أهــل الـقـرآن


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


قناة تهتم بعلوم القرأن الكريم ولطائفه البيانية

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


صعدا في السماء سيلا , وكانت العنقا تتشابه وهي أعظم ما يكون من الطير وفيها من كل لون. وسموها العنقا لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض على الطير تأكل , فجاءت ذات يوم , فأعوزها الطير , فانقضت على صبي فذهبت به , ثم إنها انقضت على جارية فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى الجناحين الكبيرين. فشكوا إلى نبيهم , فقال: اللهم خذها واقطع نسلها فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر , فضربتها العرب مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها. ثم أن أصحاب الرس قتلوا نبيهم , فأهلكهم الله تعالى , وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد. ثم أتى الله بقرن بعد ذلك فنزلوها , وكانوا صالحين سنين , ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعوا ابنته وأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة. ثم ارتفعوا من ذلك إلى نوع أخزى , ترك الرجال للنساء حتى شبقن واستغنوا بالرجال , فجاءت شيطانتهن في صورة امرأة وهي الدلهات كانتا في بيضة واحدة فشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضاً وعلمتهن كيف يضعن , فأصل ركوب النساء بعضهن بعضاً من الدلهات. فسلط الله على ذلك القرن صاعقة في أول الليل وخسفاً في آخر الليل وخسفاً مع الشمس , فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم , وأحسبها اليوم لا تسكن.                      


💠 *قـصـص الـقـرأن*

*➖قـصـة أصـحـاب الـرس*

موقع القصة في القرآن الكريم: قال تعالى في سورة الفرقان : (( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا )). وقال تعالى في سورة ق: (( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ )) القصة: كان من قصتهم  : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر , يقال لها ( شاهدرخت ) كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها ( روشنا آب ). وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض , وذلك بعد سليمان عليه السلام وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطيء نهر يقال له الرس من بلاد المشرق , وبهم سمي النهر , ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها . وذكر عليه السلام أسماءها , وكان أعظم مداينهم اسفندار وهي التي ينزلها ملكهم , وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن ساذن بن نمرود بن كنعان فرعون إ براهيم عليه السلام , وبها العين الصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً من العين التي عند الصنوبرة , فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والأنهار , فلا يشربون منها ولا أنعامهم , ومن فعل ذلك قتلوه , ويقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم , وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداً يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة , ويشعلون فيها النيران بالحطب , فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خرو سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم. فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفساً وقروا عيناً. فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف ويأخذون الدستبند – يعني الصنج – فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون. وسميت العجم شهورها إشتقاقاً من تلك القرى. حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى إجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربواعند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر باباً كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم. فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يعيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنا عشر يوماً لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون. فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره , بعث الله نبياً من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب , فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته , فلا يتبعونه. فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى , قال: يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك. فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها , فهالهم ذلك , فصاروا فرقتين , فرقة قالت: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه. وفرقة قالت: لا , بل غضبت آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجب حسنها وبهاؤها لكي تغضبوا لها. فتنصروا منه وأجمع رأيهم على قتله , فاتخذوا أنابيب طوالا ونزحوا ما فيها من الماء , ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم , وألقموا فاها صخرة عظيمة , ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا: نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قد قتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان. فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي , فارحم ضعف ركني , وقلة حيلتي , وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي , حتى مات. فقال الله جل جلاله لجبرئيل عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي , وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالاً وعبرة للعالمين. فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة , فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض , ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء , فألقت عليهم كالقبة جمراً يلتهب , فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار. فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وفي كتاب ( العرائس ) : أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان وكان بأرضهم جبل يقال له فتح م


⬅️ شـذرات الـفـؤاد ( 109)

➖قـال تـعـالـى (ولقد أخذناهم بالعذاب فما أستكانوا لربهم وما يتضرعون ) يؤدبنا الله بالفتن ويختبرنا بالأوبئة لعلنا نعود اليه ولكن هناك من لايزداد الا عصياناً وبعداً، إن وزر المعاصي في زمن الفتن أشد وأعظم .

➖ويعلمنا الحبيب المصطفى ( واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك )… عندما يتولد في نفس المؤمن هذا الشعور العظيم فإنه يحيا حياةً مطمئنة فقد سلّم كل أموره الى من بيده مقاليد الأمور….

➖يامن أمرت الحوت يلفظ يونساً
وكسوته بشجيرة اليقطين
يارب إنّا مثله في كربةٍ
فارحم عبادً كلهم ذا النون

اللهم أرحم ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس يارب…

🔹شـذرات الـفـؤاد
أ/ فــؤاد الـراعـي

T.me/fouadacd


من فوائد الحديث : وأعني الحديث الثامن والثلاثين فيه فوائد أولا : إثبات الولاية لله عز وجل أي : أن لله تعالى أولياء
وهذا قد دل عليه القرآن الكريم قال الله تعالى: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } [يونس:63،62] .

ومن فوائد الحديث : كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب .

ومن فوائد هذا الحديث : أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب .

ومن فوائد الحديث : أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله: { وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه } .

ومن فوائد الحديث : الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان : فرائض ، نوافل .

ومن فوائد الحديث : إثبات المحبة لله عز وجل لقوله : { أحب إليّ مما افترضته عليه }
والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز وجل .

