-
دعوني أُصارحكم بسرٍ صغير ...
ترعبني فكرة الهدوء، أموت ببطء حين
تلبس الأشياء ثوب الصمت وتلعب دورها الأبكم بمهارة، ترعبني فكرة السكون المطلق لأنها تسمحُ لي بسماع صخب الأفكار التي يلوكها عقلي دون توقف لأسمع أزيز مرعبًا لعوالم يتم إنتاجها وخلق تفاصيلها والتفكير فيها دون كلل أو ملل، هذا الأزيز الذي يتلاشى عادة حين يسمع صوتًا في الخلفية البعيدة، يتلاشى وأعود لأفكر بهدوءٍ نسبي ودون إنبعاثاتٍ سامة تفتك بالصحة العقلية، دون أوهام ستبدو لك حية للغاية، دون هلوسات وإن بدت لك حقيقية، بفضل هذه الأصوات البسيطة والعابرة في الخلفية أشعر أنني بخير وأقل قلقًا، وإنْ كان ذلك بشكل مؤقت.
أنا صديق سيء، لا يختلف اثنان على ذلك، إن كان هناك ترتيب وتصنيف الكسل الإلكتروني فأنا الأول دون شك، بالكاد أستطيع الرد على رسائلكم والتفاعل معها، بالكاد أستطيع الرد على بعض الرسائل والتذكيرات الكثيرة والمهمة، أنسى كل أعياد مولدكم وبالكاد أرسل رسالة تهنئة، تفوتني مناسبات يجب علي أن أهنئكم بها، أقلب كل شيء في هذا العالم الصامت والسيء والوهمي وأنا شارد الذهن شحيح التفاعل ومُحاصرًا بالأزيز المُرعب الذي يشكل تهديدًا لي.
منذُ مدة قضيت أيامي دون هاتف، توغلت كثيرًا في عالم الأفكار السلاسل التي لا تنقطع لها، كنت أفعل ذلك محاطً بأصوات خلفيات عديدة، أصدقاء يتحدثون عن موضوع مكرر للمرة المليون، تلفاز يذيع عدد قتلى لا تعرفهم وجرحى لا تعرفهم أيضًا، مذياع يغني بانتظام، أغنية جيدة تقابل ثلاثًا سيئة، وبطريقة لا يشعر بها أحد صنعت عالمين يعيشان في توازٍ مضطرب، وتجاور مقلق لي وللقلائل الذين يدركون تفاصيل هذا الأمر، بطريقة مركبة وعجيبة أعيش جميع تفاصيل هاذين العالمين.
بعد أيام طويلة عدت للهاتف، لهذا الواقع الإفتراضي، لهذا العالم الجامد للغاية، المزيف للغاية، وخلال أسابيع أثبتُ لأصدقائي أن عودتي لن تكون أسطورية، ولا رغبة لي في صنع صداقات جديدة وهمية وعابرة، وكررت دومًا لا يهمني الأمر، لا أرغب به، أصبحتُ سيئ وغير متوفر للخدمة كمن أحيل للتقاعد.
أصبحتُ صديق سيئ لأكون مرتاحًا وصادقًا ولأمور شخصية لا تعرفونها، يتسرب مني الوقت المتاح لصالح أمور آمنة لا تعزز الهدوء القاتل حولي، لصالح عوالم أكثر اخضرارًا، وأقل احتياجًا للكذب، حيث الموسيقى الخلفية متواجدة على الدوام، تلك الموسيقى التي تتلاشى كلما حدقت في هذه الشاشة المربعة الصغيرة ليعود الأزيز المرعب الذي لا يفعل شيئا سوى التلاشي من ثم العودة.
اعذروني جميعًا، لأني أهربُ دومًا لملاعب حقيقية أعرفها وأستطيع اللعب فيها وإطلاق عنان أفكاري فيها بضراوة، اعذروني لكوني عاجزًا عن الإنغماس الكُلي في هذا العالم الإفتراضي، اعذروني لأن كل ما أجيده هو الركض نحو القراءة والكتابة والتأمل والتفاعل بصدق، بعيدًا عن هذه التفاعلات الكاذبة التي أصبحت تشبه بروتوكولاً لعينًا لحياةٍ ميتة موازية وخالية تمامًا من الواقعية.!
