مَيْس هادي dan repost
-
آهٍ آثار! قرأتُ رسالتكِ هذه قراءةً قلبيّةً أحسستُ معها كأنّي أقرأ كلاماً بين السّطور لم يكُن من آثار القلم، ولكن يجيء من الأنين فيُترجمه قلبي إلى كلام بليغٍ يثقل في النّفس إذ هُو من عمل الرُّوح، وقد قرأتُ اسمي في المطلع.. فما شعرتُ إذ تُناديني على ما سبق إلا كأنّكِ تأخذيني من نفسي فأُقبل عليكِ متجرّدة لا تعمل يداي لهذا القلم إلا كما تعمل اليدان في الضّمة الشّافية، فهل تُحسّي بحناني يتساكب مع الحبر وأحتوي رسالتكِ بأحزانها، كما يكون لعينيّ إذا ضمّت نفسك؟
وآهٍ آثار! فقد رأيتُ الشّعور الذي هُو منّي يرجع صاخباً من قلبك، وفهمتُ كيف للاحتياج إذا أفرغَ صدراً من ضلوعهِ وتهدّم ضعفاً وحاجة.. أن يُحيطَهُ بأُخرى من النّور تُمسِكُ قلبهُ فإذا هو قائمٌ بقوّة صاحبهِ وشعاع كلماته!
ولعلّ هذا سرّ الحُب، وإلا فمتى كانت القوّة النّافذة تأتي من الضّعف الشديد؟
فديتُ عيونكِ التي تندى منها رُوحي، أرأيتِ الحُزن تاركاً فؤادكِ وهو كالألماسة يجلوها فلا تتكدّر منه، ويدعها فإذا هي صافية تُنادي بريقها من اللألأة الدّامعة ويكأنّ جمالها فيه؟
وما دعاكِ إلى الخرقة من تشبيهٍ تُلقينه على هذا النّبع العذب فيبتلّ منه، ولو أنّه يُنتَزع من الرّسالة لنفضتهُ في وجهك، فهل هذا تشبيه؟!
ويا فديتُ الغاضبة المُتلهّبة! ما أنال من أوصافها غير الجمال يأتي ممزوجاً بها فيثبتُ عليّ ويقرّ عليكِ، وما شعرتُ من معانيكِ إلا كأنّ حرفي الماء.. ولكنه ماء مغليّ جاء يحرق من أوصافك، فوَيل أعداءكِ.. ما هذا الغضب!
سلامتُكِ "يا رُوحي" وأعلمُ بكِ تُحبّينها منّي، ولتهدأ نفسكِ ولتسكُن، ولتستريحي على أجنحتي فإني طوّافة رفرافة في الرّحاب، وقد سمونا ببيانك حتى الغيم.. فهل زال البأس، يا فنّ النّاي؟
آهٍ آثار! قرأتُ رسالتكِ هذه قراءةً قلبيّةً أحسستُ معها كأنّي أقرأ كلاماً بين السّطور لم يكُن من آثار القلم، ولكن يجيء من الأنين فيُترجمه قلبي إلى كلام بليغٍ يثقل في النّفس إذ هُو من عمل الرُّوح، وقد قرأتُ اسمي في المطلع.. فما شعرتُ إذ تُناديني على ما سبق إلا كأنّكِ تأخذيني من نفسي فأُقبل عليكِ متجرّدة لا تعمل يداي لهذا القلم إلا كما تعمل اليدان في الضّمة الشّافية، فهل تُحسّي بحناني يتساكب مع الحبر وأحتوي رسالتكِ بأحزانها، كما يكون لعينيّ إذا ضمّت نفسك؟
وآهٍ آثار! فقد رأيتُ الشّعور الذي هُو منّي يرجع صاخباً من قلبك، وفهمتُ كيف للاحتياج إذا أفرغَ صدراً من ضلوعهِ وتهدّم ضعفاً وحاجة.. أن يُحيطَهُ بأُخرى من النّور تُمسِكُ قلبهُ فإذا هو قائمٌ بقوّة صاحبهِ وشعاع كلماته!
ولعلّ هذا سرّ الحُب، وإلا فمتى كانت القوّة النّافذة تأتي من الضّعف الشديد؟
فديتُ عيونكِ التي تندى منها رُوحي، أرأيتِ الحُزن تاركاً فؤادكِ وهو كالألماسة يجلوها فلا تتكدّر منه، ويدعها فإذا هي صافية تُنادي بريقها من اللألأة الدّامعة ويكأنّ جمالها فيه؟
وما دعاكِ إلى الخرقة من تشبيهٍ تُلقينه على هذا النّبع العذب فيبتلّ منه، ولو أنّه يُنتَزع من الرّسالة لنفضتهُ في وجهك، فهل هذا تشبيه؟!
ويا فديتُ الغاضبة المُتلهّبة! ما أنال من أوصافها غير الجمال يأتي ممزوجاً بها فيثبتُ عليّ ويقرّ عليكِ، وما شعرتُ من معانيكِ إلا كأنّ حرفي الماء.. ولكنه ماء مغليّ جاء يحرق من أوصافك، فوَيل أعداءكِ.. ما هذا الغضب!
سلامتُكِ "يا رُوحي" وأعلمُ بكِ تُحبّينها منّي، ولتهدأ نفسكِ ولتسكُن، ولتستريحي على أجنحتي فإني طوّافة رفرافة في الرّحاب، وقد سمونا ببيانك حتى الغيم.. فهل زال البأس، يا فنّ النّاي؟