✶ الحـلقـ3⃣4⃣ـة.tt ✶
"لم يصدق "هيم" نفسه عندما إكتشف أنه أصبح وحيداً في مأواه الثمين ودون جُبن..
بدأ الأمر منذ فترة عندما اعتاد هو وصديقه "هاو" تفتيش المتاهة يومياً من أجل البحث عن الجبن, فهو يمثل لهما السعادة ربما بأقصى درجاتها..
طعمه اللذيذ ولونه الأصفر اللامع, بل إن سعادتهما اكتملت عندما عثرا على هذا المخزون الهائل من الجبن اللذيذ, ومنذ هذا الوقت توقفا عن البحث وربما عن التفكير..
ظلا يواظبان التردد على مخزون الجبن خاصتهما في حالة تشبه الإستسلام, ودون أن يلحظا التغيير البسيط الذي يحدث حولهما..
فالجبن ببساطة ينفذ..
استيقظا على صدمة عندما اختفى الجبن..
من الذي حرك قطعة الجبن الخاص بي؟..
لابد وأن أحدهم قد حركها من مكانها..
أبعد كل هذا المجهود والبحث المضني يختفي الجبن؟!..
لا سيعود الجبن.. حتماً سيعود.
وهكذا ظل كل من "هيم" و"هاو" في انتظار المعجزة, وهي ظهور الجبن من جديد..
تذكر "هاو" الفأرين الصغيرين رفيقا كفاح الجبن, وتساءل عن ما حدث لهما..
هل وجدا جبناً آخر؟..
ربما علينا العودة للمتاهة والبحث من جديد..
ولكن "هيم" رفض بشدة, فلم يعد به طاقة للمتاهة وطرقها وحتماً سيعود الجبن..
ولكن "هاو" قرر في النهاية البدء من جديد داخل المتاهة قائلاً:
"في بعض الأحيان تتغير الأمور, تلك هي سُنة الحياة ويجب أن نواكبها"
لم يصدق "هيم" نفسه عندما غدا وحيداً دون جبن ودون صديقه فالتغيير مر من أمامه وهو يراقبه دون حراك.."
ابتسمت بسخرية..
ربما بعد أن قرأت القصة للمرة الخامسة..
هل هي القزم "هيم"؟..
ربما لا..
فــ"هيم" في النهاية لحق بصديقه ووجد ما هو أثمن من الجبن, وجد ذاته..
ولكن هي ما زالت قابعة مكانها ترقب بيأس التغييرات حولها دون حراك, وكأن تجاهلها للتغيير سيوقف حدوثه!
تفحصت المكان حولها ثم قالت له بنبرة من الدهشة:
ـ المكتب مش من مستواك خالص يا دودي!
خالد:
ـ معلش أصلي مش بهتم بالمكاتب, هنا الإهتمام بالمزرعة وبس.. وبعدين إيه دودي دي هو من إمتى وأنا دودي؟!
ابتسمت بمكر ثم اقتربت منه في دلال قائلة:
ـ عادي بدلعك!
خالد:
ـ بس أنا مش بتاع دلع وإنتِ عارفة.
نظرت نحوه بشوق ثم قالت برقة:
ـ فاكر كنت بتقولي إيه زمان؟.
كان جامداً كالصخر, لم يتأثر بقربها ولو حتى بكميات طبيعية من الأدرينالين البشري..
قال وهو ينظر لعينيها بثبات:
ـ بيجونيا!
ابتسمت بثقة:
ـ كنت بحب لحنه قوي حتى أكتر من اسمي
استدارت وتحركت بعيداً عنه, ثم استقرت بأحد المقاعد..
رفعت إحدى ساقيها فوق الأخرى في دلال وأخرجت سيجارة أشعلتها بهدوء وتابعت:
ـ بس إنت كنت تقصد أنهي معنى فيهم, الفضيلة ولا الخطر؟
ابتسم بسخرية:
ـ هو أكيد مش الفضيلة ولا إيه!!.. وبعدين مش المعنى بس, إنتِ شبه البيجونيا.
