"تهديدات المجنون الزائف"
قول ترامب إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير، فستكون هناك جحيم و"مشكلة خطيرة" في الشرق الأوسط. وسيتلقى المسؤولون ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الطويل والحافل".
هذه التهديدات الصاخبة ، هي أسلوب ترامب في إدارة السياسة.
التهديدات بالطبع موجهة للمقاومة الفلسطينية، يتوعدنا بالجحيم الغير مسبوق إن لم نفرج عن الأسرى بحلول 20 الشهر.
هذه التهديدات قد ترعب من لا يفهمون ترامب.
لكن في الحقيقة هي تهديدات جوفاء ، حيث يعتمد ترامب سياسة "الخصم المجنون"
والحقيقة أن هذا الرجل المجنون لن يمتلك شئ ليفعله في 21 يناير إن لم يُفرج عن الأسرى.
ماذا سيفعل أكثر مما يفعله نتنياهو ؟
هل سينزل بقوات مارينز أمريكية على سواحل غزة ؟
بالطبع لن يفعل، لأسباب كثيرة ، لا يجرؤ
ليس خوفاً من قوة المقاومة "رغم أنه يحق له أن يعمل حساب ذلك" ولكن لأن السياسية الأمريكية ، وخاصة الترامبية لا تعتمد على المشاركة بقوات أمريكية على الأرض، ولأن مشهد طائرة البلاكهوك في الصومال لم يمحى من ذاكرة الأمريكيين، ولأن الإسرائيليين في غزة موصومين بالإبادة الجماعية ومطلوبين للجنائية الدولية ، فلا مجال أن يشارك الأمريكيون في هذا الوحل.
إذن ماذا سيفعل يوم 21 ؟
أقصى ما هنالك أن يسمح للإسرائيليين بمزيد من القصف والهجوم
حتى هذا لن يغير شئ من الواقع على الأرض، ولن يُخرج الأسرى ، ولن ينهي الأزمة الدولية ولا الأزمة الداخلية في إسرائيل، بل سيزيد المشكلة تعقيداً ، ومع أول أسير قتيل تنشر صوره من تحت الركام ،، سيعاد تصفير العدادات.
إذن لماذا يهدد؟؟
لأنه يحصل على أرباحه دائماً بهذه الطريقة ، "أنا مجنون وقد أقتلك، أخرج كل ما في جيبك".
وعلى أي حال هذا قد يكون جيد ، سيدفع المفاوضات للأمام ، وإذا صمدت المقاومة سياسياً وأصرت على شروط وقف الحرب وصفقة التبادل ورفع الحصار وإعادة الإعمار ، فستخرج منتصرة من هذه الجولة.
ترامب يحتاج إلى صفقة ناجحة يبدأ بها ولايته ، يريد تصفير المشاكل الفرعية قبل ولايته، ليبدأ في جني الأرباح والتعامل مع التهديدات الاستراتيجية من إيران وروسيا والصين، ليترك لإسرائيل إدارة علاقاتها في المنطقة بدعم سياسي أمريكي، وبدون استنزاف للسياسة الدولية ولا للخزانة الأمريكية.
والمقاومة تفهم هذا ، ولا أظنها تلتفت لتهديدات المجنون الزائف ترامب.
عز الدين دويدار