" مما ابتدع في زماننا هذا أنهم يجمعون أهل العمائم ، فينتخبون مفتيا ، و يسمونه رئيس العلماء ، ثم تقرره الحكومة مفتيا ، و يحصرون الفتوى فيه ، فكثيرا ما ينال هذا المنصب الجاهل الغمر الذي لو عُرضت عليه عبارة بعض كتب الفروع ما عرف لها قبيلا من دبير ، فنسأل الله حسن العاقبة .
على أن اختصاص واحد بمنصب الإفتاء - لايقبل الحاكم الفتوى إلا منه - لم يكن معروفا في القرون الأولى ، و إنما كان الإفتاء موكولا إلى العلماء والأعلام ، واستمر ذلك إلى أن دخل السلطان سليم العثماني دمشق سنة ٩٢٢ من الهجرة ، وامتلكها ، فرأى كثرة المشاغبات بين المدعين للعلم ، و خصص إفتاء كل مذهب برجل من علمائه الأفاضل قطعا للمشاغبات ، ثم طال الزمن فتولى هذا المنصب الجليل كثير ممن لايدري ما هي الأصول و ما هي الفروع ، فوُسِد الأمر إلى غير أهله ، وأُعطي القوس غير باريها "
عبدالقادر ابن بدران - رحمه الله -
--------------------------------------------------------------
قف على تاريخ هذا الأمر ، ومن أدخله ، ثم انظر إلى ما تُفضي إليه (حوكمت المناصب الدينية) بصورةٍ إقصائية ، و برفع مكانة المنصب دون النظر إلى المُنصّب ، ثم تأمل أثر المشاغبات بين مدعي العلم .
على أن اختصاص واحد بمنصب الإفتاء - لايقبل الحاكم الفتوى إلا منه - لم يكن معروفا في القرون الأولى ، و إنما كان الإفتاء موكولا إلى العلماء والأعلام ، واستمر ذلك إلى أن دخل السلطان سليم العثماني دمشق سنة ٩٢٢ من الهجرة ، وامتلكها ، فرأى كثرة المشاغبات بين المدعين للعلم ، و خصص إفتاء كل مذهب برجل من علمائه الأفاضل قطعا للمشاغبات ، ثم طال الزمن فتولى هذا المنصب الجليل كثير ممن لايدري ما هي الأصول و ما هي الفروع ، فوُسِد الأمر إلى غير أهله ، وأُعطي القوس غير باريها "
عبدالقادر ابن بدران - رحمه الله -
--------------------------------------------------------------
قف على تاريخ هذا الأمر ، ومن أدخله ، ثم انظر إلى ما تُفضي إليه (حوكمت المناصب الدينية) بصورةٍ إقصائية ، و برفع مكانة المنصب دون النظر إلى المُنصّب ، ثم تأمل أثر المشاغبات بين مدعي العلم .