كتب راما 📚💕

إذا كان يؤذيـكَ حـرُّ المصيـف
ويَبْـس الخريـفِ وبـردُ الشتـا

ويُلهيـكَ حسـنُ الزمـانِ الربيع
فأخْذُكَ للعلمِ قـل لي متـى؟

_ابن فارس🌟

لا أستطيع عند قراءة هذه الكلمات ألا أتذكر مقرراتنا الجامعية🥲 كم من مادة عقيمة لا تدري سبب وضعها في المناهج، وكم من صفحات وصفحات كان يمكن اختصارها في كلمات، وكم من تعقيد وقلة بيان كان يمكن لو كُتبتْ وقُدِّمتْ بالشكل الصحيح أن تفيد الطلاب جميعاً بدلاً من حصر الفائدة على من يفني وقته بأكمله بحثاً عن تأويل كل عبارة فلا يفهمها إلا بشق الأنفس. كل ما سبق أسباب كبيرة في إهدار أوقاتنا💔 فلو أنهم لم يملؤوا الكتب بالحشو والتفاصيل غير النافعة لما وجدت الطلاب تدرس مادة بأكملها ثم لا تستطيع الإجابة عن سؤال عملي بسيط، ولو أننا لم نُضِع الساعات في حفظ وترديد علوم لا تنفع لكان عندنا وقت أكبر للتبحر في علم نحبه لنتقنه.
الوقت هو الحياة... وضياع الوقت يعني ضياع الحياة، فمن كان حقاً حريصاً على طلابه وشباب أمته ما كان ليضيع أوقاتهم وأعمارهم بهذا الشكل...

كم مرة قضمت الحياة قضمة من حياتنا؟ كم مرة ابتلعت الحياة جوانبَ وأشخاصاً وأشياءَ ظننّا أننا لن نستطيع الاستمرار بعد فقدانهم؟ وخصوصاً في بلد مثل سوريا، تتفاجأ بقدرتنا على الاستغناء وتدبير أمور معيشتنا والتعايش مع الظروف، لا يمكنك أن تتصور الطريقة التي نصل بها إلى أعمالنا ومدارسنا وجامعاتنا كل صباح بعد حرب مواصلات طاحنة وعدد سيارات محدود يقول بوضوح أن الوصول سيكون صعباً جداً... ولكننا نصل وننسى أمر المواصلات فور وصولنا ونبدأ يومنا بشكل طبيعي. كان من الصعب منذ زمن أن نتخيل فقدان الكهرباء والمياه والتدفئة والمؤونات من بيوتنا، لكنها جميعها شحيحة الآن... وها نحن لا نزال نتعايش ونتأقلم. كم شخصاً بيننا فقدَ أشخاصاً كانوا عماد حياته ولم يستطع الاستغناء عنهم للحظات، ربما كسره فقدانهم وربما حطمه وربما سحقه... لكنه استمر بعد ذلك وعاد إلى طريق حياته.
إنها نعمة حقيقية من الله أنه زرع فينا هذه الرغبة الخفية التي تدفعنا دائماً للاستمرار، رغم أننا كثيراً ما نسمع بمصطلح (فقدان الشغف)، ولكنني شخصياً أسمعه من أشخاص يخرجون من منازلهم في كل يوم ويحضرون الدروس... فإن كان الشغف ينقصهم فإن تلك النزعة الذاتية للحركة هي ما ينهضهم كل صباح ليسعوا في طريقهم، لأننا ما خلقنا للمكوث والإخلاد إلى الأرض، ولأن الحياة مقدر لها أن تستمر.💛

  أنا المسافر في بحر من التيهِ
أعييتُ شعريَ وانكسرتْ قوافيهِ

عشرون عاماً في درب الحياة ولم
أعرفْ فؤادي لأكشفَ ما الذي فيهِ

عشرون عاماً في بحور مشاعري
لم تكفِهِ، فكيف بحور الشعر تكفيهِ؟

- رامـا

تدور الأيام وتمضي على كل شيء في حياتنا فتفعل أفعالها من إتلاف وتدمير وإفقاد للبريق، وتمر الأيام على قلوبنا فتصفعها برياح من تجارب قاسية وتغطّسها في مياه راكدة من النِعم الزائلة والشهوات الخادعة، فيكتسب القلب مع الأيام قسوة وتتشقق جدرانه ويملأ الغبار حجراته... ولا دواء لتلك القلوب القاسية سوى القرآن فقد وصفه الله بأن فيه شفاءً لما في الصدور. وليست مجرد القراءة كافية، بل إننا لا نصل إلى جوهر القرآن إلا بالتدبر والتفكر في كل كلمة وسبب وقوعها في هذا المكان بالضبط، ولم يتدبر أحد القرآن إلا ووجد خيرات عظيمة.
في كتاب رقائق القرآن لمحات بسيطة وومضات صغيرة من هذا النور الذي لا ينضب، وجوانب يضعك فيها الكاتب على طريق يلفت فيه بصرك إلى معانٍ وآيات تلامس القلب وتعيد إليه رقته ولمعانه.💛
نحتاجه جميعاً.💕

هل تذكر فرحتك في أول مرة ختمت فيها القرآن؟ وشعورك بأنك امتلكت كنوز الدنيا عندما أتممتَ حفظ جزء عمّ بعد ساعات طويلة من المحاولات مع سورة النازعات والمطففين وما زلتَ تشعر بصعوبة سورة البينة؟ هل تذكر الانشراح الأول في الصلاة حين سمعتَ عن شيء يدعى الخشوع وأن الصلاة ليست مجرد ركوع وسجود وقراءة آيات، فجربت استحضار الخشوع فحضر... وكدت تبكي في سجودك لعذوبة تلك الصلاة. هل تذكر أول مرة صليت فيها قيام الليل؟ حين شعرت أن الله هو الذي أخذ بيدك نحو بقعة من السكينة والرضا لا يدخلها إلا من رضي الله عنهم فيمنحهم شرف ركعات تغسل القلوب، لم تستطع في تلك الليلة النوم لشدة سعادتك بأنك كُتبتَ عند الملائكة اليوم ممن يقومون الليل. هل تذكر كل تلك السعادات؟ أدعو لنا دوماً بأن تبقى قلوبنا مغمورة بسعادة العبادات وأن تظل الطاعات في أعيننا لامعة براقة فلا يُذهب بريقها اعتياد أو ملل، وأن نتوجه إلى الله في كل مرة كأنها المرة الأولى والشوق الأول.♥️