✶ الحـلقـ7⃣4⃣ـة.tt ✶
ابتسمت إيناس بسخرية عندما تذكرت رقية, حقاً افتقدت تلك المرأة البشوش على الرغم من تأففها منها في البداية..
كانت تجلس بالعيادة تُنهِي بعض الأوراق فالعمل لم يكن بالكثير في الأيام القليلة السابقة خاصةً مع انشغال خالد باتمام التزاوج الثمين وانتظار مهر جديد لينضم إلى عائلته الكبيرة!!
تركت ما بيدها وأخرجت بضعة صور لشريف, وكأنها تسعى لإخراج ذكرى مرئية له بمجرد أن تفكر بشخص آخر وخاصةً إذا كان رجل.. كانت تتمعن في الصورة أمامها, ملامحه الغائبة عن واقعها المحفورة بقلبها ولكنها انتبهت لطرقات خالد ودخوله السريع كعادته, فبادرت بوضع الصور سريعاً في حقيبتها بإرتباك لاحظه هو على الفور كما لاحظ أيضاً الصورة الصغيرة التي سقطت منها رغماً عنها..
جلس على المقعد أمامها دون اكتراث قائلاً:
ـ صباح الخير.
إيناس:
ـ صباح النور.
خالد:
ـ أخبار الشغل إيه تمام؟
إيناس:
ـ تمام.
خالد:
ـ كويس.. فاكرة الطلبات اللي كتبتيها علشان سهيلة؟
إيناس:
ـ أيوه.
خالد:
ـ اكتبيها تاني علشان الغبي اللي بعته ضيع الورقة.
إيناس:
ـ حاضر.. حجهزها وأبعتها لحضرتك.
خالد:
ـ لأ.. اكتبيها دلوقتِ علشان فوراً حابعته تاني.
إيناس:
ـ دلوقتِ حالاً؟
خالد:
ـ أيوه يا دكتورة.. ولا نسيتِ وحترجعي تدوري في الكتب؟
قامت وقد قالت له في ضيق:
ـ لأ ما نسيتش.. ثواني.
أخرجت كتاباً صغيراً وورقة بيضاء لتقوم بكتابة ما طلبه منها, ثم بدأت تبحث بيأس عن قلم!..
وكأن أقلام الكون اختفت بتلك اللحظة!!..
كانت تعبث بمحتويات المكتب أمامها وتفتح الأدراج دون جدوى ومع مرور الوقت زادت حدة توترها خاصةً مع تجسس عيناه وتمعنه في ملامح الإرتباك على وجهها..
قالت وهي تواصل البحث دون أن تنظر نحوه:
ـ معلش بدور على القلم.. مشكلة دايماً تضيع مني الأقلام.
ابتسم بسخرية وود أن يبقيها هكذا لساعات تبحث دون جدوى, فاللوحة المتجسدة أمامه بارتباكها وخجلها تبدو غاية في الروعة ولكنه قرر في النهاية أن يوقف بحثها المضني, ليس فقط من أجلها أو من أجل وقته بل من أجل تلك الصورة التي سقطت منها..
ناولها القلم وهو يبتسم بثقة:
ـ اتفضلي.. أنا معايا قلم.
إيناس:
ـ متشكرة.
شرعت إيناس تكتب الأدوية مرة أخرى وعندها مد هو قدمه بحرص ليسحب الصورة برفق..
أخذها دون أن تنتبه له, كانت صورة لرجل يبدو في أوائل عقده الثالث, وجه بشوش, ملامح تبعث الراحة في النفس منذ أول وهلة, يبدو كرجل مسالم, هادئ..
انتهت إيناس وناولته الورقة وهي تقول:
ـ خلاص.. اتفضل.
خالد:
ـ تمام..
ابتسم بمكر ثم ناولها الصورة قائلا:
ـ دي وقعت منك؟
بدت ملامح الضجر على وجهها أو ربما الذنب لفقدانها الصورة سحبتها سريعاً من يديه وكأنه ليس من حقه الإمساك بها وقالت:
ـ أيوه.
نظر بسخرية وتابع:
ـ دي صورة أخوكِ؟
صمتت قليلاً محتدثة نفسها..
"من أنت لتسألني عن صاحب الصورة؟.. فهذا ليس بحق لك"
نظرت نحوه بحده وربما لأول مرة يلحظ تلك اللمعة بعينيها وقالت:
ـ لأ.. دي صورة جوزي.
زوجي..
كانت تلك هي كلمتها, لم تقل زوجي الراحل, ولم تقل المرحوم كما اعتادت والدته..
بل قالت زوجي..
وكأنه ما زال زوجها..
وكأنه لم يرحل..
قابع بعالمها يأبى أن يتحرك..
ما هذا؟!..
هل يشعر بالغيرة من الرجل؟!..
ربما..
فللحظات يتمنى أن يكون مكانه أن تكون إيناس له بإخلاصها وبراءتها حتى بعد أن يموت!
