لقوله تعالى: ﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ١﴾ [الحُجُرات]، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ»(٨)، وفي روايةٍ: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ»(٩)؛ قال القاضي عبد الوهَّاب المالكيُّ ـ رحمه الله ـ: «لا تفتقر إقامةُ الجمعة إلى سلطانٍ، خلافًا لأبي حنيفة؛ لقوله تعالى: ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: ٩]، ولم يشترط إِذنَ السلطان؛ وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «الجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»(١٠)؛ ولأنَّ ذلك إجماعُ الصحابة؛ لأنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه صلَّى بالناس الجُمُعةَ وعثمانُ رضي الله عنه محصورٌ، وكان الإمامُ عثمانَ ولم يُذكَر أنه استأذنَه وقد كان قادرًا على ذلك؛ وقد كان سعيد بنُ العاص أميرَ المدينة فأخرجوه منها وجاء أبو موسى الأشعريُّ فصلَّى بالناس الجُمُعةَ؛ ورُوِيَ أنَّ الوليد كان أميرًا بالكوفة فأخَّر الجُمُعةَ تأخيرًا شديدًا فصلَّى ابنُ مسعودٍ بالناس؛ فكُلُّ ذلك أمرٌ ظاهرٌ مشهورٌ لم يَجْرِ فيه نكيرٌ؛ ولأنه صلاةٌ فلم يكن مِنْ شرطِ إقامَتِها الإمامُ كسائر الصلوات؛ ولأنها عبادةٌ على البدل كالحجِّ»(١١).
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٣ رجب ١٤٤١ﻫ
الموافق ﻟ: ١٨ مارس ٢٠٢٠م
(١) انظر: «الإجماع» لابن المنذر (٢٦).
(٢) انظر: «الإنصاف» للمرداوي (٢/ ٢٦٥)، «طرح التثريب» للعراقي (٣/ ١٩٠).
(٣) انظر: «المقدِّمات الممهِّدات» لابن رشد (١/ ٢٢٢)، «التوضيح لابن الحاجب» للخليل بنِ إسحاق (٢/ ٥٤)، «التنبيهات المُستنبَطة» للقاضي عياض (١/ ٢٥٥).
(٤) أخرجه ابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (٥٠٦٨)، قال ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (٢/ ٣٨٠): «صحَّحه ابنُ خزيمة»، وقال الألبانيُّ في «الضعيفة» (٢/ ٣١٨): «إسناده صحيحٌ على شرط الشيخين»، وانظر:«الإرواء» (٣/ ٦٦).
(٥) «السيل الجرَّار» للشوكاني (١/ ٢٩٨).
(٦) ذَكَر ابنُ حجرٍ ـ رحمه الله ـ في «فتح الباري» (٢/ ٤٢٣) اختلافَ العلماء في تقدير العدد، حيث بلغَتْ خمسةَ عَشَرَ قولًا ليس لأيٍّ منها دليلٌ يستند إليه إلَّا قولَ مَنْ قال: تنعقد الجمعةُ بما تنعقد به سائرُ الجماعات؛ وانظر ـ أيضًا ـ: «السيل الجرَّار» للشوكاني (١/ ٢٩٨).
(٧) «السيل الجرَّار» للشوكاني (١/ ٢٩٧).
(٨) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الأحكام» باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصيةً (٧١٤٥)، ومسلمٌ في «الإمارة» (١٨٤٠)، مِنْ حديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه.
(٩) أخرجه أحمد في «مُسنَدِه» (١٠٩٥) مِنْ حديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٥١٩).
(١٠) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٨/ ٣٢١)، والبيهقيُّ في «سُنَنه الكبرى» (٥٦٣٢)، مِنْ حديثِ طارق بنِ شهابٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «إرواء الغليل» (٥٩٢) و«صحيح الجامع» (٣١١٣).
(١١) «الإشراف على نُكَت مسائل الخلاف» للقاضي عبد الوهَّاب (١/ ٣٢٠ ـ ٣٢٢).
شاركوا معنا في نشر الرابط فإن الدال على الخير كفاعله
فتاوى الشيخ فركوس:
قناة سلفية تعتني بنشر فتاوى الشيخ فركوس
https://telegram.me/ferkouss
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٣ رجب ١٤٤١ﻫ
الموافق ﻟ: ١٨ مارس ٢٠٢٠م
(١) انظر: «الإجماع» لابن المنذر (٢٦).
(٢) انظر: «الإنصاف» للمرداوي (٢/ ٢٦٥)، «طرح التثريب» للعراقي (٣/ ١٩٠).
(٣) انظر: «المقدِّمات الممهِّدات» لابن رشد (١/ ٢٢٢)، «التوضيح لابن الحاجب» للخليل بنِ إسحاق (٢/ ٥٤)، «التنبيهات المُستنبَطة» للقاضي عياض (١/ ٢٥٥).
(٤) أخرجه ابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (٥٠٦٨)، قال ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (٢/ ٣٨٠): «صحَّحه ابنُ خزيمة»، وقال الألبانيُّ في «الضعيفة» (٢/ ٣١٨): «إسناده صحيحٌ على شرط الشيخين»، وانظر:«الإرواء» (٣/ ٦٦).
(٥) «السيل الجرَّار» للشوكاني (١/ ٢٩٨).
(٦) ذَكَر ابنُ حجرٍ ـ رحمه الله ـ في «فتح الباري» (٢/ ٤٢٣) اختلافَ العلماء في تقدير العدد، حيث بلغَتْ خمسةَ عَشَرَ قولًا ليس لأيٍّ منها دليلٌ يستند إليه إلَّا قولَ مَنْ قال: تنعقد الجمعةُ بما تنعقد به سائرُ الجماعات؛ وانظر ـ أيضًا ـ: «السيل الجرَّار» للشوكاني (١/ ٢٩٨).
(٧) «السيل الجرَّار» للشوكاني (١/ ٢٩٧).
(٨) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الأحكام» باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصيةً (٧١٤٥)، ومسلمٌ في «الإمارة» (١٨٤٠)، مِنْ حديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه.
(٩) أخرجه أحمد في «مُسنَدِه» (١٠٩٥) مِنْ حديثِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٥١٩).
(١٠) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٨/ ٣٢١)، والبيهقيُّ في «سُنَنه الكبرى» (٥٦٣٢)، مِنْ حديثِ طارق بنِ شهابٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «إرواء الغليل» (٥٩٢) و«صحيح الجامع» (٣١١٣).
(١١) «الإشراف على نُكَت مسائل الخلاف» للقاضي عبد الوهَّاب (١/ ٣٢٠ ـ ٣٢٢).
شاركوا معنا في نشر الرابط فإن الدال على الخير كفاعله
فتاوى الشيخ فركوس:
قناة سلفية تعتني بنشر فتاوى الشيخ فركوس
https://telegram.me/ferkouss