تعبٌ فؤادِي كَاد يقتلُه الحَنين!
-
أنا مُتعبةٌ، وهذه المَعاني المطّرحة فِي صدري، يا مَيس.
أسمع صوتَ أنفاسي وهي تعلو وتهبط بقوّة، كأنما ركضتُ زمنًا ثمّ توقفت، غير أنني لم أقف، مازلتُ أركض، وألهث لهفةً وحنيني يستبق الدّرب!
تتراكض المَعاني في صدري وتصطدم بِجدار اللغة، وتتراجع.. لا لفظ فيتسِع لها.
أشعرُ وكأنّي خرقة مبلّلة أعصرُ لكي أجفّ، وأُنشر في الأسقفِ والنّوافذ، وعلى حبال الصبر، ولا أجفّ، مازلت مبلّلة بحزن طويل.. وما زالت عيني تُعصر وينسكب منها ماؤها.
آه يا مَيس، ما وسع هذا القلب ليتّسع لكلّ هذه التّناهيد وَلا تكون له ساعةً يزفرها ويلفظها من متنفّسه؟ لكَأنّي به بركان لا تسكنه غير النّار ويحرقُ بعضه بعضًا ويجد فِيها لذة واستمتاع، ولا يتشَكّى.
منذ وقت طويل ولا أحسّ إلا بالغَضب، وكأنّي فوهة بندقيّة، تَتحيّن بمكرٍ ساعةً تنفجرُ بها وَلا تطيب إلا بمقتل !
وأكادُ أقسم أن لا يسكتني شيءٌ وَأواري به غضبي، غير جلستي معكِ حينئذ، وتَعاطينا المسرّات والأحزان بعدْل، ولا يفهمني في زمانِي أحدٌ كما يفهمني قلبكِ، وهذا مَا أطيّب به خَاطرِي المتلظى.
قبلكِ مَا جرّبت شعورَ أن يُعرف حال قلبي، باضطراب أفكَاري ومجاوزتها الصحيح.. تصنّمتُ عجبًا وقتما رأيتِ منّي الخطأ، فسألتني إن كان بي بأس: "مَا بحس كلامك صحِيح.. فيكِ شي؟!" كنت أدافع بكاءً نهرًا، واستسلمتُ لقولكِ، بكيتُ فرحًا، محبّةً، قربًا.. ونسيتُ ألمي !
تعرفِين أراء عقلي وقلبِي، وإن لج بهمَا رأي مفنّدٌ، تدركِين بأنّ بي مسُّ حزن.
ينتابني شعورٌ بأن جميع الأمكنة ترفضني، وأعلم أن لي بقلبكِ مكان لا يمتلئ إلّا بي، لهذا السببُ آتيكِ محمّلة بهذا العِبء لأستريح، عوضًا عن كلّ متكإ.
أنا يا مَيس، لم أحبب قطّ الإستسلام، سأمخرُ هذا البحر إلى النهايَة، وإن تهاوت أشرعتي سأبدلها بآخر.. هَذا مَا يعتريني من إصرار كُلّما أرحت قلبي فِي مُدن قلبكِ الآمنة، وأرسيت سفني على شواطئه لألتمس الرّاحة.
اعذري تراخي لغتي الآن، وددتُ أنْ أجيء بها سادة، خالية مِن التّزويق، لأقول لكِ، ببساطةِ العبارة وكثافةِ الشّعور: أنّا متعبة، فحسب!
لكنّ قلبِي قادني للتّرسل معكِ، لحبٍّ يضمره لك، ويعلمُ أنّه محظوظٌ كون حبّه منكِ مبادل.. يا رفيقَة الرسائل، والخيال، وقلبِي.
-
أنا مُتعبةٌ، وهذه المَعاني المطّرحة فِي صدري، يا مَيس.
أسمع صوتَ أنفاسي وهي تعلو وتهبط بقوّة، كأنما ركضتُ زمنًا ثمّ توقفت، غير أنني لم أقف، مازلتُ أركض، وألهث لهفةً وحنيني يستبق الدّرب!
تتراكض المَعاني في صدري وتصطدم بِجدار اللغة، وتتراجع.. لا لفظ فيتسِع لها.
أشعرُ وكأنّي خرقة مبلّلة أعصرُ لكي أجفّ، وأُنشر في الأسقفِ والنّوافذ، وعلى حبال الصبر، ولا أجفّ، مازلت مبلّلة بحزن طويل.. وما زالت عيني تُعصر وينسكب منها ماؤها.
آه يا مَيس، ما وسع هذا القلب ليتّسع لكلّ هذه التّناهيد وَلا تكون له ساعةً يزفرها ويلفظها من متنفّسه؟ لكَأنّي به بركان لا تسكنه غير النّار ويحرقُ بعضه بعضًا ويجد فِيها لذة واستمتاع، ولا يتشَكّى.
منذ وقت طويل ولا أحسّ إلا بالغَضب، وكأنّي فوهة بندقيّة، تَتحيّن بمكرٍ ساعةً تنفجرُ بها وَلا تطيب إلا بمقتل !
وأكادُ أقسم أن لا يسكتني شيءٌ وَأواري به غضبي، غير جلستي معكِ حينئذ، وتَعاطينا المسرّات والأحزان بعدْل، ولا يفهمني في زمانِي أحدٌ كما يفهمني قلبكِ، وهذا مَا أطيّب به خَاطرِي المتلظى.
قبلكِ مَا جرّبت شعورَ أن يُعرف حال قلبي، باضطراب أفكَاري ومجاوزتها الصحيح.. تصنّمتُ عجبًا وقتما رأيتِ منّي الخطأ، فسألتني إن كان بي بأس: "مَا بحس كلامك صحِيح.. فيكِ شي؟!" كنت أدافع بكاءً نهرًا، واستسلمتُ لقولكِ، بكيتُ فرحًا، محبّةً، قربًا.. ونسيتُ ألمي !
تعرفِين أراء عقلي وقلبِي، وإن لج بهمَا رأي مفنّدٌ، تدركِين بأنّ بي مسُّ حزن.
ينتابني شعورٌ بأن جميع الأمكنة ترفضني، وأعلم أن لي بقلبكِ مكان لا يمتلئ إلّا بي، لهذا السببُ آتيكِ محمّلة بهذا العِبء لأستريح، عوضًا عن كلّ متكإ.
أنا يا مَيس، لم أحبب قطّ الإستسلام، سأمخرُ هذا البحر إلى النهايَة، وإن تهاوت أشرعتي سأبدلها بآخر.. هَذا مَا يعتريني من إصرار كُلّما أرحت قلبي فِي مُدن قلبكِ الآمنة، وأرسيت سفني على شواطئه لألتمس الرّاحة.
اعذري تراخي لغتي الآن، وددتُ أنْ أجيء بها سادة، خالية مِن التّزويق، لأقول لكِ، ببساطةِ العبارة وكثافةِ الشّعور: أنّا متعبة، فحسب!
لكنّ قلبِي قادني للتّرسل معكِ، لحبٍّ يضمره لك، ويعلمُ أنّه محظوظٌ كون حبّه منكِ مبادل.. يا رفيقَة الرسائل، والخيال، وقلبِي.