ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﺤﺠﻮﺭﻱ ﺷﻴﺦ ﻣﺮﻛﺰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺪﻣﺎﺝ ﻧﺼﻴﺤﺔ
ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :
ﻭﻧﺤﻦ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ﻳﻘﻴﻨًﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺯﻳﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺻﻌﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ ﻟﻦ ﻳﺪﻭﻡ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ,
ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ ﻭﻓﺮﺽ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻭﻇﻦ ﺧﺎﻃﺊ,
ﻭﻗﺎﻝ :
ﺇﻧﻲ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻋﻮﺍ ﺍﻟﻔﻴﺌﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻋﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﺻﻌﺪﺓ
ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ, ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺩﻭﺍ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ, ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ
ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ﻭﻳﺘﻤﻮﺍ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺭﻣﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻗﻄﻌﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺣﺎﺻﺮﻭﺍ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺃﻫﺎﻧﻮﺍ ﺍﻷﻋﺰﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ, ﻭﺣﺮﺷﻮﺍ ﻭﻓﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﺳﺮ ﺍﻷﺻﻔﻴﺎﺀ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ .
ﻭﻗﺎﻝ :
ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻋﻮﺍ ﺍﻟﻔﻴﺌﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻵﻭﺍﻥ , ﻭﻗﺒﻞ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺻﻌﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ
ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ﺇﻻ ﻗﻠﺔ
ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﺷﺮﺫﻣﺔ ﺑﺎﻏﻴﺔ ﺫﻟﻴﻠﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ, ﻭﻟﻴﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻣﺔ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ, ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﻫﻮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻤﻦ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻏﻴﻮﺭ ﻋﻠﻰ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ,
ﻭﻗﺎﻝ :
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻟﻜﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻐﻴﻜﻢ
ﻭﻛﺜﺮ ﺩﻋﺎﺅﻫﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ, ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺠﻴﺐ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮًﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ,
ﻭﻗﺎﻝ :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺻﺮﺗﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﺎﻋﻠﻨﻮﺍ ﺩﻭﻟﺘﻜﻢ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ
ﻭﺍﺑﺴﻄﻮﺍ ﻧﻔﻮﺫﻛﻢ, ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺮﻭﺗﻜﻢ ﻭﺇﺫﻻﻟﻜﻢ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﻌﺪﺓ ﺻﺒﺮ, ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺄﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﻌﺔ , ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻟﺴﺘﻢ
ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻜﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻛﻢ ﻟﺰﻭﻡ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ , ﻓﻼ ﺗﻔﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﻜﻢ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻛﻢ
ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﻻ ﺗﻜﺒﺘﻮﺍ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ, ﻓﻠﻠﻨﺎﺱ ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﻛﻢ ﺣﻖّ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ
ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﻢ ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻌﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﻟﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺻﻌﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻓﻲ
ﺯﻣﻦ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﻘﺒﻞ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻮﺍﺩﻋﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺠﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺘﻞ ﻭﻻ ﻗﺘﺎﻝ, ﻭﻻ ﺣﺮﺏ ﻗﻄﺮﺕ
ﻓﻴﻪ ﻗﻄﺮﺓ ﺩﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ؛ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﻼ.
ﻓﺠﺌﺘﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﻐﻢ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﻬﺪﻡ
كتبها الشيخ يحي بن علي الحجوري عام١٤٣٣هجرية شهرمحرم بدارالحديث بدماج
https://t.me/joinchat/AAAAAER5xAOeZPZshe7dng