ومن فوائد الحديث : أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها .

ومن فوائد الحديث : الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص لأن الأعمال
من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب تفاضلها .

ومن فوائد الحديث : أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل .

ومن فوائد هذا الحديث : أنه كلما ازداد الإنسان تقرباً إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه
واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث : { ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه }.


عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً 
فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل 

حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، 
ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه } . 
 
[رواه البخاري:6502] .


هل تعلم ماهي سورة " التفاؤل والتثبيت " ؟؟؟
انها سورة " الطلاق "

وهل تعلم لماذا سميت بسورة "التفاؤل والتثبيت " ؟؟؟

لانها حُشدت بعدد من الجمل التي تفتح لكل مغموم ومهموم آفاق الأمل على الرغم من قصرها.
اذا مرت حياتنا بزواج فاشل💔 او مرض..💔 أو صراع نفسي💔.. أو خسارة مالية💔... فاعرض حالك على آيات سورة "التفاؤل والتثبيت"👌

🌷بدءاً بالآية الأولى {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً} اجعلها شعارك، ورددها كلما بُليت بما يغمك.

🌷ثم الآيات التي بعدها {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} أضاقت عليك الدنيا حتى كدت تجزم أنك لن تسعد بحياتك مرة أخرى؟ من جعل لك مدخلاً إلى هذا البلاء يجعل لك -يقيناً- مخرجاً منه، إن اتقيته.

🌷{ويرزقه من حيث لا يحتسب} ليس الرزق مالاً فقط ، بل شفاءً يُذهب مرضك، طمأنينة تُذهب ضيق صدرك ، شريكاً صالحاً يُنسيك شقاءك الأول.

🌷{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}أي متولي جميع أمرك ، وكافيك ما أهمك . فقط توكل عليه ، واترك له تدبير خلاصك من هذه الكربة. لكن لا تنسَ {إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً} فلا تستعجل ، ولا تيأس . ومهما أظلم الليل فضوء الصبح آتٍ لا محالة.

🌷 {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} ييسر لك ما يُصبّر نفسك، ييسر لك ما يُثبّت عقلك، ييسر لك ما يشرح صدرك، ييسر لك ما يُنهي كربك.

🌷 {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً} وما هذا البلاء -إن احتسبته- إلا تكفير لسيئاتك ورفعة في درجاتك ، وحسبك بهذا مغنماً وسط كل ذلك الضيق والألم والهم . اتق الله.. اتق الله.

🌷 ثم تأتي خاتمة آيات التفاؤل قاطعةً حاسمةً {سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً} فهل يبقى في نفسك -أيها المكروب- شيء من الشك والتشاؤم بعد كل هذا؟!

➖قناة أهـل الـقـرأن
T.me/myquran1


Репост из: الـطـب الـنـبـوي والطب البديل
➖عـلاج الـبـقـع الـداكـنـة
يتم وضع قطعة من القطن في كمية من العسل، وتدليك المناطق المراد علاجها به قبل النوم، وغسلها في الصباح الباكر، أو عن طريق وضع القليل من زيت شجرة الشاي مع العسل، وخلطهما جيداً، ووضع الخليط على المناطق الغامقة في الجسم. .
➖قناة الطب النبوي والطب البديل
@Rwaea9


الفرق بين :-- (اليم) و (البحر)
ما اللمسة البيانية في ورود لفظة اليم 8 مرات في قصة موسى ووردت لفظة البحر 8 مرات في القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟

(د.فاضل السامرائى)
___________________

القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين
كما في قصة موسى مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها ....
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ (63) الشعراء) (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (40) القصص)

اليمّ كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يمّا) وفي الأكادية (يمو) اليمّ وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية. كلمة البحر وردت عامة ...
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ (50) البقرة)
(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ (14) النحل) عامة لكن من الملاحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إلا في مقام الخوف والعقوبة
أما البحر فعامة ولم يستعمل اليم في مقام النجاة،

البحر قد يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة.
قال تعالى :--
(فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (7) القصص)
(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ (39) طه) هذا خوف،
(فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (136) الأعراف)
هذه عقوبة،
(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) طه)
(فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ (40) القصص) عقوبة،

أما البحر فعامة استعملها في النِعم لبني إسرائيل وغيرهم (أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (63) النمل)
(وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ (67) الإسراء) في نجاة بني إسرائيل استعمل البحر ولم يستعمل اليم. استعمل اليم في العقوبة واستعمل البحر في النجاة والإغراق
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ (50) البقرة) استعملها في الإغراق والإنجاء
(وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم،
(فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) طه) (فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ (78) طه) لم يقل البحر، (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ (63) الشعراء).

إذن يستعمل اليم في مقام الخوف والعقوبة فقط ويستعمل البحر عامة في بني إسرائيل وغيرهم.
اليم يستعمل للماء الكثير وإن كان نهراً كبيراً واسعاً. يستعمل اليم للنهر الكبير المتسع ويستعمل للبحر أيضاً. اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم: النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر

(ميموم) أي غريق لذلك تناسب الغرق. العرب لا تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع ولا يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في الاستعمال. كونها خاصة بالخوف والعقوبة و هذا من خصوصية الاستعمال في القرآن.


