نخرُجُ من البَيْتِ صَبَاحًا كُلُّنَا، آخذِينَ من الأمِّ بعضُها بل كلَّهَا، فكلٌّ منَّا ينتهِبُ من جوفهَا ما تَطُل مخَالِبُ غيَابِهِ، وتطَيقُ نِيرَانُ فِراقهِ كَيَّهُ، تنظرُنُا من بابِ دَارنَا ومُقلتَاهَا ترمقنَا بخوفٍ وحنوٍّ وأمَلٍ ومواسَاةٍ عن بشاعةِ العالمِ أجمَع، وفي ابتسَامَتِهَا عِوضًا عمّا سلبَنَا إيَّاهُ ذا الصبَاحُ البَاردُ من دِفءٍ، وفي تمْتَمتهَا مرسَىٰ عصافِير الأشجَارِ المُحيطَةِ. فلا تَسكُن ولا يهدأُ جسدُها عن التآكُلِ خوفًا وشوقًا إلّا حينَ عودتِنا، نعُدْ فيردُّ لجسدهَا البالِي فقيدَهُ، ولثوانٍ يستعِد نَبْضهُ فتحمدُ اللهَ أنْ سكّنَ أنّاتهَا!
للهِ دُرُّها ودرُّ قلبِها، بل للهِ كُلُّها!✨
للهِ دُرُّها ودرُّ قلبِها، بل للهِ كُلُّها!✨