ثلاث آيات في سورة الإسراء، لهم في قلبي مكانة مميزة، وأشعر في كلِّ مرّة عند التلاوة أني أنظر إليهم للمرّة الأولى
تقول الآيات بوضوح وبدون مواربة والتفاف:
«من كان يُريد العاجلة = عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمَّ جعلنا له جهنَّم يصلاها مذمومًا مدحورًا»
«ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ = فأولئك سعيهم مشكورًا»
ثمَّ في الآية الثالثة عقَّب تعالى على المشهدين كليهما بهذا التعقيب البليغ: «كُلاً نمدُّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربك محظورًا»
أكثر ما يلفتني في هذهِ الآية الأخيرة: حقيقة أن عطاء الله ليس محظورًا لا على أهل طاعته ولا على أهل معصيته، لا على من يريد الدُّنيا ولا على من آثر الآخرة.
هو سبحانه يمدُّ ويُعطي كلا الطرفين، على اختلاف النوايا بينهم والمنطلقات والغايات، وهذهِ الحقيقة فيها بيانٌ مهم: أن عطاء الله ليس مقياسًا لرضاه تعالى وحبّه وإكرامه.
يمكن للإنسان أن ينخدع، يظن أن رِزق الله وإمداده كرامة ومحبَّة ورضا منه تعالى، حتى لو كان مصنفًا -في الحقيقة- ضمن «هؤلاء» الذين يريدون العاجلة.
بل إنَّ الله تعالى قد أخبر في آية واضحة جليّة عن هذا التصوّر المغلوط فقال: «فأما الإنسان إذا ابتلاه ربه فأكرمه ونعمَّه فيقول (هو متوهمًا): ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول (متوهمًا أيضًا): ربي أهانن»
الإنسان من ذاته سمَّى العطاء وتوسيع الله عليه = كرامة، وحرمانه من الرزق الدنيوي = إهانة.
لكن : «وما كان عطاء ربك محظورًا» تعيد ترتيب المشهد من جديد.
آية يمكن لها أن تُخبرك -إن سمحت لها- أن عطاؤه عزَّ وجلّ ليس هو المقياس الدقيق، وأن العطاء ابتلاء -في جوهره- كما أن المنع ابتلاء.
آية من الممكن أن تجعلك في كلِّ مرّة تُعيد النظر فيما تُريد: العاجلة أم الآخرة؟ ولماذا تريد: لأجل الدُّنيا أو لأجل الآخرة؟
تفتح لك عينًا ثالثة تنظر من خلالها إلى عطاءات الله التي بين يديك الآن.
وإلى النقطة التي تقف عليها.. هؤلاء أم هؤلاء؟
تقول الآيات بوضوح وبدون مواربة والتفاف:
«من كان يُريد العاجلة = عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمَّ جعلنا له جهنَّم يصلاها مذمومًا مدحورًا»
«ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ = فأولئك سعيهم مشكورًا»
ثمَّ في الآية الثالثة عقَّب تعالى على المشهدين كليهما بهذا التعقيب البليغ: «كُلاً نمدُّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربك محظورًا»
أكثر ما يلفتني في هذهِ الآية الأخيرة: حقيقة أن عطاء الله ليس محظورًا لا على أهل طاعته ولا على أهل معصيته، لا على من يريد الدُّنيا ولا على من آثر الآخرة.
هو سبحانه يمدُّ ويُعطي كلا الطرفين، على اختلاف النوايا بينهم والمنطلقات والغايات، وهذهِ الحقيقة فيها بيانٌ مهم: أن عطاء الله ليس مقياسًا لرضاه تعالى وحبّه وإكرامه.
يمكن للإنسان أن ينخدع، يظن أن رِزق الله وإمداده كرامة ومحبَّة ورضا منه تعالى، حتى لو كان مصنفًا -في الحقيقة- ضمن «هؤلاء» الذين يريدون العاجلة.
بل إنَّ الله تعالى قد أخبر في آية واضحة جليّة عن هذا التصوّر المغلوط فقال: «فأما الإنسان إذا ابتلاه ربه فأكرمه ونعمَّه فيقول (هو متوهمًا): ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول (متوهمًا أيضًا): ربي أهانن»
الإنسان من ذاته سمَّى العطاء وتوسيع الله عليه = كرامة، وحرمانه من الرزق الدنيوي = إهانة.
لكن : «وما كان عطاء ربك محظورًا» تعيد ترتيب المشهد من جديد.
آية يمكن لها أن تُخبرك -إن سمحت لها- أن عطاؤه عزَّ وجلّ ليس هو المقياس الدقيق، وأن العطاء ابتلاء -في جوهره- كما أن المنع ابتلاء.
آية من الممكن أن تجعلك في كلِّ مرّة تُعيد النظر فيما تُريد: العاجلة أم الآخرة؟ ولماذا تريد: لأجل الدُّنيا أو لأجل الآخرة؟
تفتح لك عينًا ثالثة تنظر من خلالها إلى عطاءات الله التي بين يديك الآن.
وإلى النقطة التي تقف عليها.. هؤلاء أم هؤلاء؟