ترسل الإجابات عبر الرابط
@fouadc


لغز جميل .. واتمنى من الجميع المشاركة 💧لغز لﻷذكياء كل رمز من هذه الرموز يدل على
( سورة ) من القرآن؟؟ ... اكتب مقابل كل رمز اسم السورة
1- ☀
2- 🐄🐏🐐🐃
3- 🐝
4- 👹👻
5- 👩👵👧👸
6- 🐄
7- ✏📝
8- ⚡☁
9- 👑
10- 🐘
11- 🌃
12- 🏆🎡💎💍💰🎷🎸🍷🚘
13-🐜
14- 🍵🍝🍛🍜🍲🍮
15- ⭐
16- 🌕
17- 👤
18- 🌄
19- 👥👥👥
20- 🔩🔧

اللي يحل رقم 12 ورقم 20 يعتبر ذكاؤه خارق 👍
فين الناس الحامله لكتاب الله . نريد التفاعل من الجميع


#قصة_أصحاب_الأخدود

إنها قصة فتىً آمن •فصبر وثبت• فآمنت معه قريته
•⇦• لقد كان غلاماً نبيها ,, ولم يكن قد آمن بعد ☜ وكان يعيش في قرية ملكها كافر ,, يدّعي الألوهية,,!!

•⇦• وكان للملك ساحر يستعين به ☜ وعندما تقدّم العمر بالساحر ,, طلب من الملك أن يبعث ,, له غلاماً يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته,,!!

☜ فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر,,!!

•⇦• فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه ☜ وفي طريقه كان يمرّ على راهب ,, فجلس معه مرة وأعجبه كلامه,,!!

•• فصار يجلس مع الراهب ,, في كل مرة يتوجه فيها ,, إلى الساحر!!
•⇦• وكان الساحر يضربه إن لم يحضر??

☜ فشكى ذلك للراهب ,, فقال له الراهب : إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي ,, وإذا خشيت أهلك ,, فقل حبسني الساحر,,!!

•• وكان في طريقه في أحد الأيام ,, فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس ,,

•🗯• فقال الغلام في نفسه:~
اليوم أعلم أيهم أفضل ,,الساحر,, أم ,,الراهب,,

☜ ثم أخذ حجراً وقال :~
اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ☜ ثم رمى الحيوان فقلته ,,!!
•• ومضى الناس في طريقهم,,☆

•⇦• فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث,,!! •☆• فقال له الراهب :~
يا بني أنت اليوم أفضل مني ,, وإنك ستبتلى ,, فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ ,,!!

•⇦• وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه و الأبرص و يعالج الناس من جميع الأمراض,,!!

☜ فسمع به أحد جلساء الملك ,, وكان قد فَقَدَ بصره
•⇦• فجمع هدايا كثرة ,, وتوجه بها للغلام وقال له : أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني !!

•☆• فأجاب الغلام : أنا لا أشفي أحداً ☜ إنما يشفي الله تعالى ,, فإن آمنتَ بالله دعوت الله فشفاك ,, فآمن جليس الملك ,, فشفاه الله تعالى,,♡

•➰• فذهب جليس الملجس ,, وجلس بجوار الملك كما كان يجلس قبل أن يفقد بصره ,,

¤,, فقال له الملك : من ردّ عليك بصرك؟
◇,, فأجاب الجليس بثقة المؤمن : ربّي,,
☜ فغضب الملك وقال: ولك ربٌّ غيري؟
•• فأجاب المؤمن دون تردد : ربّي وربّك الله
☜ فثار الملك ، وأمر بتعذيبه ,, فلم يزالوا يعذِّبونه حتى دلّ على الغلام,,!!

•⇦• أمر الملك بإحضار الغلام ,,ثم قال له مخاطباً : يا بني ,, لقد بلغت من السحر مبلغاً عظيماً ☜ حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل,,

•☆• فقال الغلام :~
إني لا أشفي أحداً ، إنما يشفي الله تعالى. فأمر الملك بتعذيبه ؛ فعذّبوه حتى دلَّ على الراهب.

☜ فأُحضر الراهب وقيل له : ارجع عن دينك ؛ فأبى الراهب ذلك,,☜ وجيئ بمنشار ,, ووضع على مفرق رأسه ,, ثم نُشِرَ فوقع نصفين.

•⇦• ثم أحضر جليس الملك ,,وقيل له: ارجع عن دينك ,, فأبى ,,فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب,,!!

•⇦• ثم جيئ بالغلام وقيل له :~
ارجع عن دينك ,, فأبى الغلام ,, فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل ,, وتخييره هناك ,, فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل,,!!

•➰• فأخذ الجنود الغلام ,, وصعدوا به الجبل

•♡• فدعى الفتى ربه :~
اللهم اكفنيهم بما شئت ,, فاهتزّ الجبل وسقط الجنود,,!!

☜ ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى.

•⇦• فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة ,, والذهاب به لوسط البحر ,, ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه!!

•➰• فذهبوا به ,, فدعى الغلام الله :~
اللهم اكفنيهم بما شئت ☜ فانقلبت بهم السفينة ,, وغرق من كان عليها إلا الغلام !!

☜ ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى,♡

☜ ثم قال للملك :
إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به,,!!
فقال الملك: ما هو??!!

•⇦• فقال الفتى المؤمن :~
أن تجمع الناس في مكان واحد ,, وتصلبني على جذع ☜ ثم تأخذ سهماً من كنانتي ,, وتضع السهم في القوس ,, وتقول "بسم الله ربِّ الغلام" ثم ارمني,, فإن فعلت ذلك قتلتني,,

☜ استبشر الملك بهذا الأمر ,, فأمر على الفور بجمع الناس ,, وصلب الفتى أمامهم,,!!

