أنين لا يهدأ، سخيّة هيَ الدماء التي انفجرت، وتساقطَ الأيتام لمّا هوى النجم، ريحٌ سوداء بثّت في صدورهم "قُتلَ عليٌّ المرتضى"، هذا الفجر آيل للتداعي، ضَوء النهار كان مُراً، كُل الكُؤوس ملأى بالحُزن، لم يعد للأمل حُضور، لم تعد هذه الحياة بخير، والأرض على حافّة الإعوال، وكُلنا نبثُ شكوانا "يتامى ياعلي باجر يتامى". .
.
في الطريق أسترق النظر من بعيد، لوحدي أبحث فيهم عنك، في عيونك وجدت الجوى، في أبدانهم وجدت الكمد، لوحدي كما كُنت دوماً أبحث عنك فإني أعلم أنّك عِند المُنكسرة قلوبهم، بانتظارك أن تنهض فتُشرق فينا شمس يومٍ جديد برفقة من كُنت أجهله، مُرتدياً جُثّتي جئتك، فانهض يا أبانا الذي في صلاته قد قضى، لا ترحل فإني بكَ أحيا وبكَ أموت، يا أبانا خُذ بأيدينا إنّا كُنّا غافلين.
حليب، قال الطبيب: "اسقوه الحليب" فانتشرنا كالأيتام، نطرق الأبواب نستجدي قطرات من الحليب في أزقّة الكوفة، نملأ أكوابنا المهشّمة الأطراف، نهرول كالأيتام، في الليل الممتد منذ ليلة التاسع عشر من شهر رمضان، نبكي كالأيتام، يتكسّر النداء في أصواتنا كالأيتام، ننتظر كالأيتام لا كشيء آخر، تأخذنا سِنة من النوم وتتساقط رقابنا كالأيتام، لا شيء يُبعدنا عن بابه، كُلنا بانتظار من ذكره شفاء وصوته دواء، خُذ هذا الحليب مولانا، فالطبيب قد أخبرنا: الحليب
.
أرشقُ وجهي بماءٍ عُجنَ بدموعِ الأيتام، علّي أعي، أن ميعاد البُكاء قد حان لا ميعاد الاشتياق
.
أيتامُك جئناك، كِسرة من رغيف عيناك فاسقينا
#الإمام_علي (عليه السلام)
#ليلة_الوصية
#أيتامك_ياعلي
#حسين_المتروك
تصوير
@yousefphoto