أ رجاء العالم الإسلامي.*
*ثم كانت الجناية الثانية التي جنتها السلطة السعودية على الأمة الإسلامية بشكل عام، وعلى أهل السنة والجماعة بشكل خاص، هي إقحامها أهل السنة في حرب وجودية طائفية مدمِّرة مع الشيعة.*
وكانت نتيجة هذه المواجهة كارثة على عموم المسلمين، ومصيبة مضاعفة على أهل السنَّة والجماعة، لأن القيادة السعودية فاشلة حتى في حربها الطائفية.
*فالعلاقة بين السُّنة والشيعة لا يمكن تصورها إلا عبر مسارين اثنين.*
*أحدهما: مسار التعايش السلمي*
الذي يحترم الخصوصية المذهبية، ويعترف بحق الاختلاف، ويسعى لضمان العدل والحرية للجميع دون ازدواجية ولا مثنوية.
وهذا هو المسار الأفضل إسلاميا وإنسانيا.
*وثانيهما: مسار التدافع السياسي والعسكري الذي يحقق توازن القوى،*
ويُقنع الطرفين أن لا بديل عن التعايش، وأن فرْض إرادة أي طرف على الآخر أمر عبثي، لن يقود إلا إلى الدمار الشامل للطرفين، وللأمة الإسلامية بأسرها.
وقد حرمت الاستراتيجية السعودية الفاشلة في مواجهة الشيعة عموما، وإيران خصوصا، أهل السنة من تحقيق أي شيء على أيٍّ من المسارين.
فقد حرمتْهم بخطابها التكفيري التشهيري من خيار التعايش السلمي مع الشيعة،
ثم خذلتْهم سياسيا وعسكريا في خيار التدافع الفعال ضد التوسع الشيعي.
وهكذا حرَمتْ السلطة السعودية أهل السنّة والجماعة من الاجتماع على مبدأ ديني، بثقافة التكفير والتشهير التي بثتها في أرجاء الأرض، ثم حرمتْهم من الاجتماع على موقف سياسي، بخذلانهم وطعنهم في الظهر.
فتحول أهل السنة أدواتٍ بيد السلطة السعودية لاستنزاف إيران (وقبلها الاتحاد السوفييتي)، ضمن المنظور الاستراتيجي الأميريكي، وليسوا طرفا أصيلا يراد له أن يحقق مكاسب إيجابية، سواء عن طريق التعايش أو التدافع.
*ثم كانت الجناية الثالثة هي تصدُّر السلطة السعودية لخطيئة الثورة المضادة، وتوجيهها طاقتها السياسية والمالية ضد الشعوب منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، وحربها الاستئصالية على القوى الإسلامية السنّية التي كانت رافعة تلك الثورات،*
وهو ما خلخل البناء العربي كله، وفتح ثغرات مُهلكة في الجسد العربي، وفي الكيان السني الأكبر، دخلت منها إيران وروسيا وغيرهما.
وقد أسفرت الإستراتيجية السعودية الخرقاء عن تراجعات كبرى لقوة أهل السنة، السياسية والعسكرية، وحتى الديمغرافية، في أكثر من بلد من بلدان المشرق العربي:
- *ففي العراق دفع أهل السنة ثمن التعويل على السلطة السعودية،* والانطباع التي قدمتْه لهم ولغيرهم عن استعدادها لمواجهة التمدد الإيراني، وحربها الكلامية الجوفاء مع الشيعة،
فكانت النتيجة مفزعة: تقتيلا وتنكيلا وتهجيرا، وإبعادا عن مواطن التأثير والقرار، في دولة كانوا يحكمونها طيلة التاريخ الإسلامي، باستثناء قرن واحد من الحكم البويهي.
- *وفي سوريا كان الثوار على بُعد بضعة كيلومترات من قصر السفّاح بشار الأسد في دمشق،*
فضغطت السلطة السعودية من أجل الاستئثار بملف الثورة السورية، وتهميش الداعمين الآخرين، خصوصا من القطريين والأتراك،
فكانت النتيجة تمَزُّق الثورة السورية على جبهتها السياسية، وتضعضعها على جبهتها العسكرية.
وذهبت عنتريات عادل الجبير عن إسقاط الأسد بقوة السلاح أدراج الرياح.