دعوني أُصارحكم بسرٍ صغير ...
ترعبني فكرة الهدوء، أموت ببطء حين
تلبس الأشياء ثوب الصمت وتلعب دورها الأبكم بمهارة، ترعبني فكرة السكون المطلق لأنها تسمحُ لي بسماع صخب الأفكار التي يلوكها عقلي دون توقف لأسمع أزيز مرعبًا لعوالم يتم إنتاجها وخلق تفاصيلها والتفكير فيها دون كلل أو ملل، هذا الأزيز الذي يتلاشى عادة حين يسمع صوتًا في الخلفية البعيدة، يتلاشى وأعود لأفكر بهدوءٍ نسبي ودون إنبعاثاتٍ سامة تفتك بالصحة العقلية، دون أوهام ستبدو لك حية للغاية، دون هلوسات وإن بدت لك حقيقية، بفضل هذه الأصوات البسيطة والعابرة في الخلفية أشعر أنني بخير وأقل قلقًا، وإنْ كان ذلك بشكل مؤقت.
أنا صديق سيء، لا يختلف اثنان على ذلك، إن كان هناك ترتيب وتصنيف الكسل الإلكتروني فأنا الأول دون شك، بالكاد أستطيع الرد على رسائلكم والتفاعل معها، بالكاد أستطيع الرد على بعض الرسائل والتذكيرات الكثيرة والمهمة، أنسى كل أعياد مولدكم وبالكاد أرسل رسالة تهنئة، تفوتني مناسبات يجب علي أن أهنئكم بها، أقلب كل شيء في هذا العالم الصامت والسيء والوهمي وأنا شارد الذهن شحيح التفاعل ومُحاصرًا بالأزيز المُرعب الذي يشكل تهديدًا لي.
منذُ مدة قضيت أيامي دون هاتف، توغلت كثيرًا في عالم الأفكار السلاسل التي لا تنقطع لها، كنت أفعل ذلك محاطً بأصوات خلفيات عديدة، أصدقاء يتحدثون عن موضوع مكرر للمرة المليون، تلفاز يذيع عدد قتلى لا تعرفهم وجرحى لا تعرفهم أيضًا، مذياع يغني بانتظام، أغنية جيدة تقابل ثلاثًا سيئة، وبطريقة لا يشعر بها أحد صنعت عالمين يعيشان في توازٍ مضطرب، وتجاور مقلق لي وللقلائل الذين يدركون تفاصيل هذا الأمر، بطريقة مركبة وعجيبة أعيش جميع تفاصيل هاذين العالمين.
بعد أيام طويلة عدت للهاتف، لهذا الواقع الإفتراضي، لهذا العالم الجامد للغاية، المزيف للغاية، وخلال أسابيع أثبتُ لأصدقائي أن عودتي لن تكون أسطورية، ولا رغبة لي في صنع صداقات جديدة وهمية وعابرة، وكررت دومًا لا يهمني الأمر، لا أرغب به، أصبحتُ سيئ وغير متوفر للخدمة كمن أحيل للتقاعد.
أصبحتُ صديق سيئ لأكون مرتاحًا وصادقًا ولأمور شخصية لا تعرفونها، يتسرب مني الوقت المتاح لصالح أمور آمنة لا تعزز الهدوء القاتل حولي، لصالح عوالم أكثر اخضرارًا، وأقل احتياجًا للكذب، حيث الموسيقى الخلفية متواجدة على الدوام، تلك الموسيقى التي تتلاشى كلما حدقت في هذه الشاشة المربعة الصغيرة ليعود الأزيز المرعب الذي لا يفعل شيئا سوى التلاشي من ثم العودة.
اعذروني جميعًا، لأني أهربُ دومًا لملاعب حقيقية أعرفها وأستطيع اللعب فيها وإطلاق عنان أفكاري فيها بضراوة، اعذروني لكوني عاجزًا عن الإنغماس الكُلي في هذا العالم الإفتراضي، اعذروني لأن كل ما أجيده هو الركض نحو القراءة والكتابة والتأمل والتفاعل بصدق، بعيدًا عن هذه التفاعلات الكاذبة التي أصبحت تشبه بروتوكولاً لعينًا لحياةٍ ميتة موازية وخالية تمامًا من الواقعية.!