#مفاهيم_ينبغي_أن_تصحح
( قاعدة في النقد )
يقول أبو الفرج ابن الجوزي : مَثَلُ المقلد الذي نبذ عقله كمن أُعطي شمعة ليستضيء بها في الطريق فأطفأها ومشى في الظلام .
أو كلاماً هذا معناه .
جميلٌ بالمرء أن يُعمِل عقله وفكره فيما يقرأ ويسمع ...
وكذلك جميلٌ به أن ينقد ويبيّن ما ظهر له من خطأ غيره بعد الدراسة والجهد والتقصي ...
قبيحٌ به نقلَ نقدِ غيره لغيره دون تقصٍ وتثبت
وأقبح منه نسبةَ النقد لنفسه ، فيظهر كأنه هو الذي بحث في كتب المخالف ووجد ما فيها من قصور ثم بيّنها للناس !!
وأقبح منه عندما ينقل نقد غيره لغيره وهو لا يعلم ما يقصده الناقد ولا يفهم كلام المنقود !!
وأقبح من كل ما سلف عندما يكون المنقود عَلَماً في بابه وفنّه !!
وأنا أذكر لك صورة يوضح لك الأمر ويجليه :
الإمام أحمد ابن تيمية المتوفى عام 728هـ
من أكثر الشخصيات الإسلامية التي كثر حولها الجدل منذ عصره وإلى يومنا هذا .
انتقده بعض علماء عصره وشنّعوا عليه في مسائل ظنوا أنه خالف فيها الإجماع ولم يخالف ، وألفوا في الردّ عليه والتشنيع مؤلفات وكتب ...
بالمقابل مدحه وعظمه كثيرٌ من علماء عصره ومؤرخيه ، وألفوا في مدحه ومناقبه وعلومه ومؤلفاته كتباً ومؤلفات كثيرة ..
لكن ما لم يختلف عليه الطرفان هو أنّ ابن تيمية لم يكن شخصاً عادياً أبداً ، بل يقّر له الجميع - المخالف قبل الموافق - بأنه كان عبقرياً منفراداً في بابه قلّ نظيره بين أذكياء العالم ...
حتى أن أشد المنتقدين له -السبكي-عندما تكلم عن كتابه العظيم ( منهاج السنة ) أقرّ له بذلك ، لكن خالفه في مسائل في الصفات ...
وإن مما يكاد يُخرج العاقل من طوره أن ترى بعض الجهلة اليوم -بحجة النقد والتعالم - ينقل أو يقصّ نصوصاً مجتزأة من كلام ابن تيمية إما من بعض كتب خصومه وإما من الأستاذ ( جوجل ) ...ثم يوردها إيراد الباحث الناقد ، وهو - والله - ما قرأ كتاباً واحداً كاملاً لابن تيمية ، فضلاً عن أن يكون قرأ عدة كتب له !!
ولو قرأها لما فهمها !!
ولو فهمها لفهمها بالمقلوب !!
وهؤلاء الناقلون يجمعون بين الجهل وسوء القصد، فانه من المعروف عند ابن تيمية أسلوبه الاستطرادي الطويل ، وهو كثيراً ما يتكلم في مسألة ثم يدخل في أخرى وثالثة ورابعة حتى ينسى القارئ المسألة الأساس ، وكذلك يتوسع في نقل حجج المخالف وذكر الأقوال جميعاً في المسألة ثم يرد عليها قولاً قولاً...
فيجتمع الجهل وسوء القصد عند كثير من مناوئه ، فينسبون له أقولاً ذكرها ليست له ، وإنما ذكرها إما للرد عليها أو لبيان كل ما قيل في المسألة ، وقد يكون قد ردّ عليها في موضع آخر من كتبه فيكتفي به ، فيظنه الجاهل حين لم يردّ عليه أنه أقرّه .
والمقصد أنه لا أحد معصوم من الخطأ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن لكل عاقل أن ينقد ويرد على من يراه مخطئاً ، لكن بشرط أن يفهم كلامه على أقل تقدير !!!