- *وفي اليمن تستحق تقلبات السياسة السعودية أن تُدرَّس في كليات العلوم السياسية مثالا على التخبط والتناقض والارتجال.*
فقد أنقذت السلطة السعودية علي عبد الله صالح من ثورة شعبه، بل وأنقذت حياته لما هوجم هجوما قاتلا في صنعاء، وأعادته إلى اليمن معززا مكرَّما ليعبث بمصائر الثورة، ودعمت الحوثيين من أجل استئصال التجمع اليمني للإصلاح، القوة السياسية السنية الكبرى في اليمن.
ثم انتهى المطاف بالسلطة السعودية إلى محاربة علي صالح وتدمير اليمن من أجل التخلص منه ومن الحوثيين.
- *وفي تركيا كانت السلطة السعودية داعمة للانقلاب العسكري الغاشم،الذي كانت غايتُه تعطيل مسيرة تركيا،*
من خلال تنصيب قائد عسكري من نمط عبد الفتاح السيسي، قاهرٍ لشعبه، مقهورٍ أمام الغرب، ليعيد تركيا إلى حالة التبعية، والعداوة الصريحة للإسلام وللعرب، والارتماء في أحضاء إسرائيل، والتخلي عن الآمال العراض التي تعلقها جماهير المسلمين في أرجاء العالم على تركيا الجديدة، كدولة إسلامية قوية، متصالحة مع محيطها الإسلامي.
- *وقبل ذلك في مصر كانت السلطة السعودية الداعم الأكبر للانقلاب العسكري الغاشم الذي وأد أجمل الثورات العربية وأعظمها أثرا في المعادلات الإستراتيجية في المنطقة،*
وسعت السلطة السعودية بذلك إلى استئصال جماعة الإخوان المسلمين، أكبر القوى السياسية الإسلامية في العالم، وأوسعها انتشارا، وأكثرها اعتدالا ومصداقية. ويكفي أنها القوة السياسية التي حازت على أصوات الغالبية، في أول انتخابات رئاسية نزيهة في تاريخ مصر، أكبر الدول العربية.
- *ثم جاء حصار قطر خاتمة سيئة لحرب السلطة السعودية على أي قوة سنية صاعدة،*
حتى ولو كانت أقرب الناس إليها ثقافيا وجغرافيا وديمغراف
*ثم كانت الجناية الثانية التي جنتها السلطة السعودية على الأمة الإسلامية بشكل عام، وعلى أهل السنة والجماعة بشكل خاص، هي إقحامها أهل السنة في حرب وجودية طائفية مدمِّرة مع الشيعة.*
وكانت نتيجة هذه المواجهة كارثة على عموم المسلمين، ومصيبة مضاعفة على أهل السنَّة والجماعة، لأن القيادة السعودية فاشلة حتى في حربها الطائفية.
*فالعلاقة بين السُّنة والشيعة لا يمكن تصورها إلا عبر مسارين اثنين.*
*أحدهما: مسار التعايش السلمي*
الذي يحترم الخصوصية المذهبية، ويعترف بحق الاختلاف، ويسعى لضمان العدل والحرية للجميع دون ازدواجية ولا مثنوية.
وهذا هو المسار الأفضل إسلاميا وإنسانيا.
*وثانيهما: مسار التدافع السياسي والعسكري الذي يحقق توازن القوى،*
ويُقنع الطرفين أن لا بديل عن التعايش، وأن فرْض إرادة أي طرف على الآخر أمر عبثي، لن يقود إلا إلى الدمار الشامل للطرفين، وللأمة الإسلامية بأسرها.
وقد حرمت الاستراتيجية السعودية الفاشلة في مواجهة الشيعة عموما، وإيران خصوصا، أهل السنة من تحقيق أي شيء على أيٍّ من المسارين.
فقد حرمتْهم بخطابها التكفيري التشهيري من خيار التعايش السلمي مع الشيعة،
ثم خذلتْهم سياسيا وعسكريا في خيار التدافع الفعال ضد التوسع الشيعي.
وهكذا حرَمتْ السلطة السعودية أهل السنّة والجماعة من الاجتماع على مبدأ ديني، بثقافة التكفير والتشهير التي بثتها في أرجاء الأرض، ثم حرمتْهم من الاجتماع على موقف سياسي، بخذلانهم وطعنهم في الظهر.