☜ ثم أخذ سهماً من كنانته ,, ووضع السهم في القوس ,,
وقال: باسم الله ربّ الغلام ,, ثم رماه فأصابه فقتله,,!!

•⇦• فصرخ الناس : آمنا بربّ الغلام

•⇦• فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا : أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع ، لقد آمن الناس,,!!

☜ فأمر الملك بحفر شقٍّ في الأرض ,, وإشعال النار فيها ؛ ثم أمر جنوده بتخيير الناس ,, فإما الرجوع عن الإيمان أو إلقائهم في النار !!

☜ ففعل الجنود ذلك ,, حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها ,, فخافت أن تُرمى في النار,,!!
☜ فألهم الله الصبي أن يقول لها :
•• يا أمَّاه اصبري فإنَّك على الحق ✯


فؤاد الراعي:
لتكن من النخبة أنضم معنا الى قنوات النخبة
قنوات النخبة
حيث تجد المتعة والفائدة

Ⓜ️ أكاديمية التعليم المفتوح 10k
@acdemy8
Ⓜ️ الطب النبوي والطب البديل7k
@rwaea9
Ⓜ️ قصص وعبر 6k
@acdemye

Ⓜ️ أهل القرأن 4k
@myquran1

Ⓜ️ أكاديمية التنمية البشرية 1k
@fouadacd
Ⓜ️ الأدب العربي
@senghal2
Ⓜ️ مدارس رواد النهضة
@rwaadalnahdaa


قَ كُلَّ شَيْءٍ) [فصلت: 21].

 

فهؤلاء تسعة شهود التي ذكرها الله -تعالى- في القرآن: الملكان اللذان يكتبان الأرض، والسمع والبصر والألسنة، والأيدي والأرجل والجلود، هذه تسعة شهود تشهد على الإنسان في ذلك الموقف العظيم، فهل سيبقى للإنسان بعد ذلك عذر وهل سيبقى له حجة؟! وهذه الشهود كلها مجتمعة في الشهادة عليه بما عمله في هذه الدنيا.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم تسليما كثيرا.

 

 أما بعد: عباد الله: ذكر الله -تعالى- في هذه السورة مقولة قرينين؛ القرين الأول (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)، والمراد به الملك الموكَّل بعمل ابن آدم يشهد عليه يوم القيامة بما فعل ويقول: (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) أي: مُعَدّ مُحضَر بلا زيادة ولا نقصان.

 

(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) [ق:24]، قال ابن كثير في تفسيره: "وَالظَّاهِر أَنَّهَا مُخَاطَبَة مَعَ السَّائِق وَالشَّهِيد فَالسَّائِق أَحْضَرَهُ إِلَى عَرْصَة الْحِسَاب، فَلَمَّا أَدَّى الشَّهِيد عَلَيْهِ أَمَرَهُمَا اللَّه -تعالى- بِإِلْقَائِهِ فِي نَار جَهَنَّم وَبِئْسَ الْمَصِير".

 

فأما القرين الثاني قال الله عنه: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) قال ابن عباس: "هو الشيطان فيتبرأ الشيطان الإنسان منه يوم القيامة، ويقول ربنا (مَا أَطْغَيْتُهُ) أي: ما أضللته (وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) عند ذلك يختصم الإنسان مع هذا الشيطان فيقول الله -تعالى-: (قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) [ق: 28- 29].

 

ثم يقول الله -تعالى- لجهنم: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) [ق:30]، وذلك أن الله -تعالى- قد وعد بملء جهنم، ووعد بملء الجنة وعد بملئهما من الجِنّة والناس أجمعين.

 

عن أنس -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "يُلقَى في النَّار أهلُها وتقولُ هَل مِن مزيدٍ، قال: ويُلقَى فيها تقولُ هَل مِن مَزيدٍ حتَّى يضَعَ رِجْلَهُ أو قدَمَهُ فتقولُ قَطْ قَطْ" أي: حسبي حسبي. (متفق على صحته).

 

(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) [ق:31]، أي: أُدنيت وقُربت (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) [ق:32]، أي: لكل رجّاع تائب (حَفِيظٍ) أي: يحفظ العهد في


هذه السورة حال الإنسان من أول خلقه، وعلم الله -سبحانه- بتلك الحال، وأنه -عز وجل- يعلم ما توسوس به نفس الإنسان، فضلاً عمـا يعمله ويُظْهِـرهُ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق:16].

 

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لقوله تعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) قال: يعني ملائكته -تعالى- أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه، وهذا كقوله عند المحتضر: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ) يعني ملائكته، وكقوله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) أي: الملائكة هي التي نزلت بالذكر بإذن الله -عز وجل-، كذلك الملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه بإقدار الله -تعالى- لهم على ذلك".

 

وبيّن الله -تعالى- بعد هذا أن كل إنسان معه ملكان يتلقيان ما يعمله من قول أو فعل (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]، أي: رقيب حاضر يكتب كل ما يلفظ به وكل ما يفعله، وتأمل وصفه بقوله (رَقِيبٌ عَتِيدٌ)؛ فإن معنى رقيب أي: يراقب ما يتكلم به الإنسان وما يفعله و(عَتِيدٌ) أي معد لذلك.

