ثم قالت :
" أريد الزواج بشخص كالداعية فلان والشيخ فلان، وعقلي لا يقبل بالشباب العادي في معترك الحياة ".
أنشر هذا الكلام وأنا أعلم علم اليقين أن هذا تفكير عديد من الفتيات المقبلات على الزواج، الإعجاب بالداعية الذي يخرج ويتكلم في كل جوانب الحياة بنظرة دينية.
أنا لن أقلل من شخص في ظل وقت كهذا يقوم بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في زمن عم فيه الفساد، بل هو واجبنا جميعًا وهو فرض عين.
ولكن!
الطيبة التي تريد ذلك قد رسمت شكلًا للعلاقة الزوجية من منظورها مع الزوج الداعية، بمعنى أنها تتوقع أنه شخص لا يخطئ وسيلتزم بكل حرف قاله في برامجه، أي سيلتزم بكل صفات الإسلام وستأخذ فردًا مزكًا بالفعل، لأنه طبيعي أن يطبق ما يقول .
فلن يغضب لأنه هناك حديث : لا تغضب، ولن يظلمها أبدًا أو يقسو عليها لأنه يعلم أنه واجب التعامل بالمعروف، ببساطة هو قرآن وسيرة تمشي على الأرض.
وهذا كلام حالم وليس واقعيًا بالمرة، فهذا ينفي آدميته، ويغض الطرف عن طباعه البشرية، ويتناسى مشوار تزكيته لنفسه فمازال في العمر بقية، ويرمي جانبًا أنه شخص تكون في هذه الحقبة الزمنية التي تغلب عليها قلة الدين والخلق.
فقط هو رجل أعطاه الله القدرة على الكلام والتصدر وأعطاه بعض العلم واستخلفه على ذلك الثغر، لكن من وراء ذلك هو إنسان طبيعي جدًا له ما له وعليه ما عليه، كحالنا كلنا كبشر.
يغضب ويصرخ ويأمر وينهى ويتعرض لضغوط تفقده اتزانه النفسي أحيانًا ، وقد يخطئ ويجحف، وقد يعتذر أو لا يعتذر، وقد لا يفهم مشاعر المرأة، فتنزعج من بعض تصرفاته، كحال كل الأزواج.
ثانيًا، العمل بالدعوة ليس سهلًا رجل في ظل غلاء زماننا هذا مطالب بالإنفاق على بيته، تصل ساعات العمل أحيانا ل ١٢ ساعة في اليوم.
فما بقي له إلا ١٢ أخرى يوزعها بين النوم وأهله وزوجته وأبنائه وما بقي من مسؤولياته، وأضيفي عليهم الدعوة ونشاطاتها والناس والرد على اتصالاتهم وأسئلتهم والشهرة وعواقبها.
فهل أنت قادرة على تحمل رجل بهذه المسؤوليات؟
هل تمنيت يومًا أن تكوني حرم الرجل المشهور أو المسؤول أو المهم؟
كلما زادت المسؤوليات زادت الضغوطات والصعوبات، فهل تدركين ذلك، وستعينين على ذلك؟
أم أنك تريدين ما رسمت صورته في مخليتك دون إسقاط على الواقع، ولم تفكري يومًا في عواقب هذه الصورة المثالية ؟
ادرسن الأمر جيدًا وافهمن الواقع، قبل أن ترفضن شبابًا قادرين على منحكن كل احتياجاتكن، فقط لأن أعينكن مصوبة على المثالي النادر المشهور .
ولم يقل أحد يومًا أن الدعوة إلى الله لها شكل نمطي معين، فقد تتزوجين رجلًا عاديًا كما يقال، ولكن بخلقه ودينه وصدقاته وابتسامته وحسن تعامله يغلب الداعية في ميزانه أمام الله.
أكثر المسلمين دخلوا الإسلام في عهد الفتح بسبب التجار المسلمين ومعاملتهم معهم، ورؤيتهم بعينهم أثر الإسلام على نفوسهم في المعاملة والبيع، فانشرح صدرهم لمعرفة الإسلام فاعتنقوه.
والله إن التصدر والكلام أسهل من التزكية والتطبيق، لمن يفقه.
