في الإسراع لإدراك الصلاة
السؤال:
ما حكم الذهاب إلى المسجد على متن الدراجة الهوائية، علما أنّه يدخل الصلاة وهو يلهث؟ وإذا صلى على هذه الحال هل تعد صلاته صحيحة؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فلا مانع من الذهاب إلى المسجد بوسيلة المركوب أو بالمشي لثبوت ذلك في السنة، وقد طاف صلى الله عليه وآله وسلم بالبيت وهو على ناقته(١)، غير أنَّ الإسراع في إدراك الصلاة منهيٌّ عنه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»(٢)، والحديث -وإن ورد النهي فيه عند الإقامة- إلاَّ أنه ثبت ما يدلُّ على النهي عن الإسراع قبل الإقامة -أيضًا- لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»(٣)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «...فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ»(٤)، ولا شكَّ أنَّ الإسراع ينافي السكينةَ والوقار، وقد نبَّه بذلك على أنَّه لو لم يُدرك من الصلاة شيئا لكان محصِّلاً لمقصوده لكونه في صلاة، فضلاً عن أنَّ ذهابه إلى المسجد ماشيًا وعدم الإسراع يستلزم كثرة الخطوات وهو معنى مقصودٌ لذاته كما صحَّ في حديث أنَّ: «بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً»(٥) وفي رواية أخرى: «...لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلاَّ كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَسَنَةً وَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ الْيُسْرَى إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَيِّئَةً»(٦) الحديث. والصلاة صحيحة لكون الإسراع منفكًّا عنها.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: ٨ جمادى الأولى ١٤٢٧ﻫ
المـوافق ﻟ: ٤ جـوان ٢٠٠٦م
(١) أخرجه البخاري في الحج (١٦١٢)، ومسلم في «الحج» (١٢٧٢)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(٢) أخرجه البخاري في الأذان (٦٣٦)، ومسلم (٦٠٢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاري في الأذان (٦٣٥)، ومسلم (٦٠٣)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
(٤) أخرجه مسلم في «المساجد ومواضع الصلاة» (٦٠٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) أخرجه مسلم في «المساجد» (٦٦٤)، من حديث جابر رضي الله عنه.
(٦) أخرجه أبو داود في «الصلاة» (٥٦٣)، عن رجل من الأنصار رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (٤٤٠).
فتاوى الشيخ فركوس:
قناة سلفية تعتني بنشر فتاوى الشيخ فركوس
https://telegram.me/ferkouss
السؤال:
ما حكم الذهاب إلى المسجد على متن الدراجة الهوائية، علما أنّه يدخل الصلاة وهو يلهث؟ وإذا صلى على هذه الحال هل تعد صلاته صحيحة؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فلا مانع من الذهاب إلى المسجد بوسيلة المركوب أو بالمشي لثبوت ذلك في السنة، وقد طاف صلى الله عليه وآله وسلم بالبيت وهو على ناقته(١)، غير أنَّ الإسراع في إدراك الصلاة منهيٌّ عنه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»(٢)، والحديث -وإن ورد النهي فيه عند الإقامة- إلاَّ أنه ثبت ما يدلُّ على النهي عن الإسراع قبل الإقامة -أيضًا- لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»(٣)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «...فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ»(٤)، ولا شكَّ أنَّ الإسراع ينافي السكينةَ والوقار، وقد نبَّه بذلك على أنَّه لو لم يُدرك من الصلاة شيئا لكان محصِّلاً لمقصوده لكونه في صلاة، فضلاً عن أنَّ ذهابه إلى المسجد ماشيًا وعدم الإسراع يستلزم كثرة الخطوات وهو معنى مقصودٌ لذاته كما صحَّ في حديث أنَّ: «بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً»(٥) وفي رواية أخرى: «...لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلاَّ كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَسَنَةً وَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ الْيُسْرَى إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَيِّئَةً»(٦) الحديث. والصلاة صحيحة لكون الإسراع منفكًّا عنها.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: ٨ جمادى الأولى ١٤٢٧ﻫ
المـوافق ﻟ: ٤ جـوان ٢٠٠٦م
(١) أخرجه البخاري في الحج (١٦١٢)، ومسلم في «الحج» (١٢٧٢)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(٢) أخرجه البخاري في الأذان (٦٣٦)، ومسلم (٦٠٢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاري في الأذان (٦٣٥)، ومسلم (٦٠٣)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
(٤) أخرجه مسلم في «المساجد ومواضع الصلاة» (٦٠٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) أخرجه مسلم في «المساجد» (٦٦٤)، من حديث جابر رضي الله عنه.
(٦) أخرجه أبو داود في «الصلاة» (٥٦٣)، عن رجل من الأنصار رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (٤٤٠).
فتاوى الشيخ فركوس:
قناة سلفية تعتني بنشر فتاوى الشيخ فركوس
https://telegram.me/ferkouss