 

سبحان الله! ملكان موكلان بكل إنسان متفرغان ومعدان لمراقبة ما يتلفظ به الإنسان وما يفعله الإنسان فيكتبانه، (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 17- 18].

 

ثم بيّن الله -عز وجل- نهاية هذا الإنسان الذي يكدح في هذه الحياة الدنيا ويكدح، ثم لا بد أن تكون نهاية المطاف هو لقاء الله -عز وجل-، والنقلة من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)، إنها سكرة الموت سكرة فراق الأهل، سكرة فراق المال، سكرة فراق الدار التي ألفها منذ خروجه من بطن أمه، سكرة فراق العمل الذي كان يؤمله ويتمناه، لا أقول العمل من أجل الدنيا التي هو حينذاك مودع لها، ولكنه العمل من أجل الآخرة التي هو مستقبل لها (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99- 100].

 

إنها سكرة الموت بالحق لا سكرة الهوى ولا سكرة الخمر واللذة (ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ)، وتَهْرَب، ولكن لا مفر من الموت ولا مهرب.

 

ثم بيّن الله -عز وجل- حال الإنسان بعد ذلك في يوم القيامة (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) [ق: 20- 21]، نفخ في الصور فقام هذا الإنسان، قام من قبره حافيًا عاريًا ومعه سائق وشهيد يأتي يوم القيامة ومعه سائق أي: ملك يسوقه إلى المحشر، وشهيد أي ملك يشهد عليه بأعماله، وتخيل هذا المشهد العظيم يقوم الإنسان من قبره، ويرى أرضًا تموج بأعداد عظيمة وهائلة من البشر ومن الخلائق، ثم يأتي إليه ملك يسوقه إلى المحشر وملك معه آخر يشهد عليه بما عمل.

 

(لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا) أي: في الدنيا نسيت يوم القيامة وغفلت عن يوم القيامة حتى فجاءك يوم القيامة، فبصرك اليوم حديد، وحدة البصر هي قوة نفاذه في المرء، أي أنك قد كشف عنك غطاء الغفلة، فأصبحت ترى الأمور على حقيقتها وحصل لك اليقين ببصر قوي، فأنت اليوم نافذ البصر عالم بما كنت عنه في الدنيا في غفلة.

 

(فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ذلك اليوم تحضر الأعمال فيه ويجازى العامل بما عمل ويلقى في جهنم (كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ) [ق: 24- 26].

 

ويشهد على الإنسان في ذلك الموقف العظيم يشهد عليه شهود، وقد ذكر الله -تعالى- لنا منهم تسعة شهود، الشاهد الأول والثاني الملكان اللذان يكتبان الأعمال على الإنسان في الدنيا فيشهدان عليه كما ذكر الله -تعالى- هذا في هذه السورة (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ).

 

ويشهد عليه كذلك وهو الشاهد الثالث الأرض التي عمل عليها كما قال -عز وجل- (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 3- 5]، قد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبارها بأنها تشهد على كل عبد وأمة بما عُمل عليها، تقول: عمل عليَّ يوم كذا، عمل عليّ كذا وكذا في يوم كذا وكذا، وبقية الشهود هم أعضاء الإنسان وجوارحه، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- كله في كتابه، تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم، وتشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وتشهد عليهم كذلك جلودهم (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَ


الخطبة الأولى:

 

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) [الكهف:1]، أنزله هدى للمتقين وعبرة للمتعظين، فأحيى به القلوب وأصلح به الأعمال وذكر به من الغفلة.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ما من خير إلا دلّ عليه، وما من شر إلا حذّرها منه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى، اتقوا الله عباد الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

عباد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعظ الناس بهذا القرآن الذي جعله الله تعالى نورًا وهداية، فلا شيء أشفى لمرض القلوب من القرآن، ولا شيء أقوم للأحوال من القرآن (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9].

 

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس على المنبر يوم الجمعة كثيرًا بسورة "ق والقرآن المجيد"، ففي صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان -رضي الله عنها- قالت: "ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ يقرأها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس" (رواه مسلم).

 

أي: أنه كان يكثر من قراءتها في خطبة الجمعة، وهذه السورة سورة عظيمة ذكر فيها مبدأ الإنسان منذ خلقه الله -تعالى-، وذكر فيه أحواله وأعماله، وذكر فيها منتهاه وغايته، ابتدأ الله -تعالى- هذه السورة بالإنكار على المكذبين، ابتدأ الله -عز وجل- هذه السورة بقوله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق: 1- 3].

 

فابتدأ الله -تعالى- هذه السورة بالإنكار على المكذبين الذين كذّبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنكروا ما جاء به من البعث والحساب، وقالوا: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق:3]، ثم قال -عز وجل-: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) [ق:4].

 

قال ابن جرير الطبري في تفسيره: "أي قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم بعد مماتهم، وعندنا كتاب بما تأكل الأرض، وتفني من أجسامهم، ولهم كتاب مكتوب -مع علمنا بذلك- حافظ لذلك كله، وسماه الله -تعالى- حفيظًا؛ لأنه لا يدرس ما كُتب فيه ولا يتغير ولا يتبدل".

 

ثم بيَّن -عز وجل- أنهم حين كذّبوا بالحق لما جاءهم اختلط عليهم الأمر (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ) [ق:5]، أي: أمر مختلط اختلطت عليهم الحقائق، وهكذا كل مَن كذّب بالحق لا بد أن تلتبس عليه الحقائق، وأن تختلط عليه الأمور، فلا يعرف الحق من الباطل، ولا الصالح من الفاسد.