كارمن وقد نفثت دخان سيجارتها بعصبية ثم تابعت:
ـ وكل الستات اللي مروا في حياتك كنت بتشبههم بالزهور؟
خالد:
ـ أغلبهم!
كارمن:
ـ يعني مارجريت كانت إيه؟
خالد:
ـ إنتِ جاية هنا علشان تسأليني عن رموز الستات في حياتي؟
كارمن:
ـ طيب بلاش مارجريت.. البنت اللي بره إديتها إسم ولا لسه؟
تبدلت ملامحه من السخرية للغضب وتابع:
ـ شيء ما يخصكيش.
كارمن وقد ألقت سيجارتها بعنف في الأرض واقتربت منه بشدة وقد بدت أكثر توتراً:
ـ لأ يهمني.. و لو كان قصدك تغيظني بيها, فأنا اتغظت يا خالد.. عارف ليه؟.. لإني لسه بحبك.
بنظرة حانية ولمسات رقيقة من أناملها على وجهه نطقت جملتها الأخيرة أزاح يدها ببرود عنه ثم تابع:
ـ لعبة إيه اللي بتلعبيها يا كارمن؟
كارمن:
ـ أنا عمري ما خططت ولا كذبت يا خالد, بالعكس مشيت ورا قلبي وخسرت كل حاجة علشانك.. والنهارده جيت وأنا جوايا مشاعر غضب وكره ملوش حدود, بس كله اتبخر لما شفتك.
نظر لها ساخراً وتابع:
ـ خسرتي كل حاجة!.. خسرتي إيه يا كارمن؟.. أنا اشتريت منك نصيبي بالفلوس.. طلقتك ورصيدك في البنك أكثر من نص مليون.. كارمن.. إنتِ الوحيدة اللي خرجتِ كسبانة من الموضوع, واحمدي ربنا إني سبتك تتمتعي بفلوسي.
"لم يصدق "هيم" نفسه عندما إكتشف أنه أصبح وحيداً في مأواه الثمين ودون جُبن..
بدأ الأمر منذ فترة عندما اعتاد هو وصديقه "هاو" تفتيش المتاهة يومياً من أجل البحث عن الجبن, فهو يمثل لهما السعادة ربما بأقصى درجاتها..
طعمه اللذيذ ولونه الأصفر اللامع, بل إن سعادتهما اكتملت عندما عثرا على هذا المخزون الهائل من الجبن اللذيذ, ومنذ هذا الوقت توقفا عن البحث وربما عن التفكير..
ظلا يواظبان التردد على مخزون الجبن خاصتهما في حالة تشبه الإستسلام, ودون أن يلحظا التغيير البسيط الذي يحدث حولهما..
فالجبن ببساطة ينفذ..
استيقظا على صدمة عندما اختفى الجبن..
من الذي حرك قطعة الجبن الخاص بي؟..
لابد وأن أحدهم قد حركها من مكانها..
أبعد كل هذا المجهود والبحث المضني يختفي الجبن؟!..
لا سيعود الجبن.. حتماً سيعود.
وهكذا ظل كل من "هيم" و"هاو" في انتظار المعجزة, وهي ظهور الجبن من جديد..
تذكر "هاو" الفأرين الصغيرين رفيقا كفاح الجبن, وتساءل عن ما حدث لهما..
هل وجدا جبناً آخر؟..
ربما علينا العودة للمتاهة والبحث من جديد..
ولكن "هيم" رفض بشدة, فلم يعد به طاقة للمتاهة وطرقها وحتماً سيعود الجبن..
ولكن "هاو" قرر في النهاية البدء من جديد داخل المتاهة قائلاً:
"في بعض الأحيان تتغير الأمور, تلك هي سُنة الحياة ويجب أن نواكبها"
لم يصدق "هيم" نفسه عندما غدا وحيداً دون جبن ودون صديقه فالتغيير مر من أمامه وهو يراقبه دون حراك.."