@ammarAlhilaly
( قاعدة في النقد )
يقول أبو الفرج ابن الجوزي : مَثَلُ المقلد الذي نبذ عقله كمن أُعطي شمعة ليستضيء بها في الطريق فأطفأها ومشى في الظلام .
أو كلاماً هذا معناه .
جميلٌ بالمرء أن يُعمِل عقله وفكره فيما يقرأ ويسمع ...
وكذلك جميلٌ به أن ينقد ويبيّن ما ظهر له من خطأ غيره بعد الدراسة والجهد والتقصي ...
قبيحٌ به نقلَ نقدِ غيره لغيره دون تقصٍ وتثبت
وأقبح منه نسبةَ النقد لنفسه ، فيظهر كأنه هو الذي بحث في كتب المخالف ووجد ما فيها من قصور ثم بيّنها للناس !!
وأقبح منه عندما ينقل نقد غيره لغيره وهو لا يعلم ما يقصده الناقد ولا يفهم كلام المنقود !!
وأقبح من كل ما سلف عندما يكون المنقود عَلَماً في بابه وفنّه !!
وأنا أذكر لك صورة يوضح لك الأمر ويجليه :
الإمام أحمد ابن تيمية المتوفى عام 728هـ
من أكثر الشخصيات الإسلامية التي كثر حولها الجدل منذ عصره وإلى يومنا هذا .
انتقده بعض علماء عصره وشنّعوا عليه في مسائل ظنوا أنه خالف فيها الإجماع ولم يخالف ، وألفوا في الردّ عليه والتشنيع مؤلفات وكتب ...
بالمقابل مدحه وعظمه كثيرٌ من علماء عصره ومؤرخيه ، وألفوا في مدحه ومناقبه وعلومه ومؤلفاته كتباً ومؤلفات كثيرة ..
لكن ما لم يختلف عليه الطرفان هو أنّ ابن تيمية لم يكن شخصاً عادياً أبداً ، بل يقّر له الجميع - المخالف قبل الموافق - بأنه كان عبقرياً منفراداً في بابه قلّ نظيره بين أذكياء العالم ...
حتى أن أشد المنتقدين له -السبكي-عندما تكلم عن كتابه العظيم ( منهاج السنة ) أقرّ له بذلك ، لكن خالفه في مسائل في الصفات ...
وإن مما يكاد يُخرج العاقل من طوره أن ترى بعض الجهلة اليوم -بحجة النقد والتعالم - ينقل أو يقصّ نصوصاً مجتزأة من كلام ابن تيمية إما من بعض كتب خصومه وإما من الأستاذ ( جوجل ) ...ثم يوردها إيراد الباحث الناقد ، وهو - والله - ما قرأ كتاباً واحداً كاملاً لابن تيمية ، فضلاً عن أن يكون قرأ عدة كتب له !!
ولو قرأها لما فهمها !!
ولو فهمها لفهمها بالمقلوب !!
وهؤلاء الناقلون يجمعون بين الجهل وسوء القصد، فانه من المعروف عند ابن تيمية أسلوبه الاستطرادي الطويل ، وهو كثيراً ما يتكلم في مسألة ثم يدخل في أخرى وثالثة ورابعة حتى ينسى القارئ المسألة الأساس ، وكذلك يتوسع في نقل حجج المخالف وذكر الأقوال جميعاً في المسألة ثم يرد عليها قولاً قولاً...
فيجتمع الجهل وسوء القصد عند كثير من مناوئه ، فينسبون له أقولاً ذكرها ليست له ، وإنما ذكرها إما للرد عليها أو لبيان كل ما قيل في المسألة ، وقد يكون قد ردّ عليها في موضع آخر من كتبه فيكتفي به ، فيظنه الجاهل حين لم يردّ عليه أنه أقرّه .
والمقصد أنه لا أحد معصوم من الخطأ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن لكل عاقل أن ينقد ويرد على من يراه مخطئاً ، لكن بشرط أن يفهم كلامه على أقل تقدير !!!
@ammarAlhilaly