✶ الحـلقـ8⃣4⃣ـة.tt ✶
كانت تمسك بصورة شريف وبطرف منديل رقيق تنظف الأتربة التي علقت بها..
شعرت بالغيظ ربما منه أم ربما من نفسها لأنها كادت أن تفقد صورته بل ربما من نظراته العابثة للصورة..
لقد كانت ذكراها بين قبضة يديه وهذا ليس من حقه, وليس من حق أي رجل..
طرقات الباب تدق من جديد, تنهدت بضيق لعودته مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يكن هو, كان حمزة بابتسامته المعتادة وكأنه جاء في أكثر الأوقات خطئاً بالعالم..
رحبت به بفتور لم يثنه عن الدخول والجلوس بنفس مقعد خالد منذ قليل..
حمزة:
ـ صباح الخير
إيناس:
ـ صباح النور.. إزيك يا بشمهندس.
حمزة:
ـ تمام.. إنتِ إيه أخبارك؟
إيناس:
ـ الحمد لله.
حمزة:
ـ أبلة روكا لسه ما رجعتش؟
إيناس:
ـ لسه.
حمزة:
ـ كئيب المكان من غيرها. صح..
إيناس:
ـ آه فعلاً.
حمزة:
ـ أنا حتى لسه شايف خالو دقنه طويلة وهدومه مش مظبوطه وحالته صعبة.. أصله ما يقدرش يستغنى عنها.
إيناس:
ـ ربنا يخليهم لبعض.
حمزة:
ـ طيب.. أنا مش حعطلك, أنا بس كنت محتاج منك خدمة.
إيناس:
ـ اتفضل.
حمزة:
ـ إنتِ بتعرفي تدي حقن؟
إيناس:
ـ أه.. بعرف.
حمزة :
ـ لبني آدم, مش حصان؟.
إيناس:
ـ أيوه بعرف.. كنت بديهم عندي في البيت.
حمزة:
ـ حقن عرق؟.
إيناس:
ـ أيوه.
قام من على كرسيه على الفور وهو يقول:
ـ كويس جداً.
ثم أخرج حقنة معه ودواء مضاد حيوي وشمر ذراعه وتابع:
ـ ممكن بقى تديني الحقنه دي؟.
إيناس بتلعثم:
ـ دي حقنة إيه؟
حمزة:
ـ اتخضيتِ كده ليه!!.. هو شكلي مدمن؟.. ولا علشان ببان مبسوط!
إيناس:
ـ لا.. أنا آسفة مش قصدي.
حمزة:
ـ أصل أنا رحت للدكتور وقال لي عندك فيروس في المعدة وكتب لي حقن, ويومياً أروح وادي النطرون آخد الحقنة في الصيدلية مخصوص هناك, خصوصاً إنها عرق ومش أي حد بيعرف يدي حقن في العرق, وبعدين فكرت فيكِ وقلت جايز تكوني بتعرفي أهو تريحيني من المشوار.. ممكن بقى خدمه لأخوكِ الغلبان!
أومأت بالإيجاب مبتسمة وكأنها قررت مساعدته عندما لفظ بكلمة أخوكِ..
قامت بتحضير الحقنة وأمسكت ذراعه لإعطائها له, وابتسمت حين لاحظت عينيه المغمضه وفمه المفتوح وكأنه يحضر لعرض الصراخ الشديد!!
نظرت له وقالت وهي تلقي الحقنة في السلة بجانبها:
ـ خلاص خلصنا.
حمزة:
ـ إيه ده بجد!!
إيناس:
ـ أيوه يا بشمهندس خلاص.
حمزة:
ـ ياه ده إنتِ إيدك خفيفة خالص.. يا بخت الخيل!
تبدلت ابتسامتها مرة أخرى وقالت بجدية:
ـ متشكرة وربنا يشفيك.
حمزة:
ـ يا رب.. حاعدي عليكِ بكرة كمان بس علشان آخر حقنة.
إيناس:
ـ ما فيش مشكلة
حمزة :
ـ مش محتاجة أي حاجة أجيبها لك؟
إيناس بدهشة:
ـ لأ ميرسي.
حمزة:
ـ بجد.. بيضتين.. شوية جبنة رومي!
ضحكت بدهشة وتابعت:
ـ لأ شكراً.
حمزة:
ـ أيوه كده.. علشان أسيبك وإنتِ بتضحكي, علشان محسش إن دمي تقيل.
ابتسمت بحرص ولم تجبه.. تابع هو بعدها:
ـ وكمان بوصلك سلام نرمين وعمر.
إيناس:
ـ بلغهم سلامي.
حمزة:
ـ يلا.. أمشي بقى مع السلامة.
إيناس وقد نظرت للأوراق أمامه لإدعاء العمل:
ـ مع السلامة يا بشمهندس.
إنها ليلة قمر مكتمل..
هل سيعود الذئب للحياة كما ادعت الأسطورة؟..
إنه الشر الكامن بنفوسنا وقد لا ينجو أحد من براثنه..
مون لايت سوناتا..
طالما عشقت تلك المعزوفة, ربما من أجله, لطالما أخبرها أنها لا تشبه معزوفته الثمينة في شيء, فهي تبدو كمعزوفة صاخبة, مضطربة..
نعم مضطربة.. ولكن بسببك أنت يا خالد..
أطلقت العنان لخصلاتها الحمراء, بل لجسدها, تتمايل على معزوفته, راهنها مراراً أن انحناءتها الرشيقة لا تتناسب مع موسيقى بيتهوفن خاصته, ولكن ها هي الآن تؤدي رقصة أخرى, رقصة من أجله..
ولكن تلك المرة لن يتمكن من المشاهدة, فهو لديه موعد مع نوع آخر من الرقص!!