ابتسمت بسخرية..
ربما بعد أن قرأت القصة للمرة الخامسة..
هل هي القزم "هيم"؟..
ربما لا..
فــ"هيم" في النهاية لحق بصديقه ووجد ما هو أثمن من الجبن, وجد ذاته..
ولكن هي ما زالت قابعة مكانها ترقب بيأس التغييرات حولها دون حراك, وكأن تجاهلها للتغيير سيوقف حدوثه!
تفحصت المكان حولها ثم قالت له بنبرة من الدهشة:
ـ المكتب مش من مستواك خالص يا دودي!
خالد:
ـ معلش أصلي مش بهتم بالمكاتب, هنا الإهتمام بالمزرعة وبس.. وبعدين إيه دودي دي هو من إمتى وأنا دودي؟!
ابتسمت بمكر ثم اقتربت منه في دلال قائلة:
ـ عادي بدلعك!
خالد:
ـ بس أنا مش بتاع دلع وإنتِ عارفة.
نظرت نحوه بشوق ثم قالت برقة:
ـ فاكر كنت بتقولي إيه زمان؟.
كان جامداً كالصخر, لم يتأثر بقربها ولو حتى بكميات طبيعية من الأدرينالين البشري..
قال وهو ينظر لعينيها بثبات:
ـ بيجونيا!
ابتسمت بثقة:
ـ كنت بحب لحنه قوي حتى أكتر من اسمي
استدارت وتحركت بعيداً عنه, ثم استقرت بأحد المقاعد..
رفعت إحدى ساقيها فوق الأخرى في دلال وأخرجت سيجارة أشعلتها بهدوء وتابعت:
ـ بس إنت كنت تقصد أنهي معنى فيهم, الفضيلة ولا الخطر؟
ابتسم بسخرية:
ـ هو أكيد مش الفضيلة ولا إيه!!.. وبعدين مش المعنى بس, إنتِ شبه البيجونيا.
كارمن وقد نفثت دخان سيجارتها بعصبية ثم تابعت:
ـ وكل الستات اللي مروا في حياتك كنت بتشبههم بالزهور؟
خالد:
ـ أغلبهم!
كارمن:
ـ يعني مارجريت كانت إيه؟
خالد:
ـ إنتِ جاية هنا علشان تسأليني عن رموز الستات في حياتي؟
كارمن:
ـ طيب بلاش مارجريت.. البنت اللي بره إديتها إسم ولا لسه؟
تبدلت ملامحه من السخرية للغضب وتابع:
ـ شيء ما يخصكيش.
كارمن وقد ألقت سيجارتها بعنف في الأرض واقتربت منه بشدة وقد بدت أكثر توتراً:
ـ لأ يهمني.. و لو كان قصدك تغيظني بيها, فأنا اتغظت يا خالد.. عارف ليه؟.. لإني لسه بحبك.
بنظرة حانية ولمسات رقيقة من أناملها على وجهه نطقت جملتها الأخيرة أزاح يدها ببرود عنه ثم تابع:
ـ لعبة إيه اللي بتلعبيها يا كارمن؟
كارمن:
ـ أنا عمري ما خططت ولا كذبت يا خالد, بالعكس مشيت ورا قلبي وخسرت كل حاجة علشانك.. والنهارده جيت وأنا جوايا مشاعر غضب وكره ملوش حدود, بس كله اتبخر لما شفتك.
نظر لها ساخراً وتابع:
ـ خسرتي كل حاجة!.. خسرتي إيه يا كارمن؟.. أنا اشتريت منك نصيبي بالفلوس.. طلقتك ورصيدك في البنك أكثر من نص مليون.. كارمن.. إنتِ الوحيدة اللي خرجتِ كسبانة من الموضوع, واحمدي ربنا إني سبتك تتمتعي بفلوسي.