 

ثم نبّه الله -تعالى- هؤلاء المكذبين بالبعث على قدرته على ذلك بما يشاهدونه من هذه المخلوقات العظيمة الدالة عل قدرته البالغة فقال (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ –وهي جبال- وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) [ق: 5- 8].

 

ففي مد الأرض، وبناء السماء، وتزيين الأرض بالنبات البهيج، وتزيين السماء بالنجوم النيرة في ذلك كله تبصرة وذكرى للعاقل يتبصر بعقله، ويتذكر بفكره تمام قدرة الله -عز وجل- وحكمته.

 

ثم قال: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) [ق:9]، وهو الزرع فنبّه على قدرته على البعث بما يشاهده الناس من إنزال المطر من السماء، وإخراج النبات به من البساتين والحبوب (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ) أي: طوالاً شاهقات (لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) أي: منضود بعضه على بعض متراكب، وهذا يكون قبل أن يتسق غلاف العنقود.

 

(رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) [ق:11]، ثم حذّر الله هؤلاء المكذّبين بما فعله بالمكذبين السابقين الذين حقّ عليهم عذاب الله -عز وجل-، وقرر الله -سبحانه وتعالى- قدرته على إعادة الخلق مرة ثانية بقدرته على الخلق الأول، فتقرر بهذا قدرته على البعث بالأدلة العقلية والحسية.

 

ثم بيّن الله في


وعلا، فجاد عليه الرب بالسلامة المطلقة من كل ما يسوء في الدنيا والآخرة، قال ربنا: ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات: 109، 110]، كذلك جزاء من حقق مقام الإحسان من المؤمنين في سرائه وضرائه: نجاةٌ، وعوض، وذكرٌ حسنٌ خالد، وسلامةٌ في الدنيا والآخرة.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

 

معاشر المؤمنين والمؤمنات:

كثيرةٌ هي الدروس والعبر التي نستنتجها من قصة بلاء إبراهيم:

فمن الدروس العظيمة الملحة التي كثيرا ما نحتاج إلى تمثلها في حياتنا وفي واقعنا، درس التضحية، التضحية التي قدمها إبراهيمُ وابنُه إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.


فأنت أيها المسلم لم يُطلب منك مثلُ ما أُمر به إبراهيم، لم يُطلب منك أن تذبح ولدك، ولا أن تفارق زوجك، ولا أن تلقيهم في الصحراء.


المطلوب منك العمل والتحرك من أجل هذا الدين.


فإن ما نراه من واقع الأمة يحتاج لنفس تضحي بفضل وقتها ومالها وجهدها وكلماتها المخلصة وتتحرك لدين الله وتنقله للناس خطاباً معتدلاً وسطيا. وهذه كلها أمور متاحة للكثيرين، لكن الركون للدنيا وطول الأمل والاهتمام بتافه الأمور يُعيق ذلك.


فأهل الكفر وأهل الباطل يتحركون بكل قوة وجرأة ويضحون بكل ما أوتوا من وسائل مادية ومعنوية ليشيعوا باطلهم الذين هم عليه، أهل الباطل ينتعشوا ويتحركوا في الوقت الذي يتقاعس فيه أهل الحق ويتكاسلوا ويركنوا إلى الدنيا.


أهل الباطل يصدعون بالباطل ويتكلمون بكل حرية وكأنهم هم أهل الحق وأهل الحق يكتمون ما أنزل الله من الحق والنور المبين وكأنهم أهل باطل.


ووالله ما انتفش الباطل وأهلَه إلا يوم أن تخلى عن الحق أهلُه.


ومن الدروس العظيمة التي نستخلصها كذلك: الاستجابة والاستسلام لأمر الله، فذلك من أهم العبادات التي يثيب الله عليها عباده المؤمنين.


أبلغ عظة وعبرة نستلهمها من بلاء الخليل هي الاستسلام لأمر الله بطاعة وصبر ورضى وثقة، لا نتألّى على الله، ولا نقَدَّمُ بين يديه، علينا أن ندرك أن الله لا يريد أن يعذبنا بالابتلاء ولا أن يؤذينا به، إنما يريد أن نأتيه طائعين مستسلمين، حتى إذا عرف منا الصدق في هذا أعفانا من التضحيات والآلام، واحتسبها لنا وفاءً وأداءً، وقَبِل منا وأكرمنا كما أكرم أبانا إبراهيم عليه السلام.


ولنجعل من قصة بلاءِ إبراهيمَ وابنِه إسماعيلَ مولداً جديداً لنا مع الله، نحيي بها القلوب، وتنشط العزائم، ونقبل على ربنا طائعين مستسلمين.




رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/92373/#ixzz69hw1fCtk


إبراهيم والبلاء المبين

عبر ودروس


الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

 

معاشر الصالحين والصالحات:

هنيئا لمن تقرب إلى الله بالأضحية صادقاً محتسباً، وذلك برهان الإيمان والطاعة والانقياد، وشاهد الاستجابة والتسليم لرب العباد، تأسياً بسيرة أبي الأنبياء إبراهيمَ الخليل وابنِه إسماعيلَ عليهما الصلاة والسلام، يوم جاءهما الابتلاء الشديد بما لا تُطيقه الأنفس ولا تحتمله، حيث أُمر الأب الحليم بوحي في المنام، أن يذبح وليده الوحيدَ الصابر، فكانت الاستجابة منهما معا بمطلق الطاعة والتسليم لرب العالمين.