فتحول أهل السنة أدواتٍ بيد السلطة السعودية لاستنزاف إيران (وقبلها الاتحاد السوفييتي)، ضمن المنظور الاستراتيجي الأميريكي، وليسوا طرفا أصيلا يراد له أن يحقق مكاسب إيجابية، سواء عن طريق التعايش أو التدافع.
*ثم كانت الجناية الثالثة هي تصدُّر السلطة السعودية لخطيئة الثورة المضادة، وتوجيهها طاقتها السياسية والمالية ضد الشعوب منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، وحربها الاستئصالية على القوى الإسلامية السنّية التي كانت رافعة تلك الثورات،*
وهو ما خلخل البناء العربي كله، وفتح ثغرات مُهلكة في الجسد العربي، وفي الكيان السني الأكبر، دخلت منها إيران وروسيا وغيرهما.
وقد أسفرت الإستراتيجية السعودية الخرقاء عن تراجعات كبرى لقوة أهل السنة، السياسية والعسكرية، وحتى الديمغرافية، في أكثر من بلد من بلدان المشرق العربي:
- *ففي العراق دفع أهل السنة ثمن التعويل على السلطة السعودية،* والانطباع التي قدمتْه لهم ولغيرهم عن استعدادها لمواجهة التمدد الإيراني، وحربها الكلامية الجوفاء مع الشيعة،
فكانت النتيجة مفزعة: تقتيلا وتنكيلا وتهجيرا، وإبعادا عن مواطن التأثير والقرار، في دولة كانوا يحكمونها طيلة التاريخ الإسلامي، باستثناء قرن واحد من الحكم البويهي.
- *وفي سوريا كان الثوار على بُعد بضعة كيلومترات من قصر السفّاح بشار الأسد في دمشق،*
فضغطت السلطة السعودية من أجل الاستئثار بملف الثورة السورية، وتهميش الداعمين الآخرين، خصوصا من القطريين والأتراك،
فكانت النتيجة تمَزُّق الثورة السورية على جبهتها السياسية، وتضعضعها على جبهتها العسكرية.
وذهبت عنتريات عادل الجبير عن إسقاط الأسد بقوة السلاح أدراج الرياح.
- *وفي اليمن تستحق تقلبات السياسة السعودية أن تُدرَّس في كليات العلوم السياسية مثالا على التخبط والتناقض والارتجال.*
فقد أنقذت السلطة السعودية علي عبد الله صالح من ثورة شعبه، بل وأنقذت حياته لما هوجم هجوما قاتلا في صنعاء، وأعادته إلى اليمن معززا مكرَّما ليعبث بمصائر الثورة، ودعمت الحوثيين من أجل استئصال التجمع اليمني للإصلاح، القوة السياسية السنية الكبرى في اليمن.
ثم انتهى المطاف بالسلطة السعودية إلى محاربة علي صالح وتدمير اليمن من أجل التخلص منه ومن الحوثيين.
- *وفي تركيا كانت السلطة السعودية داعمة للانقلاب العسكري الغاشم،الذي كانت غايتُه تعطيل مسيرة تركيا،*
من خلال تنصيب قائد عسكري من نمط عبد الفتاح السيسي، قاهرٍ لشعبه، مقهورٍ أمام الغرب، ليعيد تركيا إلى حالة التبعية، والعداوة الصريحة للإسلام وللعرب، والارتماء في أحضاء إسرائيل، والتخلي عن الآمال العراض التي تعلقها جماهير المسلمين في أرجاء العالم على تركيا الجديدة، كدولة إسلامية قوية، متصالحة مع محيطها الإسلامي.
- *وقبل ذلك في مصر كانت السلطة السعودية الداعم الأكبر للانقلاب العسكري الغاشم الذي وأد أجمل الثورات العربية وأعظمها أثرا في المعادلات الإستراتيجية في المنطقة،*
وسعت السلطة السعودية بذلك إلى استئصال جماعة الإخوان المسلمين، أكبر القوى السياسية الإسلامية في العالم، وأوسعها انتشارا، وأكثرها اعتدالا ومصداقية. ويكفي أنها القوة السياسية التي حازت على أصوات الغالبية، في أول انتخابات رئاسية نزيهة في تاريخ مصر، أكبر الدول العربية.
- *ثم جاء حصار قطر خاتمة سيئة لحرب السلطة السعودية على أي قوة سنية صاعدة،*
حتى ولو كانت أقرب الناس إليها ثقافيا وجغرافيا وديمغراف