وكُلُّ جُرحٍ معَ الأيامِ مُلتَئِمٌ * لكنَّ جُرحَ بلادي غيرُ مُلتَئمِ
ما دامَ فيها يهوديٌّ يُدَنِّسُها * فسوف يكبُرُ فيها الجُرحُ كالوَرَمِ
ما زالت فلسطين وستظلً أسوأ أشكال الاحتلال عبر التاريخ.
إنَّ من أكبر دعاوَى الغرب ضد الإسلام أنه دينُ حروبٍ وأنه انتشرَ بحدِّ السيف، وفي مقابل هذه الكذبة الفاضِحة تجد حُروبهم الصليبية ومحاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود جميعًا، ثم ختامًا الاحتلال الصهيوني الوحشي لأرض الزيتون، إعلانًا أنها أرضُ مِيعادِهم المزعوم، وتخفيًّا وراءَ غاياتٍ أكثر خُبثًا، ومصالح شتّى.
ترزَحُ فلسطين الحبيبة تحت وطأةِ الاحتلال منذ حوالي ٨٠ سنة، وتمرُّ الأعوام والمسألة تزدادُ سوءًا، فلا نحن نسعى لاستردادِها حقًا، ولا عُدنا لدينِنا صدقًا، ولا اليهود كافّينَ أطماعهم عن بقيّتها وما حولها.
إنَّ فلسطين قضيةٌ إسلاميةٌ في المقامِ الأول، ثم عربيّةٌ، ثم إنسانيّةٌ.
ومع ذلك لا تجِد أهلَ الإسلامِ اللّاهينَ يعرفون عنها ولا عن مُحتَلّيّها شيئًا، فهُم في غيِّهم يعمَهُون، ووسائلُ الإعلامِ تتقاذَفُهَم في أمواجِ الأخبارِ الكاذبة والفِتَن الخادِعة، فكيف نُرَجِّي لها عَودًا؟!
•كيفَ وشبابنا آخر اهتمامِهِم هو مِثل هذه القضايا التي كانت تُقيمُ الدنيا ولا تُقعدِها منذ زمنٍ ليس ببعيدٍ، فمَن منهم يعرِف أصلًا تاريخَ فلسطين قبل وبعد الاحتلال، بل مَن يعرِف معنى الصّهيونية؟
•كيف وقد أصبحَ التطبيعُ معهم رمزَ السلامِ ويمُرّ مرورَ الكِرام؟!
إنّ نخوةَ العربِ قد ماتت، ففِيما مضى حتى بالنسبةِ لمَن لا يعتبِرها قضية إسلامية بل مُجرّد قوميّة؛ كان هؤلاء يُقيمونَ الدنيا ولا يُقعِدونها!
بل حتى يا صاحِ إنَّ أفرادًا من جيشِ الاحتلال نفسه ينشَقّون عنه باستمرار ويُصابون بأزماتٍ نفسيّة تصِل للانتحار بسببِ ما يرَونَ من ظلمٍ، بل ويعتقد طوائف من المُتديّنين منهم أنّ احتلالهم هذا احتلالٌ غير مشروع!
فماذا بقِيَ لنا نحن المُسلمون؟ وماذا نحن فاعلون؟
أول خطوات الاستِرداد هي الصدق مع الله والإنابة إليه وتعلُّم التوحيد، فبِهِ ينهزِمُ الكافر هزيمةً معنويةً قبل الماديّة، ثم إعداد كل ما تتطلّبُه الحربُ من كل جهةٍ، وأهمّه التكاتُف بين المسلمين، وإدراك أهمية الأمر وأبعاده، فمَنِ احتلّ يومًا فلسطين يعود ويحتلّ بقية أراضينا -لا قدّر الله-.
اقرؤوا التاريخَ يا أُمَّةَ الإسلامِ واعتبِروا، نقرأ لنعرِفَ مَن نحنُ، نقرأ لنكونَ نحنُ، فإنّ العدوّ الجاهل الذي ليست له قضية مهزومٌ قبلَ الحرب.
ل~
٢٦ المحرّم ١٤٤٢
#فلسطين
https://t.me/atayeb_athamar