وشروطا خاصة في القبول لمحدودية عدد الطلاب الممكن استقبالهم فيه. (سنرسل تفاصيل اختبار القبول فيما بعد)

🟡 أهم الأهداف:

🔹اكتساب بيئة تربوية صالحة ومتابعة منظّمة عبر لقاءات تربوية أسبوعية، ونشاطات سلوكية، وأننشطة تكميلية.

🔹 تأسيس شرعي وعلمي من خلال دراسة المرحلة الأولى من مختلف العلوم الشرعية.

🔹 إكساب الطلاب عادة القراءة، والتلخيص، والتفكير الناقد، وتدوين الفوائد، ومراقبتها من قبل مربين ومربيات متخصصين.

🟡 رابط التسجيل لبرنامج جذور من هنا: 👇
https://forms.gle/8byqb6d28uXyW4tt7


➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

☀️ مسار إشراق ☀️

🟠 الفئة العمرية المستهدفة: 17-22 سنة

🟠 مدة الدراسة: سنتان.

🟠 يتضمن اختبار قبول ومفاضلة وشروطا خاصة في القبول لمحدودية عدد الطلاب الممكن استقبالهم فيه.(سنرسل تفاصيل اختبار القبول فيما بعد)

🟠 أهم الأهداف:

🔸 تعزيز اليقين بثوابت الشريعة وأصول الإسلام بأسلوب منهجيّ علميّ.

🔸 توفير بيئة حاضنة تربوية تهتم بالجوانب الفكرية والشرعية.

🔸 إكساب الطلاب مهارة القراءة النافعة المنهجية المتسلسلة.

🔸 تعزيز الهوية الإسلامية.

🔸 التركيز على تقوية مناعة الطلاب من الأفكار التشكيكية.

🟠 رابط التسجيل لبرنامج إشراق من هنا: 👇
https://forms.gle/BrE2dJHfivS2qRqt8


➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

🌱 مسار بُذور 🌱

🟤 الفئة العمرية المستهدفة: 11-16 سنة

🟤 مدة الدراسة: سنتان.

🟤 أهم الأهداف:

🔸 تعزيز المعنى التربوي عن طريق بيئة تعليمية تفاعلية وأنشطة تكميلية.

🔸 يتضمن البرنامج مواد قرائية منهجية مناسبة للعمر المستهدف ومواد مسموعة ومرئية.
🔸 اكتساب بيئة تربوية حاضنة، وصحبة صالحة، وإرشاد عام من المشرفين والمشرفات.

🟤 رابط التسجيل لبرنامج بذور من هنا: 👇
https://forms.gle/2Pf6mspHTvVEB73g6


➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

بسم الله نستعين، وعليه نتوكل، فاللهم اهدنا وسددنا ووفقنا وأعنّا.. اللهم آمين 🌹🤲🌿

الحمد لله..
البون بين باطن الإنسان وظاهره باب من أبواب علل النّفس ووهنها. قرأت دراسة تفيد أن مدمني الإباحيّة المتدينين -من عامّة الأديان- يظهر فيهم الاكتئاب أكثر من غيرهم من المدمنين. ولا عجب، فأصل كلّ دين: الالتزام، وإن تباين التزام المرء في سرِّه وعلانيته = سخط على نفسه ولامها، وما تزال هذه حاله حتى يتسارع إليها الجبن والوهن، وتتعاقب عليه الأحزان والهموم فيغرز الاكتئاب أنيابه فيه، وهذا وحده باب آثام جديد، والله المستعان. أما من فقه نهج التّعامل مع ذنبه واتّزن في لومه إيّاها بقدر يعينه على ترك الذنب = كان حاله -إن أعانه الله- أحسن وانفكاكه أقرب..
فعليك -والحديث لنفسي أصالة- بالاستكثار من أعمال الخفاء، واجعل سرّك خيرا من علانيتك، والله الهادي. يقول شيخ الإسلام في نصّ كاشفٍ عن خبايا النفس:"الإنسان إذا لم يخف من الله اتّبع هواه، ولا سيّما إذا كان طالبًا ما لم يحصل له، فإنّ نفسه تبقى طالبة لما تستريح به، وتدفع به الغم والحزن عنها، وليس عندها من ذكر الله وعبادته ما تستريح إليه وبه، فيستريح إلى المحرمات من فعل الفواحش وشرب المحرّمات وقول الزور." فالنفس لا تنفك عن التطلّع لشيء وتسعى إليه، فإن كان واستراحت وإلا سعتْ لغيره ممّا قد يكون محرّما؛ هربا من الهمّ والغمّ بالغرق في اللّذات والشهوات، ولا يعلم أنّ في هذا مزيدَ هم وغم، وهذه دائرة لا تكسرها إلا التوبة والإنابة، فـ"النّفس في انصبابها إلى لذّاتها بمنزلة كوّة منحدرة من رأس رابية إلى قرار فيه نار، إن لم تحبس بزواجر الدين والحياء أدّاها انحدارها إلى ما فيه هلكتها."

