م الجمعة وانطلق الدكتور إسماعيل لبيت أخته كي تكتمل الجمعة الحميمية ويجتمعون على مائدة الغداء ،وكان يسابق الريح كي لا تفوته صلاة الجمعة وصل بأخته واتجه بعدها هو واخوته عبدالله وعلي ومحمد والطفل الصغير ابن الربيع الثالث صوب جامع الحشحوش ...
انتم اخواني واخواتي القراء تعلمون ماذا حدث في يوم الجمعة 20 مارس ..
فاجعة مدوية ..فاجعة مهولة جريمة وحشية يصرخ لبشاعتها الصخر الأصم ويتفتت من فداحة الجرم ...في بيوت الله تتمزق الأجساد ووتطاير اشلاؤها بفعل إجرامي بغيض مستوحش لا يفقه في الدين ولا في الإنسانية شيء ،فعل مشين قيل انه جهاد في سبيل الله من قبل زمرة خبيثة اعتنقت افكار خبيثة وجعلت من بيت الله احد اهدافها دون مراعاة لقداسته .. اناس رحلوا من بيوتهم وقلوبهم عامرة إيمان وروحانية عجيبة مكللة بطيب ونقاء وحب عميق لله وفي الله ،انحنت رقابهم خاشعين في صلاتهم وكان اخر عهد لهم بالحياة ...!!
قد تتسائلون ماذا جرى للمجاهد عبدالله هو والده العلامة الجليل ابراهيم المستكا وبقية ابناؤه د-إسماعيل وعلي ومحمد وحفيده الصغير إبراهيم ....الذي كان في اسبوع الشهيد يلبس عصابة على رائسه مكتوب عليها شهداؤنا عظماؤنا وكان يصرخ في كل زاوية للمعرض وعندما سألوه اين ذهبت يا إبراهيم؟! قال :عند الشهداء وانا ساذهب إليهم عند اخوالي ...
وفعلا ارتقى ابراهيم ابن الثلاث سنوات شهيدا في جامع الحشحوش خطفت تلك الحيوية المشعة والبراءة التي تلحف بها شال مع ثوبه البني اللون الذي غمرته الدماء الطاهرة فصار جسدا خاوي من روح صار كورقة ذابلة في حضن مسعفيه !!
الدكتور إسماعيل كانت آخر زيارة لأسرته وللعالم رحل من يومها الى السماء رحل روح عبقها يملأ الارجاع افتقده اهله كثيرا وظل انينهم عليه دون انقطاع وافتقده دكاترته وزملاؤه في الجامعة ارتقى من بيت الله الى كفي الرحمة زف عريس الى جنان الخلد ..
كان المجاهد عبدالله جلد بما فيه الكفاية لتحمل الموقف الصعب استشهد ابنه الوحيد، واخوه اسماعيل ،جرح اخيه علي جراح بليغية وجرح والده كذلك ..واسعفوا على اثر الفعل الإجرامي إلى عمان وتبقي عبدالله شامخ كالأسد وقف الى جانب امه الثكلى وزوجته الثكلى ...الموقف اكبر من ان يحكى او يكتب او يوصف ...و تلك المشاهد لم تغادر مخيلتنا لحد اللحظة ..اشتشهد كذلك العلم والعلامة المحطوري سلام الله عليه والكثيييييير الكثير من الناس الاتقياء ..كان العلامة طه المتوكل قد احيط برعاية من الله حفظه الله وابقاه لنا نور نهتدي به ...تفاخرت تلك الزمرة الخبيثة بفعلتها وقالت انها تنتقم لسيدتنا عائشة من الروافض !!
تنتقم في بيت الله تنتقم من مسلمين تنتقم من خيرين تنتقم من ابرياء !!
قصة مريرة ابعادها غويصة واركانها محفوفة بالألم والوجع والانين ...لكننا جميعا تعلمنا كيف نصبر وكيف نحنسب لله وكيف نقاوم وكيف نثبت لهم انهم المهزومون والخاسرون ...واننا المنتصرون بتلك الدماء الزكية التي انبتت عز وكرامة ..
بعد تلك البشاعة كان العدوان قد شرع اجنحته ليزورنا في ليل بهيم بحائمة الموت ...
كان عبدالله واهله قد ترفعوا بمرتبة جليلة يقتدى بها من قوة الإيمان والصبر والبذل والعطاء وكل معاني جليلة لا يحملها إلا كل ذي نفس مؤمنة زاهدة.
اخيراً اقولها بفخر سلام الله عليكم يا آل المستكا وعلى كل اسرة بذلت عزيزها في سبيل الله
سلام الله على رجال الرجال من يغدقون بالعطاء في كل الميادين
سلام الله على الحرائر الباذلات الصابرات الزينبيات
@Afaf_mohammed12224