أعجب ما رأينا في هذه الأعصار, قوم عابوا لفرط جهلهم التفقه في الدين, فلله درّ منصور الفقيه القائل:
عاب التّفَقُّه قومٌ لا عقولَ لهم...وما عَلَيه إِذا عابوه من ضرَرِ
ما ضَرَّ شمسَ الضُّحى وهي طالِعَةٌ...أَن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصرِ
والآفة إنما هي الجهل بما ازدروه, والشعور بالنقص تجاه ما انتقصوه, وفيهم أنشدوا:
أتانا أن سهلاً ذمَّ جهلاً...علوماً ليس يدريهنَّ سهلُ
علوماً لو دراها ما قلاها...ولكنَّ الذمَّ بالجهل سهلُ
وقد أدرك أقوام لذته على كِبَر فتداركوا منه ما فاتهم, منهم القفال المروزي صاحب الطريقة الخراسانية المشهورة في مذهب الشافعي, طلبه بعد الثلاثين, وابتدأ سلطان العلماء العز ابن عبد السلام طلب العلم وهو في الخامسة والأربعين, ثم أدرك رتبة الاجتهاد المطلق, ورحل ابن مكتوم وهو إمام في العربية في طلب الحديث وسماعه وهو في السبعين, فحاز الشرفين, طلب العلم في الكبر, وعدم الأنفة من تحصيل ما لايعلمه مع كونه رأساً في فنه, فعابه قوم على ذلك فأنشد:
وعاب سماعي للحديث بُعيد ما...كبرت أناس هم إلى العيب أقربُ
وقالوا إمام في علوم كثيرة...يروح ويغدو سالماً يتطلبُ
فقلتُ مجيباً عن مقالتهم وقد...غدوتُ لجهلٍ منهمُ أتعجبُ
إذا استدرك الإنسان ما فات من عُلا...فللحزم يُعزى لا إلى الجهل يُنسبُ
عاب التّفَقُّه قومٌ لا عقولَ لهم...وما عَلَيه إِذا عابوه من ضرَرِ
ما ضَرَّ شمسَ الضُّحى وهي طالِعَةٌ...أَن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصرِ
والآفة إنما هي الجهل بما ازدروه, والشعور بالنقص تجاه ما انتقصوه, وفيهم أنشدوا:
أتانا أن سهلاً ذمَّ جهلاً...علوماً ليس يدريهنَّ سهلُ
علوماً لو دراها ما قلاها...ولكنَّ الذمَّ بالجهل سهلُ
وقد أدرك أقوام لذته على كِبَر فتداركوا منه ما فاتهم, منهم القفال المروزي صاحب الطريقة الخراسانية المشهورة في مذهب الشافعي, طلبه بعد الثلاثين, وابتدأ سلطان العلماء العز ابن عبد السلام طلب العلم وهو في الخامسة والأربعين, ثم أدرك رتبة الاجتهاد المطلق, ورحل ابن مكتوم وهو إمام في العربية في طلب الحديث وسماعه وهو في السبعين, فحاز الشرفين, طلب العلم في الكبر, وعدم الأنفة من تحصيل ما لايعلمه مع كونه رأساً في فنه, فعابه قوم على ذلك فأنشد:
وعاب سماعي للحديث بُعيد ما...كبرت أناس هم إلى العيب أقربُ
وقالوا إمام في علوم كثيرة...يروح ويغدو سالماً يتطلبُ
فقلتُ مجيباً عن مقالتهم وقد...غدوتُ لجهلٍ منهمُ أتعجبُ
إذا استدرك الإنسان ما فات من عُلا...فللحزم يُعزى لا إلى الجهل يُنسبُ