لقد تعرض إبراهيم عليه السلام في هذا الموقف لتحديات عظيمة، تظهر ناصعة في قمة إيمانه بتصديق الرؤيا التي تَحْمل أمر الله له بذبح ابنه، وليس هذا فقط بل يتولى هو بنفسه تلك المهمة، أن يذبح ابنه بيده. فأي اختبار هذا الذي وُضع فيه أبو الأنبياء إبراهيمُ عليه السلام؟ فلو مات ابنه ميتة غير هذه، لكان ذلك هينا على النفس بعض الشيء.


ولكن إبراهيم لم يسأل ربه، ولم يعترض أو يتلكأ في الأمر، بل لبى الأمرَ بمطلق الطاعة والتسليم والرضا.. إبراهيم انقاد لأمر الله ولم يخالجه إلا شعورُ الطاعة، ولم يخطر له إلا خاطرُ التسليم والاستجابة للأمر الرباني.


وتظهر قمة الروعة في الرضا والتسليم والاستجابة للأمر الإلهي، إخبار إبراهيم عليه السلام ابنه اسماعيل بهذه الرؤيا، فسلك في عرضه الأمرَ الإلهيَّ على ابنه أسلوب المشاورة، حتى ينقادَ هو الآخر لأمر الله، فينالَ أجرَ الطاعة، ويتذوقَ حلاوةَ التسليم، ويظفر بالخير الذي يرى أنه أبقى من الحياة: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾


وهنا تتجلى القصة العجيبة بكل معانيها وأبعادها، ويتجلى المنهج التربوي الإلهي الدقيق الذي أراد الله أن يُعلِّمه للناس ويُربيهم عليه، والذي نحن بأمس الحاجة إليه في عصرنا هذا الذي أصبحت فيه العلاقة بين الآباء والأولاد، تقوم على التعصب وإصدار الأوامر دون نقاش مما أدى إلى توتر العلاقات بين الأب والولد بسبب انعدام الحوار والثقة بين الطرفين.


﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾.


فجاء جواب الابن برداً وسلاماً على فؤاد والده المطمئن: ﴿ قال يَا أَبَتِ ﴾، أدب واحترام، ﴿ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾، فليس لك ولا ليَ خيار من أمر الله، طاعةٌ واستسلام برضى ويقين: ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾.


ثم انتقل البلاء من الهم والقول إلى الفعل والتنفيذ، ولم يبق بعد ذلك إلا أن يراق الدم الزكي، إذ لا مناص من إنفاذ أمر الله، قال ربنا: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [الصافات: 103]، أي فلما أسلما أمرهما لله وفوضاه إليه ورضيا بقضائه، طلب إسماعيل من والده أن يَكبه على جبينه مستقبلاً الأرض بوجهه، لئلا يرى والدُه تقاسيمَ وجهه وهو يعالج سكرات الموت عند ذبحه، فيؤذيَه ذلك المنظر أو ربما يتراجع عن تنفيذ أمر ربه.


وهنا يكون الابتلاء قد تم، ويكون الاختبار قد وقع، وتكون النتيجة قد ظهرت ويكون إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قد جاوزا الابتلاء والاختبار الذي ابتلاهما به العزيز الجبارُ جل وعلا، فظهرت العبودية لله، وظهر الاستسلام لأمر الله، فالله جل جلاله لا يريد من عباده إلا العبودية والاستسلام والإذعان، حتى لا يُقدَّمُ العبد في نفسه شيئًا على الله ولا على أمره ولا على نواهيه ولا على حدوده.


وفي هذه اللحظة الحاسمة التي تجلت فيها معاني الطاعة والصبر بأجل المعاني، يأتي أمر الله، فكان الجزاء والفداء من رب حليم كريم، ونودي إبراهيم بالفرج: ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيم * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين ﴾.


كما جزيناك بطاعتنا يا إبراهيم، كذلك نجزي الذين أحسنوا وقدموا طاعة الله على طاعة النفس وشهواتها، فيناله الجزاءُ الأوفى، ونصرفُ عنه المكارهَ والشدائد، ونجعلُ له من أمره فرجا ومخرجا: ﴿ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴾.


إنها شهادة من الله لخليله بالصدق والنجاح في الامتحان والبلاء المبين، فأكرمه كرامةً بفداء ابنه بكبش عظيم، فأصبح عبادةً من أجل العبادات، وسنةً دائمةً إلى يوم الدين، وأفاض عليه خِلعة الذكر الجميل بين الخلائق، فكان أبا الأنبياء، والأمة القانت، وأبا المسلمين، وصار ذكره خالدا ولزاما على كل مصلٍّ في تحياته.


فسلام على إبراهيمَ الأواهِ المنيب الحليم الذي وفى، والذي علم الدنيا حقيقة التضحية، وعظمة الفداء لله جل


⁉الفرق بين ( كلما ) و ( كل ما )
في القرآن الكريم

وردت اللفظة
◀ ( كلما ) في القرآن الكريم 15 مرة ،

◀ووردت برسم ( كل ما ) مرتين اثنتين

🚫، ولا يمكن للأذن أن تفرق بينهما
لأنهما تلفظان بصوت واحد ،

🌱ولكن اختلاف الرسم يؤكد لنا أن هناك اختلافاً طفيفاً في المعنى الذي يحمله كل رسم ، فنجد أن

💢( كلما )
وردت في معرض الحديث عن قوم معينين تجمعهم رابطة واحدة ،
أو عن مكان واحد يدور فيه الحدث ،

وقد عبر رسم الكلمة ( كلما ) 🔻🔻كوحدة واحدة عن هذا المعنى ، وذلك في مثل :

-🌹 ( يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه .. ) البقرة : 20 .