كانت تمسك بصورة شريف وبطرف منديل رقيق تنظف الأتربة التي علقت بها..
شعرت بالغيظ ربما منه أم ربما من نفسها لأنها كادت أن تفقد صورته بل ربما من نظراته العابثة للصورة..
لقد كانت ذكراها بين قبضة يديه وهذا ليس من حقه, وليس من حق أي رجل..
طرقات الباب تدق من جديد, تنهدت بضيق لعودته مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يكن هو, كان حمزة بابتسامته المعتادة وكأنه جاء في أكثر الأوقات خطئاً بالعالم..
رحبت به بفتور لم يثنه عن الدخول والجلوس بنفس مقعد خالد منذ قليل..
حمزة:
ـ صباح الخير
إيناس:
ـ صباح النور.. إزيك يا بشمهندس.
حمزة:
ـ تمام.. إنتِ إيه أخبارك؟
إيناس:
ـ الحمد لله.
حمزة:
ـ أبلة روكا لسه ما رجعتش؟
إيناس:
ـ لسه.
حمزة:
ـ كئيب المكان من غيرها. صح..
إيناس:
ـ آه فعلاً.
حمزة:
ـ أنا حتى لسه شايف خالو دقنه طويلة وهدومه مش مظبوطه وحالته صعبة.. أصله ما يقدرش يستغنى عنها.
إيناس:
ـ ربنا يخليهم لبعض.
حمزة:
ـ طيب.. أنا مش حعطلك, أنا بس كنت محتاج منك خدمة.
إيناس:
ـ اتفضل.
حمزة:
ـ إنتِ بتعرفي تدي حقن؟
إيناس:
ـ أه.. بعرف.
حمزة :
ـ لبني آدم, مش حصان؟.
إيناس:
ـ أيوه بعرف.. كنت بديهم عندي في البيت.
حمزة:
ـ حقن عرق؟.
إيناس:
ـ أيوه.
قام من على كرسيه على الفور وهو يقول:
ـ كويس جداً.
ثم أخرج حقنة معه ودواء مضاد حيوي وشمر ذراعه وتابع:
ـ ممكن بقى تديني الحقنه دي؟.
إيناس بتلعثم:
ـ دي حقنة إيه؟
حمزة:
ـ اتخضيتِ كده ليه!!.. هو شكلي مدمن؟.. ولا علشان ببان مبسوط!
إيناس:
ـ لا.. أنا آسفة مش قصدي.
حمزة:
ـ أصل أنا رحت للدكتور وقال لي عندك فيروس في المعدة وكتب لي حقن, ويومياً أروح وادي النطرون آخد الحقنة في الصيدلية مخصوص هناك, خصوصاً إنها عرق ومش أي حد بيعرف يدي حقن في العرق, وبعدين فكرت فيكِ وقلت جايز تكوني بتعرفي أهو تريحيني من المشوار.. ممكن بقى خدمه لأخوكِ الغلبان!
أومأت بالإيجاب مبتسمة وكأنها قررت مساعدته عندما لفظ بكلمة أخوكِ..
قامت بتحضير الحقنة وأمسكت ذراعه لإعطائها له, وابتسمت حين لاحظت عينيه المغمضه وفمه المفتوح وكأنه يحضر لعرض الصراخ الشديد!!
نظرت له وقالت وهي تلقي الحقنة في السلة بجانبها:
ـ خلاص خلصنا.
حمزة:
ـ إيه ده بجد!!
إيناس:
ـ أيوه يا بشمهندس خلاص.
حمزة:
ـ ياه ده إنتِ إيدك خفيفة خالص.. يا بخت الخيل!
تبدلت ابتسامتها مرة أخرى وقالت بجدية:
ـ متشكرة وربنا يشفيك.
حمزة:
ـ يا رب.. حاعدي عليكِ بكرة كمان بس علشان آخر حقنة.
إيناس:
ـ ما فيش مشكلة
حمزة :
ـ مش محتاجة أي حاجة أجيبها لك؟
إيناس بدهشة:
ـ لأ ميرسي.
حمزة:
ـ بجد.. بيضتين.. شوية جبنة رومي!
ضحكت بدهشة وتابعت:
ـ لأ شكراً.
حمزة:
ـ أيوه كده.. علشان أسيبك وإنتِ بتضحكي, علشان محسش إن دمي تقيل.
ابتسمت بحرص ولم تجبه.. تابع هو بعدها:
ـ وكمان بوصلك سلام نرمين وعمر.
إيناس:
ـ بلغهم سلامي.
حمزة:
ـ يلا.. أمشي بقى مع السلامة.
إيناس وقد نظرت للأوراق أمامه لإدعاء العمل:
ـ مع السلامة يا بشمهندس.
إنها ليلة قمر مكتمل..
هل سيعود الذئب للحياة كما ادعت الأسطورة؟..
إنه الشر الكامن بنفوسنا وقد لا ينجو أحد من براثنه..
مون لايت سوناتا..
طالما عشقت تلك المعزوفة, ربما من أجله, لطالما أخبرها أنها لا تشبه معزوفته الثمينة في شيء, فهي تبدو كمعزوفة صاخبة, مضطربة..
نعم مضطربة.. ولكن بسببك أنت يا خالد..
أطلقت العنان لخصلاتها الحمراء, بل لجسدها, تتمايل على معزوفته, راهنها مراراً أن انحناءتها الرشيقة لا تتناسب مع موسيقى بيتهوفن خاصته, ولكن ها هي الآن تؤدي رقصة أخرى, رقصة من أجله..
ولكن تلك المرة لن يتمكن من المشاهدة, فهو لديه موعد مع نوع آخر من الرقص!!