العقلاء قاطبةً متفقون على استحسان إتعاب النفوس في تحصيل كمالاتها، وكل من كان أتعبَ في تحصيل ذلك؛ كان أحسنَ حالًا وأرفع قدرًا.
ودلّ على هذا المعنى أحاديث نبويّة: «حُفّت الدنيا بالمكاره»، «الدنيا سجن المؤمن»، وآيات قرآنية بيّنت أن أهل الجنّة (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) في دنياهم.. بينما أهل النار (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ) أي: مُنعَّمين.. والنعيم لا يُدرَك بالنعيم، كما يقول ابن القيّم.
«فإن الخيرات واللذات والكمالات لا تنال إلا بحظٍ من المشقة، ولا يُعبَر إليها إلا على جسرٍ من التعب، ومن آثر الراحة، فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال، واحتمال المشاق والصعاب، تكون اللذة والفرح»
ومن المهم أن يلاحظ المرء (حكمة الله) في هذه العلاقة بين التعب والإنجاز كما أشار لذلك ابن القيم أيضًا: «استقرت حكمته سبحانه أن السعادة والنعيم والراحة لا يوصل إليها إلا على جسر المشقة والتعب، ولا يُدخل إليها إلا من باب المكاره والصبر وتحمل المشاق»
من مقال
جسر التعب، للشيخ إبراهيم السكران فرّج الله عنه.