🌴وهنا نجد أن الحديث عن مكان واحد يضيء فيه البرق على قوم يمشون ويقفون في نفس المكان .

-🌹 ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل .. )
البقرة : 25 .

🌴وهنا نجد أن الحديث يدور عن مكان واحد هو الجنة .

-
🌹 ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا .. ) آل عمران : 37 .

🌴والحديث هنا هو عن مكان واحد وهو المحراب الذي كانت مريم عليها السلام تقيم فيه .

-

🌹 ( كلما دخلت أمة لعنت أختها .. ) الأعراف : 38 .

🌴والحديث هنا عن مكان واحد هو النار .

-

🌹 ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم .. ) نوح : 7 .

🌴والحديث هنا عن قوم نوح حيث يعيشون جميعاً في بلدة واحدة .
....................

أما رسم
◀( كل ما )
فقد جاء منفصلاً ليعبر عن معنى الانفصال أيضاً أو عن أكثر من مكان وذلك في :

🌹- ( ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم ..) النساء : 91 .
📢الآية نزلت فى فريق من المنافقين كانوا من قوم كافرين فأظهروا الاسلام للرسول ليأمنوه
واظهروا الكفر لقومهم الكافرين ليأمنوهم ,

📢 إذن نجد أن الحديث هنا يدور عن قوم حصل في نفوسهم* انفصال* بين أن يأمنوا المؤمنين
وبين أن يأمنوا قومهم ،

💡ومن الواضح أن المؤمنين يعيشون في مكان بينما يعيش القوم في مكان آخر منفصل ، ومعنى الإنفصال هنا قد عبر عنه رسم🌹 ( كل ما ) .

🌹- ( ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلناهم أحاديث فبعداً لقوم لا يؤمنون ) المؤمنون : 44 .

💡ونجد هنا أن الآية تتحدث عن أماكن متفرقة منفصلة أرسل الله تعالى فيها رسلاً لأمم متفرقة في أماكن مختلفة ، وقد عبر رسم
🌹( كل ما ) المنفصل عن ذلك ..


🌴أفلايتدبرون.


🔹🔸

‏وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً
‏ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر
‏،
‏وتشاء أنت من الأماني نجمةً
‏ويشاء ربك أن يناولك القمر

‏وتظل تسعى جاهداً في همة
‏والله يعطي من يشاء إذا شكر
‏،
‏والله يمنع إن أراد بحكمةٍ
‏لابد أن ترضى بحكمة ما قدر

🌾🌷 (طيب الله اوقاتكم ) 🌾🌷


💥💥 الألف الفارقة ..

لماذا حذفت الألف الفارقة بعد واو الجماعة في الرسم القرآني العثماني في قوله تعالى :
{وَجَآءُوٓ أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ} ..؟

والألف الفارقة (أو ألف الفصل) هي التي نكتبها بعد واو الجماعة في الأفعال ..
الماضية: سافروا
المضارعة: المنصوبة والمجزومة: لن و لم يقصروا .
الأمر: قولوا ..
وهذه ما اتفق عليه العلماء وأجرَوه.
لاحظ أن المضارع المرفوع لا تلحقه الألف بسبب وجود نون الإعراب: يلعبون، ينجحون.
ويشترط كذلك ألا يتصل بعد واو الجماعة ضمير منصوب علموه، ساعدوك، أن يرجعوه، لم يرفعوها، فعندها تحذف الألف..

*** يرى المفسرون أن الألف الفارقة حذفت ، لأنها عادة ترافق واو الجماعة دليلًًا عليها ، فكان حذفها إشعارًا بنقص الجماعة ، حين عادوا بدون أخيهم ..
ويرى بعض المفسرين للرسم القرآني أن غيابها فيما وردت فيه من آيات الذكر الحكيم ، كان مرافقًا دائمًا لخلل ما في المعنى ، كالكذب أو التزوير
ومثل ذلك قوله تعالى : {وجاءو بسحرٍ عظيم}
وقوله تعالى : {وجاءو ظلمًا وزورًا}
وقوله تعالى : {وجاءو أباهم عشاء يبكون}
وقوله تعالى : {وجاءو على قميصه بدم كذب}
كل هذه الأفعال حذفت منها الألف بعد واو الجماعة في كلمة "جاءوا" للإشارة إلى أن مجيئهم على وجه غير صحيح ويغلب عليه الكذب والتزوير ..
ومن ذلك أيضًا حذف الألف من قوله تعالى : {وعتو عتوا كبيرا}
حيث حذفت الألف الفارقة في قوله تعالى : "عتو"
وذلك للدلالة على أن فعلهم باطل ..
وحذفت الالف في سورة سبأ
لأنهم أرادوا الصد عن سبيل الله وتكذيب آياته ..
{وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} (5)

د. السيد مطر

#روائع_اللغة_العربية_في_القرآن
الدرر الحسان في القراءات العشر للقرآن

Показано 20 последних публикаций.

1 110

подписчиков
Статистика канала