ابتسمت إيناس بسخرية عندما تذكرت رقية, حقاً افتقدت تلك المرأة البشوش على الرغم من تأففها منها في البداية..
كانت تجلس بالعيادة تُنهِي بعض الأوراق فالعمل لم يكن بالكثير في الأيام القليلة السابقة خاصةً مع انشغال خالد باتمام التزاوج الثمين وانتظار مهر جديد لينضم إلى عائلته الكبيرة!!
تركت ما بيدها وأخرجت بضعة صور لشريف, وكأنها تسعى لإخراج ذكرى مرئية له بمجرد أن تفكر بشخص آخر وخاصةً إذا كان رجل.. كانت تتمعن في الصورة أمامها, ملامحه الغائبة عن واقعها المحفورة بقلبها ولكنها انتبهت لطرقات خالد ودخوله السريع كعادته, فبادرت بوضع الصور سريعاً في حقيبتها بإرتباك لاحظه هو على الفور كما لاحظ أيضاً الصورة الصغيرة التي سقطت منها رغماً عنها..
جلس على المقعد أمامها دون اكتراث قائلاً:
ـ صباح الخير.
إيناس:
ـ صباح النور.
خالد:
ـ أخبار الشغل إيه تمام؟
إيناس:
ـ تمام.
خالد:
ـ كويس.. فاكرة الطلبات اللي كتبتيها علشان سهيلة؟
إيناس:
ـ أيوه.
خالد:
ـ اكتبيها تاني علشان الغبي اللي بعته ضيع الورقة.
إيناس:
ـ حاضر.. حجهزها وأبعتها لحضرتك.
خالد:
ـ لأ.. اكتبيها دلوقتِ علشان فوراً حابعته تاني.
إيناس:
ـ دلوقتِ حالاً؟
خالد:
ـ أيوه يا دكتورة.. ولا نسيتِ وحترجعي تدوري في الكتب؟
قامت وقد قالت له في ضيق:
ـ لأ ما نسيتش.. ثواني.
أخرجت كتاباً صغيراً وورقة بيضاء لتقوم بكتابة ما طلبه منها, ثم بدأت تبحث بيأس عن قلم!..
وكأن أقلام الكون اختفت بتلك اللحظة!!..
كانت تعبث بمحتويات المكتب أمامها وتفتح الأدراج دون جدوى ومع مرور الوقت زادت حدة توترها خاصةً مع تجسس عيناه وتمعنه في ملامح الإرتباك على وجهها..
قالت وهي تواصل البحث دون أن تنظر نحوه:
ـ معلش بدور على القلم.. مشكلة دايماً تضيع مني الأقلام.
ابتسم بسخرية وود أن يبقيها هكذا لساعات تبحث دون جدوى, فاللوحة المتجسدة أمامه بارتباكها وخجلها تبدو غاية في الروعة ولكنه قرر في النهاية أن يوقف بحثها المضني, ليس فقط من أجلها أو من أجل وقته بل من أجل تلك الصورة التي سقطت منها..
ناولها القلم وهو يبتسم بثقة:
ـ اتفضلي.. أنا معايا قلم.
إيناس:
ـ متشكرة.
شرعت إيناس تكتب الأدوية مرة أخرى وعندها مد هو قدمه بحرص ليسحب الصورة برفق..
أخذها دون أن تنتبه له, كانت صورة لرجل يبدو في أوائل عقده الثالث, وجه بشوش, ملامح تبعث الراحة في النفس منذ أول وهلة, يبدو كرجل مسالم, هادئ..
انتهت إيناس وناولته الورقة وهي تقول:
ـ خلاص.. اتفضل.
خالد:
ـ تمام..
ابتسم بمكر ثم ناولها الصورة قائلا:
ـ دي وقعت منك؟
بدت ملامح الضجر على وجهها أو ربما الذنب لفقدانها الصورة سحبتها سريعاً من يديه وكأنه ليس من حقه الإمساك بها وقالت:
ـ أيوه.
نظر بسخرية وتابع:
ـ دي صورة أخوكِ؟
صمتت قليلاً محتدثة نفسها..
"من أنت لتسألني عن صاحب الصورة؟.. فهذا ليس بحق لك"
نظرت نحوه بحده وربما لأول مرة يلحظ تلك اللمعة بعينيها وقالت:
ـ لأ.. دي صورة جوزي.
زوجي..
كانت تلك هي كلمتها, لم تقل زوجي الراحل, ولم تقل المرحوم كما اعتادت والدته..
بل قالت زوجي..
وكأنه ما زال زوجها..
وكأنه لم يرحل..
قابع بعالمها يأبى أن يتحرك..
ما هذا؟!..
هل يشعر بالغيرة من الرجل؟!..
ربما..
فللحظات يتمنى أن يكون مكانه أن تكون إيناس له بإخلاصها وبراءتها حتى بعد أن يموت!