وسبحان الله، الغم الذي يجده العبد بعد مقارفته الذنب -إن فقه- تنبيه له وتذكير بأن يعود وينيب، فإن نظر وعمل وإلّا كان كذا وكذا، والله العاصم. وبعض الناس تحت وطأة الهموم التي تعقب الذنب = يفتّش عن مخرج يذهب همَّه بأن يبحث عن مبيح له، فيغلق باب الغم رأسا.. وتأمل من حولك، ونفسك ابتداءا= تر هذا عيانا.

سأنتخب في هذه الأسطر نصوصاً غزيرة النفع مما صحّ عن علماء القرون الأولى التي ثبت عن النبي ﷺ تفضيلها على بقية قرون هذه الأمة، وسيجد فيها القارئ المتفكر عظيم الفائدة مع اختصار الألفاظ والكلمات -وكان هذا من سِمات علومهم وكلامهم-، وكل هذه الآثار مستفادة من مسند الدارمي -الذي هو أحد الكتب التسعة-:

(١)
قال علي رضي الله عنه: (إذا حُدَّثْتُم عن رسول الله ﷺ: فظُنّوا به الذي هو أهدى، والذي هو أتقى، والذي هو أهيأ) د-٦١٢
وهذا الأثر يبين أهمية تعظيم نصوص الوحي بصيانتها عن الظنون الفاسدة وإجرائها على ما يتفق مع محكمات الدين ومقاصد الشريعة.

(٢)
عن حميد قال: قلت لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: لو جمعتَ الناس على شيء؟ فقال: ما يسرني أنهم لم يختلفوا. قال: ثم كتب إلى الآفاق وإلى الأمصار: لِيقضِي كل قوم بما اجتمع عليه فقهاؤهم. د-٦٥٢
وهذا الأثر عن عمر رحمه الله يبين أن الاختلاف بين العلماء سنة جارية وأنه على السعة والاحتمال.
(٣)
قال محمد بن سيرين: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.)
د-٤٣٨
وهذا النص مركزي منهجي مهم في بيان خطورة تلقي العلم عمن هب ودب، وأهمية تحري ما يوافق مراد الله ومرضاته في شأن العلم.


(٤)
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله (من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل) د-٣١٢
وهذا الأثر يبين سبباً من أسباب الانتكاس وعدم الثبات على الجادة وكثرة التقلب بين الاتجاهات؛ ألا وهو أن يكون حظ المرء من العلم: الخصومة والمراء والجدل في الدين.
وقد كثر كلام المتقدمين في هذا المعنى، ومنه قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (كفى بك إثما ألا تزال مخاصما، وكفى بك إثما ألا تزال مماريا، وكفى بك كاذبا ألا تزال محدثا في غير ذات الله عز وجل.) د-٣٠١

(٥)

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تفقهوا قبل أن تسودوا). د-٢٥٦
قال أبو عبيد: (معناه: تفقهوا وأنتم صغار، قبل أن تصيروا سادة فتمنعكم الأنفة عن الأخذ عمن هو دونكم فتبقوا جهالا)

(٦)
عن أبي العالية قال: (كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه [العلم]، فننظر إذا صلى، فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا: هو لغيرها أحسن. وإن أساءها قمنا عنه وقلنا: هو لغيرها أسوأ) وورد نحوه عن النخعي أيضا.

تأمّل مركزية الصلاة عندهم وأهمية ظهور أثر العلم على المصلي أثناء أدائها وأن السُّمعة المعرفية وحدها لا تكفي.

(٧)
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كيف أنتم إذا لبسَتكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غُيرت قالوا: غيرت السنة!
قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة) د-١٩١