قال ابن سعد في «الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الرابعة»:
٣٣٨ - أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا أبو عقيل قال: حدثنا يزيد بن عبد الله قال: قال رجل لتميم الداري: ما صلاتك بالليل؟ فغضب غضبا شديداً ثم قال: «والله لركعة أصليها في جوف الليل في بيت سر أحب إلي من أن أصلي الليل كله ثم أقص على الناس».
فغضب الرجل، فقال: الله أعلم بكم يا أصحاب رسول الله، إن سألناكم عنفتمونا، وإن لم نسألكم جفيتمونا.
فأقبل عليه تميم، فقال: «أرأيتك لو كنت مؤمنا قويا، وأنا مؤمن ضعيف، أشاطي أنت على ما أعطاني الله فتقطعني؟ أرأيت لو كنت مؤمنا قويا وأنت مؤمن ضعيف، أشاطك أنا على ما أعطاك الله وأقطعك؟ ولكن خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك، حتى تستقيم على عبادة تطيقها».اهـ
والمعنى: إذا كلفتني مثل عملك مع قوّتك وضعفي فهو جور منك. و قوله: «إنك لشاط»، أي: لظالم لي، من الشطط, و هو الجور و الظلم و البعد عن الحق. و قيل: هو من قولهم: شطني فلان يشطني شطاً، إذا شقّ عليك و ظلمك». النهاية في غريب الحديث و الأثر.