#زوجيات
#خطبة_واعية
" أريد الزواج بشخص كالداعية فلان والشيخ فلان، وعقلي لا يقبل بالشباب العادي في معترك الحياة ".
أنشر هذا الكلام وأنا أعلم علم اليقين أن هذا تفكير عديد من الفتيات المقبلات على الزواج، الإعجاب بالداعية الذي يخرج ويتكلم في كل جوانب الحياة بنظرة دينية.
أنا لن أقلل من شخص في ظل وقت كهذا يقوم بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في زمن عم فيه الفساد، بل هو واجبنا جميعًا وهو فرض عين.
ولكن!
الطيبة التي تريد ذلك قد رسمت شكلًا للعلاقة الزوجية من منظورها مع الزوج الداعية، بمعنى أنها تتوقع أنه شخص لا يخطئ وسيلتزم بكل حرف قاله في برامجه، أي سيلتزم بكل صفات الإسلام وستأخذ فردًا مزكًا بالفعل، لأنه طبيعي أن يطبق ما يقول .
فلن يغضب لأنه هناك حديث : لا تغضب، ولن يظلمها أبدًا أو يقسو عليها لأنه يعلم أنه واجب التعامل بالمعروف، ببساطة هو قرآن وسيرة تمشي على الأرض.
وهذا كلام حالم وليس واقعيًا بالمرة، فهذا ينفي آدميته، ويغض الطرف عن طباعه البشرية، ويتناسى مشوار تزكيته لنفسه فمازال في العمر بقية، ويرمي جانبًا أنه شخص تكون في هذه الحقبة الزمنية التي تغلب عليها قلة الدين والخلق.
فقط هو رجل أعطاه الله القدرة على الكلام والتصدر وأعطاه بعض العلم واستخلفه على ذلك الثغر، لكن من وراء ذلك هو إنسان طبيعي جدًا له ما له وعليه ما عليه، كحالنا كلنا كبشر.
يغضب ويصرخ ويأمر وينهى ويتعرض لضغوط تفقده اتزانه النفسي أحيانًا ، وقد يخطئ ويجحف، وقد يعتذر أو لا يعتذر، وقد لا يفهم مشاعر المرأة، فتنزعج من بعض تصرفاته، كحال كل الأزواج.
ثانيًا، العمل بالدعوة ليس سهلًا رجل في ظل غلاء زماننا هذا مطالب بالإنفاق على بيته، تصل ساعات العمل أحيانا ل ١٢ ساعة في اليوم.
فما بقي له إلا ١٢ أخرى يوزعها بين النوم وأهله وزوجته وأبنائه وما بقي من مسؤولياته، وأضيفي عليهم الدعوة ونشاطاتها والناس والرد على اتصالاتهم وأسئلتهم والشهرة وعواقبها.
فهل أنت قادرة على تحمل رجل بهذه المسؤوليات؟
هل تمنيت يومًا أن تكوني حرم الرجل المشهور أو المسؤول أو المهم؟
كلما زادت المسؤوليات زادت الضغوطات والصعوبات، فهل تدركين ذلك، وستعينين على ذلك؟
أم أنك تريدين ما رسمت صورته في مخليتك دون إسقاط على الواقع، ولم تفكري يومًا في عواقب هذه الصورة المثالية ؟
ادرسن الأمر جيدًا وافهمن الواقع، قبل أن ترفضن شبابًا قادرين على منحكن كل احتياجاتكن، فقط لأن أعينكن مصوبة على المثالي النادر المشهور .
ولم يقل أحد يومًا أن الدعوة إلى الله لها شكل نمطي معين، فقد تتزوجين رجلًا عاديًا كما يقال، ولكن بخلقه ودينه وصدقاته وابتسامته وحسن تعامله يغلب الداعية في ميزانه أمام الله.
أكثر المسلمين دخلوا الإسلام في عهد الفتح بسبب التجار المسلمين ومعاملتهم معهم، ورؤيتهم بعينهم أثر الإسلام على نفوسهم في المعاملة والبيع، فانشرح صدرهم لمعرفة الإسلام فاعتنقوه.
والله إن التصدر والكلام أسهل من التزكية والتطبيق، لمن يفقه.
#زوجيات
#خطبة_واعية